قمامة؟ أجنبي؟ هل يستخدمون مثل هذه الكلمات مع الناس؟
“اعتذروا!”
عند كلامي، نهض الرجل من مكانه فجأة.
“هل تعرفين من أنا؟!”
“أعرف! شخص لا يعرف الأدب!”
“أوليفيا، أنا بخير حقًا!”
أمسك غالرهيد بيدي ليهدّئني.
لا، لن أترك موعدي الأوّل يُفسد بسبب هؤلاء البشر!
“من الأساس، لماذا تأتي القمامة إلى هنا؟”
يا إلهي، كنتُ سأغادر بهدوء، لكنّهم استمروا في قول “قمامة”؟!
كنتُ أرغب في مواجهتهم، لكن … هه، سأتحمّل من أجل غالرهيد.
لا يمكنني أن أظهر كدجاجة مشاكسة.
“نحن لا نهرب خوفًا، بل لأنّكم مقززون.”
كنتُ غاضبة جدًا، لكنّني حاولتُ ضبط النفس.
لكن يبدو أنّ كلامي استفزّ الرجل، إذ اقترب منّي بوجه أحمر.
“كنتُ سأتغاضى عنكِ، لكن قلتِ إنّنا مقززون؟!”
رفع ذراعه الكبيرة، وبدا مهدّدًا.
حسنًا، اضربني. سأبلّغ عنك فورًا بتهمة العنف!
لكن في تلك اللحظة، وقف شخص ذو شعر أسود أمامهم وسط صوت ارتطام.
“يبدو أنّك تريد الموت.”
“لحظة، سموّك! ألم نتّفق على عدم التدخّل؟”
مهلًا.
لماذا يظهر إيدموند وفيليكس هنا؟
منذ متى كانا موجودين؟
“كم غرامة التمييز ضدّ الأجانب؟”
“خمسة كران.”
“خمسة كران فقط، لذلك يتفوّه هؤلاء بهذه الترّهات.”
ضحك إيدموند بسخرية وهو ينظر إلى الرجل والمرأة اللذين يرتجفان أمامه.
“إذن، كم غرامة إهانة العائلة الملكيّة؟”
لم يجب فيليكس هذه المرّة.
لأنّ إهانة العائلة الملكيّة لا تُعالج بالغرامة.
“آه، صحيح. أليست عقوبتها الإعدام؟”
رفع إيدموند عينيه الحمراوين وسحب سيف فيليكس من خصره.
إهانة العائلة الملكيّة قد تؤدّي إلى الإعدام الفوريّ بناءً على خطورتها، كما فعل لوسيد عندما أطلق النار على البارون وزوجته اللذين عطّلا أعماله.
“سموّك، هذا مبالغ فيه!”
نظر فيليكس إليّ وهو يحاول تهدئة إيدموند، وكأنّه يتوسّل إليّ لإيقافه.
حتّى لو نظرتَ إليّ هكذا، هل تعتقد أنّ إيدموند سيستمع إليّ؟
“سموّك! كيف يمكننا أن نهين الأمير العظيم؟”
“صحيح! نحن فقط نتحدّث عن هذا الأجنبي!”
صرخوا وهم يشيرون إلى غالرهيد، وكأنّه المذنب الوحيد.
لماذا يحدّقون به؟
“إنّه من رجالي.”
قال إيدموند بنبرة منزعجة وهو يرفع السيف.
“إنّهما مرؤوساي اللذان اخترتهما لكفاءتهما. إنّهما أفضل بمئة مرّة من أمثالكم الذين لا يملكون سوى أفواههم. من يقلّل من شأن هذا المكان ليسا هما، بل أنتما. فهمتما؟”
عند كلام إيدموند، ركع الاثنان وأومآ برأسيهما بقوّة.
“اخرجا.”
“شـ، شكرًا!”
هربا بسرعة، فأعاد إيدموند السيف إلى فيليكس وهو يتأفّف.
التعليقات لهذا الفصل " 36"