رمشت إيكلا بعينيها الكبيرتين المدوّرتين وهي تحدّق بي.
ربّما لأنّ عينيها حمراوان، بدت مثل أرنب صغير.
“قلتِ إنّكِ تعلّمتِ لغة الإمبراطوريّة لأنكِ أردتِ أن تعملي فيها وتستعيدي حقوق شعب فوغليش، أليس كذلك؟ إذًا فلنبدأ بهذا المشروع معًا. تشغيل الحرس المدنيّ سيساعد بالتأكيد في تحسين أوضاع الأقليّات المقيمة في منطقة أومفا!”
تحدّثتُ بحماس، لكنّ إيكلا ما زالت تبدو مرتبكة وغير قادرة على استيعاب الموقف.
“أنا أرى أنّ اقتراحكِ ممتاز حقًّا. لكن بما أنّها أوّل مهمّة لكِ، ولأنّكِ لم تعيشي طويلًا في الإمبراطوريّة، ربما لم تفهمي تمامًا ظروفها.”
شعب فوغليش ليس لديهم نظام تجنيد أو جيش، وأنا نفسي لم أفهم سبب رفض الجنود لفكرة الحرس المدنيّ إلا بعد أن شرح لي إيدموند ذلك. لا شكّ أنّ إيكلا لم تكن تعلم لماذا كانت فكرتها مشكلة.
“آه …”
أخيرًا بدأت تستوعب كلماتي، واهتزّ شعرها الفضيّ المموّج وهي تحرّك رأسها.
“أردتُ أن أُحسّن أداء العمل الذي أوكلَه لي صاحب السموّ، لأنّني في الحقيقة … أُعجب به.”
احمرّت وجنتاها قليلًا.
“لذلك كنتُ أريد أن أترك انطباعًا جيدًا لديه، ويبدو أنّ حماسي جعلني أتسرّع.”
“هل تقولين إنّكِ … تحبّين إيدموند؟”
“نعم. لقد وقعتُ في حبّه من النظرة الأولى.”
أمسكت إيكلا بيدي بقوّة.
“لذا، أوليفيا، أرجوكِ ساعديني! يبدو أنّ صاحب السموّ يثق بكِ كثيرًا ويتّكل عليكِ.”
“هـ … هل حقًّا؟”
لم أكن أعلم إن كان إيدموند يثق بي فعلًا، لكنّ فكرة أن إيكلا واقعة في غرامه بدت لي صادمة.
كيف يمكنها أن تعجب بذلك الرجل الوقح؟ هل السبب أنّها البطلة المخصّصة له في القصّة؟
***
وبينما كنتُ أفكّر بذلك، عدتُ إلى مكتب إدمن، فرأيتُ عند المدخل كلبًا ضخمًا… لا، بل رجلًا كبير البنية يطلّ برأسه إلى الداخل.
“السيد غالرهيد؟”
عندما ناديته، استدار ببطء، ثمّ ابتسم لي ابتسامة مشرقة.
ربّما لأنّ شعره فضّيّ، بدا وجهه مضيئًا.
“ما الأمر؟ ألسنا نلتقي مساءً؟”
“آه، كنتُ قلقًا بشأن جبينكِ.”
قال ذلك وهو يبتسم محدّقًا في موضع الجرح.
“هل يؤلمكِ؟”
“لا، لا يؤلمني.”
ربّما لأنّني تناولتُ مسكّنًا لآلام كتفي، لم أشعر بأيّ وجع.
التعليقات لهذا الفصل " 34"