“ربّما هكذا أفضل. أنا غريبة كإمبراطورة، ماذا أفعل في مثل هذا المنصب دون تعليم.”
“لا، أنجيليا. بدونكِ لا معنى لأن أصبح إمبراطورًا. أرجوكِ، أرجوكِ عيشي. أرجوكِ.”
تمتم كاي بألم لكنّها فارقت الحياة أخيرًا. بكى كاي و إيدموند طويلاً في ذلك المكان.
نظر فيليكس إلى حزن العائلة طويلاً ثمّ غادر أوّلاً. ليجد الدّمية أوليفيا الّتي ذكرها إيدموند.
مهما بحث في الجوار، لم يبقَ شيء سوى بقع دم حمراء.
“يا صّغير … لا، إيدموند.”
اقترب فيليكس من إيدموند الّذي فقد أمّه للتوّ وتحدّث بصعوبة.
“ذهبتُ إلى المكان الّذي سقطتَ فيه، لكن لم أرَ الدّمية.”
“لا بأس. تلك الدّمية البغيضة، لا أريد رؤيتها مجدّدًا! لو لم أذهب لأجلها، لكنتُ بجانب أمّي، قليلاً أكثر!”
بدلاً من إيدموند الّذي يبكي، فتح كاي فمه.
“كانت أنجيليا تعتزّ بتلك الدّمية حقًا. لكن منذ فترة سألتُها لأنّها اختفت، فقالت إنّها رهنتها في المحلّ لأنّ نقود المعيشة نفدت.”
شدّ كاي فكّه بقوّة.
“سمعتُ ذلك فعقدتُ العزم … مهما كان قذرًا وبشعًا، سأصعد إلى ذلك المنصب. سأكون قطعة شطرنج مستعدّة للاستخدام … لكن أنجيليا ذهبت أولاً …”
عقد العزم على أن يصبح إمبراطورًا من أجل زوجته المحبوبة. وفي اليوم الّذي عقد فيه العزم فقد زوجته.
فتح الطّبيب فمه وهو ينظر إلى كاي اليائس.
“مع ذلك يجب أن تتشجّع. أليس لديك إيدموند.”
“… صحيح. يجب أن أتشجّع. لأنّه الطّفل العزيز الّذي تركته لي أنجيليا.”
احتضن كاي إيدموند الّذي يبكي كمن عقد عزمه.
“إيدموند، سأغيّرها أنا أبوك. سأغيّر العالم الّذي يضطهدك دون سبب لأنّ دم أجنبيّ يجري في عروقك. كما في وصيّة أنجيليا الأخيرة، سأنفّذ سياسات من أجلهم.”
لا يعلم إيدموند ما هو الأجنبيّ، وماذا أصبح أبوه اليوم.
فقط احتضن كاي وبكى بحرقة.
***
“لذا أصبح صاحب السّمو يكره الدّمى. يقول إنّ رؤية الدّمى تذكّره بنفسه العاجزة في الماضي؟ أصلاً ما معنى عاجز أو غير عاجز لطفل صغير. لقد نضج صاحب السّمو مبكّرًا جدًّا.”
تنهّد فيليكس وقال، “قال إنّ سبب رهن الدّمية هو أنّ صاحب السّمو إيدموند أصرّ على تناول الكعكة.”
“صاحب السّمو، كعكة؟”
“قال إنّه لو علم أنّ دمية عزيزة تُباع من أجل كعكة عيد ميلاده، لما قال إنّه يريد كعكة أبدًا. لذا يبدو أنّه يكره الحلويات أيضًا.”
“… اسم الدّمية، كان أوليفيا حقًا؟”
أومأ فيليكس عند سؤالي.
“نعم. أوليفيا نفس أوليفيا. قال إنّه اسم والدة الإمبراطورة، جدّة الإمبراطورة. ربّما كانت الإمبراطورة تعتزّ بالدّمية كأمّها.”
شعرتُ بأنّ قوّاي تنفد من جسدي.
“أوليفيا؟ ما بكِ؟”
“صاحب السّمو. يجب أن أذهب إلى صاحب السّمو.”
السيّد الّذي كنتُ أبحث عنه، سيّد أوليفيا. ذلك الشّخص الّذي لم أدركه بسبب كذب غالرهيد.
“كان إيدموند.”
“ماذا؟”
كان إيدموند سيّدي. ذلك القلب الّذي رفضته بسبب غالرهيد، كان سيّد القلب الّذي يجب أن أحصل عليه.
“بسرعة، لنذهب بسرعة!”
لا وقت لإضاعته. بدأتُ الرّكض. لماذا جسد أوليفيا بطيء إلى هذا الحدّ. ارتفع نفسي إلى حلقي لكنّني لم أتمكّن من التّوقّف.
أريد رؤيته. أريد احتضان ذلك الّذي قال إنّه يحبّني فورًا. لو أخبرني بكلّ شيء في ذلك اليوم الّذي تحدّث فيه عن أمّه، لأدركتُ فورًا.
هكذا هرعتُ إلى القصر الإمبراطوريّ، لكن إيدموند لم يكن موجودًا.
التعليقات لهذا الفصل " 104"