كنت في حيرة من نافذة الإشعار بالاستيقاظ (الصحوة) التي ظهرت فجأة أمامي، لكنني سرعان ما استعدت هدوئي وهتفت بفرح:
لقد استيقظت، لقد صحوت!!!
الاستيقاظ هو مصطلح عام لظاهرة تجلّي القوى الخارقة التي تجعل الشخص صيادًا.
الشروط الدقيقة للاستيقاظ غير معروفة.
فهناك من يستيقظ وهو مستلقٍ في بيته، وهناك من يستيقظ عند مروره بأزمة تهدد حياته أو عند قيامه بفعلٍ ما.
على أي حال، المهم هو أنه إذا استيقظت، يمكنك أن تجني الكثير من المال بفضل تلك القدرة.
بالطبع، لم تكن لدي نية في دخول الأبراج المحصنة لمقاتلة الوحوش لمجرد أنني استيقظت.
لم أكن لأدخل الزنزانة بقدميّ أبدًا.
صحيح أن جميع الصيادين مستيقظون، لكن ليس كل من استيقظوا صيادين.
هناك طرق لا حصر لها لجني المال لمجرد أنك استيقظت، من دون الحاجة لمواجهة الوحوش بنفسك في الزنزانة.
وبشكل خاص، إن كنت صانعة أدوات (Items Maker)، يمكنك أن تكسب مالًا طائلًا بمجرد صناعة الأدوات داخل النقابة.
هذا أمر اختبرته أخيرًا بعد عودتي بالزمن.
لا أصدق أن شيئًا رائعًا كهذا قد حدث!
صاحبة مقهى تخفي قواها.
شخص مستيقظ يعيش وحيدًا ويدير مقهى أمام الزنزانة متحديًا عالم الصيادين القاسي.
مجرد التفكير بالأمر يبدو رائعًا.
غمرتني أحلام وردية وأنا أتخيل مستقبلًا أعمل فيه أقل وأربح أكثر بصفتي شخصًا مستيقظًا، حتى قطعت ميوم أفكاري بصوت مهيب:
“اهدئي وافحصي حالتك. مياو.”
القطّة أخذت توبّخني.
لكن ما المشكلة في أمر تافه كهذا، وقد استيقظت للتو؟
أستطيع أن أتحمل أي قدر من التوبيخ.
أنا شخص مستيقظ الآن!
(الحالة)
حدّقت في نافذة الحالة بحماس.
ظهرت نافذة شفافة بمجرد أن فكرت بها داخليًا وأنا أنظر إلى الفراغ أمامي.
لكن…
الاسم: ريول
الفئة: صاحبة مقهى (F)
الطاقة الجسدية: 100/100، الطاقة: 100/100
القوة: 8، الذكاء: 11، الرشاقة: 9، الحظ: 12
“ما هذااااا…؟!”
في الحقيقة، لم يكن هناك ما يفاجئ كثيرًا.
فالمعدل الوسطي للشخص البالغ العادي هو 10.
بمعنى أن القوة والرشاقة أدنى من المتوسط، أما الذكاء والحظ فهما أعلى قليلًا من المتوسط، لكنهما في النهاية لا يتجاوزان مستوى الأشخاص العاديين.
المشكلة تكمن في الجزء الآخر.
حتى لو كان جسدي في المرتبة F الحقيرة، ما معنى “الفئة: صاحبة مقهى”؟
قلت إنني أريد أن أكون صاحبة مقهى تخفي قوتها، لكن لم أقصد أن تكون فئتي الرسمية مجرد “صاحبة مقهى”! عظيم!
“أليس هذا مبالغًا فيه؟”
أمسكت برأسي وصرخت، بينما ميوم تربّت عليّ بكفيها المستديرتين.
“اهدئي، أنا جائعة. أعطني طعامًا.”
“تطلبين مني أن أهدأ الآن؟! أقصى ما حظيت به من الاستيقاظ لا شيء، وأنا عالقة في مكان غريب كهذا! لم آتِ هنا بإرادتي أصلًا. كيف أخرج… انتظري، ميوم، إلى أين تذهبين؟”
من دون أن تكترث لكلامي، استدارت ميوم وبدأت تمشي.
وحين أسرعت ألحق بها، ظهر باب في الهواء من حيث لم يكن هناك شيء.
لوّحت ميوم بمخلبها نحوي.
“إن لم تأتِ، سأترككِ هنا.”
“آتية، انتظري لحظة!”
وما أن عبرنا الباب حتى غمرنا وميض من الضوء وأعادنا إلى المتجر.
لم يكن حلمًا، فما زال هناك باب يتسرب منه ضوء أزرق على الحائط.
“ميااو. نمت طويلًا وأنا جائعة. هل لديك ما آكله؟”
جلست ميوم تحت الطاولة كأنها بيتها الخاص، وبدأت تموء مطالبة بالطعام.
وأنا أيضًا بدأت أشعر بالجوع بعد يوم كامل من التنظيف.
لكن، رغم أننا في وسط سيول، نحن أمام الزنزانة العظيم “الهاوية”.
لا يوجد مطاعم أو متاجر قريبة، وسيستغرق الأمر ساعة على الأقل للحصول على طعام.
حتى خدمات التوصيل لا تصل إلى هنا، فبوابة الزنزانة 3 خارج منطقة الخدمة.
“ماذا؟!”
حين أخبرتها أنه لا يوجد طعام، انتصبت أذنا ميوم وبدا على وجهها تعبير مفاجئ.
“هل ينوي هذا الشخص المؤهَّل أن يتركني أموت جوعًا؟!”
“ما معنى مؤهَّل أصلًا؟”
“طعام! لا أستطيع الكلام وأنا جائعة.”
قالت ميوم إنها لن تنطق بحرف إن لم أعطها طعامًا، واستلقت على بطنها على الأرض.
إنها لطيفة جدًا، لا أستطيع مقاومة ذلك.
حتى لو حاولت أن تبدو صارمة، فالقطة المستلقية على شكل رغيف خبز وتبكي من أجل الطعام تبقى لطيفة كيفما نظرت إليها.
لحسن الحظ، وجدت علبة حبوب إفطار في المخزن بالدور الأول.
ترددت قليلًا لأن تاريخ انتهاء الصلاحية كان ممسوحًا من العلبة، لكنني فكرت أن الأمر لن يصل إلى حد الموت.
قررت أن أملأ معدتينا بها.
للأسف لم يكن هناك حليب.
أخرجت وعاءً مناسبًا وسكبت الحبوب لميوم.
“هممم، تريدينني أن آكل هذا الهراء؟”
“إن لم يعجبك، فأعطِني الوعاء.”
مددت يدي لآخذ الوعاء، لكنها أسرعت وتمسكت بيدي بمخالبها الأمامية.
“لا، سأمنحه نكهة خاصة.”
“أنت بنفسك قلت أنه هراء.”
“هيه، صحيح أنه هراء، لكنني سأتغاضى عنه هذه المرة.”
وعكس ما قالته، دفنت رأسها في الوعاء والتهمت كل الحبوب بسرعة.
“موموموم… هل لديك المزيد من هذا؟”
وكان فتات الحبوب عالقا على وجهها من شدة اندماجها في الأكل.
“…تفضلي.”
وسكبت لها المزيد من الحبوب.
بينما كانت ميوم منهمكة في الأكل، فتحت نافذة الحالة مرة أخرى.
ربما ارتبكت في المرة الأولى وقرأت الأرقام خطأً.
ربما أسقطت صفرًا مثلًا.
نعم، كيف يمكن أن تكون إحصاءاتي سيئة لهذه الدرجة بعد الاستيقاظ؟
“هوووف… هاه…”
دعينا نهدأ.
يجب أن أقرأ الأرقام بدقة هذه المرة.
نظرت إلى الشاشة بأمل.
الفئة: صاحبة مقهى (F)
الطاقة الجسدية: 100/100، الطاقة: 100/100
القوة: 8، الذكاء: 11، الرشاقة: 9، الحظ: 12
لم يتغير شيء.
هززت رأسي وتمتمت.
“لقد استيقظت، لكن لم أكن أعلم أن الأمر سيكون بهذه التفاهة….”
“أنتِ من اخترتِ ذلك بنفسك، فلماذا تشكين.”
قاطعتني ميوم من جانبي.
بعد أن التهمت وعاءين من حبوب الافطار، تمطّت القطة الشبعانة وهي تتأوّه، بعدما لعقت بقايا الفتات العالقة على مخالبها.
“انتظري، أنا اخترت ذلك؟”
“قدرة الاستيقاظ الخاصة بكِ هي قدرة تشكّلت بناءً على نتائج اختبار النظام.”
“اختبار؟ لم أفعل شيئًا كهذا من قبل… آه، هل تقصدين الاختبار النفسي الذي أجريته سابقًا؟”
“ميااااااو!”
صرخت ميوم بصوت حاد، واقشعرّ شعرها وهي تضربني بمخالبها الأمامية.
“الاختبار النفسي! إنه اختبار تقليدي لتحديد قدرة الاستيقاظ المناسبة للشخص المؤهَّل!”
‘أليس هذا مجرد اختبار نفسي؟’
فكرتُ، لكنني كنت مضطرة للاستماع لمزيد من تفسيرات ميوم، فحاولت تهدئتها.
“ميوم، قطة جيدة.”
“أتظنين أنني مجرد قطة عادية! … مياو.”
عندما حككتُ برفق أسفل ذقنها بيدي، بدت ميوم نصف نائمة.
ومع استمراري في المداعبة، تسلّل صوت خافت منها.
ثم شرحت بصوت متعالٍ:
هناك طاقة خاصة في هذا العالم تُسمّى “الأثير”.
كنت قد سمعت من قبل عن الأثير.
فكل أدوات الصيادين وأسلحتهم تحتوي على الأثير، وكلما زادت نسبته ارتفع ثمنها.
والمستيقظ يستطيع تخزين الأثير داخل جسده واستخدام المهارات.
بمعنى آخر، فقط من يملكون توافقًا مع الأثير يمكنهم الحصول على الاستيقاظ.
ومع ذلك، هناك استثناء.
“وما هو ذلك؟”
المستيقظ الذي يختاره النظام يُسمّى المؤهَّل.
وهم نادرون جدًا، وتُمنَح لهم قدرات خاصة مباشرة من النظام.
قالت ميوم إنني أنا المؤهلة.
كان الشرح يبدو مبهرًا جدًا، لكن… ماذا عن الإحصاءات الفعلية التي حصلتُ عليها؟
أضافت ميوم إليّ، وقد خيّبني ذلك:
“لقد حصلتِ على القدرة وفقًا لاختيار كوون ريول.”
“ماذا؟”
إذن، السؤال الغريب الذي ظهر على شاشة التلفاز سابقًا كان في الحقيقة عملية اختيار قدرتي في الاستيقاظ.
لو كنت أعلم ذلك، لما أجبت بتلك الطريقة.
كنت سأجيب بطريقة طموحة، شغوفة، وكأنني مبتدئة متمرّسة، كما فعلت حين كتبت رسالة التوظيف.
“لا! فلنعدها من جديد! سأختار مرة أخرى، فلنكرر الأمر!”
أمسكتُ بالتلفاز وبدأت أهزّه.
لكن الشاشة لم تضِء مجددًا.
كحل أخير، ضربت ظهر التلفاز، فلم أحصل سوى على يدٍ متألّمة.
نظرت إليّ ميوم بنظرة شفقة وقالت:
“تس، تس، تس، لقد تم تحديد الأمر بالفعل ولا يمكن تغييره. رجاءً، افحصي مهاراتك.”
“…مهارات؟”
“نعم، ألم يظهر إشعار سابقًا يقول أنكِ حصلتِ على مهارة؟
المهارة الحصرية التي يمنحها النظام هي القدرة الحقيقية للمستيقظ.”
صحيح، لم أتفحص الأمر جيدًا سابقًا، لكن ظهرت ثلاث مهارات.
ربما تكون المهارات جيدة حتى لو كانت الإحصاءات سيئة.
فهناك صيادون كثر عاشوا بفضل مهاراتهم رغم أن إحصاءاتهم كانت عادية.
بل إن هناك صيادين بالخارج من رتبة F لكنهم اشتهروا بفضل مهاراتهم ذات رتبة A.
فتحت نافذة المهارات بترقّب.
ظهرت ثلاث مهارات في نافذة شفافة:
المقهى في يدي (C)، الأرض لامعة (E)، ابتسامة (C).
ضغطت على تفاصيل كل واحدة.
المقهى في يدي (C)
التفاصيل: (المستوى 1) عند صنع المشروبات في المتجر، يزداد مستوى الإتقان.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 4"