كانت الحروف تمرّ بسرعة وكأن الشاشة مُسرَّعة للأمام.
أنا من النوع الذي يتخطى القصة كلها حتى عندما ألعب الألعاب.
لا أعرف ما الأمر، لكنها لم تبدُ مهمة كبيرة. لا علاقة لها بي على أي حال.
سرعان ما اختفت الحروف وظهرت شاشة جديدة، وهذه المرة ظهر مربع لإدخال المعلومات.
[الاسم:
العمر:
فصيلة الدم: ]
هل يطلب مني أن أكتب الإجابات؟ كان يمكنني تجاهل الأمر، لكن الفضول جعلني أرغب في معرفة النتيجة.
(اسمي كوون ريول، عمري … قبل أن أعود إلى الماضي كنت في السادسة والعشرين، لذا الآن أنا في الثالثة والعشرين. فصيلة دمي O…).
أدخلت الإجابات وأنا أضغط على أزرار شاشة التلفاز.
ثم تتابعت هذه الأسئلة الغريبة من التلفاز.
[ما هو الشيء الأهم بالنسبة لك؟]
المال
الشرف
القوة
الراحة
الجواب واضح: الرقم أربعة.
صحيح أن المال مهم، لكن ما الفائدة من جمعه ثم الموت دون أن أستمتع به؟
ثم إن المال ضروري أيضًا للحصول على الراحة.
لم أدرك ذلك إلا حين حانت نهايتي.
على الأقل، أردت أن أقضي هذه الحياة بهدوء.
سأختار طريق التوازن بين العمل والحياة الذي لم أسمع به سوى في الكلام.
[ماذا تفعلين عادة في يوم عطلتك؟]
تطوير الذات
ممارسة الرياضة
الخروج الاجتماعي
الراحة
اخترت الرقم أربعة مجددًا.
في أيام العطل كنت مشغولة فقط بتعويض النوم الذي كنت أفتقده.
تطوير الذات؟ رياضة؟ في أفضل الأحوال، أدوات الرياضة التي اشتريتها بقيت في الصندوق داخل الخزانة.
أما الخروج الاجتماعي؟ فمع أصدقائي القلائل كنت أكتفي برسالة سريعة على الكاكاوتوك لأخبرهم أنني ما زلت حيّة.
[لقد نمتَ حتى وقت متأخر في يوم عطلتك، لكن صديقتك اتصلت لتطلب لقاءك. ماذا ستفعلين؟]
تخرجين للقائه.
تطلبين تأجيل الموعد وتعودين للنوم.
الإجابة دون شك هي الثانية. النوم أهم.
توالت بعض الأسئلة السخيفة الأخرى.
لم أفهم الهدف منها، لكنني واصلت اختيار الإجابة التي تمنحني الراحة والاسترخاء بأي ثمن.
كان الأمر أشبه باختبار نفسي.
[انتهى الاختبار] [تحقق من النتيجة]
أخيرًا، ظهر آخر سطر على الشاشة السوداء، وفجأة ظهر باب في الجدار خلفها.
قبل قليل وأنا أنظف، لم يكن هناك سوى جدار فارغ.
‘هل يطلبون مني الدخول إلى هناك؟’
… ابتلعت ريقي.
حتى أن ضوءًا أزرق كان يتسرّب من خلال الباب.
ذلك الشعور الغريب، المختلف عن أضواء المتاجر الفلورية، كان يُشبه بوابة زنزانة.
‘لا، لا يمكن يكون زنزانة… أليس كذلك؟’
في السابق، لم أدخل زنزانة إلا مرة واحدة عندما ابتلعتني صدع… وكانت النتيجة موتي.
لو كان خلف هذا الباب زنزانة، فلست أريد الدخول أبدًا.
لا يمكنني أن أموت مجددًا بعد أيام قليلة فقط من عودتي.
خصوصًا وأن الطعنة في بطني من وحش حينها كانت مؤلمة بشكل لا يُطاق.
لا أريد أن أعيد تلك التجربة.
بدأت أتراجع ببطء أمام الباب.
لكن في تلك اللحظة—
[ننتظر زيارة الشخص المؤهَّل. يرجى فتح الباب للتحقق من النتيجة.]
جاء صوت صفير من التلفاز مع الرسالة.
والأغرب، كلما تراجعت خطوة، علا الصوت أكثر، حتى صار يخترق أذني حتى لو غطّيتهما.
صرخت وأنا أهز رأسي بشدة:
“لااا! لن أدخل! لن أدخل!”
لديّ صدمة من الزنزانات، حساسية من الزنزانات، فوبيا من الزنزانات.
سَمِّها ما شئت.
المهم أنني لا أريد الدخول هناك مهما كان.
[ننتظر زيارة الشخص المؤهَّل. يرجى فتح الباب والتحقق من النتيجة.]
هذه المرة سمعت الصوت مباشرة في رأسي.
ارتعبت من ذلك الإحساس الغريب.
ما الذي يختبئ خلف ذلك الباب ويواصل مناداتي؟
“هل يجب أن أبلّغ مكتب إدارة الزنزانات؟”
هناك أرقام طوارئ مخصّصة للإبلاغ العاجل عن الزنزانات.
نعم، الأفضل ترك هذه الأمور للصيادين.
لكن بمجرد أن مددت يدي لهاتفي، اهتزت الأرض تحت قدمي بصوت “ووووه”.
“ووااااه!”
سقط هاتفي مني وانزلق سريعًا في فجوة بعيدة عن متناول يدي.
بقي الباب أمامي، يشع ضوءًا أزرقًا.
وكأن الدخول هو الإجابة الوحيدة الممنوحة لي.
‘آه، لم أعد أفهم شيئًا. هذا المكان بيت جدتي من قبل، لا بد أنه ليس خطيرًا.’
كنت خائفه ، لكن الفضول لمعرفة نتيجة هذا الاختبار الغريب كان يسيطر عليّ.
حسنا، سأفتح الباب فقط.
لو شعرت أن وحشًا سيخرج، سأركض فورًا.
سألقي مجرد نظرة سريعة.
إن بدا غير آمن، سأعود.
حسمت أمري، أغمضت عيني بقوة، فتحت الباب ودخلت.
ما أن دخلت حتى غمرني الضوء الأزرق وتغير المشهد.
“آه؟”
كل ما شعرت به كان هواءً باردًا يلامس يدي التي تمسكت بمقبض الباب.
لكن الباب اختفى.
لقد علقت.
لم يعد هناك طريق للخروج.
ذلك التلفاز الغريب خدعني! كان يجب أن أبلّغ عنه فورًا بدلًا من فتح الباب… لكن من كان ليتوقع أن يختفي الباب بالكامل!
“آآآه! أخرجوني! أنقذوني!”
[تم التأكد من زيارة الشخص المؤهَّل. يتم الآن إنشاء الوكيل.]
كنت أصرخ، لكن الرد الوحيد كان صوتًا هادئًا.
‘انتظر… من أين يأتي هذا الصوت أصلاً؟’
بدأت ألتفت حولي ببطء، أخيرًا جادة في مراقبة المكان.
المكان الذي دخلت إليه كان عبارة عن عشب أخضر تحيط به غابة.
المسافة لا تتجاوز عشرين خطوة من طرف لآخر.
الغابة كانت مغطاة بضباب كثيف يمنع الرؤية.
رغم أن الساعة تعدّت السابعة مساءً، إلا أن السماء زرقاء والشمس مشرقة وكأنني في فضاء آخر.
الأجواء بدت هادئة بشكل غريب مقارنة بالزنزانات المعتادة المليئة بالتوتر.
نسيم لطيف كان يهبّ من مكان ما.
‘هل هذه فعلًا… زنزانة؟’
عادة ما تكون الزنزانات داخلية، كالكهوف و المغارات.
أحيانًا تكون هياكل مفتوحة، لكنني لم أسمع يومًا عن زنزانة فيها شمس وسط سماء زرقاء.
لكن، هذا ليس هو المهم. كان عليّ أن أجد طريقة للخروج أيًّا كان المكان الذي أنا فيه.
نظرت إلى العشب لعلّ هناك بابًا مخفيًّا، وهناك انتبهت إلى شجيرة صغيرة من الزهور.
فوق حجر مسطّح بجانبها كان هناك قطّ.
كان قطًّا ثلاثي الألوان نائمًا فوق الحجر.
فراؤه ناعم، وجسمه الممتلئ بدا طريًّا ودافئًا.
هل عبر القطّ من الباب مثلي؟ اقتربت منه بهدوء حتى لا أوقظه، وفجأة سمعت صوتًا يتردّد في رأسي من جديد.
[كنتُ بانتظار زيارتك. من فضلك امنحي الوكيل اسمًا.]
وكيل؟ هل يقصدون هذا القط؟
“…تسميته؟ هل تطلبون مني ذلك؟”
سألت، لكن لم يأتِ جواب.
بدلًا من ذلك، ظهر أمامي مربع إرشاد.
[أدخلي اسمًا: ]
كانت هذه الرسالة الغامضة هي التي استدعتني إلى هنا.
على أي حال، بدا أن عليّ اتباع أوامرها إن أردت الخروج.
وضعت يدي على جبيني وبدأت أفكر في اسم للقط.
اسم لقط… اسم لقط… قط، مواء…
“ميونغ؟”
في النهاية، هذا هو الاسم الأنسب للقطط.
لكن النظام رفضه بصوت تنبيه.
[الوكيل يرفض هذا الاسم.]
“ما العيب في ميونغ؟”
إنه اسم تقليدي للقطط!
[هذا الوكيل لك. فكّر بجدية أكبر.]
[أدخل اسمًا: ]
تنهدت بجدية.
فكرت مجددًا، لكنني لم أجد اسمًا مناسبًا.
لم تكن لديّ موهبة في اختيار الأسماء أصلًا.
فراشة؟ لا، غريب قليلًا.
زلابية؟ لا، سيئ جدًا.
ثلاثي الألوان… ثلاثة ألوان… هممم…
عندها خطر ببالي اسم.
ماذا عن “ميوم”؟
اسمي أنا كوون ريول منحَتني إيّاه جدتي.
معناه ببساطة ريول — كييُوك، نيين، ديغوت، ثم ريول.
*هنا المؤلفة تلعب على النظام الأبجدي للهجول (한글 / Hangul):
ㄱ = 기역 (كييُوك)
ㄴ = 니은 (نيين)
ㄷ = 디귿 (ديغوت)
ㄹ = 리을 (ريول/ريـل)
هذي هي الأحرف الأولى في الأبجدية الكورية (مثل أ، ب، ت، ث عندنا).
فكأن اسمها “리을 (ريول)” مأخوذ من الحرف الرابع في الترتيب الأبجدي الكوري.*
سُمِّيت بذلك لأنني الحفيدة الرابعة، رغم أن أبناء عمي الأكبر لم يُسمَّوا كييُوك ولا نيين ولا ديغوت، وبقيتُ أنا الوحيدة ريول.
أصلاً كانوا سيجعلون اسمي كوون D، لكن الموظف المدني رفضه، فأصبح اسمي ريول.
لا أعرف اسمك يا موظف، ولا حتى وجهك، لكن شكرًا لك.
لقد أنقذت اسمي.
كانت العدالة والواجب حاضرة في عملك.
*ذكروني بالعادات عندنا اللي يسمون بناتهم على اسم امهاتهم و تكون اسماء قديييمة الجدة نفسها مش عاجبها و يورطون البنت الصغيرة به*
انحنيت رأسي احترامًا نحو الجهة التي قد يكون فيها مركز الحي.
على أي حال، رأيت أن اسم ميوم* مناسبا للقط الذي وجدته في هذا المكان الذي تركته لي جدتي. فالمعنى الحرفي هو “ميوم”، الحرف الذي يلي كييُوك، نيين، ديغوت، وريول. أي الحرف “م”.
*هنا صارت نفس السالفة مع اسم البطلة، يعني سمت قطها على الحرف الخامس للترتيب الابجدي عندهم:
ㄱ = 기역 (كييُوك)
ㄴ = 니은 (نيين)
ㄷ = 디귿 (ديغوت)
ㄹ = 리을 (ريول / ريـل)
ㅁ = 미음 (ميُوم)
إذن الحرف الخامس هو ㅁ (ميُوم / ميوم).*
“…ميوم؟”
كنت خائفه أن ترفضني رسالة النظام المزعجة مجددًا، لكن لم أسمع شيئًا هذه المرة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 3"