“هل أنت بخير؟”

 

كان الرجل الطويل هو من دخل من المدخل. 

 

غطى شعره الطويل المبعثر جبهته. 

 

وبسبب أنه كان يرتدي نظارات أيضًا، لم يكن وجهه واضحًا تمامًا. 

 

لكن الشارة المعلقة على صدره لفتت عيني بوضوح، إنها شارة تدل على أنه صيّاد.

 

إنه صيّاد.

 

الآن أستطيع أن أعيش.

 

مع شعور بالارتياح، وقعت عيناي على جيمس الذي كان على وشك أن يفقد وعيه.

 

“المصاب… هنا شخص مصاب!”

 

“دعينا ننقله إلى الخارج. سيأتي أشخاص آخرون قريبًا.”

 

ربما لأنه صياد قوي، فقد حمل جيمس الضخم على ظهره وأخذه إلى الخارج.

 

في الخارج كان الوضع فوضويًا تمامًا. 

 

سيارات الإسعاف وصلت واحدة تلو الأخرى، والمراسلون الصحفيون جاءوا ومعهم كاميراتهم، وكان هناك أيضًا عدد من الموظفين الرسميين ينظفون المكان.

 

وفقًا لما قاله المسؤولون الذين كانوا ينظفون بقايا الوحوش حولي، فإن الوضع كان كالآتي: 

 

عندما لا تتم معالجة الصدع في الوقت المناسب، يخرج الوحش منه ويُسمّى ذلك كسر الزنزانة. 

 

الوحوش التي تتدفق بلا نهاية وتهاجم البشر تُعتبر ببساطة كارثة. 

 

الكسر الذي حدث قبل 15 عامًا دمّر مدينة كاملة.

 

لكن ماذا لو لم يحدث الكسر في صدع واحد، بل في الزنزانة العظمى الهاوية؟

 

ماذا لو انهمرت الوحوش من زنزانة لا نهائية لم تُستكمل مداهمتها بعد…؟

 

إنها حالة طارئة بكل تأكيد.

 

قبل بضعة أيام، كان الصيادون الذين يبحثون في هذه المنطقة بسبب بلاغ مجهول متوترين.

 

“ذلك لا بد أنه البلاغ الذي قدمته…”

 

قالوا أن الوحوش التي ظهرت فجأة تحولت إلى رماد واختفت. 

 

تمامًا كما حدث مع دب الكهف الأسود.

 

مستحيل… هل كان ذلك بسبب الصوت الغريب الذي سمعته سابقًا؟

 

لا أعرف على وجه اليقين بعد، لكنه كان شيئًا حسنًا وسط هذه المصيبة.

 

حتى وسط الارتباك، كان الصيادون مشغولين بالسيطرة على الوضع.

 

“هنا مصاب!”

 

“أسرعوا، ضعوه هنا!”

 

أصبح المكان مزدحمًا بسرعة بينما كان الصيادون الذين ظهروا فجأة يفحصون جروح جيمس ويتحققون من المتجر المحطم.

 

حينها لاحظت شيئًا جعلني أشعر بالدهشة: 

 

لقد تعرفت على السترات التي يرتديها الصيادون. 

 

كانت مكتوبًا عليها بخيط أزرق كبير: تشونغنا.

 

لماذا نقابة تشونغنا هنا؟

 

نقابة تشونغنا كانت واحدة من أكبر ثلاث نقابات في كوريا، ما يُعرف بـ الثلاث الكبار. 

 

لكن، على عكس نقابة الشركات “C&L” والنقابة العائلية “الملكية”، كانت تفاصيل نقابة تشونغنا غامضة.

 

أولًا، لم يكن لديهم الكثير من الأنشطة الخارجية. 

 

نادرًا ما يظهرون في البرامج التلفزيونية، وكل أنشطتهم كانت تقتصر على مداهمة الزنزانات بصمت.

 

نقابة صغيرة ذات نشاط خارجي محدود. 

 

عكس “C&L”، النقابة التي كسبت شهرتها من خلال الأعمال التجارية المتنوعة.

 

لكن لم يشك أحد في أن تشونغنا إحدى النقابات الثلاث الكبرى.

 

وذلك لأنهم أظهروا أفضل كفاءة في الهجوم بأقل عدد من الأعضاء. 

 

حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي وفاة خلال غاراتهم.

 

كان متوسط درجات أعضاء النقابة B+ فما فوق. 

 

وحصلوا على المرتبة الأولى في كفاءة معالجة الصدوع. 

 

كما احتلوا المركز الأول في تقدم الهجوم على الزنزانة العظمى الهاوية.

 

من بينهم، كان السبعة صيادين الذين ينتمون إلى الفريق الرئيسي المسمى بالكرمة الزرقاء مشهورين بشكل خاص، والسبب هو أن كل عضو كان يؤدي دوره بإخلاص.

 

أي صياد سبق له التفكير بأشياء مثل:

 

“لو أن المدافع قام بعمله بشكل صحيح”، 

“هل كنت نائمًا وأنت من المفترض أن تقوم بالشفاء؟”، 

“انظر للأضرار، هل غفا المهاجم؟” 

 

يعرف جيدًا كم هو ثمين أن يكون لديك أعضاء يؤدون أدوارهم جيدًا، وكم هو صعب أن تلتقي بهم.

 

باختصار، مكان يجتمع فيه الأقوياء الذين يعملون بجد معًا. 

 

حتى بين الصيادين، يكاد يكون أشبه بنقابة أسطورية.

 

والشخص الذي يقود نقابة تشونغنا هو…

 

المصنّف الأول في كوريا، القائد النقابي موون.

 

حاليًا، هو الشخص الأول في الترتيب، لكن اسمه وعمره وعنوانه مجهولون.

 

 لذلك، بدلًا من اسمه، يُدعى بلقب موون المسجل في سجل الصيادين.

 

ناهيك عن صور تخرجه من الثانوية، حتى شيء مثل منشور على وسائل التواصل الاجتماعي كتبه قبل أن يصبح صيادًا مثل: “يجب أن أكون الأفضل” أو “كككك… الظلام يزحف على جسدي” لم يكن موجودًا، في عصر يُفترض فيه العثور بسهولة على مثل هذه الأشياء.

 

*غريزتي تقول انه هو بطلنا او هو الشرير الاخير، ما في حل وسط*

 

لم يكن هناك نقص في المحاولات لكشف هويته، لكن جميعها انتهت بالفشل.

 

جريدة الباباراتزي الخاصة بالصّيادين “Hunter Scope”، والتي كانت مهووسة به بشكل خاص، نشرت حتى اعتذارًا في صفحتها الرئيسية، متعهدة بعدم ملاحقة موون مرة أخرى.

 

انتشرت شائعات مختلفة: مثل أن لديه شخصية قذرة، أو أن موون الحقيقي قد مات والشخص الذي يحل محله الآن مزيف، أو أنه صياد افتراضي، أو أنه السلاح النهائي الذي صنعته منظمة سرية… الكثير من الهراء، لكن لم يكن لأي منها مصداقية.

 

الإبقاء على هذا القدر من الغموض يثير التساؤل: هل هو قوي حقًا؟

 

لكن بعد أن اجتاز موون زنزانة من الدرجة A بمفرده، اختفت كل الضوضاء تمامًا. 

 

كانت زنزانة تخلّت عنها حتى فرقة الصف الأول لنقابة C&L. 

 

من دون موون، لكانت كوريا قد تكبدت خسائر فادحة.

 

والفيديو الذي أظهر مهارات موون حصد مئات الملايين من المشاهدات رغم رداءة جودته…

 

*يخي كافي مديح اعطيني المفيد، ما تهمني ١٠ سطور مديح و الله*

 

باختصار، إنه صياد قوي بشكل لا يُصدق، الأفضل في كوريا.

 

ومع ذلك، لسبب ما، نادرًا ما يظهر، وبقي المصنّف الأول مخلصًا للظلال.

 

على الأقل، نائب قائد نقابة تشونغنا أظهر وجهه في وسائل الإعلام.

 

أنا متأكد أن اسمه هو… ما كان اسمه؟ لقد سمعته من قبل. 

 

شعرت بالأسف لقلبي لأنني لم أتذكر اسمه.

 

“أنتِ الآنسة كوون ريول، صحيح؟”

 

“نعم؟”

 

عندما التفت، كان هناك رجل وسيم أمامي.

 

“اسمي هان يي سونغ. أنا نائب قائد نقابة تشونغنا.”

 

صحيح. 

هان يي سونغ.

 تذكرت. 

نعم، هذا هو الاسم.

 

أعتقد أنه في منتصف الثلاثينيات؟ بدا أصغر قليلًا مما رأيته في الأخبار. 

 

كان يرتدي بدلة وربطة عنق، مما منحه جوًا أكثر شبيها بالموظفين من كونه صيادًا.

 

إنه مشهور جدًا، بما أنني رأيته حتى في الأخبار، لكن كيف يعرفني هذا الشخص؟ 

 

لم أظهر قط في الأخبار.

 

“هل تعرفني؟”

 

“ألستِ ابنة عم كووون جيوون من نقابة الفضة البيضاء؟”

 

“آه.”

 

لقد عرف كوون جيوون. في الواقع، لم يكن غريبًا أن يُقال أنهما يعرفان بعضهما البعض، فكلاهما صيادان.

 

قال الصياد هان يي سونغ بابتسامة مرة على وجهه الودود: 

 

“لقد سمعت الكثير عنك. أنتِ مختلفة جدًا عن الصياد كووون جيوون.”

 

لقد سمعت ذلك كثيرًا. 

 

مقارنة بالمظهر اللافت لـكوون جيون، فمظهري عادي. 

 

إذا وقفت بجانبه، فسينتابك الانطباع أن أحدنا شخصية مهمة، والآخر مجرد “الشخص أ”. 

 

لو كان الأمر لعبة RPG، لكنت أنا صاحب النُزل البسيط في قرية المبتدئين الذي يودّع فريق البطل الرئيسي.

 

عائلة الصياد الشهير عادةً ما تُعامل هكذا. 

 

رغم أنني استيقظت، إلا أنني مجرد صاحبة مقهى من الدرجة F، أي كشخص عادي تمامًا.

 

بطبيعة الحال، كان جوابي متصلبًا: “لأننا لا نشبه بعضنا؟”

 

“لا، ليس الأمر متعلقًا بالمظهر، الصياد كوون جيوون…”

 

رفع هان يي سونغ يده على عجل في مفاجأة، لكنه لم يجد الكلمة المناسبة، فتلعثم في النهاية.

 

“…ريول.”

 

في ذلك الوقت، ظهر كوون جيوون من بين الناس.

 

ربما صُدم عندما رآني في هذه الحال، مبللة بالدماء، فعيناه الداكنتان غاصتا أعمق.

 

لماذا كوون جيوون هنا؟

 

آه، لا بد أنّهم استدعوه على عجل لأنه معالج.

 

“هل أصبت؟ لهذا قلت لك أن تتوقفي عن العمل في مكان كهذا…”

 

“….”

 

تبع ذلك تنهد ثقيل.

 

“تعالي، سأعالجك.”

 

“أنا بخير.”

 

“كوون ريول.”

 

لكن كل الدم الذي يغطيني كان دم جيمس، وما أصابني لم يكن سوى خدش بسيط. 

 

تابعت قائلة وأنا أشير إلى جيمس الممدّد على السرير:

 

“جيمس أهم مني … انظر إلى ذلك الصيّاد أولًا. لقد أصيب كثيرًا.”

 

عندما اقترب كوون جيوون، أفسح الطاقم الطبي الذي كان يراقب حالة جيمس له المجال. 

 

جيمس كان ما يزال فاقد الوعي. 

 

ورغم أن الإسعافات الأولية أُجريت بالفعل، إلا أنّ ذراعه التي عضّها دب الكهف الأسود قد تمزقت بعمق، والدم لم يتوقف عن النزيف، حتى تشرّبت ملابسه بالكامل.

 

كوون جيوون استخدم مهارته فورًا، وتسلّل الضوء المتلألئ من أطراف أصابعه إلى جسد جيمس. 

 

شيئًا فشيئًا توقف النزيف والتحم اللحم.

 

 كانت النتيجة مدهشة في كل مرة أراها.

 

ومع ذلك، لم يُبدِ جيمس أي إشارة لفتح عينيه. 

 

لا، بل بدا أنّ وضعه يزداد سوءًا. 

 

وجهه صار شاحبًا، وشفاهه داكنة. 

 

إضافة إلى ذلك، صار تعبير كوون جيوون أكثر جدية.

 

“لماذا … ما الأمر؟ هل أعطيته طاقة زائدة؟”

 

“هذا … قد يكون صعبًا.”

 

كوون جيوون، الصيّاد المصنّف في المرتبة الثانية عشرة على مستوى البلاد، هو أفضل معالج وطني. 

 

مهارته نور الشفاء مهارة قوية تستطيع علاج حتى أخطر الجروح في لحظة تنفس واحدة.

 

وعندما قال كلمات مترددة كهذه، استبد بي الرعب. 

إن مات جيمس…

 

لا، لا يجب أن أفكر هكذا. 

 

لن يموت. 

 

عليه أن ينجو.

 

فتحدث الصيّاد هان يي سونغ، الذي كان يراقب من الجانب:

 

“الآنسة ريول، أي نوع من الوحوش هاجمكم؟”

 

“آه، ذاك … قيل إنه دب الكهف الأسود من الدرجة A.”

 

ما أن سمع كلماتي حتى اسودّ وجه هان ييسونغ.

 

“لماذا هو موجود هنا؟”

 

“ماذا به؟”

 

“دب الكهف الأسود من الدرجة A وحش لا يظهر إلا نادرًا في الأبراج المحصّنة من الدرجة B وما فوق. 

لم يُرصد سوى عدد قليل جدًا منه خلال العشرين سنة الفارطة.”

 

لكن الوحش قد مات بالفعل، فلماذا يبدو قلقًا هكذا؟ 

 

ولماذا لم يفتح جيمس عينيه بعد؟

 

“مخالب دب الكهف الأسود ملعونة. تأثيرها معاكس لمهارة الشفاء.”

 

“الجروح التأمت، لكن الجزء الذي ابتلعته اللعنة قلّل من فعالية نور الشفاء. وللعلاج التام، يجب أولًا رفع اللعنة…”

 

“ولا يوجد حاليًا أي صيّاد في كوريا قادر على رفع لعنة من الدرجة A.”

 

تنهد هان ييسونغ تنهيدة عميقة، وخفَض كوون جيوون عينيه بمرارة.

 

ماذا؟ لماذا يبدو كل منهما بهذا الوجه؟ لا تخبراني أنّه لا يوجد حقًا أي طريقة أخرى…

 

“إذن، جيمس…”

 

وضع كوون جيوون يده على كتفي. 

 

وشعرت بخيبة أمله العميقة تتسرب إليّ.

 

“… كوون ريول، إلى أين تذهبين؟”

 

هل هناك سبيل ما؟

 

ركضت إلى المتجر وأنا أتشبث ببصيص أمل يائس.

 

قبل أن يظهر الوحش، شرب جيمس كوبين من القهوة الفورية. 

 

وكان تأثيرها زيادة سرعة التعافي بنسبة 100%.

 

إن جعلته يشرب كوبًا ثالثًا، فقد يصبح التأثير أقوى.

 

قد تكون فكرة سخيفة، لكنها ربما تنجح. 

 

لم يكن أمامي سوى التمسك بهذه الآمال.

 

كان المتجر في الداخل فوضى، مليئًا بالحطام والطاولات المكسورة.

 

لكنني عثرت بسرعة على ما أحتاجه. 

 

لحسن الحظ لم تُكسر الغلاي الكهربائي. 

 

أكياس القهوة، الأكواب الورقية والملاعق كانت مسحوقة، لكنها لا تزال صالحة للاستعمال. 

 

استخدمت المهارة أثناء غلي الماء على الفور.

 

“مقهى في يدي.”

 

كنت مستعجلة. 

 

سكبت القهوة الفورية سريعًا في كوب ورقي.

 

[التركيز العالي يزيد من كمال الشراب.]

 

[العنصر: قهوة فورية (★★★★★)]

 

[الحالة: مثالي….]

 

من دون أن أملك وقتًا للتأكد من نافذة النظام، أمسكت الكوب وركضت نحو جيمس.

 

“كوون ريول، هذا؟”

 

“دعني أجرب مرة واحدة.”

 

لم يمنعني كوون جيوون.

 

لم يكن وكأنه يتوقع أن ينجح الأمر، بل كان مجرد قلق على حالتي النفسية.

 

كان من الصعب أن تسقي شخصًا فاقدًا للوعي قهوة ساخنة. 

 

انتظرت حتى تبرد قليلًا، ثم أمسكت أنفه وسكبتها في فمه.

 

… غُرغرة.

 

♤♧♤♧♤♧♤