“من فضلكِ، استرديه، سيدتي الماركيزة.”
توقفت كلارا فجأة.
“حسنًا… للعيش في منزل بهذا الحجم، سأحتاج إلى خدم، وللأسف، دخلي لا يكفي لذلك.”
“….”
“لقد وجدتُ بالفعل شقة صغيرة من خلال وكالة عقارية.”
“… حسنًا.”
أجابت كلارا بهدوء، ثم التفتت إلى أديل عندما وصلت إلى الباب.
“إذن، سترحلين مباشرة بعد ثلاثة أيام، أليس كذلك؟”
كان ذلك أمرًا بديهيًا.
عاشت أديل طوال حياتها بهدف مغادرة عائلة ميريوذر.
لم يعد لديها أي تعلق بهذا المكان المليء بالأكاذيب والبرودة…
“….”
نعم، لا يوجد تعلق على الإطلاق.
لكن، لسبب ما، لم يخرج الجواب بسهولة.
بينما كانت أديل مترددة في الرد، تحدثت كلارا.
“… حسنًا.”
“نعم؟”
لكن عندما نظرت إليها أديل، هزت كلارا رأسها.
“وداعًا.”
بعد تحية خافتة، غادرت كلارا غرفة أديل.
حتى بعد إغلاق الباب، ظلت أديل تنظر إلى المكان الذي اختفت منه لفترة طويلة.
* * *
عندما عادت كلارا إلى مكتبها، عانقت نفسها بذراعيها بقوة.
كان وجود أوري سيجعل الأمر أفضل، لكنها كانت بخير بدونه.
جسم الإنسان له جانب أحمق. مجرد فعل هذا يمنح بعض الراحة.
‘لكن في ذلك اليوم…’
لم يكن ذلك مفيدًا.
عندما تظاهرت بالإغماء بعد تناول السم ووُضعت في الكيس.
رغم علمها أن دوق وينشستر موجود، فإن قلبها، الذي عانقته بذراعيها، كان ينبض بالقلق.
عندما اجتاحها الخوف من أن يُكتشف أمرها، سمعت صوتًا مألوفًا.
“تبدين مشغولةً، يا مربية.”
بصراحة، في تلك اللحظة، شعرت كلارا بالفرح لظهورها.
“لا!”
و نفس الشيء عندما سقطتا معًا من على الدرج.
في تلك اللحظة التي كان يجب أن تكون الأكثر رعبًا شعرت كلارا براحة عميقة.
مجرد الاستناد إلى حضن قوي جعلها تشعر بالأمان.
كانت كلارا تعرف بدقة أكثر من أي شخص آخر اسم تلك المشاعر الدافئة التي شعرت بها في تلك اللحظة.
‘إنه… تأثير الجسر المعلق.’ *الشرح تحت
تتذكر ذلك بوضوح لأنها قرأته في كتاب عندما كانت في الثالثة.
إنه ارتباك عاطفي.
في المواقف الخطرة، يشعر الشخص بالخفقان أو التوتر.
لكن يُخطئون في نسب ذلك إلى الشخص الذي معهم.
“…من الأفضل أن أعمل.”
حثت كلارا نفسها وجلست.
يقال إن تأثير الجسر المعلق يتلاشى تدريجيًا مع العودة إلى الحياة اليومية.
إذًا، هذا الشعور سيزول قريبًا.
* * *
بعد ثلاثة أيام.
جاء يوم إعدام الماركيز السابق، روفوس ميريوذر، حيث سيسقط رأسه على منصة الإعدام.
كان من المقرر أن يُنفذ الإعدام سرًا بحضور عدد قليل من الشهود.
كان من بين هؤلاء الشهود دوق وينشستر وكلارا.
تساءل العديدون عما إذا كان من المناسب أن تشهد فتاة في العاشرة من عمرها إعدامًا.
لكن كلارا أوضحت إرادتها بقوة.
“أنا الماركيزة القادمة. سأشهد نهاية والدي.”
ولأنها قالت إن ذلك واجب الوريث، لم يستطع أحد الاعتراض.
في الصباح الباكر، في طريقها لحضور الإعدام، كانت كلارا في العربة وتتذكر أحداث الأمس.
لقد ذهبت لزيارة روفوس للمرة الأخيرة.
“أنتِ… أنتِ!”
عندما رآها، أظهر غضبًا خامًا.
“أبي.”
“هاه! أب؟ هل فكرتِ يومًا أنني أبوكِ؟!”
حاول حينها الإمساك بشعر كلارا.
لكن الحراس أمسكوه ولم يسمحوا له بمد يده.
“لقد وقعتِ في حيل ذلك الدوق الخسيس!”
لم يفهم روفوس أنه كان مخطئًا.
كان يعتقد أن كلارا سلمت الأدلة بناءً على أوامر الدوق.
في الحقيقة، كانت كلارا هي من ذهبت إلى الدوق بالأدلة أولاً.
كان ذلك لأنها لم تستطع تحمل المزيد.
“لقد أردتُ فقط… الحماية.”
حماية ما كان روفوس ميريوذر يعتز به أكثر من أي شيء في أيام شرفه.
“حماية؟! وأنتِ تقولين هذا بعد أن أوصلتني إلى هذا الحال؟!”
“….”
“كفى، هل جمعتِ عرائض طعن الحكم؟ إذا قدمتِ أكبر عدد ممكن، قد يساعد ذلك في إلغاء الإعدام.”
يبدو أن روفوس لم يكن يعلم أن الإعدام سيُنفذ غدًا.
شعرت كلارا بقليل من الشفقة.
“لماذا تقفين مذهولة؟ أنتِ من جعلتِ الأمور تصل إلى هذا الحد، ألا يجب أن تفعلي شيئًا بسرعة؟!”
لا..، لقد قررت ألا أُشفق عليك.
“لا تزال هناك أموال لم يُعرف مصدرها.”
تحدثت كلارا بلهجة أكثر صلابة عن قصد.
“بعتَ الملح الممزوج بالرمل، وتاجرتَ في السوق السوداء. لكن حتى مع جمع تلك الأرباح، لا تكفي لتغطية أموال القمار.”
“…ماذا؟”
“من أين جاءت؟”
صدمت نبرتها الباردة روفوس وحتى الحراس والمشرفين القريبين.
كانت قلقة من أن يسمعوا عيوب عائلة الماركيز، لكن لا خيار آخر.
إذا لم يكن الآن، فلن تكون هناك فرصة لمعرفة الحقيقة.
“ما زلتِ لم تتعلمي! هل سترتاحين فقط عندما ترين أباكِ على منصة الإعدام؟!”
واصل توبيخها دون أن يعلم أن ذلك قد حُدد بالفعل.
“سيدتي الماركيزة.”
ناداها المشرف والحراس بهدوء.
ربما كانوا يقترحون إنهاء الزيارة وعزله، مراعين أنها طفلة.
“لا، لا بأس.”
رفعت كلارا يدها بلطف لتوقفهم.
“هاه، سيدتي الماركيزة؟”
يبدو أن اللقب استفزه أكثر.
” انتِ مجرد طفلة صغيرة تذوقت طعم السلطة و الآن تسعى لقتل والدها!”
اندفع مجددًا بعيون مقلوبة.
“الشخص الوحيد التي أشفق عليه هو أمكِ لأنها ماتت و هي تلدكِ!”
“إذن، لا نية للحديث عن مصدر الأموال، أليس كذلك؟”
لم يعد هناك ما تراه.
التفتت كلارا أخيرًا إلى المشرف.
“يمكنكم أخذ المجرم.”
“نعم، سيدتي الماركيزة.”
أمسك الحراس بذراعي روفوس بسرعة.
“أطلقوا سراحي! لم تنتهِ الزيارة بعد!”
رغم مقاومته المثيرة للشفقة، بدأ يُسحب بعيدًا بشكل مهين.
“لا يمكنكم معاملتي هكذا! أنا ماركيز ميريوذر!”
واصل الصراخ حتى اللحظة الأخيرة.
“أيتها الكائن الحقير! هل سترتاحين بعد أن قتلتي والديكِ بيديكِ؟!”
كانت كلماته محاولة يائسة لجرح قلب كلارا و ترك ندبةً عليها.
من يظن أنه سيتأثر؟
واجهت كلارا نظرته العدوانية بوجه هادئ.
حتى بعد أن سُحب روفوس عبر الممر، واصل توجيه اللعنات.
لم تشعر كلارا بأي تأثر.
* * *
توقفت العربة بصوت اهتزاز.
لقد وصلت إلى السجن.
رفعت كلارا، التي كانت تفكر في أحداث الأمس، رأسها لتنظر عبر النافذة.
تحت الجدار الرمادي الطويل، رأت وجهًا مألوفًا.
دوق وينشستر.
كانت عائلته تستثمر بكثافة في مناجم ملح ميريوذر عبر الأجيال.
كان تعاونه النشط مع كلارا هذه المرة مدفوعًا بهذا السياق.
إذا تمت معاقبة فساد الماركيز من قبل العائلة المالكة، فسيتم استيعاب مناجم الملح بالكامل من قبل الدولة.
في هذه الحالة، ستضغط العائلة المالكة بمهارة لمنع وينشستر من المطالبة بحقوق استثماراتهم.
لحماية ثروة عائلة الدوق، كان عليه التعاون مع كلارا.
“مرحبًا، ماركيزة ميريوذر.”
عندما فُتح باب العربة، حياها بأدب كعادته.
“مرحبًا، يا دوق وينشستر.”
“هل ندخل؟”
تقدم الدوق خطوة نحو ساحة الإعدام.
كانت ساحة الإعدام نظيفة.
ومع ذلك، كانت هناك رائحة مقززة بطريقة ما.
ربما رائحة الموت؟
نظرت كلارا إلى روفوس خلف الجدار الزجاجي.
كان راكعًا في ساحة الإعدام، وما زال يجلب العار لكلارا حتى اللحظة الأخيرة.
“أطلقوا سراحي، أيها الأوغاد! أنا ميريوذر! ماركيز لا يمكن لأمثالكم التعامل معه باستهتار!”
بعد موجة من الضجيج، قرأ الجلاد الحكم.
“… وعليه، يُحكم على المجرم بالإعدام.”
شدت كلارا عينيها.
‘من واجبي أن أشهد هذا الموت.’
لن أغمض عينيّ أبدًا.
مهما كان المشهد مروعًا…
أخيرًا، لمع السيف الحاد من مكان مرتفع.
كانت هذه اللحظة الأخيرة حقًا.
رقبة والدها سوف…
-طِق.
حينها سُمع صوت شيء يسقط.
صوتٌ فقط.
في تلك اللحظة الحاسمة، أغمضت كلارا عينيها.
‘لماذا… هربتُ؟’
بينما كانت تلوم نفسها، لم تستطع الفتاة فتح عينيها.
‘لا ينبغي أن يكون هكذا.’
أليس من واجبها كخليفة مشاهدة نهاية الماركيز السابق؟
رفعت جفنيها المرتجفين بحذر.
حينها رأت شيءًا أسود يرفرف.
بعد أن رمشّت عدة مرات، أدركت كلارا أنه طرف رداء دوق وينشستر.
***تأثير الجسر المعلق (بالإنجليزية: Suspension Bridge Effect) هو ظاهرة نفسية تحدث عندما يربط الإنسان بين الإثارة الجسدية (مثل تسارع دقات القلب أو التوتر) ومشاعر الانجذاب أو الحب.
أتى المصطلح من تجربة نفسية شهيرة أجراها العالمان “داتون وأرون” عام 1974، حيث طلبا من رجال أن يعبروا جسراً معلقاً عالياً ومهتزاً ثم قابلتهم امرأة جذابة تدعي إجراء استطلاع. لاحظ الباحثان أن الرجال الذين قابلوا المرأة على الجسر المعلق كانوا أكثر عرضة لطلب رقمها والاتصال بها لاحقًا، مقارنة بمن قابلوها على جسر ثابت وآمن.
التفسير:
الجسم يفسر الإثارة الفيزيولوجية الناتجة عن الخوف (كالارتجاف أو دقات القلب السريعة) على أنها انجذاب عاطفي.
هذا ما يسمى بـ**”سوء الإسناد العاطفي”** (misattribution of arousal).
يعني باختصار كلارا تقول ان مشاعر الدفئ و غيرها الي حست فيها لأديل كانت نتيجة الخوف بس وقت ما انخطفت مب عشانها فرحت لانها جت او تحبها
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
في مشكلة حالياً في الموقع تتعلق بأرشفة الفصول الجديدة بعد نشرها، وراح يتم حلها قريباً إن شاء الله.
وكإجراء احتياطي نرجو منكم الاحتفاظ بنسخة من الفصل بعد نشره على الأقل لمدة يومين أو ثلاثة أيام، لو صار أي خلل مفاجئ.
كما نوصي بمراجعة الفصل المنشور خلال هذه الفترة للتأكد من ظهوره بشكل سليم، ومن عدم حدوث أي خلل تقني أو أرشفة خاطئة.
نعتذر عن الإزعاج، وشكراً على صبركم وتعاونكم الدائم
— إدارة الموقع Hizo Manga
التعليقات لهذا الفصل " 7"