الفصل 18
يقال إن ديكور المكتب الخاص يعكس شخصية صاحبه.
في هذا الصدد، كان مكتب رالف يؤدي دوره بامتياز.
أثاث باهظ الثمن مصفوف بعناية.
زخارف داخلية مبعثرة دون أي اعتبار للجماليات.
حتى السجادة كانت ملونةً للغاية لدرجة تبدو مبتذلة.
كانت شخصية رالف المتسرعة والمتفاخرة واضحة تمامًا.
كانت أديل تتوقع أن يكون المكتب بهذه الفوضى.
لكن ما لم تتوقعه هو شيء واحد.
كان هناك زائر سابق قبلها.
و لا شك أنه، مثل أديل، تسلل إلى هنا.
كان متأرجحًا على إطار النافذة، و يبدو أنه اقتحم المكان من خلالها.
ما هي احتمالية أن يأتي لص للسرقة ويقابل لصًا آخر؟
‘والأكثر من ذلك…’
ما احتمال أن يكون هذا اللص شخصًا تعرفه؟
“سيدي الدوق….؟”
كان هذا بلا شك حدثًا مفاجئًا.
ظهرت ابتسامة محرجة على وجه الدوق وينشستر الأنيق.
“مرحبًا، آنسة ميريوذر. هل تمرين بيوم جيد؟”
ومع ذلك، تحدث إليها بهدوء كما لو أنهما التقيا صدفة في الشارع.
“همم لم يكن سيئًا حتى الآن.”
أجابت أديل وهي تضع دلو التنظيف وأدواتها جانبًا.
كان مقصدها هو أنه قبل لقائه الآن ، لم يكن يومها سيئًا.
فهم قصدها على الفور وضحك بسخرية.
“أنا لا أتدخل في حياتكِ الخاصة، آنسة ميريوذر.”
قفز دوق وينشستر من إطار النافذة بسلاسة دون صوت.
على الرغم من ارتدائه بدلة سوداء ضيقة، لم يبدُ متأثرًا بذلك.
“لكن أنصحكِ بفسخ خطوبتكِ بسرعة.”
كانت عيناه المعبستان تنظران إلى أدوات التنظيف.
يبدو أنه ظن أن رالف يستغل خطيبته كخادمة، وهو تصرف دنيء.
هل يظنني أنظف من أجل رالف؟
أرادت أديل توضيح هذا الافتراض الخاطئ.
لكن ماذا ستقول؟ لم ترغب في إطالة الحديث عبثًا.
“هل جئتَ لتسرق يا سيدي الدوق؟”
اختارت أديل كلماتٍ صريحة عمدًا.
كونه رجلًا يحترمه الجميع، ربما يرتبك من هذا السؤال ويكشف عن نواياه…
“نعم، هذا صحيح.”
… لكنه لم يفعل.
واصل الابتسام بهدوء وتوجه إلى خزانة الزينة.
صب الماء والثلج في كأس كريستال، ثم قدمه لأديل، كأنه صاحب المكتب.
كانت حركته طبيعية لدرجة أن أديل أخذت الكأس وشربت منه دون تفكير.
في هذه الأثناء، فتح خزنة الكتب بسهولة دون تردد.
-طقطقة.
مع صوت فتح القفل، انفتح الباب السميك.
من بين عدة دفاتر داخل الخزنة، أخرج الدفتر الموجود على اليمين.
-طقطقة.
أغلق الخزنة وعاد إلى النافذة التي اكتشفته عندها أديل.
“انتظر لحظة!”
وضعت أديل الكأس على المكتب واندفعت نحوه.
التفتَ إليها بعيون متعجبة وهو يهم بالصعود إلى إطار النافذة.
“ما الأمر؟”
“ذلك الدفتر!”
“أريد فقط التحقق منه—”
“آنسة ميريوذر؟!”
استغلت أديل شروده وانتزعت الدفتر منه.
مد يده مندهشًا نحوها، لكن أديل تراجعت بخفة متجنبة إياه.
لكنها اصطدمت بالجدار سريعًا.
-قرع!
لم يفوت الفرصة، ووضع ذراعيه على الجدار من جانبيها.
“لم أكن أعلم أنكِ بهذه السرعة.”
“أوغ.”
ألقت أديل نظرة خفية لترى إن كان هناك مجال للهروب، لكن…
‘إنه… رجل أكثر صلابة مما توقعت.’
فكرت أديل أنها يجب أن تعيد النقاش مع إيرل لاحقًا.
ألم يقل سابقًا: “إذا جردتيهم من ملابسهم الباهظة، لن تجدي سوى عظام هشة وجلدًا شاحب.”
لكن عندما حاولت دفعه، لم يبدُ ذراعه هشًا على الإطلاق.
بل كان صلبًا جدًا.
شعرت أديل بقرب الهزيمة، فاحتضنت الدفتر بذراعيها ونظرت إلى دوق وينشستر.
“ألا يمكنني التحقق منه للحظة فقط؟”
“هل تعتقدين أن هذا سينجح؟”
ضحك كأنه يجد الأمر سخيفًا.
“… لا أظن أنه سينجح، لكن يمكنني المحاولة، أليس كذلك؟”
إذا جاء الدوق بنفسه، فهذا يعني أن الدفتر يحتوي على معلومات لا يريد مشاركتها مع أحد.
لا أعرف إن كانت المعلومات متعلقة بعائلة ميريوذر، لكن…
“أرجوك.”
خافت أديل أن يأخذ الدفتر، فاحتضنته بقوة أمام صدرها.
“بمجرد أن أنتهي من التحقق، سأعيده. أعدك.”
نظرت أديل في عينيه مباشرة، لتحاول كسب ولو القليل من تعاطفه.
“آنسة ميريوذر.”
بعد تبادل النظرات لفترة، ابتسم بلطف.
“يبدو أن خطيبكِ ثمينٌ جدًا بالنسبة لكِ، أليس كذلك؟”
“ماذا…؟”
يبدو أنه يعتقد أن أديل تحمي الدفتر من أجل رالف.
يا له من سوء فهم فظيع!
أرادت أديل رمي الدفتر في وجهه لإثبات براءتها.
لكن صوتًا مألوفًا مليئًا بالغضب سُمع من خارج المكتب.
“اللعنة، لا يوجد واحد يعمل بشكل صحيح! هل تعتقدون أن والدتي ستترك هذا يمر؟!”
يبدو أن الابن البار بالكلام فقط قادم.
‘ماذا أفعل؟’
اقترب الصوت أكثر، وفُتح باب المكتب فجأة.
دخل رالف مكتبه ولم يكن هناك أحد.
* * *
في الحقيقة، لم يكن المكتب فارغًا تمامًا.
في اللحظة التي سُمع فيها صوت رالف، اختبأ ماتياس فورًا داخل مكتب رالف.
لكن، لسبب ما، تبعته أديل وتكدست معه داخل المكتب.
‘لماذا هي هنا؟’
نظر ماتياس إليها بتعجب وهي تخفي نفسها.
كانت تحتضن الدفتر بيد واحدة.
وباليد الأخرى، كانت تعبث بشفتيها بعصبية.
من الواضح أنها تفكر بمالذي سيحصل لو تم أكتشافها.
وكأنها شخصٌ اقتحمَ المكان خلسةً.
‘لحظة هل يعقل…’
هل تسللت هي ايضًا إلى هنا؟
‘إذًا، ملابس الخادمة…’
لم ترتديها لأنها في موقف الخطيبة المسكينة التي تنظف مكتب خطيبها بل كانت مجرد تمويه لدخول المكان!
وضع ماتياس يديه على جبهته.
يا له من سوء فهم سخيف!
“لماذا هذا هنا؟!”
سُمع صوت رالف الغاضب وهو يركل الدلو.
كان هذا هو الدلو الذي أحضرته أديل.
“آسف، آسف. يبدو أن خادمة التنظيف تركته بالخطأ. سأزيله فورًا.”
أجاب رجلٌ بتذلل و لربما كان خادم رالف الشخصي.
“هاه، لا بأس. اتركه. إذًا، ما الذي حدث في تلك المسألة؟”
“قال المحامي إنه لا مفر. يجب طلب عقد جديد من الآنسة أديل…”
“أنا أطلب؟ من تلك الغير شرعية الوضيعة؟!”
عبس ماتياس تلقائيًا على الكلام المقزز.
كان يعلم أن رالف ليس رجلًا لائقًا.
لكنه افترض أنه على الأقل سيعامل خطيبته بشكل مختلف.
من وجهة نظره، كانت أديل ميريوذر ستكون زوجةً جذابةُ و رائعة و بالتأكيد تستحق رجلًا جيدًا.
“كفى! اللعنة، هل تعتقد أنها ستنجو بعد خيانتي؟”
بدأ ماتياس يفهم سبب تسلل أديل إلى هنا.
ربما كانت تحمل الكثير من الضغائن لهذا الرجل.
هل خططت للعثور على نقطة ضعف في الدفتر لتنتقم بنفسها؟
“حدد موعدًا مع الصحف فورًا. سأكشف هويتها القذرة لكل العاصمة الآن.”
خرج رالف من المكتب بخطوات ثقيلة غاضبة.
تنهد الخادم بعمق، وحمل الدلو وأدوات التنظيف، وغادر.
وحين عم الهدوء المكتب تمامًا، التفت ماتياس إلى جانبه وفي عينيه بقايا شفقةٍ إنسانيةٍ غامرةٍ.
“……”
عندها، التفتت أديل ببطء وهي لا تزال جالسة تنظر إلى الفراغ بصمت.
ظن لوهلة أنها ربما تبكي…
لكن،
“الآن، تصدق أنني لا أفعل هذا من أجل رالف، صحيح؟ أليس كذلك؟”
لم تكن تبكي.
بل كانت عيناها تتلألآن حماسةً، وكأنها في قمة النشوةِ.
أومأ ماتياس برأسه وعلى وجهه شيء من الحرجِ.
“حتى ذلك الأحمق، اتضح أنه مفيد أحيانًا!”
قالت أديل ذلك، ثم ابتسمت له ابتسامةً مشرقةً للغاية.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات