الفصل 17
هل حقًا من المفاجئ أن تمتلك أديل مواهب جيدة؟
“أنـ-أنا…!”
تلعثم دانيال للحظة، ثم صرخ بصوتٍ عالٍ.
“طوال حياتي مع سيدي، هذه أول مرة أسمعه يقول كلمة فتاة لا بأس بها!”
يبدو أنه أساء الفهم.
“يا إلهي! هكذا إذًا، لهذا السبب! الآن فهمت!”
رسم دانيال تعبيرًا واثقًا بنفسه.
“سيدنا يحب الفتيات الجميلات!”
ماذا…؟
واصل دانيال تخيلاته بمفرده.
“لا، كلمة ‘جميلة’ لا تناسب الوصية تمامًا…لكن حسنًا، لديها سحر هش يجذب الانتباه.”
هش؟ أين بالضبط؟
صحيح أنه عندما رأى أديل من بعيد لأول مرة، شعر بهذا الانطباع.
لقد بدت غامضةً نوعًا ما.
آنذاك، عرفَ ماتياس بالفعل أنها “الوصية الدمية” التي اختارتها كلارا.
لكن…
“إذا غيرتِ رأيكِ يومًا وفكرتِ في أشياء غبية، اعلمي أنكِ وأمكِ القذرة ستنتهيان مدفونتين في مناجم الملح.”
في تلك اللحظة حاول ماتياس التدخل لكن تغير تعبير أديل الهادئ في لحظة.
“إذا استمريت في إثارة غضبي هكذا، فقد تنقلب هذه الفتاة غير الشرعية التي لا تعرف مكانتها وتغير رأيها الآن.”
بكلمة واحدة، استولت أديل على زمام الموقف في تلك اللحظة.
تعبيرها المتعالي.
صوتها الواثق.
في كل هذه العناصر، شعر ماتياس بوضوح بـ”موهبتها”.
كانت شخصًا مختلفًا تمامًا عن النبلاء الضعفاء الذين لا يحاولون الرد أو الكلام إلا اذا كانوا مع جماعتهم.
إنها شخصٌ مفيدٌ جدًا لذا من الطبيعي أن تثير اهتمامه.
رغم أنها تبدو غير مرتاحةٍ له.
في لقائهما الأول، كلما أثنى عليها، أظهرت أديل استياءً واضحًا حتى أحرجته.
وفي لقاء سابق قريب، عندما التقت أعينهما، عبست وأبدت نفورًا منه، على الرغم من أنه كان يقاوم رجلًا حاول إيذاءها!
بالطبع، لم يكن يتوقع شكرًا على وجه الخصوص لكنه شعر ببعض الظلم.
على أيِّ حال…
“الآنسة ميريوذر ليست شخصًا هشًا.”
أجاب ماتياس بتصريح قاطع.
“لكنها فتاةٌ لا بأس بها، أليس كذلك؟”
“لا.”
“لا؟؟ آه~ لِمَ لا تذهب وتطلب منها مرافقتك إلى الحفل؟”
“لن أفعل.”
“إذًا، أيُّ الزهور أفضل لتقديمها للوصية الجديدة، الزنبق أم البنفسج؟ البنفسج، صحيح؟”
“لا، الزنبق أفضل…ها-.”
اختار ماتياس دون وعي زهرةً وعبس.
كان وجود الخادم الذي تربى معه في طفولته لعنة بالتأكيد.
فدائمًا أثناء الحديث مع، يتصرف بطفوليةٍ فجأة.
” لا عليك لقد اخطأتُ بالكلام انسى ما قلته.”
صحح ماتياس نفسه بسرعة، لكن دون جدوى.
كانت عيون دانيال متسعة بالفعل.
يمكن تخمين ما يدور في رأسه المليء بالحياة الوردية.
“توقف هذا سوء الفهم! الآنسة ميريوذر لا تريد التورط معي على أي حال.”
كان يعني أن مثل هذه المحادثة ستكون إهانة كبيرة لها.
لكن يبدو أن دانيال فهمها بشكل مختلف.
“يا إلهي، هذا هو إذًا المعنى الحقيقي لـ”أنتِ أول فتاة ترفضني!’، أليس كذلك؟”
“دانيال…”
“ظننتُ أن سيدي سيتزوج عمله و يظل عازبًا إلى الأبد!
آه، الآن أشعر بالراحة.”
“ظنك صحيح و سأظل أعمل فقط.”
أجاب ماتياس بحزم.
في الواقع، لم يكن مهتمًا بالرومانسية. لم يكن لديه سبب أو وقت لمثل هذه الأفعال غير الضرورية.
وأضاف بسرعةٍ قبل أن يفتح دانيال فمه مرةً أخرى.
“لا تعترض الآن، دانيال. هذا أمر.”
“أوه…”عبس دانيال.
يبدو أنه استسلم أخيرًا!
“لكن، إذا…”
آه هو لم يكن كذلك…
في النهاية قرر ماتياس تجاهله.
“ماذا لو جاءت الآنسة ميريوذر تطلب منك أن تكون مرافقها؟”
هذا كلامٌ فارغ.
من سيطلب مثل هذا الطلب من شخص تكرهه؟
لم يجب ماتياس على أحلام دانيال الصبيانية وتوجه إلى مكتبه.
“سيدي.”
في تلك اللحظة، اقترب أحد جواسيسه.
لحسن الحظ، أغلق ذلك فم دانيال الخفيف.
“تحققت من شركة برونسون كما أمرت.”
من نظرته، يبدو أنه اكتشف شيئًا.
* * *
بعد تلك الحادثة قررت أديل التحقق من الفرضية التي استنتجتها من عيون رالف.
شركة برونسون ربما كانت مصدر تمويل الماركيز السابق.
و للحصول على دليل قاطع، كان عليها الاطلاع على دفاتر شركة برونسون.
لحسن الحظ، كان لديها طريقة جيدة.
وكالة التوظيف التي تعمل بها كانت ترسل موظفين إلى شركة برونسون بالفعل.
و منهم بارنافي، الذي فقد شهيته مؤخرًا.
كان كان بارنافي الذي بلغَ الثالثة والعشرين، مثل أديل، من مستخدمي القدرات.
كان يحب العمل البدني، ويعمل غالبًا في نقل البضائع للمتاجر.
بجسده الضخم الذي يرفع أثقل الأحمال، قد يظن المرء أن قوته هي قدرته.
لكن قدرته الحقيقية هي “الصوت”.
يمكنه سماع أي صوت ضمن مئة خطوة بوضوح كأنه بجانبه.
تبدو قدرة مريحة، لكنها ليست كذلك.
قدرة الصوت هي الأسوأ.
بسبب حاسة السمع الحادة، كان عليه ارتداء سدادات الأذن في جميع الأوقات.
وحتى مع ذلك، لم يتحمل الأصوات المحيطة، فكان يرهق نفسه بالعمل البدني الشاق.
و هكذا، كان ينام من الإرهاق في الليل.
بفضل عمله الجاد، أصبح بارنافي أفضل حمال في شركة برونسون.
و ايضً كان يعرف معظم المعلومات عن الشركة.
ربما هو من اكتشف أمر قلادة لوفلان.
“بارنافي.”
همست أديل له في المكتب.
“هل لدى شركة برونسون دفتر حسابات سري؟”
“نعم.”
أومأ وهو يضع المافن الثامن في فمه الذي سرقه من غرفة الاستراحة.
“كل شركة تحتفظ بدفتر سري.”
أجاب بارنافي بصراحة دون تردد و لم يطلب مالًا للمعلومات.
كان مستخدمي القدرات يميلون لمساعدة بعضهم، لأن العيش مع الناس العاديين صعب.
لكن إيرل كان يطالب دائمًا بأجرٍ مقابل المعلومات، كما لو كان رئيسًا عليهم. تسك تسك وغدٌ بخيل.
“إذًا، هل يمكنني رؤية ذلك الدفتر؟”
قبل أن تسأل، كانت أديل قلقة.
ماذا لو سألها بارنافي “لمَ تريدين الدفتر؟”.
“انتِ تريدينه لأجل فسخ الخطوبة، صحيح؟”
لكن بارنافي خمن ظروفها مسبقًا.
“ماذا؟”
“كل يوم كان ذلك الرجل يهددكِ بعدم ترككِ وشأنكِ.
لذا تبحثين عن نقاط ضعفه، أليس كذلك؟”
“إذن، هل يمكنك الحصول على الدفتر؟”
“… لا.”
دهن بارنافي المافن التاسع بالكريمة.
يبدو أنه حقًا فقد شهيته و يحتاج إلى الكريمة ليأكل.
“لا يمكن للحمالين دخول تلك الأماكن. لكن يمكنني إخباركِ بمكانه. الخادمات يستطعن الدخول لأي مكان.”
بمعنى أن على أديل التسلل كخادمة وأخذ الدفتر بنفسها.
لحسن الحظ، لم يكن التسلل صعبًا.
وكالة التوظيف التي تعمل بها تتفوق في ترتيب “التسلل”.
لكن، وكما هو متوقّع، اضطُرّت أديل إلى دفع رشوة، وتحملت نظرات الاحتقار من إيرل، بل وواجهت نوبة غضب منه أيضًا.
“لو انكشف أمركِ لذلك الرجل الحقير، فاستعدّي لتكوني خادمتي للأبد!”
كان مبنى شركة برونسون في وسط المدينة.
أمام مبنى خشبي من أربعة طوابق، كان هناك دائمًا ازدحام من العربات والتجار والحمّالين.
كان لدى الشركة العديد من الخدم والخادمات المعينين.
بفضل ذلك، تمكنت أديل من التسلل بسهولة كإحدى خادمات التنظيف.
الخطة كانت بسيطة.
خلال وقت الاجتماع العام، ستخرج الدفتر المخفي في خزنة مكتب رالف.
كانت الخزنة تعمل بكلمة مرور تتغير أسبوعيًا.
لحسن الحظ، كان رالف غبيًا بما يكفي لتدوينها تحت مقعده في غرفة الأسترحة الخاصة به.
دخلت أديل غرفة الأستراحة بحجة التنظيف وحصلت على كلمة المرور بسهولة.
ثم، مع بدء وقت الاجتماع، توجهت إلى مكتب رالف حيث الخزنة.
‘كل شيء يسير بسلاسة.’
خاضت أديل عدة مهام تسلل من قبل.
عادة، كانت تواجه موقفًا مفاجئًا يثير الشكوك مرة أو مرتين، لكن اليوم لم يحدث ذلك.
كان الجميع من حولها مشغولين بشؤونهم، لا يلقون نظرة على خادمة.
وعلاوة على ذلك…
‘هل كان عدد حراس الشركة دائمًا بهذا القلة؟’
كانت شركة برونسون تتعاقد عادة مع فرق مرتزقة لحماية المبنى والعربات.
لكن حول مكتب رالف الخاص، لم يكن هناك أي من هؤلاء.
كأن شخصًا ما أعد ذلك عمدًا.
هل هذا فخ؟
لا، لو كانت كذلك، لكان بارنافي قد علم.
طردت أديل الأفكار القلقة غير الضرورية وفتحت باب مكتب رالف.
وهناك، واجهت حدثًا مفاجئًا غير متوقع.
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات