نظرت أديل إلى إيرل بعيون مليئة بالتوقع الخفي.
هل من الممكن أن يكون إيرل قد اشترى القلادة؟
بما أنه جمع ثروة لا بأس بها بعناء، فلن تكون حتى أغلى المجوهرات صعبة عليه.
إذًا، قد يعيرها لأديل، التي ستذهب لتواجه الإذلال،
أليس كذلك؟
‘إيرل يشبه الجنية العرابة تمامًا.’
في المرة السابقة، عندما احتاجت إلى مساعدة، ظهر في الوقت المناسب وأعطاها مضاد السم.
‘… مهلاً، ماذا لو لم يكن الجنية العرابة، بل كان معجبًا بي؟’
كيف يمكن أن يكون لديه كل ما تحتاجه في الوقت المناسب إذا لم يكن كذلك؟
أن يحمل إيرل، الذي يشبه الأخ لها، مثل هذه المشاعر… لهو محرجٌ حقًا…
“تلك القلادة، استوردتها شركة برونسون.”
برونسون؟
حدقت أديل بعيون مستديرة في إيرل.
ضحك إيرل كأنه يجد الأمر مثيرًا للسخرية.
“أنا أقصد متجر حبيبكِ.”
“هو ليس كذلك!”
صرخت أديل مذهولة.
لم يزل إيرل يكف عن الضحك الهازئ.
“آه، صحيح. النبلاء يستخدمون كلمة ‘خطيب’ الأنيقة،
أليس كذلك؟”
كان هذا اللقب أسوأ بكثير.
رسمت أديل علامة الصليب بتقوى، كأنها تواجه شيطانًا، لتطهر روحها الملوثة.
ثم هدأت نفسها بسرعة.
كان إيرل دائمًا يسخر منها بقوله “متجر حبيبكِ” كلما ذُكرت شركة برونسون.
كان المالك هو الرجل الذي خطبَها له الماركيز السابق.
لكن لم يعد عليها أن تنجرف لهذه المزاحات بعد الآن.
“الأمر ليس مسألة تسمية، سأفسخ الخطوبة رسميًا قريبًا.”
قالت أديل بفخر خفيف.
“وهل هذا شيء يستحق الفخر؟”
“بالطبع!”
لا أحد في هذا العالم يريد الزواج من رجل كهذا.
“هل يبدو لكِ أنه كريم بما يكفي لبيع شيء ثمين بسعر رخيص لفتاة انفصل عنها؟”
“…”
أصابت كلمات إيرل أديل بالصمت.
خطيبها، رالف برونسون، كان أكثر رجل بخيل في المملكة.
إذا علم أن أديل تفكر في فسخ الخطوبة، فلن يبيعها قلادة لوفلان.
بل إنها، حتى لو باعت أحشاءها، لن تستطيع تحمل تكلفتها على أي حال.
“… ألا يوجد حل آخر؟”
نظر إيرل إلى أديل باستخفاف ثم عاد إلى أوراقه.
يبدو أنه لا يملك معلومات أخرى.
يا إلهي!
لقد خصمَ كل أجرها ولم يقدم أي مساعدة!
* * *
عندما عادت إلى القصر بعد انتهاء العمل، لم تكن كلارا موجودة لأنها خرجت، وكان هناك شيء غير متوقع ينتظر أديل.
“… قلادة لوفلان؟”
حدقت أديل في القلادة المتأرجحة أمامها.
مفتاح صغير من الذهب مزين بجوهرة وردية بشكل رائع.
كانت بالفعل تستحق مديح إيرل الندكي.
حتى أديل، التي لا تعرف الكثير، أذهلتها الدقة في الصنع.
“هذه…”
رفعت أديل رأسها برفق.
التقت عيناها برجل يمسك القلادة.
رالف برونسون.
حان الوقت لوصفه.
ماذا يمكن أن تقول عنه؟
عينان حادتان؟
تعبير متعجرف؟
لا، كان هناك شيء يجب ذكره أولاً.
“سمعت أنكِ أصبحتِ وصية الماركيزة؟ والدتي كانت سعيدة جدًا.”
رالف برونسون كان ابنًا بارًا.
بالطبع، لو كان ابنًا بارًا حقًا، لأشادت به أديل.
لكنه كان من النوع الذي يمارس البر بالكلام فقط.
على أي حال، كانت أديل تجلس مقابل رالف في غرفة استقبال القصر.
أعاد رالف القلادة، التي كان يتباهى بها، إلى علبتها.
ثم وضع صندوقًا كبيرًا آخر على طاولة الشاي.
وأشار إليه بذقنه.
“هذا لكِ، افتحيه.”
لم تكن بحاجة لفتحه لتعرف.
فقط أمس، رأت صندوقًا مشابهًا.
من المحتمل أن يكون فستانًا.
“لماذا تعطيني هذا فجأة؟”
كانت عائلة برونسون ترسل هدايا إلى القصر من حين لآخر.
لكنها كانت دائمًا للماركيز السابق.
لم يعطوا أديل شيئًا من قبل.
“لماذا؟ يبدو أن لديكِ كبرياء النبلاء رغم أنكِ نصف نبيلة فقط؟”
سخِرَ منها بضحكة متعجرفة.
“ألم تُرفضي من كل متاجر الملابس في العاصمة؟”
“….”
هل انتشرت الإشاعة إلى هناك؟
حسنًا، بما أن شركة برونسون تتاجر بالأقمشة الباهظة، فليس من المستغرب حصول هذا.
تخيلت أديل مدى استمتاع رالف بهذا الخبر.
“نعم، لكن هذا لا يعنيك.”
“ماذا تقصدين بهذا؟”
جلس متكئًا بغرور، رافعًا ذقنه.
” ماذا عن سمعتي أنا الذي سأقف بجانبكِ؟”
كان هذا ردًا غير متوقع، ففقدت أديل قدرتها على الكلام للحظة.
“هل تريدين مني الذهاب إلى أول حفل ملكي لعائلة برونسون مع امرأة رثة؟”
“إذًا، تقول إنك ستذهب معي إلى حفل الأميرة؟”
ألقى رالف فستانًا من الصندوق على ركبتي أديل.
شعرت أديل بصلابة الفستان الجديد.
“كوني ممتنة. قالت والدتي إن أعيركِ هذه القلادة.”
وضع علبة القلادة فوق الفستان أخيرًا.
“ستصبحين قريبًا جزءًا من برونسون، فلا تعرضينا للإحراج في مثل هذه المناسبة، فهمتِ؟”
حدقت أديل في علبة القلادة للحظة.
“امتلاك تلك القلادة سيجعل الجميع يغارون.”
تذكرت كلمات إيرل منذ ساعات.
قد يبدو مضحكًا أن قلادة واحدة تحقق ذلك، لكن أليس هذا هو نمط النبلاء في تصنيف الأشياء؟
إذًا، ستكون هذه القلادة مفيدة جدًا لأديل.
رغم أنها ستفيد شركة برونسون أيضًا، وهذا محزن.
‘لكن إذا لم أتعرض للإحراج… فلن أسبب الإحراج للماركيزة أيضًا.’
كان هذا هو الأهم الآن.
أمسكت أديل علبة الجواهر بكفها.
‘ربما هذه المرة يجب أن أكون مدينة لرالف.’
الذهاب معه إلى الحفل أسوأ من الموت، لكن مقارنة بإحراج كلارا، فهو لا شيء.
“… حسنًا، فهمت.”
ابتلعت أديل إذلالها وأجابت.
“أعيدي القلادة إلى والدتي بنفسكِ. ولا تنسي شكرها.”
لم يكن هذا طلبًا صعبًا.
اقتراض شيء ثمين يستحق الشكر بالفعل.
“أما الفستان، فاحتفظي به.”
جلس رالف على الأريكة مجددًا، ممدًا ذراعيه على نطاق واسع.
“لولاي، هل كنتِ ستحصلين على فستان؟ لدي علاقات مع متاجر ملابس أجنبية، لذا يمكنني الحصول على ملابس جيدة لكِ رغم مكانتكِ.”
كبتت أديل شعورها القذر ولم تجادله.
ربما لأن أديل، التي لا تستسلم عادة، كانت مطيعة اليوم واصل رالف الحديث بحماس.
“”آه، وأيضًا…في يوم الحفل، أخبري الماركيزة أن ترسل عربة إلى منزلنا. ألا يبدو ذلك أكثر وقارًا؟”
ماذا…؟
أن تطلب من كلارا، الماركيزة، إرسال عربة؟
“بما أنكِ وصية الماركيزة، فهذا يعني أنني وصيها أيضًا.
أليس من المناسب أن تُظهر لي الاحترام؟”
“هذا هراء.”
ردت أديل تلقائيًا. لم تستطع تحمل هذا الكلام.
ضاقت عينا رالف للحظة.
يبدو أنه مستاء.
“هل تعرفين كم كلف ذلك؟”
قاطعها دون الاستماع إلى نهاية كلامها.
“أنا أسألكِ، هل تعرفين كم دفعنا مقابلكِ؟!”
ضرب الطاولة ونهض فجأة، ممدًا يده ليمسك ذقن أديل.
“انتِ لا تعرفين ذلك وتتجرئين على الرد عليّ؟!”
لم تكن أديل تعرف ذلك.
عقدُ خطوبتها كتبه الماركيز السابق دون إشراكها، ولم ترَ حتى نسخة منه.
لكن من تهديداته المتكررة، افترضت أن السعر كان باهظًا.
“الآن فقط بدأتِ تصبحين مفيدة، لذا فكرتُ أن أعاملكِ بشكل أفضل.”
أدركت أديل شيئًا عند سماع هذا.
كان رالف يريد استغلال مكانتها تجاريًا و أن يتولى نيابة عنها السلطة التي تتمتع بها وصية الماركيزة.
“لم يكن المبلغ كبيرًا.”
فجأة، سُمع صوت متعالٍ من عتبة غرفة الاستقبال.
شعرت أديل كأن قلبها يهوي على الأرض.
كانت كلارا هي صاحبة الصوت.
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان! شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة. سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 15"
تسلمين على الفصل وعلى ترجمتك الجميلة🪻🪻