الحلقة 42

 

أعرف جيّدًا. أنّ بيبي تتعمّد إصدار أصوات طفوليّة قصيرة اللسان كوسيلة ضغط متطوّرة.  

 

 

كيف يمكن أن تتحدّث عائدة من حياة ثانية بأسلوب طفلة في الثانية من عمرها؟ إنّها تستخدم هذا لتقول: “انظري، أنا صغيرة هكذا. إذا خيّبتِ ظنّ طفلة مثلي، فأنتِ شخص سيّء!”  

 

 

على أيّ حال، قالت بيبي إنّها عادت سرًّا إلى الحديقة تحت الأرض مع حارس. عندما وبّختها لأنّ ذلك خطر جدًّا، تفاخرت بثقة بأنّها أخذت حارسًا قادرًا على التعامل مع الوحوش الشيطانيّة ومجهّزًا بمجموعة كاملة من أحجار السحر.  

 

 

 

والنتيجة، باختصار، أنّ المدخل المركزيّ إلى تحت الأرض لم يُفتح. 

 

 

 

بالطبع، قد يُعتقد أنّ ذلك بسبب الأضرار التي تسبّب بها رايموند عندما جاء لإنقاذنا، حيث حطّم أشياء هنا وهناك. الآن المدخل في حالة إصلاح مؤقّت.  

 

 

لكن، مهما قيل إنّ الناس يتجنّبون تلك المنطقة لخطورتها، فإنّ تاريخ الإمبراطوريّة طويل جدًّا.  

 

 

إذا ظهرت مشكلة الآن تحديدًا، فلا بدّ أنّ شروطًا خاصّة قد تزامنت.  

 

 

أنا + بيبي = فتح مركز حديقة المتاهة  

 

بيبي = عدم فتح مركز حديقة المتاهة  

 

 

إذًا، العامل المسبّب هو أنا بالتأكيد.  

 

 

حينها، كنتُ في الجزء الخارجيّ من حديقة المتاهة، ومع ذلك فُتح المدخل المركزيّ.  

 

 

فكّرتُ أنّ السبب إمّا أنني “من سلالة العائلة الإمبراطوريّة المباشرة”، أو بسبب السيف ذي الرموز التعبيريّة الذي كان يُطلق عليّ “المتعاقدة”.  

 

 

لذلك، راقبتُ بريان وهو يركض نحو حديقة المتاهة دون أن أتدخّل.  

 

 

“آه، آه، آآآآه!”  

 

 

وعندما وضعتُ قدمي ضمن المدى الفعّال في اللحظة المناسبة، فُتح المدخل، ورأيتُ بريان يسقط تحت الأرض، فتأكّدتُ أنّ السبب هو الأخير.

 

  

حتّى لو لم يزر أحد من سلالة العائلة الإمبراطوريّة المباشرة مركز حديقة المتاهة من قبل، فمن غير المعقول أن يحدث هذا الآن، في هذا الجيل تحديدًا… 

 

 

“…يبدو أنّني بحاجة فعلًا إلى تلميع صورة هذا السيف…”  

 

 

أظنّ أنّ الأمر بسببي، ربّما…؟  

 

 

ما هذا الهراء الذي يُسمّى “المتعاقدة” الذي جعل القصر بهذا الشكل؟ لو كنتُ أمسك السيف، لكنتُ سألته مباشرة.  

 

 

“الاستعدادات كلّها انتهت، كما يُقال.”

 

  

أومأتُ برأسي قليلًا للرجل الذي حيّاني. كان حارسًا مؤقّتًا أرسلته عائلة دوق كاستراين.  

 

 

في هذا الأمر، كنتُ بحاجة إلى مساعدة عائلة دوق كاستراين. بعد أن تكبّدتُ ديونًا للتوّ، ها أنا أستخدم واحدًا منها.  

 

 

لكن لم أكن لأتردّد أكثر. الدين يُستخدم، وإلاّ أصبح عديم القيمة. لذا، استعرتُ “شارة غلوريانا” مؤقّتًا وطلبتُ منهم الانضمام إلى هذا الأمر.  

 

 

 

الآن، الإخراج هو الأهمّ.  

 

 

بريان، على الأرجح، يهرب الآن داخل المتاهة تحت الأرض مطاردًا من وحش شيطانيّ ذهبيّ. والوحوش الأخرى المحاصرة في الفخّ ستكون متجمّعة هناك.  

 

 

 

ومض حجر السحر في يد الحارس المؤقّت.  

كان ذلك الإشارة.  

 

 

تنفّستُ بعمق وركضتُ. قفزتُ إلى الحفرة المفتوحة في وسط المتاهة. هذه المرّة الثانية التي أقفز فيها بإرادتي.  

 

 

شعرتُ بـ”شارة غلوريانا” المعلّقة على كتفي ترفرف وتصبح دافئة قليلًا.  

 

 

“أنـ، أنـ، أنقذني! آآآآه!”  

 

 

سمعتُ صراخ الأمير بريان. إنسان تافه لا أرغب حتّى بالمجاملة بمناداته “أخي” أو أيّ لقب لطيف…  

 

 

 

فكّرتُ، للحظة، إن كان من الأفضل استغلال هذه الفرصة لقتله.  

 

 

 

إنّه عاجز وطمّاع، يشبه الإمبراطور الحاليّ تمامًا، وهو مصدر ثقة الإمبراطورة الاولى كليو.  

 

 

 

ليس ذكيًّا جدًّا، ففي القصّة الأصليّة، تسبّب في مشاكل لاحقًا، لكنّه لم يكن بارزًا في البداية.  

 

 

 

آه، نعم، لقد تقدّم لخطبة بيبي بطريقة فظيعة دون مراعاة فارق السنّ، وحتّى أنّه كان مخطوبًا بالفعل وقتها، فتلقّى عقابه.  

 

 

 

“لا، لا تفعل… آه… أمّي… الفارس… أليس هناك أحد؟ أليس هناك أحد؟”  

 

 

 

لكن الإمبراطور لا يزال يعشقه بشدّة. هذا الحدث نظّمته أنا بمساعدة عائلة دوق كاستراين والإمبراطورة، ولو مات بريان، فإنّ العواقب ستكون وخيمة.  

 

 

كان من الأفضل تخويفه وتحطيم صورته والاكتفاء بذلك. اقترب الوحش الشيطانيّ من بريان، الذي كان يرتعد خوفًا ويتبوّل على نفسه وهو يتراجع إلى الحائط.  

 

 

 

الآن هو الوقت.  

 

 

أمسكتُ السيف ذا الرموز التعبيريّة الذي طلبتُ من رايموند نقله إلى هنا مسبقًا. أزّ، أزّ، أزّ! ردّ جسم السيف المهتزّ عليّ. 

 

 

– المتعاقدة! ＼༼㊜ɷ㊜༽/ ! المتعاقدة! اشتقتُ إليكِ، المتعاقدة! أشخاص آخرون تجرّأوا على لمسي، تجرّأوا على الطمع بي… آه، مهلًا؟ المتعاقدة! تمّ تأكيد الاتّصال بـ”شارة غلوريانا”! مع إقامة طقس السيد المؤقّت، يمكن استخدام وظائف الدرجة 2.5! هل ترغبين في إجراء طقس السيد الرسمي؟  

 

“ألا تملكين أيّ حسّ بالتوقيت؟ لا!”  

 

– حسنًا، نؤجّل ذلك! (̵̵́╹ᴥ╹)̵̵̀!  

 

 

أمسكتُ السيف الحقيقيّ بيدٍ مرتجفة وسألتُ في داخلي. 

 

 

“هل يمكن تعديل الوزن؟”  

 

 

– آه، في الدرجة الحاليّة، كنتُ سأقول إنّه مستحيل… لكن يبدو أنّه ممكن؟! (๏_๏)

 حصريًّا للمتعاقدة، سأقلّل الوزن إلى عُشر وزنه! هناك وظائف إضافيّة متاحة أيضًا! 

 

 

“استعرضي وظائف الدرجة 2.5 المتاحة، بسرعة!”  

 

 

– نعم، تمّ إضافة وظيفة النور المقدّس! مدّة الاستمرار 30 ثانية، فترة التهدئة 10 دقائق، نطاق فعّال 5 أمتار يمينًا ويسارًا! نور مقدّس ✧! يمكنه طرد الوحوش الشيطانيّة، الحشرات، والحيوانات البريّة داخل النطاق بإطلاق ✧النور٩(ˊ*ˋω)و! الاختصار هو “لا”! 

 

 

ممتاز. كنتُ سأستخدم أحجار السحر لصنع تأثيرات خاصّة، لكن إذا كان هناك شيء مفيد، فلأستخدمه.

 

 

  

بينما كنتُ أرتب أفكاري، فتح الوحش فمه واندفع نحو بريان.  

 

 

 

استسلم بريان تمامًا، مغمضًا عينيه، متكوّرًا على الأرض خائفًا.  

 

 

آه، الوقت ينفد. عندما أمسكتُ السيف وأعطيتُ الإشارة، فعّل الأشخاص المنتظرون سحر أحجار السحر. صرخ الوحش المكبوت دون أن يتمكّن من لمس بريان.  

 

 

لوح أحدهم بورقة كُتب عليها بالقلم الرصاص بسرعة، عارضًا إيّاها لي في الهواء. 

 

 

[الإمبراطور على بُعد مترين! الإمبراطورة الاولى كليو معه!]  

 

 

حسنًا، الآن!  

 

 

الإشارة جاهزة!  

 

 

“هااااب!”  

 

 

رفعتُ السيف وركضتُ. بدا الوحش يعاني أكثر تحت ضغط أحجار السحر.  

 

 

بالطبع، إنّه حاجز مؤقّت مضادّ للوحوش مدعوم من عائلة كاستراين!  

 

 

لو فتح بريان عينيه، لربّما لاحظ شيئًا غريبًا، لكنّه كان هادئًا بشكل غريب.  

 

 

هل أغمي عليه وهو مغمض العينين؟  

حسنًا، هذا أسهل وأفضل.  

 

 

اقتربت أصوات الضجيج.  

 

 

“بريان، بريان! صغيري، هل أنت بخير؟!”  

 

 

“ماذا يفعل الحرس الملكيّ؟ ادخلوا فورًا! ابني، ابني هناك!”  

 

 

ممتاز!  

 

اندفعتُ نحو الوحش.  

 

 

“تألّقي!”  

 

 

وميض!  

 

 

وميض! 

 

 

بريق!  

 

 

“أووووه!”  

 

 

 

أغمض الوحش الذهبيّ عينيه وارتعد بنبرة مؤلمة. حسنًا، إذا تمكّنتُ من إعداده جيّدًا وقمعه هكذا…!  

 

 

في تلك اللحظة، سمعتُ صوتًا غريبًا.

 

 

[تمّ تأكيد وجود المتعاقدة “تيتانيا”]  

 

 

شددتُ قبضتي على السيف تلقائيًّا. 

 

[شارة غلوريانا – تمّ تأكيد التلامس المباشر، يمكن فتح قوّة هورس]  

 

 

لا أعرف ما هذا، لكن إذا كان موجودًا، فلأستخدمه.  

 

 

“افتحي!”  

 

 

[تمّ الموافقة]  

 

 

فور صراخي، انبثق نور هائل ابتلع جحافل الوحوش التي ملأت المتاهة تحت الأرض.  

 

“كياه!” 

 

 

“آآآه!”  

 

“ما، ما هذا؟!”  

 

 

وصل الجميع المتوقّعون، فأصبح المكان صاخبًا. كان النور ساطعًا لدرجة أنّني اضطررتُ لإغلاق عينيّ للحظة.  

 

 

فسسسس…  

 

 

هبّت الريح.  

 

 

عندما فتحتُ عينيّ، كانت الوحوش تتحوّل إلى رماد من أطرافها، كما لو أحرقتها أشعّة الشمس، تساقطت بحركة خفيفة.  

 

 

وكان الإمبراطور ينظر إلى المشهد بذهول، والإمبراطورة الاولى كليو تنظر إلى بريان برعب.  

 

 

 

ورأيتُ الحرس الملكيّ والفرسان والجنود الذين أحضروهما، إلى جانب الكاهن الأعلى ذو الوجه الشاحب، يصطفّون واحدًا تلو الآخر.  

 

 

 

حلفائي – من عائلة دوق كاستراين – كانوا يرتدون زيّ الفرسان والجنود الإمبراطوريّين الذين جاؤوا لصيد الوحوش، فاختلطوا بينهم دون أن يُلاحظوا.  

 

 

 

رأيتُ رايموند ينتظر بهدوء خلف مجموعة الإمبراطور.  

 

 

فجأة، تقابلت أعيننا.  

 

 

نسيتُ الوضع للحظة وارتجفتُ.  

 

 

كنتُ دائمًا أظنّ أنّ عينيه الذهبيّتان باردتان كالجليد.  

 

 

لكن العينين اللتان تنظران إليّ الآن بهدوء كانتا، بطريقة ما، ذائبتين بحرارة تشبه القلق. 

 

 

 

لماذا؟ لماذا يبدو مضطربًا وهو ينظر إليّ؟

 بسبب القوّة المجهولة التي استخدمتها؟  

 

 

استعدتُ رباطة جأشي وأبعدتُ عينيّ عن رايموند.  

 

 

كان الوحش الذهبيّ يتحوّل إلى رماد ببطء، بحركة خفيفة، حتّى بعد أن اختفت الوحوش الأخرى كلّها. 

 

حتّى بعد أن عادت رؤية الجميع، تفكّك مثل حبات الرمل أمام السيف الذي رفعته.  

 

 

نظر الإمبراطور إلى هذا المشهد بصوت مرتجف وقال:  

 

 

“تيـ، تيتانيا، ألم تكوني لا تزالين غير مستيقظة؟ ما هذا الوضع…؟”  

 

 

 

“أبي الإمبراطور!”  

 

 

رفعتُ السيف بتعبير تقيّ وقدّمتُ. 

 

“هذا السيف هو من ناداني بينما كنتُ نائمة!”  

 

 

كان ذلك بداية التحريض والتزييف الصريح.