الحلقة 34

 

“آآآه! آآآه! آآآآآه!!!”  

 

 

 

صرخات واضحة حتى عند سماعها مرة أخرى!  

 

 

“زززت! زززت!”  

 

 

شعرت ميري بإحساس كأن صاعقة تضرب أطراف أصابعها، فصرخت وألقت السيف.

 نتيجة لذلك، سقط السيف، الذي سُحب بالكامل من غمده، على الأرض بقوة.  

 

 

[سيدتي المتعاقدة!!! سيدتي، يا إلهي! لصة، لصة، لصة بلا خجل!!! ૮( ᵒ̌▱๋ᵒ̌ )ა!! أنا، أنا الهدف! أنا الجميلة، النبيلة، المكرسة لسيدتي المتعاقدة! كانت تنوي بيعي وتفكيكي لأصبح مجرد كتلة معدنية! هذا ما كانت تخطط له! سيدتي تيتانيا، أين أنتِ؟ صغيرتكِ المحبوبة في خطر!!! ] 

 

 

 

[وونغ، وونغ، وونغ وونغ وونغ…] 

 

 

 

لو كانت الأميرة تيتانيا موجودة هنا، لكانت غطت أذنيها من هذا الضجيج. 

 

 

 

كانت ميري مذعورة تمامًا. اختفى إحساس صراخ شخص ما في رأسها فجأة، لكن السيف السليم بدأ يهتز فجأة. بالطبع، لم تتمكن ميري من سماع صوت السيف بوضوح.  

 

 

 

كل ما حدث هو أنها أمسكت السيف كأنها مسحورة، ثم صرخ شخص ما في رأسها، وشعرت بصدمة كهربائية في أطراف أصابعها، والآن يهتز السيف كأنه ممسوس. كان هذا كافيًا لتكون مرعبة.  

 

 

كأن شخصًا يصرخ: “من تجرأ على اقتحام هذا القصر؟”  

 

 

 

كأنه يعلن: “سأعاقب الخاطئ الذي طمع فيما ليس له!”  

 

 

حتى لو كان الأمر كذلك… لا، مستحيل. باب غرفة الأميرة مفتوح، ولا أحد يهتم. لا توجد آثار سرقة… هذا…  

 

 

 

هل من الممكن أن هذا السيف ابتلع كل من حاول مثلي؟ هل كانت الشائعات صحيحة؟ 

هل أنا ملعونة؟  

 

 

 

تاهت أفكار ميري المذعورة في اتجاهات عشوائية.  

 

 

 

لم يكن الوضع مختلفًا عما توقعته ميري في البداية.

 

 

 

كان القصر فارغًا لأن الجميع تجاهلوه. تم سجن الحراس ذوي الأداء السيئ بسبب غضب الإمبراطور، ولم يتم تعيين حراس جدد.  

 

 

مع هروب جميع خدم قصر الورد، من سيبقى في هذا القصر المدمر المرعب؟ مع تورط عائلة كاستراين في هذا الأمر، كان الخدم العاديون يخافون من الإمبراطورة الاولى كليو وعائلة كاستراين، فلم يجرؤوا حتى على الاقتراب من القصر.  

 

 

 

لذا، كانت ميري ، بجرأتها الكبيرة وحدسها السيء، أول خادمة تدخل قصر الورد للسرقة.  

 

ومن بين كل الأشياء، كانت ميري جريئة بشكل لا يصدق لتقرر البدء بغرفة الأميرة مباشرة…  

 

 

 

[وونغ، وونغ، وونغ وونغ وونغ…] 

 

 

اهتز السيف الآن بغضب أكبر من قبل. ابتلعت ميري خوفها. لمع نصل السيف المكشوف بلمعان أبيض مخيف بشكل خاص.  

 

 

“هل سيتحرك ويقطع رقبتي؟!”  

 

 

“أنقذوني! أنقذوني! سيف ممسوس يحاول قتلي! آآآآه! أخطأت!”  

 

 

 

هربت ميري المذعورة وهي تبكي وتصرخ.

  

كان هذا بالضبط السبب الذي جعل الشائعة الغريبة تنتشر في غضون ثلاثة أيام. 

 

 

“هناك سيف ملعون في قصر الورد. حادثة سقوط الأميرة تيتانيا كانت بسبب هذا السيف الملعون. الآن بعد أن أصبح القصر فارغًا، يحاول السيف المسحور خداع المارة وابتلاعهم! يجب التخلص من هذا السيف حتى تستيقظ الأميرة تيتانيا!”  

 

 

 

 

 

* * *  

 

في اليوم التالي لإرسال بيبي ورايموند بعبارة “توقفوا عن التدخل”، وفي يوم لم يدخل فيه أي من أفراد عائلة كاستراين القصر، اليوم الرابع منذ أن استيقظت لكنني تظاهرت بأنني لم أستيقظ بعد.  

 

 

منذ الصباح الباكر، جاء الأمير إيدريان بوجه غامض لا يمكن تفسيره.  

 

 

 

“يقولون إن هناك شبحًا في قصر الورد؟”  

 

 

تجمدت وأنا أمضغ بيضة نصف مسلوقة للفطور. تدفق الصفار من زاوية فمي.  

 

 

“…ماذا؟”  

 

 

“بالأمس، خرجت خادمة دخلت قصر الورد وهي تبكي وتصرخ، قائلة إن سيفًا ممسوسًا حاول قتلها. شاهد الجميع ذلك، وتم القبض عليها من قبل الحراس.”  

 

 

“تابع؟”  

 

 

“تولت الإمبراطورة الاولى كليو أمر الخادمة، وقالت إن الأمر خطير ويجب التحقيق رسميًا في قصر الورد.”

 

 

 

شعرت فجأة بتعرق بارد يتدفق من ظهري. 

 

آه، صحيح. السيف ذو الرموز التعبيرية…  

لقد نسيته!  

 

 

لكن حتى لو تذكرته، كنت سأتردد في إخبار عائلة كاستراين بوجود هذا السيف أو طلب نقله. لكن أن تقرر الإمبراطورة الاولى كليو، التي أعطتني هذا السيف بنفسها، التحقيق؟  

 

 

كان ذلك مشبوهًا. حتى لو نظرت إليه من زاوية معكوسة، كان مشبوهًا. ابتلعت البيضة المتدفقة وقمت. 

 

 

“…وماذا بعد؟”  

 

 

 

“سمح جلالة الإمبراطور رسميًا بالتحقيق بالأمس…”  

 

 

“…وماذا؟”  

 

 

“أعلن أنه في غضون أيام قليلة، سيتم العثور على الجاني الذي نفذ لعنة خاصة على الأميرة تيتانيا وتسبب في هذا الحادث وسيتم معاقبته.”  

 

 

“…بدأ التحقيق بالأمس فقط، أليس كذلك؟ هل أصبحت اللعنة حقيقة مؤكدة بالفعل؟”  

 

 

“الجروح الناتجة عن مواجهة الوحش قد شُفيت بالفعل بعلاج الكاهن الأعظم، وابنة عائلة كاستراين بالتبني، التي تعرضت للهجوم معك، لم تُصب بأذى ولو بأطراف أصابعها.”  

 

 

تحدث إيدريان وهو يضع منديلاً على زاوية فمي.  

 

 

“من قبل، سقطت الأميرة تيتانيا في قصر الورد ودخلت في غيبوبة. وبما أن الحوادث المروعة تتوالى في قصر الورد، فمن المؤكد أن الأميرة تيتانيا ملعونة… أو ربما هناك شيء آخر.”  

 

 

“يا إلهي، هذا فوضى!”  

 

 

فوضى تامة! سأجن!  

 

 

ضحكتُ بيأس وأمسكت رأسي. نظر إيدريان إليّ وهو يطوي المنديل الذي مسح به فمي، مبتسمًا بمرارة.

 

 

 

من الواضح أن هذه تمثيلية من الإمبراطورة الاولى كليو.  

 

 

كنتُ أظن أنني ألحقت بها ضربة بإرسال خادمات قصر الورد لأداء صلوات قاسية تحت إشراف الكهنة، لكنها ضربتني من الخلف بهذه الطريقة؟  

 

 

“هل هناك شيء تظنينه؟”

 

 

 

“…ذلك السيف، في الحقيقة، أعطتني إياه الإمبراطورة الاولى كليو. قالت إنه سيف سحري أو سيف ثمين…”  

 

 

 

“الإمبراطورة الاولى كليو؟ أعطتكِ سيفًا؟”  

 

 

“طلبت مني تسليمه إلى السيد الشاب رايموند، وأن أحضر مراسم التكريس نيابة عنها…”  

 

 

 

“لهذا ذهبتِ فجأة إلى مراسم التكريس طواعية.”  

 

 

نقر إيدريان بلسانه كأنه فهم أخيرًا. شعرتُ بأن عينيّ أظلمتا.  

 

 

لقد مر وقت طويل منذ أن أقمتُ في قصر الليلك. في البداية، حافظتُ على مسافة مع إيدريان، لكن بما أنني في حالة مريضة وبما أنني لا أستطيع التفاخر أمام مضيفي، وضعتُ كبريائي جانبًا وعشت براحة.  

 

 

 

كان إيدريان نفسه يعاملني كأخت حقيقية بغض النظر عن موقفي، مما جعل الأمر مريحًا.  

 

 

 

لكن لا حاجة لكل ذلك. مجرد إقامتي في قصر الإمبراطورة أمام عيني الإمبراطورة الاولى كليو ربما جعلني بالفعل في نظرها “ورقة عديمة الفائدة يجب التخلص منها”. لم يكن لدي خيار سوى أن أصبح حليفة.  

 

 

 

لذا، شرحتُ الأمر بمزج الحقيقة بالتلفيق، متجاهلة تفاصيل العقد المشبوه أو حقيقة أن السيف يتحدث إليّ.  

 

 

 

“كان هناك شيء غريب في ذلك السيف، لذا لم أسلمه. ثم أصبتُ في الحادث وأصبحتُ طريحة الفراش. ليس للسيف أرجل ليهرب من غرفتي، فلماذا فجأة…”  

 

 

 

 

“هل تعتقدين كم عدد الخدم الذين يتسللون إلى قصر فارغ للسرقة؟ ربما كانت هناك خادمة جريئة بما يكفي لتفتش غرفتك.”

 

 

  

“…ما زالت ناتالي، رئيسة الخادمات، من جانب الإمبراطورة الاولى كليو، لذا إذا زوّرت دليلاً على لعنة، قد ينجح ذلك. لكن لماذا في هذا التوقيت بالذات يزعمون أن قصر الورد ملعون؟ لأي غرض…”  

 

 

 

آه.  

 

 

 

تقاطعت نظراتي مع إيدريان.  

 

 

“…الإمبراطورة الاولى كليو لن تكون مجنونة لتصنع من عائلة كاستراين عدوًا، أليس كذلك؟”  

 

 

“من الممكن أن تزور قصة أن عائلة كاستراين، التي تشعر بالذنب، حاولت قتل تيتانيا التي لم تستعد وعيها بعد وفشلت… لكن هذا سيجعلها عدوة حقيقية، لذا لن تفعل ذلك، أليس كذلك؟”  

 

 

“إذن؟ هل من الممكن أن تكون الإمبراطورة؟”  

 

 

 

تحدث إيدريان بتفكير عميق. 

 

 

“قد يمرون دون الكشف عن الجاني. على أي حال، أنتِ الشخصية التي كادت تموت، وإذا أنكرتِ الأمور علنًا، فلن تتطابق القصة.”  

 

 

 

“الإمبراطورة الاولى كليو لن تعترف أبدًا أنها من أعطتني السيف؟”  

 

 

“بالطبع.”  

 

 

“حتى لو اعترفت، ستقول شيئًا مثل: ‘أوه؟ يداكِ الناعمتان لم تمسكا حتى بسكين ورقية. لماذا سأعطيكِ سيفًا؟ ربما لابني الحبيب بريان، لكن ليس لكِ.’ ستنكر ذلك…” 

 

 

 

“واو، تيتانيا، أنتِ تقليدين الإمبراطورة الاولى كليو جيدًا حقًا!”  

 

 

أصبحت أكثر اكتئابًا عندما سمعت إعجاب إيدريان الصادق، فأفرغت كوب عصير البرتقال دفعة واحدة.

 

 

 

 

“آه، بالمناسبة، يجب أن أحتفظ بذلك السيف، لا ينبغي أن يقع في يدي شخص آخر…”  

 

 

 

“لماذا؟”  

 

 

لأنه إذا امتلكه شخص آخر، سيصبح سيفًا شيطانيًا! حقًا! قد يموت شخص ما إذا أخطأ! 

 

لم أستطع قول هذا، فتحركت شفتاي فقط.  

 

 

هز إيدريان كتفيه وقال:  

 

 

“لكن يبدو أن ذلك السيف مشبوه بالفعل. يقولون إن أي شخص يلمسه يتعرض لصدمة كهربائية، مما يجعل نقله مستحيلًا. في النهاية، اضطر خبير سيف من الدرجة العالية ليتمكن من حمله.”  

 

 

لم يكن للسيف هذه الوظيفة من قبل، لكن ربما لأنه يعترف بي كمالكته، يتصرف هكذا…  

 

 

هل يتفاعل هكذا مع أي شخص غير المتعاقدة؟  

 

 

على أي حال، يبدو أنني، عن غير قصد، صنعت صورة قوية كسيف شيطاني. كلما سمعت المزيد من القصة، شعرت بصداع متزايد.