تحت حديقة المتاهة في وسط القصر الإمبراطوري، يعيش وحشٌ ما.
في عصر الإمبراطور الأول، لم يكن القصر مكانًا آمنًا، لذا أُطلق سراح هذا الوحش ككلب حراسة لحماية العائلة الإمبراطورية.
يبدو أنّه لم يكن يشكّل تهديدًا كبيرًا للعائلة الإمبراطورية التي كانت تتحكّم بقوة النور ببراعة في ذلك الوقت.
لكن، في الوقت الحاضر، أصبح هذا الوحش عبئًا لا يمكن السيطرة عليه بأيّ حال.
الأشخاص الوحيدون القادرون على صيده بأمان هم، على الأرجح، أفراد عائلة الدوق كاستراين. لكن، لم يكن بإمكان العائلة الإمبراطورية أن تكشف عن هذه الأسرار الداخلية وتطلب مساعدتهم.
بما أنّ الوحش لا يظهر في الأماكن التي يتردّد إليها الناس، بل يقتصر ظهوره على متاهة القصر السفلية، فلا مشكلة فعليّة طالما أنّ أحدًا لا يتجرّأ على التجوّل في تلك المنطقة دون خوف.
في الواقع، بعد أن بدأت العائلة الإمبراطورية تفقد قوتها، أخفت الحقيقة ودفنت الماضي، تاركة حديقة المتاهة على حالها، لأنّه لم يكن هناك من يجرؤ على التجوّل هناك إلّا إذا كان شجاعًا بشكل استثنائي.
كان هناك طريقة خاصّة للنزول إلى المتاهة، لكنّني لم أكن أعلم أنّها ستكون بهذا الشكل… فتحة تُفتح فجأة هكذا!
على أيّ حال، تبعتُ ظهر بيبي وقفزتُ إلى الفتحة.
للحظة، تلألأت عيناي، وعندما أفقتُ وجدتُ نفسي ممدّة على الأرض. نفضتُ أطراف ثوبي وقمتُ لأنظر حولي.
“…مخيفٌ للغاية.”
الحديقة نفسها، في الحقيقة، بسيطة جدًا لدرجة أنّ تسميتها “متاهة” قد تبدو مضحكة.
لكن المتاهة الحقيقيّة تقع تحت الأرض.
المصابيح التي رُكّبت منذ مئات السنين لا تزال تُضيء، وكان يُسمع من بعيد رنينٌ خافتٌ لجرس.
الهواء الرطب والبارد يعبُر الممرّات، والتقاطعات المفتوحة هنا وهناك تبدو كأنّها من مشهد في فيلم رعب.
كأنّ قاتلًا متسلسلًا سيأسر ضحاياه ويُطلق سراحهم هنا ليشاهدهم يهربون من بعيد…
آه، لا أريد أن تتحقّق هذه الأفكار! فكّري بشيء جيّد، شيء جيّد!
لماذا جاءت بيبي إلى هنا؟ ولوحدها أيضًا؟
“…هل هناك أحد…؟”
“هوووووو…”
بدلًا من الرد، سمعتُ صوت ريحٍ موحشة.
اعتمدتُ على ضوء المصابيح الخافت وتقدّمتُ خطوة خطوة. لو أُمسكتُ هنا، لن أجد عذرًا لتبرير وجودي، لذا تركتُ سيف الإيموجي خلفي… كان يجب ألّا أفعل ذلك.
اللعنة.
حين حاولتُ، ولو بصعوبة، طرد الخوف من ذهني، بدأتُ أفهم هيكليّة المتاهة تقريبًا.
على الرغم من أنّ عليك الدوران يمينًا ويسارًا، إلّا أنّ الاتجاه، في النهاية…
“…مهما سلكتَ من طريق، فإنّه يؤدّي إلى المركز.”
نعم، هناك باب هناك. باب يمكن من خلاله الصعود إلى الأعلى. المشكلة هي أنّ الوحش، الذي يُفترض أنّه سيد هذه المتاهة، يقبع هناك.
هل أذهب؟
أم أعود؟
توقّفت قدماي فجأة.
همس العقل لي.
‘لماذا تذهبين للبحث عن بيبي؟ من أنتِ؟ وماذا تعرفين فعلًا؟ أنتِ تسعين لتحسين علاقتك بعائلة كاستراين فقط لتهربي من العائلة الإمبراطورية وتعيشي حياةً مريحة، أليس كذلك؟’
“إنقاذ بيبي سيجعل هذا العالم آمنًا. إذا لم تفعلي، سينهار الحاجز وستسقط الإمبراطورية في هاوية الدمار…” هذا مجرّد عذر.
حتّى لو ذهبتِ، ألن ينتهي بكِ المطاف ميتةً ميتةً شنيعة؟
قصّة أنّ الوحش في القصر لا يهاجم العائلة الإمبراطورية… هي قصّة منذ مئات السنين، بسبب “قوّة النور”.
لكن، منذ متى لم يعد بإمكان العائلة الإمبراطورية السيطرة على الوحش المقيّد في القصر؟
هل ستحاولين مجدّدًا الموت عبثًا لإنقاذ شخصٍ آخر؟
هذه المرّة، حتّى لو متِّ، لن يحزن عليكِ أحد.
“…إنّها طفلة.”
قلتُ لنفسي وأنا أنظر إلى ضوء السقف المتذبذب.
“مهما كانت بيبي قد عادت بالزمن، ومهما كانت تملك عقليّةً ومهاراتٍ رائعة لا تليق بطفلة، ومهما كانت مقدّرًا لها أن تُحب وتُحَب من الجميع في المستقبل…”
كم عمرها؟ سبع سنوات بالكاد؟
مهما فكّرتُ، هذه ليست سوى بداية القصّة الأصليّة.
بيبي، التي عادت للتو بالزمن، تحاول بكل قوتها النجاة.
تيتانيا التي ستدسّ السم لبيبي وتتسبّب في دمارها لن تظهر إلّا في نهاية القصّة الأصليّة.
حتّى الآن، بيبي تعرفني فقط كـ”الأميرة تيتانيا التي أساءت بشدّة إلى الدوق الشاب رايموند، وانتهى بها الأمر مفسوخة الخطوبة ومدّمرة” في الزمن قبل عودتها.
نعم، حتّى في الزمن قبل عودة بيبي، تُفسخ خطوبة تيتانيا.
يبدو الأمر كأنّ القدر يهمس: “يا فتاتان، أنتما تعلمان أنّ هذا لن ينجح، أليس كذلك؟”
لذا، حتّى لو أصبحت بيبي كنزًا لعائلة الدوق كاستراين فور دخولها إليهم، وحتّى لو بدأت جروح قلبها تلتئم بالحب…
“…الآن فقط بدأت تسعد بجهودها الخاصّة، فإذا انتهى كل شيء هنا، سيكون ذلك بائسًا جدًا.”
تغلّبتُ على خوفي وركضتُ. “هاف، هاف”، جسدي الذي ينقصه التمرين تعب بسرعة.
شعرتُ بطعم الحلوى في فمي. من بعيد، سمعتُ ضجيجًا.
“كيينغ، كانغ، توك…”، “غررر، غرررر…”،
صوت وحشٍ يزمجر، وصوت بكاءٍ خافت مرتعب.
عندها رأيتها.
في نهاية الممر، طفلة مرتعبة محاصرة في زاوية مُميتة.
وأمامها، وحشٌ برأس ذئب وجسد ثور، يقترب منها خطوة خطوة كأنّه يسخر منها قبل أن يقتلها.
عضضتُ على أسناني.
“…يا، أيّها الوحش القبيح، انظر إلى هنا!”
حتّى تلك اللحظة، كنتُ أحمل كتابًا تحت إبطي بعناية، فرميته بكل قوتي.
“فوووم، توك!”
“…!”
…الكتاب لم يصب الوحش، بل سقط على الأرض بالقرب من قدميه الأماميّتين.
اللعنة، يا للإحراج.
لكنّني نجحتُ في جذب انتباه الوحش. هذا كان الهدف على أيّ حال.
نظر إليّ الوحش بعينين متعجّبتين، ثمّ، كأنّه يرى فريسةً لا يمكنه أكلها، بدا منزعجًا وخدش الأرض بقدميه الأماميّتين.
شعرتُ غريزيًا أنّ تعامله معي يختلف عن تعامله مع بيبي.
كأنّ الأوامر الأساسيّة المبرمجة فيه مختلفة؟
مع بيبي، كانت الكلمات المفتاحيّة مثل “الإبادة”، “السخرية”، “الذبح”. أمّا معي، فهي أشبه بـ”المراقبة”، “الحذر”، “الطرد”.
نظرت إليّ بيبي، التي كانت مرتعبة، بعينين متفاجئتين.
“هاها، مرحبًا بيبي.” أردتُ أن ألوّح لها، لكن…
في هذه اللحظة، لم أستطع التظاهر بأنّني أعرفها. حاولتُ فقط كسب بعض الوقت بخوض معركة بالنظرات مع الوحش.
لكنّ الوحش، الذي بدا منزعجًا من نظراتي، نظر إليّ للحظة ثم استدار نحو بيبي، مفتوحًا فمه ومكشّرًا عن أنيابه.
“لا!”
اللعنة، ركضتُ وأمسكتُ يد بيبي وسحبتها أمام الوحش.
غضب الوحش عندما اختفت فريسته من أمامه، وأضاءت عيناه الصفراوان.
“غررررر!”
آه، لقد غضب! ركضتُ بكل قوتي. بيبي، رغم خوفها الشديد، ركضت جيّدًا نسبيًا.
لكنّ كلانا كان يعلم أنّ هذا هروب مؤقّت.
لا عوائق في المتاهة، والباب خلف الوحش، ولا وسيلة لفتحه.
الطرق كلّها مستقيمة. من الواضح أنّ قوتنا ستنفد قبل قوة الوحش.
“غر-رررر!”
في لحظة تباطأت سرعتنا، قفز الوحش في الهواء محاولًا عضّ بيبي.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"