“أخبرها أنني سأكون هناك قريبًا. واستخدم الشاي الذي طلبت منك تحضيره.”
“نعم سيدتي.”
غادر ديريك الغرفة، بينما وضعت ميندي اللمسات الأخيرة على شعر بيريلانس. نظرت بيريلانس إلى انعكاسها في المرآة، وبدا وجهها حازمًا.
“سيدتي، لقد تم الأمر.”
“حسنًا، شكرًا لك.”
غادرت ميندي الغرفة بينما حدّقت بيريلانس في المرآة. تمتمت بيريلانس لنفسها.
“سيكون كل شيء على ما يرام.”
وصلت بيريلانس سريعًا إلى قاعة الاستقبال. كانت سيسيليا جالسة هناك. عندما رأتها سيسيليا، نهضت من مقعدها وسلّمت على بيريلانس.
“أنا سيسيليا من عائلة روبن.”
“سيدة روبن. من دواعي سروري مقابلتك.”
أعطتها ببريلانس ابتسامة دافئة عندما استقبلتها.
“من فضلك، اجلسي.”
جلست بيريلانس وسيسيليا مقابل بعضهما. راقبتها بيريلانس. لم تستطع إخفاء تعابير وجهها، فأدركت أن سيسيليا متوترة.
“سيدة روبن، من فضلك لا تقلقي. لن أؤذيك.”
كانت سيسيليا شخصًا يُظهر مشاعره بكل صدق على وجهها. وجّهت سيسيليا نظرها بحذر إلى بيريلانس. كانت تلك أول مرة تلتقيان فيها، لكن بيريلانس ابتسمت لأنها شعرت بشيء مألوف. كانت سيسيليا تمامًا كما وُصفت في الرواية.
“يجب أن تعتقدي أنني سآكلك أو شيء من هذا القبيل.”
لم تهدأ سيسيليا حتى بعد أن تكلمت بيريلانس مازحًة. كان ذلك لأنها سمعت عنها قصصًا كثيرة. بينما ألقت سيسيليا نظرة خاطفة، واصلت بيريلانس النظر إليها.
وكما هو مذكور في الرواية، كانت ذات شعر أسود، وعينين خضراوين…
من ناحية أخرى، فوجئت سيسيليا بالسيدة التي أمامها: “كلما رأيت بيريلانس في المناسبات الاجتماعية، بدت متألقة وجريئة، لكن عندما رأيتها وجهًا لوجه، بدت بيريلانس هادئة وهشة، كانت تتمتّع بأناقةٍ خاصّة.”
قبلت سيسيليا، دون وعي، شاي الياسمين الذي أحضرته الخادمة. كان شاي الياسمين عالي الجودة وذو الرائحة العطرة. ذكّرتها الرائحة بالأيام التي كانت تحلم فيها بالسعادة.
“منذ فترة، سمعت قصة مثيرة للاهتمام. هل ترغبين في سماعها؟”
علقت بيريلانس وهي تشاهد سيسيليا تتعرف على الرائحة على الفور.
أمالت بيريلانس كوب شاي الياسمين قليلًا. ازدادت الرائحة قوةً، فامتلأت الغرفة. ربما كانت رائحةً تُثير حنين سيسيليا. ولكن بالنسبة لبيريلانس، كانت تلك ذكريات مؤلمة.
“هل تعلمين لماذا ذلك؟”
“آه…”
“نظرًا لأن الفيكونت روبن لديه أعمال في العديد من الأماكن، فقد تساءلت عما إذا كانت السيدة روبن ستعرف ذلك.”
ابتسمت بيريلانس ببرود وارتشفت شايها. بدت على سيسيليا علامات التردد. بدا تعبير سيسيليا وكأنه يُعبّر عن دهشتها من غرض سؤالها المفاجئ.
لو كانت سيسيليا شريرة بعض الشيء، لربما تصرفتُ بأنانية أكبر…
ابتسمت بيريلانس ابتسامة حزينة. نظرت بيريلانس إلى سيسيليا مرة أخرى دون وعي.
ربما كان هناك جانب قبيح في مكان ما. حاولت أن أجد شيئًا يتناقض مع مظهرها. لكنني في النهاية لم أجد شيئًا. كيف يمكن لسيدة جميلة مثلها أن تمتلك شيئًا كهذا؟
“رأيتُ حقلاً من زهور الياسمين زرعه رجل.”
رغم ترددي، كان هذا خياري في النهاية. فبدلاً من سعادتي، تمنيتُ سعادة فير…
لم تُرِد بيريلانس أن يُرى تعبيرها، فأخفضت رأسها. كان ذلك لأنها كانت تعرف تمامًا نوع الوجه الذي ستبدو عليه.
“لقد زرعها لخطيبته.”
تذكرت فير، الذي قال أنه زرعها بنفسه لإظهاره لسيسيليا.
“أليس هذا اعترافًا رومانسيًا؟ كما هو متوقع من شخص مثل الفيكونت غرانت.”
اتسعت عينا سيسيليا وهي تضع يديها على فمها. هدأت بيريلانس قلبها بجرعة أخرى من شاي الياسمين. إنتشرت رائحةً عميقةً في فمها وأنفها. بدا أن رأسها قد هدأ. لكن قلبها كان ثقيلاً.
“لا أحد لا يعرف أن السيدة روبن والفيكونت غرانت كانا عاشقين في وقت ما.”
وضعت الكوب.
“لذا أريد أن أمنح هذه السيدة فرصة. ليس من أجل عائلتك، بل فرصة لعيش الحياة التي تريديها حقًا مع الشخص الذي تحبيه حقًا.”
لقد كانت هذه فرصة لم يكن من الممكن أن أحصل عليها أبدًا، حيث كانت هناك فرصة ضئيلة لأن يبادلني شخص أحبه مشاعري…
تأملت سيسيليا كلمات بيريلانس، وهي تجلس أمامها وترتشف الشاي براحة.
فكرت سيسيليا: “بدت بيريلانس وكأنها تقول إن فير لا يزال يتذكر وعده لي ولا يزال يحبني.”
“لماذا تخبريني بهذا؟”
فكرت سيسيليا: “حتى مع الحقائق الواضحة، لم أستطع إلا أن أشك في القصة السارة التي خرجت من فمها.”
“هل هذا بسبب دوق تونسيان؟”
فكرت سيسيليا: “كنت أشك في أن بيريلانس ستكون قادرًة، من خلال فير، على إيجاد خطأ فيّ وقطع خطوبتي الحالية.”
“هل سبب قيامي بهذا مهم؟”
إنزعجت بيريلانس. في تلك اللحظة، لم يكن سؤال سيسيليا سارًا.
“بطبيعة الحال…”
“ماذا يريد قلبكِ حقًا؟ هذا ما أطلبه.”
كادت سيسيليا أن تُقرّ باعترافٍ سلبيٍّ عندما التقت بعينا بيريلانس. كانت نظراتها مليئةً بالإنزعاج. وبسبب قوة نظراتها، انكمشت سيسيليا لا شعوريًا.
“إذا لم يكن لهذا علاقة بالدوق تونسيان، هل ستصدقين كلامي؟”
عندما لم تُجب سيسيليا وتجنبت النظر إليها، شعرت بيريلانس بأن سيسيليا لم تثق بها.
ربما من وجهة نظر سيسيليا، قد لا تبدو أفعالي منطقية…
“هل يمكنني أن أسأل ما نوع العلاقة التي تربطكِ بفير؟”
فكرت سيسيليا: “كنت أعرف فير، رغم لطفه، فهو ليس رجلاً ودودًا مع الجميع. كان يخفي وراء سلوكه المهذب خطًا أحمراً لا يمكن تجاوزه بسهولة. كان سلوك فير تجاه بيريلانس مختلفًا عن سلوكه تجاه النساء الأخريات. ولأنني راقبته طويلًا، كان تصرفه خفيًا، لكنني استطعت تمييز الفرق.”
“إنه مجرد صديق.”
هذا، حتى وقت قريب…
ابتلعت بيريلانس نَهاية كلماتها. ثم ابتسمت، متظاهرةً بالهدوء. واجهت سيسيليا صعوبةً في معرفة ما إذا كانت تقول الحقيقة أم لا.
“صدقيني أو لا تصدقيني، إنه خيارك. ولكن إن لم تصدقيني، فبإمكانك دائمًا التحقق بنفسك. هذا كل ما أستطيع قوله.”
غادرت بيريلانس غرفة الاستقبال.
إن لم تُصدّقني سيسيليا، فلم يكن بوسعي فعل شيء آخر. لم يكن الأمر أنني لم أستطع فهم مخاوف سيسيليا…
بعد مغادرة بيريلانس، تُركت سيسيليا وحدها في غرفة الاستقبال، ففكرت في فير، ولمست قلبها الذي بدأ ينبض بشدة.
“تمنيت لو أستطيع أن أقول إنني نسيته، لكن قلبي أخبرني بعكس ذلك. ألا يكون من الجميل أن نذهب لإلقاء نظرة؟ لو كانت كلماتها صادقة، لكان فير الوحيد الذي سيُقدم على مثل هذه اللفتة. بعد اليوم الذي ذكرت فيه زهور الياسمين، طلب مني فير ألا أذهب إلى هناك لفترة. لو أن أزهار الياسمين التي لم تكن موجودةً هناك من قبل تتفتح الآن، فلابد أنه زرعها لها. أردت أن أطمئن قلبي.”
[لقد زرعها هذا الرجل من أجل خطيبته. أليس هذا اعترافًا رومانسيًا نوعًا ما؟ كما هو متوقع من شخص مثل الفيكونت غرانت.]
تأملت سيسيليا كلمات بيريلانس. دفعتها الأفكار التي تتردد في رأسها إلى الذهاب إلى هناك فورًا والتأكد من صدق قلبه. أسرعت سيسيليا بالخروج من غرفة الاستقبال.
“بعد أن أرسل فير، دون أي أخبار، رسالةً تُلغي خطوبتنا، شعرت بالألم وخيبة الأمل. ورغم أنني كنت أعرف شخصيته، إلا أنني لم أستطع محو الشكوك من قلبي. فير كان مختبئًا طوال هذا الوقت. بعد أن أرى أزهار الياسمين بنفسي، هذه المرة، سأذهب للعثور عليه أولًا.”
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 21"