1 - ديلان
༺ رواية عراقية – أزهار تحت الرماد ༻✦
✦༺ الفصل الأول: ديلان تبحث عن عمل ༻✦
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
حين تفتّحت أزهار الربيع، لم تكن بيضاء ولا وردية كما اعتادت القصور أن تراها، بل امتزجت بأوراق الأشجار التي اصفرّت واحمرّت، كأن الطبيعة نفسها ارتدت ثوب حدادٍ صامت.
في ذلك الصباح البارد، توقّفت سيارة فخمة من طراز رولز رويس 1920 أمام فيلّا ضخمة ذات طراز معاصر، تحيط بها أسوار عالية وحدائق هندسية صارمة، تعكس هيبة عائلةٍ لا يُذكر اسمها إلا باحترام: دوقية ثيودور.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
داخل المكتب الواسع، جلس سيريس ثيودور، رجل في عمر ٢٧عام ، ملامحه حادّة وعيناه تحملان ذكاءً متّقدًا وخبرة لا تُكتسب إلا من دهاليز السياسة والدم.
كان يمسك الأوراق بعناية، يراجع الحسابات والتقارير، وكأن العالم بأسره يمكن ترتيبه بالأرقام وحدها.
لكن…
انفتح باب الغرفة بعنف.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
دخلت السيدة نيفينيا، والدة الدوق، امرأة في منتصف الخمسينات، ملامحها الأرستقراطية لم تُخفِ الغضب والقلق المرتعش في عينيها.
كانت تمسك منديلًا حريريًا، تمسح به دموعًا أبت أن تتوقف.
— يا بني… أنا قلقة.
قالتها بصوتٍ مكسور.
— لا أعلم… أختي قُتلت، وزوجها أيضًا.
توقّف سيريس عن القراءة، رفع رأسه ببطء.
— كل العائلة… زُهِق دمها على يد قاتل مجهول.
تابعت، وهي تضغط المنديل على شفتيها المرتجفتين.
— بقيت ابنة أختي فقط… ديلا. إنها صغيرة… لدي شعور، إحساس أمٍّ، بأنها ما زالت حيّة.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
أجاب سيريس بهدوءٍ ثقيل:
— أرسلت رجالي إلى كل مكان. لم نعثر على أي أثر… لكن إن اضطرّ الأمر، سأذهب بنفسي.
انهارت نيفينيا بالبكاء:
— يا مسكينة… أشعر بأنها جائعة، هاربة، لا تعرف ماذا سيحل بها.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
مرّت الأيام…
واختفى اسم عائلة هاينر من السجلات، كأنهم لم يوجدوا يومًا. الجميع قُتلوا، ولم يبقَ سوى فتاة صغيرة… ظلّ يتلاشى في الظلال.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
بعيدًا عن عالم النبلاء، كان هناك ميتم عتيق، جدرانه متشققة وسقفه يئنّ مع الرياح.
قبل أسابيع، وصلت فتاة شابة تطلب العمل بأجرٍ زهيد.
لم تبدُ فقيرة… بل على العكس، كانت ملامحها رقيقة، خطواتها مهذّبة، وعيناها الخضراوان تحملان أثر حياةٍ مرفّهة سابقة.
— مرحبًا سيدي، هل تحتاجون موظّفة؟
قالتها بصوتٍ متردّد، لكنه ثابت.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
حكّ السيد هيبنو ذقنه بتوتر:
— لا أعتقد ذلك. انظري لميتمنا… عتيق، يحتاج لإعمار، ونحن نعيش على تبرعات النبلاء فقط.
نظرت إليه بإصرار، لم يكن أمامها خيار آخر.
لن تنام في الشارع هذه الليلة.
— حسنًا… لا أريد مالًا.
قالت بثبات.
— ثمن عملي هنا… هو الطعام فقط.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
اتسعت عينا هيبنو دهشة:
— ماذا؟ هل أنتِ واثقة يا آنسة؟
أومأت، وارتسمت على وجهها ابتسامة ملائكية:
— نعم.
تنهد الرجل:
— حسنًا… إن كان الطعام يفي بالغرض، فأنا موافق.
انحنت بأدب:
— شكرًا يا عم.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
— لكن تذكّري، قال هيبنو،
— هنا قواعد زوجتي صارمة. نحن مسؤولان عن رعاية الأطفال، وستبدئين من الغد.
— أنا مسرورة بموافقتك يا عم.
قالت الفتاة بابتسامة صادقة.
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
ديلا…
عيها ان تواجه مشقة الحياة لوحدها املا الهروب من القاتل المتربص بها فقررت البقاء على قيد الحياة لاتاخذ ثأر عائلتها وبل عليها العمل في فقر المدقع
❀ ━━━━━━━━━━━━━ ❀
✦ يتبع… ✦
التعليقات لهذا الفصل " 1"