كانت سيلينا أطول قليلًا من فلورا. وعندما كانت فلورا تقتحم المكان بهذه الطريقة، كان أفضل حل هو الوقوف بوجه بارد، سماع بضع كلمات، ثم النظر إليها من أعلى بطريقةٍ ضاغطة لتخرج سريعًا.
لكن اليوم، رفعت فلورا عينيها بتحدٍ،
“هناك حدّ للخزي الذي يمكن أن تجلبيه للعائلة!”
كانت ثقتها المفرطة مفاجئةً لدرجة جعلت سيلينا تشعر بقليلٍ من الارتباك.
‘ما الأمر؟ هل جاءت لأنها علمت بأمر الفستان في الحفل؟ لا…..لا يمكن أن يكون قد انتشر إلى هذا الحد.’
كان من المعتاد عدم نشر ما يحدث في غرفة الاستراحة؛ فهو يُعد أمرًا شخصيًا لا يتداوله إلا من كانوا هناك.
“سألتكِ لأي سبب جئتِ. إن لم تكوني ستجيبين، فلتخرجي يا فلورا.”
رغم قولها ذلك، لم تكن سيلينا تنوي طردها قبل أن تعرف ما الأمر بالتحديد، فراقبت تصرفاتها.
ولأن سيلينا لم تأمر الخدم أو الوصيفات بإخراجها، بدا أن فلورا ازدادت جرأة،
“أرى أنكِ أدركتِ أخيرًا كم ألحقتِ من ضررٍ كبير بالعائلة هذه المرة.”
“قولي لي ما هذا الضرر العظيم الذي تدّعين أنني تسببتُ به، فلورا.”
“إنها حقًا.…”
‘فلورا، فلورا…..وكأنني صديقتها!’
حبست فلورا غضبها بصعوبة، وابتسمت قسرًا وهي تُكمل،
“قبل قليل، دخل وفد عائلة باتيل إلى قاعة اجتماع سيد العائلة. ولا داعي لأخبركِ سبب مجيئهم.”
‘آه، إذن كان الأمر هذا.’
شعرت سيلينا بالارتياح حين أدركت أن الأمر ليس متعلقًا بالفستان.
لو علمت فلورا أو براندون بما جرى مع الأميرة من الدولة الأخرى، لأقاما الدنيا مطالبين بنزع منصبها كوكيلةٍ لسيد العائلة فورًا.
كما أن الكونت آرسين ربما كان سيرى أن حدوث مشكلة مع أميرة دولةٍ أخرى يُعد عيبًا كبيرًا على من يتولى شؤون الأسرة.
‘صحيح، لو كان الأمر متعلقًا بذلك، لما جاءت إلى مسكني بهدوءٍ كهذا. كانت ستقولها مباشرةً أمام والدي لتصرخ بأنه يجب استبدالي فورًا ببراندون في منصب وكيلة سيد العائلة.’
فلورا، التي رأت سيلينا تهزّ رأسها وهي تفكر وحدها دون الالتفات لكلامها، غضبت أكثر وبدأت بالسخرية،
“ألم تكوني أنتِ من قالت أنه من الطبيعي أن تتولّي منصب وكيلة سيد العائلة ما دمتِ ستتزوجين وريث عائلة باتيل؟ والآن، في الوقت الذي أوشكت فيه اتفاقية التجارة المشتركة بين العائلتين على الاكتمال، يحدث فسخ خطوبة؟ هل تعتقدين فعلًا أن فتاةً مثلكِ، التي تلحق الضرر بعائلتها، تستحق منصباً كهذا؟”
تصلّبت ملامح سيلينا قليلًا. فبالفعل، كان ما تقوله مشكلةً حقيقية.
‘لو أن فسخ الخطوبة جاء بعد توقيع العقد، لما كان القلق بهذا القدر.’
فبعد عدة محاولات تجارةٍ تجريبية، كانت العائلتان على وشك بدء التعاون رسميًا، ولم يتبقَّ سوى إنهاء عقدٍ ضخم يعود بالربح على الطرفين لأجيالٍ قادمة.
وبما أن العلاقة بين سيلينا ومورغان باتيل هي أساس هذا التعاون، فأي خللٍ فيه سيعتبر خطأ جسيمًا.
ورأت فلورا ذلك كفرصتها الذهبية، فتابعت كلامها بازدراء،
“لنتحدث بصدق، سمعتكِ في المجتمع الراقي لا تختلف كثيرًا عن القمامة. عائلة باتيل صبرت فقط لأنكِ ابنة عائلةٍ جيدة للتعاون. تخيلي كم عانوا خلال السنوات الثلاث الماضية.”
ابتسمت فلورا ابتسامةَ منتصرة.
“وإن أُضيف فسخ الخطوبة إلى ذلك، فلن تحصلي أبدًا على زواجٍ جيد. لذا من الأفضل لك أن تكسبي ودّ براندون وسيباستيان. اعتذري عن كل وقاحتكِ السابقة، وافعلي كل ما يطلبانه منكِ. أتسمعين؟”
قالت فلورا ذلك بوجهٍ لئيم مليء بالاحتقار.
‘ما تقوله ليس خطأ تمامًا. حتى لو شرحتُ أنا وإريك لاحقًا، فمن سيصدق؟ فتاةٌ ذات سمعةٍ سيئة ولم تتزوج حتى الآن وتطمح لمنصب سيدة العائلة؟ لن يقبل أحدٌ بهذا. وإن فسختُ خطوبتي من مورغان، فعليّ الزواج بشخص لا يمكن للعائلة الاستهانة به.’
عندها ترددت في أذن سيلينا جملةٌ قالها أحدهم.
“هل أرسل عرض الزواج إلى منزل الكونت آرسين غدًا؟”
كان ذلك ذلك الرجل الذي تقدم لها بحرارة قبل ثلاثة أيام فقط.
‘لا، لا، هذا غير ممكن. حتى لو كنتُ في مأزق…..لا يمكن أن أجرّه إلى هذا الأمر…..’
“قلتُ لكَ: أنا أرغب بالزواج منكَ. هل ترفضين هذا؟”
‘وتلك النظرة في عينيه عندما قال ذلك…..هل كل الرجال ينظرون الى النساء بهذا الشكل؟ أم أن الدوق وحده يفعل ذلك؟’
“هيه!”
صرخت فلورا بغضبٍ بعدما لاحظت أن سيلينا غارقةٌ في أفكارها كعادتها ولا تستمع لكلمةٍ مما تقول.
“حتى في هذا الوضع تتجاهلينني؟ انتظري فقط! ما إن ينتهي الكونت من اجتماعه مع عائلة باتيل، ستكون نهايتكِ تمامًا! هذه المرة لن تكون هناك أي رحمة، فهمتِ؟”
وبعد أن صرخت بأعلى صوتها، خرجت فلورا من المكتبة تدوس الأرض بعنف.
“كاسي.”
“نعم، آنستي.”
“رشي بعض المعطر. وتلك المرأة…..لا تدعيها تدخل هذه الغرفة مجددًا.”
“حاضر.”
وبعد أن أزالت كاسي حتى آخر بقايا العطر الذي تركته فلورا، جلست سيلينا أمام مكتبها تفكر بعمق.
“لكي لا يؤثر فسخ الخطوبة على منصب وكيلة سيد العائلة، يجب أن يكون مستوى العريس الجديد أعلى من رتبة كونت. لكن ليس هناك أي بيتٍ من طبقة ماركيز أو أعلى سيتقدم لي فورًا.”
تذكرت للحظة بعض أبناء العائلات النبيلة الذين تعرفت إليهم في الأكاديمية، لكنها سرعان ما هزت رأسها.
‘هذا ليس شيئًا يمكنني فيه التمسك بأي شخص لمجرد أن يناسب الكلام. ومع ذلك، إن تُركتُ لأواجَه الفسخ هكذا، فموقعي داخل العائلة سيتقلص. وقد يتسبب ذلك حتى في فشل مشروع التجارة المشتركة. هذا المشروع الذي استغرق ثلاث سنوات كاملة لا يمكن أن يتضرر الآن.’
وبينما كانت تعقد حاجبيها وتفكر في حل، خطر لها سؤال.
‘لو أصبحتُ دوقةً كبرى…..فلن أضطر للقلق بشأن هذه الأمور، أليس كذلك؟ فكوني الدوقة الوحيدة لسيفايا سيجعلني أحظى بالاحترام حتى في إمبراطورياتٍ أخرى.’
وحين بدأ ذلك التفكير يرفع رأسها مجددًا، هزّت سيلينا رأسها لتطرده.
‘لا…..ذلك مستحيل حقًا. الدوق لا بد أنه أساء الفهم حين قال تلك الكلمات لي. كيف يمكنني استغلال من أنقذني بهذه الطريقة؟ لا يمكنني فعل ذلك.’
ومهما فكرت، فلن تُحل المشكلة وحدها.
لذلك توجهت سيلينا نحو قاعة الاجتماعات في الجناح المركزي، حيث كانت تدور مناقشةٌ حادة حول فسخ الخطوبة الذي بات يهدد منصبها كوكيلة لسيد العائلة.
وقبل الدخول، قبضت يدها بقوة ثم أطلقتها.
‘ترى…..هل سيُؤخذ كلامي في الحسبان هنا؟’
فاجتماع سيدي العائلتين كان مقامًا رفيعًا، وقد تحدد نتائجه كم ستحتاجه سيلينا لاحقًا للوصول إلى أهدافها.
‘حقًا، اتخاذ قرار فسخ الخطبة هكذا اعتمادًا على إشاعات؟ مهما كان سوء معرفتهم بي…..هذا كثير. ثم ألا يفكر مورغان هذا الأحمق بما هو أنفع له؟’
كان إنسانًا أحمق، لكن لو أنه أكمل الزواج بصمت، لكانت العائلتان قد حصدتا أرباحًا ضخمة دون مجهودٍ إضافي.
ومع ذلك، ها هو يطالب بفسخ الخطبة لمجرد أن سيلينا “شريرة” ولأن سمعتها سيئة. هذا لم يكن مجرد قصور في التفكير.
“أعلِن دخولي.”
وبإشارة من سيلينا، أخبر الخادم المجتمعين بوصولها.
وبينما تجمدت وجوه الكونت آرسين وكونت باتيل، ثم بقية ممثلي العائلتين للحظة، سُمح لسيلينا بالدخول.
وكلما تقدمت خطوةً إلى طاولة الاجتماع، بدا صوت الجدال الداخلي أكثر وضوحًا.
“جيد! يمكننا سماع تبريرها من الشخص المعني! أدخلوها سريعًا!”
“قلت لكم أن الأمر مجرد سوء فهم! آنستنا ليست من ذلك النوع!”
كان الجو داخل الاجتماع قد انفجر بالفعل.
“يقولون أنها حاولت القتل مؤخرًا أيضًا. أليست هذه فضيحةً كافية؟”
“لو كان كل ما في الإشاعات صحيحًا، لأقامت المتضررة دعوى قضائية في المحكمة الإمبراطورية! لماذا لم تفعل؟ لأنها كلها أوهام! هل علينا الرد على كل شائعة؟”
“وإن كانت مجرد أوهام…..كيف تنتشر بهذا الشكل؟ حتى لا يوجد أحدٌ لم يسمع بها!”
“آنسة سيلينا وصلت.”
_________________________
كله من إنغريد الزفته بلوك
بس سيلينا طلعت لذا الدرجة حبيبة؟ عادي استغليه دامه عرض الزواج تضيعينها ليه يختي؟😭
المهم شفتوا ذي فلورا جايه تصرخ وتسب ولا عليها اقولكم مستحيل ابو سيلينا ماسمع لو كلمة عن الي يصير وع
التعليقات لهذا الفصل " 8"