فأشار بين إلى صندوق وهو يخاطب الخادمة التي تكاد تبكي.
“توقعت أن يحدث شيءٌ كهذا، لذلك جلبت ملابس احتياطية. هي هنا، ارتديها.”
“شكرًا لكَ، يا سيد بين.”
أخرجت الخادمة الملابس وارتدتها.
“حسنًا، لنبدأ التزيين الحقيقي الآن.”
“لا يعقل أنهم سيعودون ليسرقوا هذا أيضًا، أليس كذلك؟”
“كيف سيغيرون قاعة الحفل بعد أن زُينت بالفعل؟ بعد قليل سيصل الضيوف.”
“ونحن كذلك لا وقت لدينا للدردشة، هيا نُسرع.”
قبل ساعةٍ من بدء الحفل، بدأت التحضيرات الحقيقية لقاعة حفلة عائلة الكونت آرسين.
“ترى….هل يعلم أولئك الناس أن ما أخذوه كان زينة ميلاد السيد سباستيان العام الماضي؟”
“السيدة شددت كثيرًا على أن تكون الزينة مهيبةً تليق بوريث العائلة لا بطفل، لذلك غيرنا الألوان فقط لتبدو أكثر فخامة.”
“على الأغلب لن يكتشف أحدٌ من العائلات النبيلة ذلك. من الصعب أن يصدقوا أن تلك كانت زينة ميلاد طفلٍ في السابعة.”
“على أي حال، كانت من صنع آنستنا. وكل ما تصنعه آنستنا يبدو راقيًا مهما كان.”
تحرك الخدم والخادمات تحت توجيه لوري وبين، وأُعيد تجهيز قاعة الحفل من جديد.
“بلا شك هي أجمل كثيرًا من قبل.”
“بصراحة، ادعاء النوم سابقًا كان أصعب بكثيرٍ من تزيين المكان بهذه السرعة.”
“أما أنا….فقد كانوا ينزعون ملابسي في تلك الحال، وكدتُ أصرخ بصوتٍ عال! كان من الصعب حقًا أن أتحمل.”
“أحسنتِ يا آن.”
لم تفارق الابتسامة وجوه خدم قصر الكونت آرسين وهم يواسون بعضهم بعضًا.
***
“ماذا؟”
ارتسم ظلٌ على وجه الإمبراطورة حين وصلها خبر أن خدم قصر الكونت آرسين قد استيقظوا وعادوا لتزيين القاعة من جديد.
“كيف كانت حال القاعة بعد تجديدها؟”
“هذا….”
وحين عجزت الوصيفة عن إتمام كلامها، رفعت الإمبراطورة يدها وكأنها فهمت دون حاجة لبقية الحديث.
“لا يمكننا تغيير القاعة الآن، أليس كذلك؟”
“سيأتينا اعتراضٌ بأن ذلك يخلّ بعدالة المنافسة. ثم إننا….أخذنا كل زينتهم مسبقًا….”
“وما المشكلة؟ ألا يمكننا القول ببساطة أننا سنستخدم قاعتهم نحن؟”
تدخلت إنغريد فجأةً في الحديث دون أن يلحظ أحدٌ متى جاءت.
“يا آنسة، عليكِ التفكير جيدًا. لا تنظري فقط إلى جودة الزينة وتغفلي الأهم. لقد وزعنا بالفعل دعوات تحمل اسم هذه القاعة. إن غيرنا القاعة الآن فسيصبح علينا تسليم هذه القاعة، التي ستستقطب عددًا أكبر من الضيوف، لهم بدلًا منا، أليس كذلك؟”
نقرت إنغريد لسانها بتبرم لكنها وافقت في النهاية.
“إذاً فليكن. على أي حال، لن يذهب أحدٌ إلى هناك.”
ابتسمت إنغريد ابتسامةً شريرة.
“نبلاء فصيل الإمبراطور سيأتون حتمًا إلى هنا. ونبلاء فصيل الدوق الكبير قال فيليب أنه سيجعلهم يأتون إلى هنا. والبقية سيأتون أيضًا لأن الجميع يريد الانضمام إلى الجانب الأقوى.”
نظرت إنغريد إلى القاعة و أكملت،
“بهذا المستوى….هي ممتازةٌ فعلًا. آه كم أود أن أرى سيلينا آرسين تبكي وحيدةً في قاعةٍ خالية تمامًا.”
على عكس هدوء إنغريد، كانت الإمبراطورة متوترة.
‘الطرف المقابل هي الآنسة آرسين. ليست طفلة يمكن الاستهانة بها. لقد أصبحت صديقة طفولة إيريك وظلت تحظى بثقته حتى الآن. وبما أنها جاءت وهي مستعدةٌ لمواجهة كل محاولات العرقلة اليوم، فلا بد أن لديها أوراقًا أخرى.’
شدت الإمبراطورة قبضتها على مروحتها وهي تنظر إلى إنغريد التي تبتسم براحة.
‘تلك الفتاة قالت أنها ستقتل إيريك إن ارتكبتُ خطأ. لكن….ماذا لو لم يكن الخطأ مني أنا؟’
ارتسمت ابتسامةٌ خفيفة على طرف شفتي الإمبراطورة.
‘لو سقطتْ هي في الفخ الذي نصبَته لنفسها، فلن تستطيع مساءلتي.’
***
“سيلينا، هل انتهيتِ من الاستعداد؟”
طرق زينوس باب غرفة سيلينا وسأل.
“لقد انتهيت.”
ففُتح الباب وظهرت سيلينا. و توقف زينوس عن التنفس للحظة.
“زينوس؟ زينوس؟”
كان يحدق بها بصمتٍ دون أن ينطق بكلمة، حتى أيقظه صوتها أخيرًا.
“زينوس، هل أنتَ بخير؟”
رفعت شعرها البني الذي كان ينزل حتى خصرها عادةً وربطته بعناية، وثبّتت عليه زينة شعر تناسبه، كانت تتلألأ كالتاج الذي ترتديه الإمبراطورة.
و الفستان الأنيق الذي صنعته خياطة عائلة الكونت آرسين بدا ملائمًا تمامًا لجسد سيلينا، وكل حركةٍ كانت تزيده جمالًا.
وفي العقد المصنوع كطقمٍ مع الفستان كان يوجد دليل الزواج والخاتم.
“ما الأمر؟ هل هناك شيءٌ غير مناسب؟”
دارت سيلينا حول نفسها أمام زينوس وسألته.
“إنكِ جميلةٌ للغاية….لا بد أن الشخص الذي سيحظى بشرف مرافقتكِ سعيد الحظ حقًا.”
فانفجرت سيلينا ضاحكةً عند سماع ذلك.
ومع انتشار ضحكتها النقية، شعر كل من كان يساعد في تجهيزها بالطمأنينة.
فالجميع كان يعرف بما حدث اليوم من محاولات عرقلة، ويعلم كم أن القصر الإمبراطوري مكانٌ خطير. كانوا قلقين لإرسال آنستهم العزيزة إلى هناك، لكن رؤيتها هادئةً مطمئنة خفف كثيرًا من قلوبهم.
“هل نذهب يا آنستي؟”
مدّ زينوس ذراعه مرتديًا الزي الرسمي المطابق لها.
“إنه لشرفٌ لي، يا سمو الدوق.”
و انحنت قليلًا ثم أمسكت بذراعه بثبات.
“عودي إلينا سالمة.”
انحنى الجميع تحيةً، وعلى رأسهم كاشي.
كان الكونت آرسين ينتظر في الطابق الأول، و عندما رأى الاثنين ينزلان الدرج فرك عينيه ونظر مجددًا.
‘هل كانا يبدوان متناغمين إلى هذا الحد؟’
لم يعد في ملامحهم ذلك الارتباك الذي كان حين سافرا على عجلٍ للزواج.
‘أليسوا حقًا زوجين مثاليين يليقان ببعضهما أمام أي أحد؟’
كانت النظرات المتبادلة بينهما تحمل مودةً لا يمكن إخفاؤها.
“أبي.”
أفاق الكونت آرسين على صوت سيلينا.
“هيا، سننتقل بعربتين.”
“تأكدوا جيدًا من عجلات العربة قبل الركوب.”
أومأ الكونت آرسين مطمئنًا على أمرها.
“أختي….تبدين جميلةً حقًا اليوم.”
ضحكت سيلينا بلطف على مديح سباستيان ومسحت على رأسه.
“وأنتَ أيضًا وسيمٌ جدًا اليوم يا سباستيان. هل ملابسكَ ليست مزعجة؟”
“حتى لو كانت مزعجةً فعليّ التحمل. قيل لي أنني سأقف معكِ أمام الكثير من الناس، يمكنني التحمل جيدًا.”
وبينما كانت تربت بحنانٍ على رأسه مرةً أخرى بدافع إعجابها بعزيمته، تلاقت عيناها مع براندون الواقف خلفه.
و براندون الذي كان سيرمقها بازدراءً في الظروف العادية هو من أشاح بنظره أولًا هذه المرة.
وبينما تنظر إليه بدهشة خفيفة،
“الجميع حقًا يجب أن يكون حذرًا اليوم. لا أحد يعلم ما قد يحدث. لستُ أتحدث عبثًا.”
“أعلم جيدًا أنكِ قلقةٌ بصدق. ثقي بوالدكِ. لقد جلت كثيرًا بسبب شؤون التجارة وأعرف كيف أحمي نفسي. وسآخذ معي أيضًا بعض الفرسان للحراسة.”
“الحراسة لا تنفع إلا خارج القصر الإمبراطوري. ما أقصده هو ألا يهبط حذرُكم حتى داخل القصر نفسه. سمعت بالفعل أنهم تلاعبوا حتى بخدمِنا. لا يجب أن نسترخي على الإطلاق.”
توهجت عينا الكونت آرسين بجدية عند سماع كلماتها. ولم ترتح سيلينا إلا بعد أن رأت ذلك في عينيه ثم صعدت إلى العربة.
“سأحميكِ مهما حدث.”
قال زينوس ذلك بجانبها ليطمئنها.
ثم وقع ما كانت تخشاه سيلينا.
“هجوم!”
لم تكن مسافة قصر الكونت آرسين عن القصر الإمبراطوري بعيدة.
وبينما كانت العربات بالكاد قد خرجت من القصر، وقع الهجوم وكأن منفذيه كانوا ينتظرون لحظة خروجها.
حدوثٌ أمرٍ كهذا داخل العاصمة حيث يقع القصر الإمبراطوري أمرٌ نادرٌ جدًا.
فهناك قوة دفاعٍ خاصة تحرس العاصمة وحدها….لكن اليوم لم يظهر منهم أحد. و لم يكن هذا ليحدث إلا بإرادة العائلة الإمبراطورية نفسها.
“يبدو أنهم لم يسمعوا بمن يوجد داخل هذه العربة.”
حين همّ زينوس بالخروج أوقفته سيلينا.
“انتظر قليلًا….يبدو أنكَ لن تحتاج للخروج. انظر….فرسان أسرة الكونت وحدهم قادرون على إنهاء الأمر.”
وكما قالت، تمكن فرسان الكونت آرسين من القضاء على المهاجمين.
“هل الجميع بخير؟”
تأكد الكونت أولًا من سلامة من في العربة الأمامية ثم جاءه التقرير من سيلينا.
“نعم، لا توجد خسائر كبيرة.”
“دعوا هؤلاء للفرسان، ونحن لنكمل طريقنا.”
______________________
ضحكتتت لنغريد للحين ماتدري ان فيليب درا عن كلش خلاص هاااااااااااهاعاها
والحماره حتى موصيه احد يهاجم؟ مجانين؟ يحمدون ربهم زينوس ماطلع عليهم
الا صح ليه زينوس ما يأمر كل النبلاء يجون عند سيلينا وخلاص؟😂
المهم الحين تطمنت ان علاقة سباستيان وسيلينا زينه اظن ذي اول محدثه بينهم؟😭
التعليقات لهذا الفصل " 75"