ساد الصمت فجأة بين الناس الذين كانوا يراقبون الشخصين باهتمام.
ثم كسرت الدوقة هيستينا الصمت وسألت إنغريد.
“هل….تعلنين في هذا المكان أن الآنسة آرسين قد أبرمت عقد زواجٍ مع العائلة الإمبراطورية؟”
“نعم، هذا صحيح. لقد جلبتُ الدليل معي، فانظروا جميعًا جيدًا. الآنسة آرسين تبادلت عقدًا كهذا مع سمو ولي العهد إيريك.”
مدّت إنغريد العقد الذي أحضرته ليتمكن من حولها من رؤيته. وحين فُتحت اللفافة الطويلة من الورق، ظهر اسم “سيلينا آرسين” مكتوبًا وبجانبه توقيعٌ أنيق.
“هل يمكن أن نطلق على آنسةٍ أبرمت عقد زواج مع العائلة الإمبراطورية لقب آنسةٍ غير متزوجة؟ أليست إرادة جلالة الإمبراطور أمرًا لا يستطيع أحدٌ مخالفته؟”
كان ذلك ممكنًا لأنها كانت قد احتفظت بعقد الزواج الذي أعدّه إيريك تحسبًا ليومٍ كهذا.
وعرضت العقد بوقاحة.
“هيا، من لم يره بعد فليقترب وينظر. بسرعة.”
وتعمدت الاقتراب من زينوس، الذي كان يقف بعيدًا، وأرته العقد.
“المرأة التي تحبها عقدت بالفعل اتفاقًا كهذا مع رجلٍ آخر. ما رأيكَ؟ ألا تشعر الآن برغبةٍ في التخلي عنها؟ وهل ما زلتَ قادرًا على التمسّك بها؟”
وعلى عكس ما تمنت إنغريد، لم يُمعن زينوس النظر في العقد حتى، بل ناوله مباشرةً لشخصٍ آخر. وبدأ من تداولوا العقد يتهامسون.
“إن كان هذا العقد حقيقيًا فعلًا….فمن الصعب اعتبارها غير متزوجة.”
“بعد أن وقّعت عقدًا كهذا، أليس من الصعب الظهور في مكانٍ كهذا؟ بل ووصولها إلى المرحلة النهائية أيضًا. ماذا سيقال لاحقًا في القصر الإمبراطوري؟ سيقولون أن مجد الياقوتة الحمراء مُنح لها لأنها عروسهم المستقبلية.”
“بصراحة أشعر بخيبة أمل. في الآونة الأخيرة انتشرت أقوالٌ كثيرة بأن كل الشائعات حول الآنسة آرسين مجرد سوء فهم.”
وعندما رأت إنغريد ردود الفعل التي أرادتها، غمرها الحماس.
وفي تلك الأثناء، وصل العقد أخيرًا إلى سيلينا.
“يشترط حماية إنغريد هايزل من المرأة التي ستصبح الإمبراطورة مستقبلًا.”
قرأت سيلينا أحد بنود العقد بصوتٍ عالٍ.
“من الواضح جدًا من الذي كتبه.”
فحدقت إنغريد في سيلينا.
“مهما قلتِ فلن ينفع التبرير. هذا عقد زواجٍ أعدّته العائلة الإمبراطورية.…”
“الآنسة إنغريد هايزل، أنتِ تغفلين عن حقيقتين الآن.”
كانت سيلينا هادئة، وقلبت العقد ليتمكن الآخرون من رؤيته وهي تتحدث.
“أولًا، الشخص الذي كتب هذا المستند هو سمو ولي العهد إيريك، وهذا مذكورٌ صراحةً في خانة طرفي العقد.”
“وما المشكلة في ذلك؟ هل تقصدين أن إرادة سمو ولي العهد ليست إرادة العائلة الإمبراطورية؟”
“كيف أجرؤ؟ إرادة سمو ولي العهد قد تكون بالفعل إرادة العائلة الإمبراطورية.”
“ثانيًا، التوقيع الموجود على هذا المستند ليس توقيعي.”
وبمجرد أن أنهت جملتها، اندفع الناس مجددًا ليتفحصوا العقد. و ارتفعت أصوات من كانوا يتبادلون الآراء همسًا.
“هل يعني هذا أن أحدهم زوّر توقيع الآنسة آرسين؟”
“مستحيل! من قد يزوّر عقدًا مع العائلة الإمبراطورية؟ الورق والخط….هذا مكتوبٌ فعلًا بيد سمو ولي العهد.”
حدقت إنغريد في سيلينا بعينين متحديتين و ردّت،
“هل لديكِ دليلٌ على أن هذا ليس توقيعكِ؟”
كانت إنغريد هي من زوّرت التوقيع. و اكتفت بنقر أصابعها بضع مراتٍ ونسخت تمامًا توقيع سيلينا أثناء استعدادها للمسابقة، وكان من المستحيل تمييزه بالعين المجردة.
“إذا دققتم النظر فستفهمون لماذا هذا ليس توقيعي.”
راح الناس يتفحصون التوقيع بعناية، وفجأة صفقت إحدى الآنسات.
“التاريخ، لا يوجد تاريخ.”
“صحيح، يجب أن يتضمن توقيع العقد تاريخًا.”
“ولا يوجد ختم توقيعٍ على الجهة الخلفية.”
“الآن بعد أن دققنا، لا يمكن اعتباره عقدًا صحيحًا.”
كان كل نبلاء سيفايا يعرفون كيفية صياغة العقود.
فعند توقيع أي عقد، كان من الضروري تدوين تاريخ إبرامه، كما كان يُختم التوقيع على الجهة الخلفية كدليلٍ على نسختي العقد.
“العقود المزورة لا تكون لها أي قوةٍ قانونية، يا آنسة. وأنا التي أتعامل مع العقود يوميًا، من المستحيل أن أرتكب خطأً بدائيًا كهذا. يبدو أنكِ قلدتِ توقيع اعتمادي الذي رأيتِه في مكانٍ ما بشكل سطحي. مهما رغبتِ بالفوز بالياقوتة الحمراء، يجب أن تعرفي حدكِ.”
وبكلمةٍ واحدة من سيلينا، انقلب الجو تمامًا.
“أن تعميكِ الرغبة في الفوز إلى حد ارتكاب فعل كهذا.”
“لا يجوز أبدًا أن تصبح شخصيةً كهذه الياقوتة الحمراء!”
“مهما كانت الآنسة غير رسميةً لسمو ولي العهد، فإن هذا التصرف مخيبٌ للآمال حقًا.”
كانت إنغريد تنوي إقصاء سيلينا فورًا، لكن حين لم تسر الأمور كما خططت، ارتسمت على وجهها في لحظة ملامح قاسية.
ثم وضعت سيلينا حدًا للكلام.
“وقد قلتُ ذلك من قبل، أليس كذلك؟ هذا العقد كتبه سمو ولي العهد بنفسه.”
“حتى وإن كان قد كُتب بيد سمو ولي العهد، فهو في النهاية إرادة العائلة الإمبراطورية.…”
“وهل تستطيعين الجزم أن ذلك هو إرادة الشمس الكبرى؟ الشمس الصغرى تبقى شمسًا صغرى، ولا أحد يستطيع أن يجزم بما تريده الشمس الكبرى. ولا ينبغي له أن يجزم.”
عند كلمات سيلينا، أومأ النبلاء برؤوسهم موافقين.
“الزواج يقرره الوالدان. آنسة هايزل، كم سيشعر البارون بالخذلان إن سمع بهذا الحديث؟ أن ابنته التي ربّاها بعنايةٍ تجاوزت والديها، وصنعت وثيقةً سخيفة كهذه لتشويه سمعة الآخرين. أليس في هذه الوثيقة أيضًا ما يتعلق بزواجكِ أنتِ؟”
فصفق النبلاء من حولهم.
“حقًا، لقد أحسن الكونت آرسين تربيتها.”
و ابتسم الكونت آرسين برضا وأجاب بتواضع.
“هذا لطفٌ منكم.”
“بل ليس لطفًا، فمن يملك ابنةً ذكية إلى هذا الحد لا بد أن يشعر بالفخر.”
فاقتربت إنغريد من سيلينا وهمست بحيث لا تسمعها سواها.
“أتظنين أنكِ فزتِ؟”
“لا أظن أنني فزتُ، بل فزتُ فعلًا.”
“هاه، لحسن الحظ أنني لم أستهِن بكِ. المستوى الحقيقي يبدأ من الآن، فراقبي جيدًا.”
كانت إنغريد تعلم أيضًا أن إصرار سيلينا على أن العقد مزيف حتى النهاية قد يُفسد خطتها.
“لهذا أعددتُ الأمر مسبقًا.”
ثم أومأت إنغريد برأسها إلى شخصٍ ما إشارةً. وبمجرد أن تلقى الإشارة، دُفع شخصٌ ما باتجاه إنغريد وسيلينا.
و المرأة التي دُفعت حتى وقفت بجوارهما رفعت صوتها.
“آه، يا إلهي. لم أكن أعلم أنكِ كنتِ تفكرين بوالديكِ إلى هذا الحد. عشتُ معكِ عشر سنوات، فكيف لم ألاحظ ذلك يا سيلينا؟”
و اتسعت عينا سيلينا والكونت آرسين عند رؤيتها.
“حسنًا، حاولي هذه المرة. لِنَرَ إن كانت أعذاركِ ستنطلي الآن أيضًا.”
همست إنغريد. وفي تلك اللحظة، فقدت سيلينا رباطة جأشها، وظهرت العداوة على وجهها وهي تنظر إلى إنغريد.
‘هذا التعبير….يعجبني.’
فضحكت إنغريد بخفة، ثم سألت المرأة التي اقتحمت الموقف فجأة.
“هل كنتِ تتشردين في الشوارع، سيدتي؟ مظهركِ في حالةٍ يرثى لها.”
وكما قالت إنغريد، كان الفستان الذي ترتديه فلورا أشبه بما يرتديه فقراء العامة في الأزقة، وكان يفوح منها نتنٌ يوحي بأنها لم تغتسل منذ أيام.
“أنتِ….أين كنتِ طوال هذا الوقت؟ وأين براندون؟ وسباستيان؟ أين هم جميعًا؟”
سأل الكونت آرسين فلورا وهو في حالة صدمة. و تفادت فلورا نظره، ثم رفعت صوتها متعمدةً أن يسمع الجميع.
“أنتِ التي تفهمين قلب الوالدين جيدًا، كيف تجرأتِ على طردي مستغلةً غياب الكونت؟ مهما كنتُ زوجة أب، فأنا أمكِ وسيدة بيت عائلة آرسين. لم أعش يومًا أو يومين فحسب، بل عشتُ عشر سنواتٍ كاملة زوجةً لوالدكِ. كيف يحدث أمرٌ كهذا؟”
اقتربت فلورا أكثر فأكثر من سيلينا.
“إن كنتِ لا تريدين الاعتراف بي كأم، حسنًا، يمكنني تفهم ذلك. لكن سباستيان….ذلك الطفل هو أخوكِ. إنه الابن الحقيقي للكونت. أنتِ تعلمين ذلك جيدًا!”
كانت فلورا قد وصلت بالفعل إلى أمام سيلينا مباشرة، فقبضت على كتفها بقوة.
_________________
كان بأصرخ ان واو سيلينا طبّقت فم انغريد في فصل بس والحين ذي وش وش جابها؟
المهم من الي ساعد انغريد وخذا فلورا وعيالها صدق؟ هي مسكتهم قبل حتى تهدد الامبراطور والامبراطوره
بس يا انها حماره مجهزه لكل شي شريره صدق بس غبيه مب ذكيه ذاك الزود
وزينوس ضحكني بروده عارف العقد ذاه مصيره مكشوف بنفس الوقت قال امرره نخلص السالفه بسرعه😂
التعليقات لهذا الفصل " 71"