بعد انتهاء الحفل الإمبراطوري بيومين، لم يفعل زينوس في القصر الكبير سوى الإيماء.
“سيدي، ما الذي دفعكَ لقول مثل تلك الكلمات؟”
‘لو بدأ شخصٌ ما فجأة بالكلام عن الزواج هكذا، لهربتُ أنا أيضًا!’
لكن ويل ابتلع بقية كلامه.
“لم أستطع التحكم في الأمر. لم يكن في رأسي سوى فكرة أن أجعلها امرأتي. ومع ذلك فقد حاولتُ أن أُظهر لُطفًا في كلامي.”
“إذاً، لقد قلتَ لها ذلك مباشرة، وتلقّيتَ الرفض، صحيح؟”
“لقد قالت: لا أستطيع…..لا يمكنني قبول هذا العرض الجليل. أرجو أن تسامحوني على الوقاحة في التعبير عن رفضي. وأنا قلتُ لها: أنا أرغب بالزواج منكِ. هل ترفضين هذا؟”
“نعم، هذا صحيح يا سيدي.”
عندما استعاد زينوس تفاصيل ذلك اليوم، ابتسم وهو يطلق المزيد من الآهات.
“لقد رفضت رفضًا صريحًا ومنعشًا.”
وبينما يرى ويلُ زينوس يحكي عن رفضه بفرحٍ غريب، تأثر هو الآخر بانفعال،
“أخيرًا وجدتَ الحقيقية.”
ثم قبض يده وتمتم،
“إذاً، ما الذي كنا نبحث عنه طوال هذا الوقت؟”
“لا بأس…..المهم أننا وجدنا الحقيقية الآن.”
فاستجمع ويل هدوءَه وسأل،
“هل الإحساس مختلفٌ حقًا؟”
“نعم. أولًا، رائحتها مختلفةٌ تمامًا. لقد تعرّفت عليها من خلال عطرها منذ البداية. يبدو أنها رائحةٌ لا أشعر بها إلا أنا…..يجب أن أُخبر جمعية البحث بهذا.”
“إذاً، بمجرد أن تشم هذا العطر ستعرف مكانها فورًا مهما كانت.”
“صحيح…..لكن لماذا لم أشعر بذلك طوال الوقت؟”
“الآنسة أرسين كانت على الأرجح طوال الوقت في العاصمة. لم يكن لكم أي تواصلٍ معها تقريبًا. أنتَ تعلم أن هناك من لا يجد رفيقته حتى النهاية…..مثل جدكَ الأكبر.”
الجد الأكبر الذي يقصده ويل هو جد زينوس من جهة الأم.
فقد امتلك قوة التنين واعتلى العرش، لكنه لم يجد رفيقته. وفي النهاية، خشية أن يفقد السيطرة وتعمّ قوته الأذى من حوله، حبس نفسه طوعًا في القصر المهجور.
قوة التنين لا تُورث إلا بموت صاحبها. وإن لم يتزوج حامل القوة من رفيقته المقدرّة، فإنه يموت شابًا.
الإمبراطور الحالي كان واثقًا أن قوة التنين ستؤول إليه بطبيعة الحال، كونه الابن الوحيد الذي بقي حيًا.
ولكي يستولي على العرش، قتل إخوته قبل أن يبلغ العشرين. لكن السماء لم تمنحه تلك الفرصة.
فبينما كان ينتظر انتقال القوة إليه بعد أن تدهورت صحة الإمبراطور المحبوس، انتقلت القوة إلى أختٍ له كانت في أرض المعركة—كريستا، والدة زينوس.
الغيرة أكلت قلب الإمبراطور تشارلز حتى احمرّت عيناه، فألقى بشقيقته الكبرى في أتون الحرب.
ولشدة ما كان يحذرها، عُرف عنها لقبٌ مزعج: “ساحرة الشعر الأسود التي تستدعي الدم”، وهو لقبٌ لم يُعرف حقًا إن كان من أعدائها أم منه هو نفسه.
ثم انتقلت قوة كريستا، التي ماتت في المعركة، إلى زينوس الصغير.
وكان ذلك حين كان في الثالثة من عمره.
وبصفته أصغر وريثٍ للقوة، فقد انهار فور تلقيه إياها، وظل يتأرجح بين الحياة والموت لأكثر من أسبوع. فجسده الصغير لم يحتمل تلك القوة الهائلة.
“زينوس!”
انفجر والد زينوس بالصراخ، فيليب، داخل غرفة المكتب دون حتى أن يطرق الباب.
كان هو رفيق كريستا، وقد وقعا في الحب لأول لحظة التقيا فيها في ساحة المعركة.
فيليب، الذي حاصرته كريستا بين ذراعيها بلا مقدمة، وقف مذهولًا، لكن ذلك كان بداية مشاعر حقيقية جمعت بينهما.
وهكذا، أصبح جنديٌ بسيط زوجًا لأميرة.
وبعد زواجٍ مليء بالسعادة، حملت كريستا بزينوس. لكن الإمبراطور، خوفًا من أن تستقر في العاصمة وتطمع في عرشه بذريعة الحمل والولادة، أرسلها مجددًا إلى الحرب أشدَّ الإصرار.
فعاد عبء رعاية زينوس إلى فيليب بشكلٍ طبيعي.
وفي الوقت الذي كان فيليب يتعلم فيه بصعوبة كيفية الاعتناء بطفل، ماتت كريستا في ساحة القتال.
وبرغم فقدانه زوجته صغيرًا، لم يتزوج فيليب من جديد، وكرّس حياته كاملةً لتربية زينوس.
وقد نقل إليه كل ما تعلمه في حياته، من كونه جنديًا حتى وصوله إلى رتبة قائد الفرسان، وكان دائمًا بجانبه في كل معركة خرج إليها بأمر الإمبراطور وهو لا يزال صغيراً.
“إذن، وجدتَ رفيقتكَ؟”
“نعم، وهذه المرة أنا متأكد.”
“وما الذي جعلكَ متيقنًا؟”
“كانت هناك رائحةٌ قوية لا يمكن أن تنبع من أحدٍ غيرها.”
“هه، رائحة؟ أمّكَ قالت أنها رأت ضوءًا يشعّ من جسدي حين قابلتني لأول مرة.”
‘ألم يكن ذلك…..مجرد وقوع من النظرة الأولى؟’
لكن زينوس ابتلع كلماته، وحدّق في والده، فيليب الذي كان يتحدث بمزاجٍ مرح.
أسّس فيليب جمعية أبحاثِ قوة التنين من أجل ابنه. كان يسجّل كل ما يتعلق بنموّ زينوس أو تغيّراته، محاولًا فهم قوة التنين التي ما زال يكتنفها الكثير من الغموض.
لكن هذا أيضًا لم يكن سهلًا. فالعائلة الإمبراطورية كانت تتحجّج وترفض مشاركة أي معلومات، وما كان لدى فيليب وزينوس وحدهما كان قليلًا جدًا.
“أنا حتى الآن أتساءل إن كنتُ فعلًا رفيقها الحقيقي.”
قالت كريستا أن فيليب هو رفيقها، لكن فيليب ما زال يجد صعوبةً في تصديق ذلك.
“صحيحٌ أنّني حاولتُ أن أصبح شخصًا لا يُخجل أن يقف إلى جانب كريستا…..لكن لم يحدث لي يومًا أي تغيّرٍ خاص. حتى بعد أن….هممم….تبادلنا الحب.”
احمرّت أطراف أذني المحارب الضخم، وظنّ أنه لو كان رفيقًا حقيقيًا لكان شعر بتغيّرٍ ناتج عن اتحاد قوته بقوة الوريثة.
“وأحيانًا أفكر…..ربما موت والدتكَ المبكر كان لأنني لم أكن رفيقها الحقيقي.”
“والدتي ماتت بسبب هجومٍ مركّز من العدو. لقد خصصت الدولة المعادية كامل كتائب السحرة والفرسان المقدسين لمهاجمتها وحدها، ولهذا حدث ما حدث.”
“كان يجب أن أكون بجانبها في ذلك الوقت.”
في يوم تلك المأساة، كانت كريستا في ساحة المعركة، بينما كان فيليب في العاصمة.
وما إن وصله الخبر حتى امتطى جواده وركض بلا توقف، لكنه لم يستطع سوى احتضان جسد كريستا البارد والبكاء بلا حيلة.
“لقد تأخرتُ كثيرًا حينها. ولا يجب أن يتكرر ذلك أبدًا.”
ولم تزل عقدة قلبه تتحرر حتى اضطر فيليب إلى العودة لساحة المعركة مجددًا، وهذه المرة ومعه ابنه الصغير. فالإمبراطور لم يُظهر ذرة رحمة.
“إنه لم يبلغ العاشرة حتى!”
“لقد ورث القوة في الثالثة، وانتظرنا أربع سنواتٍ كاملة! أتبقون هذه القوة متعفّنة؟! إن اندلعت الحرب فعليه أن يخرج ويحمي الإمبراطورية! والآن، بينما يحتفل قوم أوتوم بقتلهم شقيقتي، أريدكم أن تُثبتوا لهم أن إمبراطورية سيفايرا لم تنتهِ بعد!”
صرخ الإمبراطور بجنون، مهددًا بفظاظة.
“العصيان عقوبته الموت. وأنت كقائد حربي تعرف هذا جيدًا.”
كانت القوة التي لم يحصل عليها…..قد ذهبت إلى أخته، ثم إلى ابنها.
وحين كان زينوس ذو الثلاث سنوات طريح الفراش يصارع الموت بسبب انفجار قوته، كان أول ما فعله الإمبراطور هو تنصيب ابنه إيريك وليًا للعهد، وهو في العمر نفسه.
‘إلى هذا الحد كنتَ خائفاً؟’
لم يستطع فيليب سوى السخرية في قلبه من خوف الإمبراطور على عرشه.
ومنذ ذلك اليوم، لم يكن أمامه سوى حماية ابنه مهما كلف الأمر.
منذ أن خرج زينوس لأول مرة إلى ساحة المعركة وهو في السابعة، وحتى اليوم—لم يفارقه طرفة عين.
علّمه كل تكتيكاته العسكرية، وجعل أفضل المحاربين معلمين له ليتعلم الرمح والقوس والسيف وكل ما يمكن تعلمه.
فنشأ زينوس لا يعرف إلا طريقة النجاة في ساحات القتال. ولذلك لم يكن يعرف إطلاقًا ماذا يفعل حين يلتقي برفيقته.
“يبدو أنها لا تريد الزواج بي.”
نظر إليه فيليب، ورأى ابنه ذا الشهرة الواسعة يقطّب حاجبيه بحزن، فضحك بصوت عالٍ،
“يا بني، قلب المرأة شيءٌ لا يمكن فهمه بسهولة. حتى أنا لم أفهم قلب والدتكَ يومًا كما ينبغي. لكن لا بأس…..سنتعلمه معًا من الآن.”
وضرب كتف زينوس بقوة وهو يتكلم بانشراح،
“يا ترى ماذا تحبّ كنّتنا المستقبلية؟ وكيف نجعلها توافق بفرحٍ على الزواج؟”
وكانت هذه اللحظة التي اتحد فيها الأب والابن—اللذان لا يفهمان النساء—ليحاولا كسب قلب سيلينا.
***
“لم أعد أستطيع احتمال هذا العار!”
‘كنت متأكدةً أن دخول الجناح الشرقي محظورٌ عليها…..’
بعد ثلاثة أيام من فوضى الحفل، اقتحمت فلورا الجناح الشرقي مجددًا بعد أن سمعت شائعةً جديدة على ما يبدو.
‘هل هي بلا أي قدرةٍ على التعلم؟ حسنًا…..لا بأس. سأجعلها تندم على قدومها.’
الصمت الضعيف الذي كانت تتقبله سيلينا كان شيئًا من الماضي. فهي الآن تجيد ردّ الصاع صاعين لفلورا وبراندون.
وبدأت فلورا بالصراخ منذ المدخل، ثم فتحت باب المكتبة بعنفٍ دون أن تطرق.
_______________________
امه فاطسة😔😔😔😔💔 واضح انها كانت حلوه بس وجع كله من ابو إيريك الحمار
المهم ابوه يجنننننننننننننن😭 قائد فرسان ومعضال اخرتها محاصر بين ذراعين زوجته؟ ببكيييي يجنووون ابي فصول اضافيه لهم
عاد ليت سيلينا وافقت وتشوف ابوه احسهم بيحون كيوووت سوا
و زينوس ينوس حلو مب بارد بس ورعي من يوم عمره سبع في الحرب وش يدريه😔🤏🏻
التعليقات لهذا الفصل " 7"