“أنا رجلٌ متزوج. ألا يُمنع أي شخصٍ من غير أفراد العائلة الإمبراطورية من أن تكون له زوجتان رسميًا؟ على أي حال، لا نية لي بذلك أصلًا.”
فابتسم زينوس راضيًا وهو يرى وجه إنغريد يتقلّب بسرعة.
“كنتُ أتوق فعلًا لرؤية هذا التعبير. هل ستجثين الآن على ركبتيكِ وتتوسلين إليّ كي أتزوجكِ؟ أنتِ؟”
“كيف تجرؤ أن تقول لي هذا الآن….”
“يا آنسة. أتعلمين ما الذي تخبرني به طريقتكِ هذه؟ أن الزواج مني مسألةٌ في غاية الأهمية بالنسبة لكِ. وأنكِ مضطرةٌ للزواج بي مهما كلّف الأمر. هكذا يبدو كلامكِ. وأرى أنكِ على استعدادٍ لبذل أي تضحيةٍ في سبيل ذلك. هل أخطأت؟”
أدرك زينوس من ملامح إنغريد أنه مصيب.
‘لم تقل ذلك لأنها تريد إنقاذي، بل لأن زواجها مني ضروريٌ لإنغريد هايزل نفسها. هل ستموت إن لم تتزوج حاملًا للوريث؟’
أدركت إنغريد أن زينوس كان أسرع بديهةً وأكثر فطنة مما تخيلته.
‘هل سينكشف كل شيءٍ في النهاية؟’
قرأ زينوس عينيها الحذرتين فنهض من مكانه.
“لننهِ حديثنا عند هذا الحد لليوم. لا أظن أنكِ ستمنعينني من الانصراف، أليس كذلك؟ فكلما حاولتِ إيقافي أكثر، كلما انكشف المزيد.”
حذّرها زينوس بعينيه.
“أكرر للمرة الأخيرة….كل هذا لأجل فخامتكَ.…”
“لا تتعبي نفسكِ يا آنسة. ما تتمنينه لن يتحقق مطلقًا.”
فردّت إنغريد وكأن الهزيمة ليست خيارًا.
“لقد وعدني والدي فيليب بأن يمدني بالقوة والدعم.”
فتوقّف زينوس الذي كان يهمّ بالمغادرة فجأة.
“عليكَ احترام رغبة والدي أيضًا، أليس كذلك؟ نتحدث عن منصب زوجة الدوق المستقبلية. لا يمكن منحه لأي شخص. يجب أن يكون ارتباطًا ذا معنى.”
فاستدار زينوس نصف دورةٍ نحوها،
“قلت لكِ: ذلك المنصب يشغله أحدهم بالفعل. يا آنسة، جشعكِ تجاوز الحد.”
***
اقتربت تصفيات الياقوتة الحمراء بعد يومين، فانشغلت كل الأسر بتحضير العربات.
فالعربة التي ستقلّ آنسة العائلة إلى القصر الإمبراطوري يجب أن تعكس هوية العائلة، وأن تكون فاخرة بما يكفي ألا تقلّ عن عربات غيرها من الأسر.
“يمكن القول أن المنافسة بدأت من طريقة استعراض العربات.”
قال السائق بيتر ذلك بينما يزيّن العربة التي ستستقلها سيلينا.
“على أي حال، يُقال أن عربة كونتية آرسين فاخرةٌ لدرجة أن معظم الأسر لا تحلم ببلوغ مستواها. فهل نحتاج فعلًا لتزيينها بهذا الشكل؟”
و الفتى جيم، الذي جلس بجوار بيتر يحدّق بالعربة بدهشة، كان هو المكلّف بمرافقة سيلينا بدلًا من بيتر هذه المرة.
كان لآرسين طريقةٌ فريدة في تدريب العاملين الصغار.
فالكونت آرسين، وهو يعلم أن جميع الأعمال تُكتسب بالملاحظة والممارسة، كان يرسل الأطفال إلى الميدان ليتعلموا بأنفسهم.
وسيلينا كانت توافق على هذا النهج. لذلك كانت أول ما تعلّمه للعمال الجدد هو قيادة العربات.
فمتى تعلم الطفل قيادة العربة، أخذته معها إلى مختلف الأماكن ليرى ويتعلم. ثم يُترك ليستقر في المكان الذي يُظهر فيه موهبةً خاصة.
كان بيتر قد شهد انتقال الكثيرين ممن تدربوا تحته إلى مواقع أخرى ليتألقوا فيها.
وكان جيم بدوره فتى ذكيًا، تعلّم قيادة الخيل بسرعةٍ رغم صغر سنه، وتبع سيلينا ليتعلم أعمال القافلة.
“أنتَ تقول هذا لأنكَ لا تعرف بعد. هذا القدر من الزينة لا يُعد شيئًا أمام ما يفعلونه.”
وبعد يومين، حين رأى جيم العربات المصطفة أمام القصر الإمبراطوري، تأكد من صدق كلام بيتر.
“آنسة….كيف سنمر من هنا؟ الطابور طويلٌ جدًا. هل سندخل اليوم أصلًا؟”
سأل جيم بعد انتظارٍ طويل.
“مهلًا….صحيحٌ أن الوقت طال قليلًا. اذهب إلى الأمام واسأل عن سبب هذا التأخر.”
فترك جيم المقود قليلًا وتقدم بين العربات.
‘ما الذي يحدث هنا؟’
و وجد تجمعًا من الناس أمام بوابة القصر.
“لن أتحرك من مكاني أبدًا!”
“ما الذي تفعله! ألا ترى العربات خلفكَ؟”
“ليتوقف الجميع عن الصراخ! لن أبتعد قبل أن تعتذر! ولن تعبر أي عربةٍ هذا الباب قبل أن تمر عربة آنستنا أولًا. فهمت؟”
“عليكَ أن تنظر لمن جاء أولًا! أي قانونٍ هذا؟”
رأى جيم عربتين متوقفتين داخل الحشود لا تتحركان.
“ما الذي يفعلونه؟ ألا يجب أن نمنع الشجار؟”
حين همّ جيم بالتدخل، أمسكه سائقٌ آخر من كتفه ومنعه وهو يهز رأسه.
“لا تفعل. لا نعرف لأي عائلةٍ ينتمي هؤلاء. وهذه أمورٌ لا نتدخل فيها. إن لم تصدق، اسأل أهل عائلتكَ. لسنا ساكنين لأننا عاجزون عن إيقاف الشجار.”
***
وخلال غياب جيم لدقائق، صعد شخصٌ ما إلى عربة سيلينا.
‘مَن.…؟ اللورد فيليب.’
كان ذلك أول لقاءٍ مع فيليب منذ رحلة الزواج.
“يا والدي، مضى وقتٌ طويل منذ رأيتكَ آخر مرة.”
لكن وجه فيليب لم ينفرج حتى عندما نادته سيلينا بلقب “والدي”. بل ازداد قلقه عمقًا، فارتبكت سيلينا.
“يا آنسة، سامحيني إن قلتُ هذا.”
“والدي، ما الذي….”
“يا آنسة، سمعتُ أن زينوس وجد رفيقته الحقيقية. لقد أخبرني بكل شيء.”
فشحب وجه سيلينا. و أخذت نفسًا تهدّئ به نفسها بينما تجيب بنبرةٍ ثابتة،
“والدي، تلك مجرد ذكرياتٍ متجزأة، ولا يوجد بعدُ ما يثبت أن تلك الآنسة هي الرفيقة الحقيقية.”
“و سمعت أن قوة الأمر لم تعمل معها.”
فجأة نظرت سيلينا إلى فيليب بدهشة.
“ظننتُ أنه لم يخبركِ. لا بد أنه خشي أن يجرحكِ. لكنكِ تعلمين جيدًا….حتى بعد الزواج، لم يحدث لزينوس التجلّي الثاني. القوة التي كان يجب أن تزداد لم تتغير. والآن ظهر من ينبغي أن تكون الرفيقة الحقيقية.”
“حقًا لم أكن أعلم. تقول أن قوة الأمر لم تعمل عليها؟ هل هذا صحيح؟”
قبضت سيلينا قبضتها تحت ذيل فستانها ثم بسطتها، محاولةً إخفاء مشاعرها.
كانت تتمنى منه أن يقول أن ذلك غير صحيح.
قيل أن تلك القوة لا تفشل إلا أمام الرفيقة….لذا رفضت تصديق ذلك.
‘ألم يقل أنني أنا الرفيقة؟’
لكن فيليب لم يقل لها ما تريده.
“لقد استخدم قوته بوضوحٍ تام، لكنه قال بنفسه أنها لم تؤثر.”
نظر فيليب إلى سيلينا المرتجفة،
“أعتقد أننا أسأنا إليكِ يا آنسة. حتى جلالة الإمبراطور كان يصدق أنكِ الرفيقة. وأنا كذلك. لكنكِ تعلمين….للوريث رفيقةٌ واحدة فقط. وأنا….عليّ أن أنقذ ابني.”
وجثا فيليب على ركبتيه أمام سيلينا.
“انهض، أرجوكَ….لا تفعل هذا.”
كادت تسقط من الصدمة، لكنها تماسكت وحاولت مساعدته على الوقوف. لكن فيليب بقي راكعاً أمامها، و رأسه مطأطأ.
“الزواج لم يُوثّق لا في المعبد ولا أمام الإمبراطور، فلنعتبره غير موجود. وأرجوكِ يا آنسة، أقنعي زينوس أن يتزوج من الرفيقة الحقيقية، الآنسة إنغريد هايزل. أتوسل إليكِ.”
“انهض….يا والـ….يا لورد فيليب، أرجوكَ قُم.”
“إنه أمرٌ يتعلق بحياة زينوس. أتوسل إليكِ يا آنسة. سيلينا….أنقذي ابني.”
توسّل فيليب إليها بحرارة.
“لقد فهمت مرادكَ يا لورد فيليب، فانهض أولًا. أنتَ أدرى به مني، فقد ربيته. ومهما قلتُ، لن يفعل شيئًا لا يريده حقًا.”
“يا آنسة.…”
“لكن هذا لا يعني أنني لا أفهم طلبكَ. الدوق بالنسبة لي شخصٌ عزيزٌ أيضًا. ورغبتي في حمايته مهما كلّف الأمر….لا تقل عن رغبتكَ. لقد صار شخصًا غاليًا عليّ.”
خفض فيليب رأسه وقد غمره الشعور بالذنب، وهو يرى سيلينا بالكاد تكبح دموعها أمامه.
‘ها أنا، من أجل إنقاذ ابني، أغرس مسمارًا في قلبيهما معًا.’
ومع ذلك لم يستطع التراجع.
فقد شاهد بنفسه قوة إنغريد. وسمعها تذكر معلوماتٍ عن القوة لم يعرفها حتى الباحثون.
وزينوس، في ذاكرته التي رآها، ألم يقل أنه يجب أن يجد الحقيقية؟
“سأركّز الآن على هذا التحدي. وما بعد ذلك…..لنناقشه لاحقًا.”
_____________________
لااااااا يا فيليب يا بابا لااااااااااااااااااااااااا
معليه كله من فلورا الحماره اختفت من ذيك الحفله الو يازفته تعالي علمي سيلينا ان ذي عجوز!
المهم مدري وش سوت انغريد بالضبط ولا وش هي مع ان الاحتمال الاكبر انها ساحره بس المهم انا متأكده سيلينا هي الصدقيه
والحين عرفت ليه العنوان قالوا انه مهووس فيها لأن الحين هو يبيها والكل يبي يفرقهم😔
التعليقات لهذا الفصل " 50"