“بالتأكيد، كان سمو وليّ العهد هو من أُعجب بالسيدة إنغريد هايزل أولًا. هي ابنة بارونٍ فقير وثالثة بناته، ومع ذلك مدّ لها يده من دون أن يهتم بنظرة مجتمع الأرستقراطيين. أليس هذا لأنه كان أعمى بالحب؟”
“وإن لم يكن كذلك؟ وإن كان قد فعل ذلك وهو يعلم أنها الرفيقة الحقيقية؟”
“لو كان الأمر كذلك، وكانت سمو الدوقة قد راقبت كل شيء عن قرب كل هذا الوقت، لكانت تعلم شيئًا ما، أليس كذلك؟”
ازداد تفكير زينوس عمقًا.
“إن كان قد فعل كل ذلك وهو يعلم، فلا يوجد شخص يجب الحذر منه بقدر إيريك.”
“على الأغلب الأمر ليس كذلك. انظر إلى موقف جلالة الإمبراطور. كل ما يعرفه سمو وليّ العهد إيريك يعرفه جلالة الإمبراطور بالطبع. ومع ذلك لا يزال يحاول الحصول على سمو الدوقة….هذا مريب.”
“الجميع قد خُدع. ولكن الرفيقة الحقيقية كانت إنغريد هايزل. من الممكن أن ينتهي بنا التفكير إلى هذا الاستنتاج.”
نقر زينوس بأصابعه على الطاولة وهو يفكر.
“لا فائدة من التفكير. لا خيار سوى أن أذهب بنفسي غدًا.”
“سأذهب معكَ.”
قال ويل ذلك بحزم.
“نحن لا نعلم ما الذي قد يكونون بصدد تدبيره. ثم إنكَ قلت أن الأوامر اللفظية لا تعمل عليها. رجاءً لا تمنعني.”
فهزّ زينوس رأسه،
“الذي سيدخل ذلك المنزل هو أنا وحدي. إن أردتَ مرافقتي، تولَّ مراقبة محيط المنزل.”
“سيدي!”
“لو دخلتَ معي فقد لا تقول إنغريد هايزل ما تريد قوله. لا أنوي عقد مثل هذا اللقاء مرتين. يجب إنهاؤه من مرةٍ واحدة. سأدخل وحدي وأستمع لما تريده بالضبط.”
***
في اليوم التالي، تفاجأ الرجلان بشدة عندما وصلا إلى منزل البارون هايزل.
“هل هذا هو المكان؟”
“نعم، أهل القرية أكدوا أن هذا منزل البارون هايزل.”
كان بيتًا صغيرًا بلا حديقة، يقع على حدود العاصمة مع الإقليم المجاور.
“هل توجد في الداخل حتى غرفتان كاملتان؟”
“سأكون صريحًا معكَ، سيدي. حجم هذا المنزل بأكمله أصغر من حمّام قصر الماركيز تشايس. إنه ضيقٌ حتى مقارنةً ببيوت عامة الشعب.”
“قد يكون هذا الحجم الصغير لإيقاعنا في الاطمئنان. لن تتهاون في مراقبة المحيط. وعندما أدخل، راقب من مكانٍ يمكنكَ رؤية الداخل منه ولا تُبعد نظركَ لحظة.”
“أُطيع أوامر سيدي.”
ثم ذهب ويل ليأخذ موقعًا جيدًا لرؤية الداخل.
‘هل أدخل؟’
طرق زينوس على باب المنزل المتداعي. فانفتح الباب تلقائيًا.
‘لا خدم هنا؟ حسنًا، فمثل هذا المنزل لا يملك حتى غرفةً ليقيم فيها خادم.’
“أرحب بقدوم سمو الدوق.”
ظهرت إنغريد مرتديةً فستانًا رائعًا وحُليًا فاخرة كأنها خارجة من حفل راقص، ثم انحنت ترحيبًا.
“طالما أن ضيفًا ثمينًا مثلكَ جاء إلى هذا المكان المتواضع، فعليّ أن أُحسن استقباله. تفضل من هنا.”
وأطلقت إنغريد نقرةً بأصابعها. فانفتح الباب تلقائيًا وكأنها تشير إلى أن الغرفة من هذا الاتجاه.
‘أي قوة تستخدم؟ تحريك الأشياء؟’
ظل زينوس يراقب المكان بحدّة. بينمت ابتسمت إنغريد كأنها سعيدةٌ برؤية حذره عن قرب.
أما ويل، فكان يشاهد من فوق شجرة دخول الاثنين إلى الغرفة.
‘مخطط المنزل بسيط، وهذا جيد لأن حراسته وحدي ستكون أسهل….لكن هل من الآمن تركهما معًا؟’
كانت هذه أول مرة يرى فيها شخصًا لا تعمل عليه قوة زينوس اللفظية.
في ساحة المعركة، كان زينوس يسقط الأعداء أو يدفعهم لرمي أسلحتهم بكلمةٍ واحدة، ومن خلال ذلك نجا الكثير من الفرسان.
حتى في قلب الحرب، وجود زينوس كان يجعل الفرسان يشعرون بالأمان.
‘هذا مقلق. إنه شعورٌ مختلف تمامًا عمّا كان مع سمو الدوقة.’
عندما رأى سيلينا بعد أن أخبره زينوس أن قوتها لا تتأثر بأوامره اللفظية، لم يشعر بهذا القلق.
أما إنغريد فقد كانت تبعث شعور خطر واضح. وحتى قبل أن يعرف أن قوة زينوس لا تعمل عليها، كان يشعر بها.
‘هل هذا لأنّها الرفيقة الحقيقية الأكثر احتمالاً، والأقوى مني، لذلك تتنبه حواسي تلقائيًا؟’
كان ويل بارعًا في الشعور بالخطر أكثر من غيره، بسبب مهارته العالية في استخدام السيف.
والآن، وبين يديه فتاةٌ صغيرة وهادئة من عائلة هايزل، كان يشعر بتهديدٍ أكبر من أي وقتٍ مضى.
“هل تشرب الشاي؟”
“لا أمانع.”
جلس زينوس مقابل إنغريد وسأل بعد لحظة تفكير،
“ما الذي تريدينه؟ أليس سمو وليّ العهد يمنحكِ كل ما تحتاجينه؟”
“نصف كلامكَ صحيح ونصفه الآخر خاطئ. فهو يعطيني فقط من الأشياء ما يقدر على إعطائه.”
ثم نقرت إنغريد بأصابعها فوُضع أمامها كوب شاي.
‘من أين جاء الإبريق والفناجين والشاي الساخن؟ هل هي قدرة انتقالٍ مكاني؟’
“من الأفضل ألا تُفكر في الأمر بعمق. قوة التنانين ليست مثل السحر. يمكن استخدامها بطرقٍ لا حصر لها حسب كيفية توظيفها. قد لا تعرف ذلك بعد….لكنني سأعلّمكَ وأنا بجانبكَ.”
ابتسمت إنغريد ابتسامةً جميلة.
كانت ابتسامتها الآسرة شديد الحلاوة إلى درجةٍ بدا معها، لوهلة، وكأنها ابتسامةٌ شيطانية.
“سألتَني عمّا أريده؟ أريد القوة. وأريد لسموّكَ أن تصبح أقوى إلى جانبي. أليس بذلك ستصبح هذا الإمبراطورية التي أعيش فيها أكثر قوّة؟”
“ترغبين في جعل الإمبراطورية قوية….إن كان هذا ما تقصدينه، فأنا أريده أيضًا. لا أريد لهذه الإمبراطورية أن تتألم من الحروب بعد الآن.”
“ولأجل ذلك، يجب أن نتحد أنا وسموّك.”
“أتقصدين أنكِ ستستخدمين تلك القوة العجيبة من أجل جنودنا؟ إن كان الأمر كذلك، فلا سبب لرفضي.”
تفاجأت إنغريد من كلام زينوس، فوضعَت فنجان الشاي.
“لم أتوقع أن تتوافق قلوبنا إلى هذا الحد. ظننتُ أنكَ سترفض يدي بسبب سيلينا آرسين. لكن يبدو أن طموحكَ مختلفٌ حقًا.”
“وهل هذا الأمر يجب التفكير فيه بسبب سيلينا؟”
نظر إليها زينوس بوجهٍ لا يفهم شيئًا وسأل،
“ما علاقة الدوقة بما تقولينه؟ ما علاقة مساعدة جنود الإمبراطورية بقوتك أنتِ؟”
فتغيّر وجه إنغريد فجأة وبدا مخيفًا.
“ما الذي تقوله الآن، يا سموّ الدوق؟ إن أردتَ أن تكون معي، فمن الطبيعي أن….”
“قوتكِ بلا شك تختلف عن قوتي. تبدو أكثر حريةً في استخدامها. نقرةٌ واحدة من أصابعكِ ويظهر كل ما تحتاجينه. قوةٌ مريحة كهذه ستُستخدم في النهاية من أجل الإمبراطورية، بعد زواجكِ من ولي العهد إيريك.”
عند كلمات زينوس الحاسمة، ضحكت إنغريد بذهول،
“سموّ الدوق، ألا تزال لا تفهم الوضع؟ إن لم تتزوج بي، فالشخص الذي سيموت هو أنتَ. إنّ من ستلتهمه هذه القوة ليس أنا….بل أنتَ. ألا تدرك أنكَ الآن في وضعٍ يجب فيه أن تركع وتطلب يدي، بل وتتوسل إليّ؟”
“أركع وأتوسّل لأجل الزواج؟”
فضحك زينوس بسخرية.
“يبدو أن طريقة تفكيركِ مميّزةٌ فعلًا. ألم تسمعي ذلك كثيرًا في حياتكِ؟”
“سموّك….استفزازي بلا داعٍ ليس أمرًا جيدًا. الأفضل أن تصارحني. قل أنكَ لا تريد أن تموت. قل: أرجوكِ تزوجيني كي أعيش….أرجوكِ أنقذيني. تذلل قليلًا.”
لم تصل كلمات الاثنين إلى المكان الذي يقف فيه ويل. لكن من فوق الشجرة، شعر ويل بأن الجو داخل الغرفة جافّ وخطير، كشرارةٍ صغيرة قد تشعل غابةً بأكملها.
‘أوه؟ ماذا يفعل سموّه الآن.…؟’
نهض زينوس من مقعده واقترب من إنغريد منحنياً نحوها.
“يا آنسة….سأقولها مرةً واحدة، فاستمعي جيدًا.”
رنّ صوت زينوس العميق الدافئ قرب أذن إنغريد.
“إذًا….ما تريدينه منّي هو أن أركع لكِ وأتوسّل راجيًا زواجكِ، أليس كذلك؟”
اقتربت المسافة بينهما فجأة حتى أن إنغريد شعرت برائحة جسده، فاحمرّ وجهها قليلًا.
‘كم عشتُ من السنين….وها أنا أحمرّ خجلًا بسبب أمرٍ كهذا؟’
لكن خجلها اختفى سريعًا، فهدّأت نفسها،
“صحيح. إن فعلتَ ذلك، فسأتزوجكَ وأنقذ حياتكَ. وليس ذلك فحسب….سأستخدم قوتي من أجل هذه الإمبراطورية. سأجعلها قويةً لدرجة أن أي إمبراطوريةٍ أخرى لن تجرؤ على التفكير في مهاجمتها.”
“يا آنسة.…”
ثم ابتسم زينوس بابتسامةً مائلة وأكمل.
________________
ترا الروايه تنزيلها بيصير يومي من السبت للخميس😘
اشوا ان زينوس جاي يستفزها ويرفضها ضحكت يوم قال وش دخل الدوقه فيس؟ يعني خلاص ترا سيلينا الدوقه😭
وشكل قوتها مب قوة تنين؟ شكلها ساحره عمرها طويل لأن تثول كم عشت من السنين
التعليقات لهذا الفصل " 49"