كانت سيلينا متأكدةً أن إنغريد تستهدف زينوس، وأنها وقفت بجانبها عمدًا لأجل ذلك.
‘ألم تكن الأمور تسير جيدًا بينها وبين إيريك؟ لماذا تنظر إلى زينوس بتلك الطريقة؟ أولا يرى إيريك هذا؟’
رمقت سيلينا إيريك، الواقف أمام إنغريد، بنظرة خاطفة. وكان من الواضح أنه لا يلاحظ إطلاقًا كيف تنظر إنغريد نحو زينوس.
“إن كان الصف قد استعد، فلنبدأ.”
كان إيريك متحمسًا فقط لبدء الرقصة الجماعية ليستعيد الأضواء مجددًا.
“هل ستكون بخير؟”
همست سيلينا، فأجابها زينوس بابتسامةٍ توحي بأنه بخير.
ولحسن الحظ، كانت هذه الرقصة الجماعية بلا أي تماس جسدي، على خلاف الفالس.
ثم اقترب توقيت تبديل الشركاء بسرعة.
“لا تقلقي….انتظريني فقط.”
قال ذلك واتجه في دورته التالية نحو إنغريد.
“يا صاحب السمو الدوق، إنه لشرفٌ أن ألتقيكَ هكذا.”
على الرغم من أنها كانت تلهث قليلًا بسبب الخطوات السريعة، إلا أن نبرة المجاملة كانت واضحة.
فاكتفى زينوس بالرقص صامتًا وهو يراقبها.
‘ما معنى “الحقيقية”؟ ولماذا طلب ذلك الكيان في أرض التنانين أن أبحث عن هذه المرأة؟’
ومع أنه لم يجب، تابعت إنغريد الحديث بلطفٍ متعمّد.
“يبدو أنكَ قريبٌ من الآنسة سيلينا.”
“هذا أمرٌ لا يخصّكِ يا آنسة.”
ردّ زينوس أخيرًا ببرود.
وحين عبرت إنغريد بمحاذاته في حركةٍ تقاطعية، همست بسرعةٍ قرب أذنه،
“يقال أنكَ ستبحث عن عروسٍ في مسابقة الياقوتة الحمراء….أليس صحيحًا أنكَ وجدتَ بالفعل رفيقتكَ؟”
‘إذاً هي تعرف شيئًا بالفعل؟’
وقد ظهر الفضول على وجه زينوس رغم محاولته الحفاظ على بروده.
‘جيد….لقد جذبته.’
وفي الحركة التالية حين تقاطعا مرة أخرى، تحدّث زينوس بصوتٍ لا يسمعه غيرها،
“ليس أمرًا يخصكِ. فلا تشغلي نفسكِ به.”
فضحكت إنغريد بسخريةٍ طفيفة.
“سموك….أتظنون أن قوتكَ تؤثر فيّ فعلًا؟”
وأثناء دورانهما المتقابل وتبديلهما المواقع تحدّثت بهدوء زائد،
“يبدو أنكَ لا تعرف جيدًا….قوة التنين لا تؤثّر في الرفيقة.”
حلّ وقت تبديل الشركاء مجددًا.
“يبدو أن بيننا الكثير مما ينبغي قوله. سنجد فرصةً أخرى، يا سمو الدوق.”
ثم تبدّل الشركاء، فوجد زينوس نفسه أمام لايلا.
“أحيّيكَ يا صاحب السمو الدوق.”
هزّ رأسه لها بلطفٍ أكبر من تعامله مع إنغريد. ورغم ملاحظة إنغريد لذلك، بقيت ملامحها مطمئنة.
‘لقد ألقيت الطعم….ولن يكون أمامه إلا أن يبتلعه.’
لقد أرته بوضوح أن قوته لا تجدي عليها. ورغم أنه لم يُظهر ذلك مباشرة، كانت تعرف تمامًا كم سيغدو مشوَّشًا.
وكان نشر الشائعة في الدوقية بأنه سيختار عروسًا من المشاركات في “الياقوتة الحنراء” مقصودًا للغاية.
إعلان رجل يحمل قوة التنين أنه سيختار زوجته من مسابقة الجمال الراقية يعني أمرين لا ثالث لهما: إما أنه تخلّى عن البحث عن رفيقته….أو أنّ رفيقته تشارك في المسابقة.
الأمر كله كان يهدف إلى رفع مكانة سيلينا وإظهار سبب ذهابها إلى الدوقية بدل العائلة الإمبراطورية.
وحين سمعت إنغريد الشائعة، فهمت المغزى مباشرة.
‘لا يمكنني السماح لها بخطف وريث العرش.’
ولهذا كانت تتحيّن أي لحظةٍ لتقترب من زينوس. وتأخرت في إخماد شائعة الحلي لأجل ذلك فقط.
واليوم، ورغم أن المكان ليس بيتها، فقد أرته أن قوته لا تنفع معها.
‘سأرسل له دعوةً قريبًا.’
ابتسمت إنغريد ابتسامةً واثقة.
في تلك اللحظة، همست لايلا، الراقصة بجانبها، لزينوس،
“إن احتجتم للمساعدة…|فسأكون معكم.”
حدّق زينوس بها وكأنه يسأل: ولماذا تعرضين ذلك؟
فأضافت بلا تردد،
“لأني….لا أحب تلك المرأة.”
***
وهكذا انتهى ظهور لايلا الأول المضطرب.
لم يجد زينوس فرصةً للتحدّث إلى سيلينا بعد انتهاء الرقصة الجماعية. فقد أخذتها لايلا وصديقاتها بعيدًا كما لو أنّهن يقطعن الطريق عمدًا، بينما التفّ رجال الدوقية حول زينوس بالكلام.
وبلا حيلة، عاد زينوس إلى قصر الدوق وأخبر فيليب بكل ما جرى في الحفل.
“الأمر مريبٌ فعلًا.”
فاسودّ وجه فيليب.
‘إن كانت قوته لا تؤثّر فيها….قد تكون رفيقته. ورفيقة الوريث واحدةٌ فقط. حتى سيلينا لم تؤثر فيها القوة، كما أنه ذكر أن رائحتها كانت مختلفة.…’
فسأل فيليب زينوس،
“هل أنتَ متأكدٌ حقًا أن القوة لا تؤثر حتى على سيلينا؟”
تردّد زينوس قليلًا، ثم أجاب بصدق.
“لم أُوجّه قوتي إليها بشكلٍ صحيح حتى الآن. حتى عندما تحدثتُ أول مرةٍ عن الزواج….لستُ متأكدًا إن كانت القوة قد استقرت كما يجب.”
لم يكن لديه وقتٌ ليتأكد من ذلك، وقد كان مسحورًا برائحة سيلينا.
“هذا يعني….”
“لا، هذا مستحيل. رفيقتي هي سيلينا آرسين، واحدةٌ فقط. الرائحة التي أستطيع تمييزها منها حتى الآن هي الدليل. أرض التنانين نفسها قبلتنا وأعطتنا دليل الزواج.”
“ألم يقولول أن عليكَ أن تبحث عن الحقيقية؟ ألم يقولوا أنه عليكَ إيجاد من كانت حقيقية في تلك الذكرى!”
بالنسبة لفيليب، كانت هذه المسألة أهم من أي شيءٍ آخر. كان الأمر متعلقًا بحياة ابنه.
إن كانت الرفيقة الحقيقية موجودةٌ في مكانٍ آخر، فعليه مهما كلّف الأمر أن يزوّج زينوس منها.
“ليس أمرًا معقدًا. لقد تحدد ذلك منذ ورثتَ قوتكَ. يجب أن تتزوج رفيقتكَ. مؤسفٌ ألا تكون هي سيلينا، لكن تلك الفتاة ستتفهّم.”
لكن زينوس هزّ رأسه بحزم.
“لا. رفيقتي هي سيلينا. أنا واثق.”
“لا يوجد شرطٌ بأن تكون الزوجة الرسمية. يكفي أن تتزوج الرفيقة. سيلينا بالتأكيد ستتفهّم….”
“و أنا لا أستطيع أن أتفهّم.”
“زينوس.”
“أبي، لا تنسَ هذا أبدًا. زوجتي هي سيلينا آرسين، ولا أحد غيرها. هل فهمتَ؟”
***
عادت سيلينا إلى المنزل وبعد أن أنهت استحمامها، بدأت تفكر.
‘الكلان عن أن إنغريد هايزل أنها الحقيقية….ما زال يلاحقني.’
“بين.”
ما إن نادت عليه حتى أسرع بين إليها.
“هل ناديتِني؟”
“هناك شيءٌ أريدكَ أن تحقق فيه. تحقيقٌ خارج القصر. هل تستطيع؟”
كان بين من سلالة خدمٍ خدموا عائلة آرسين بإخلاصٍ جيلًا بعد جيل.
وعندما حُبست سيلينا في الجناح الشرقي، لم يُطرَد مثل نورا وكاسي بل بقي في القصر الرئيسي.
“ما الذي تريدينني أن أحقق فيه؟”
وبما أن عائلة آرسين أدارت متجرًا كبيرًا لأجيال، كان خدمها قادرين على ما يتجاوز المهام المنزلية.
وبين تحديدًا كان موهوبًا في التحقيق، وقد ساعد الكونت كثيرًا بعد أن ورث إدارة المتاجر.
ولهذا، عندما أصبحت سيلينا نائبة سيد العائلة، طلبت أن يصبح بين خادمها الخاص.
“أريد كل ما يتعلق بإنغريد هايزل. وإن لزم الأمر، حقّق في عائلة هايزل كلها.”
“إقطاعهم السابق بعيدٌ جدًا عن العاصمة….سيستغرق وقتًا. هل هذا مناسب؟”
“الآن أنا نائبة سيد العائلة، وروزي هنا أيضًا، فلا مشكلة في إدارة شؤون العائلة. خذ وقتكَ، المهم أن تجد أي دليل.”
ومن نظرة سيلينا أدرك بين مدى أهمية هذا الأمر.
“سأبدأ التحقيق فورًا.”
“اطلب من روزي أن تجهّز لكَ كل ما تحتاجه. وانتبه لنفسكَ.”
سذاجتها في الماضي جعلتها تظن أن إنغريد ليست أكثر من مجرد فتاةٍ أحبّت شخصًا من طبقة أعلى.
‘لابد أن هناك شيئًا. شيئًا لا أعرفه. يجب أن أعرفه. لا يمكنني مواجهة عدوٍ لا أعرفه.’
ولكن مع ذلك، راودها القلق. ماذا لو عرفت حقيقةً لا تريد معرفتها؟
‘ماذا لو كانت فعلًا الرفيقة الحقيقية، وكنتُ أنا….’
لقد ذهب زينوس معها إلى أرض التنانين، متحديًا رغبة الإمبراطور نفسه، وأقام معها الزواج هناك.
كانت تعرف جيدًا أن كل ذلك كان من أجل الزواج من الرفيقة.
‘كي يعيش….كي لا تبتلعه قوته….هو بحاجة إلى رفيقة.’
كانت القصة التي طالما بدت لها كحكاية خيالية جميلةً تؤلمها الآن كطعنة.
‘إذاً….الحب مع من ليست الرفيقة….هل هو مستحيل؟’
______________________
طيب وجع في المؤلفه يارب يكشفون ان سيلينا الصدقيه بدري مابي ذا الكآبه😔
وصح وين فلورا الحماره طقت يوم عرفت انغريد! من انغريد الوووووو
فيليب عارفه انه همه ولده وعادي لو رفض ذا الزواج احرتها بيعرفون سيلينا الصدقيه عادي عاذرته بلا ابو مايبي ولده يموت😔
المهم ياناس زينوس يجنننننننننننننن هو وسيلينا ابيها تعترف له عشان يطيح فوق ماهو طايح ولايفكها ابد✨
التعليقات لهذا الفصل " 47"