“إذاً، كان هناك شخصٌ ينبغي علينا العثور عليه.”
“وكانت تلك الشخص هي إنغريد.”
قالت ذلك بهدوء، لكن قلبها كان مضطربًا.
‘لأنها الحقيقية يجب أن نبحث عنها؟ ما معنى هذا؟ هل يعني ذلك أن هناك مزيفةٌ أيضًا؟ ما الذي يكون مزيفًا؟ لا يمكن.…’
ارتجفت عينا سيلينا القلقتان.
لم تستطع سيلينا بعد الزواج أن تسأل زينوس جيدًا عمّا إذا كان هناك تغيّرٌ في قوته.
‘قالوا أن حدوث التجلّي الثاني يقع عند الزواج من الرفيقة.’
وبما أن لديهم دليل الزواج الذي حصلا عليه في أرض التنانين، كان من المؤكد أن سيلينا وزينوس قد تزوجا.
ولكن إن كانت القوة لم تتجلَّ، فماذا يعني ذلك؟
ما معنى قوله “لأنها الحقيقية ابحثوا عنها”؟
ولماذا لا تتذكر أيًّا مما حدث في تلك الغابة؟
حين كان قلق سيلينا يتفاقم، أنهيا إيريك وإنغريد رقصتهما وحيّا من حولهما. لكن لم يصفّق لهما أحد.
ولأن هذه أول مرة يرى فيها تفاعلًا باردًا كهذا، فقد ارتبك إيريك.
لكنها كانت ردة فعل طبيعية. فالحاضرون هنا جاءوا ليهنّئوا بظهور لايلا أندرسون الأول في المجتمع الراقي.
حتى أولئك الذين لم يكونوا من أنصار الإمبراطور كانوا يدركون جيدًا أثر هذا التصرف مستقبلًا.
وفوق ذلك، كان الطرف الآخر هو ولي العهد، وكان الماركيز أندرسون يحدّق إليهما بنظرةٍ صامتة تعني أنه لا يفعل شيئًا سوى التحمل، فلم يجرؤ أحدٌ على التصفيق.
“ابنة الماركيز أندرسون.”
“لايلا.”
وفي تلك اللحظة ظهرت لايلا بعد أن غيّرت ملابسها واتجهت نحو المنصة.
“يبدو أنني قد أطلتُ الغياب وتركتُ ضيفًا عزيزًا ينتظر. لا بد أنكما شعرتما بالملل الشديد حتى افتتحتما الرقص بدوني.”
و عندما رآها والدها تتحدث مبتسمة أمام الناس دون أي ارتباك، استرخى تعبيره المتوتر قليلًا.
كانت لايلا هي أيضًا من أرسلت كلمةً لوالدها بأن يترك الأمر وألا يُوقف ولي العهد أو يطالبه بالاعتذار فورًا.
و الأب الذي يملك ابنةً حازمة مثلها قرر أن يراقب كيف ستتولى حلّ الموقف بنفسها.
وبجانبهم كانت زوجة الماركيز تشد القبعة اليدوية بقوة حتى كادت تتحطم، لكنّها كذلك لم تنبس ببنت شفة احترامًا لرغبة ابنتها حتى انتهاء الرقصة.
‘من التي أدخلت تلك الثعلبة الماكرة إلى هنا!’
لم يخطر ببال الزوجين أنّ الإمبراطورة هي من دعت إنغريد، فكانا يحدّقان بها كأنهما سيأكلانها بنظريهما.
قرأ إيريك أجواء التوتر وارتبك. تذكّر الإمبراطورة وهي تصرخ فيه ألا يستخفّ بالمجتمع الراقي.
‘هل تماديتُ قليلًا؟ هل عليّ الاعتذار للايلا أمام الجميع؟’
لكن إنغريد اختبأت بخفة خلف ظهر إيريك،
“سموّكم، ستحميني….أليس كذلك؟”
فتغيّر بريق عينيه عندها.
‘من غيري سيحمي هذه الآنسة؟ كيف يجرؤون على إطلاق تلك النظرات أمام ولي العهد؟ يبدو أن الماركيز أندرسون لا يخشى العائلة الإمبراطورية.’
كانت إنغريد حقًا تعرف كيف تتعامل مع إيريك. فبينما كانت تستغله كوسيلة، لم تشعر إنغريد بأي ذرة ذنب. بل أرسلت إلى لايلا نظرةً استفزازية.
‘لن أترك لكِ هذا الرجل.’
فنظرت إليها سيلينا بعينين باردتين.
‘ما المقصود بالحقيقية؟ هل تلك المرأة هي الرفيقة الحقيقية؟ إذاً ماذا عني؟’
أمسكت سيلينا بمنديلها الذي كانت قد أحضرته دون وعي، وقبضت عليه بقوة وهي تُظهر قلقًا شديدًا.
عندها أمسك زينوس يدها الأخرى بحنان وكتب على كفّها،
[هل أنتِ بخير؟]
فانتشر الدفء من يده ليذيب برد القلق من يدها.
رفعت سيلينا نظرها إليه، إلى زينوس الذي كان يراقبها بقلق.
‘لا أريد أن أفقد هذا الرجل.’
كان رجلًا لا يعرف سوى الحرب، ويملك قوةً غامضة، وكانت تعتقد أنّ بينهما مسافةً لا يمكن اجتيازها.
بل إنها حاولت استخدام سمعته عبر خطبةٍ عقدية فقط لإسكات الشائعات السيئة من قبل.
كان ذلك هو انطباعها عنه، لكنه أصبح الآن أثمن شخص، لا تريد خسارته أبدًا.
‘متى أصبح وجودكَ بهذا الكِبر في داخلي؟’
ارتجفت عينا سيلينا وهي تنظر إليه، وكأن الدموع ستسقط. ولتخفي ذلك، انحنت برأسها.
“ما رأيكم أن نرقص جميعًا الآن؟ سأرقص هذه المرة مع والدي. أرجو أن تتابعوا أول رقصةٍ لي، أنا لايلا أندرسون، في المجتمع الراقي.”
كانت خطوةً حكيمة للغاية.
فلم تتلفّظ بكلمةٍ تهين فيها العائلة الإمبراطورية، بل أعلنت بفخر أن رقصة اليوم مع والدها ستكون رقصة ظهورها الأول.
وحين دنس إيريك رقصة لايلا الأولى مع والدها عبر افتتاحه الرقص بإنغريد، أعلنت لايلا أنها ستفتح ساحةً أوسع وتشرك الضيوف جميعًا.
وبهذا أظهرت بوضوحٍ أنها ستُنهي حفلتها دون فوضى، ودون أن تظهر أي عصيانٍ تجاه العائلة الإمبراطورية.
صفّق الجميع. و أسرع خَدَم قصر الماركيز في توسيع المنصة وتغيير الزينة.
كان تحركهم المنظّم يشعر المرء بعظمة بيت أندرسون.
و وسط هتاف الضيوف، أمسكت لايلا بيد والدها وبدأت ترقص معه. وبينما تشاهد ذلك، مسحت زوجة الماركيز دموعها خلسة.
‘سأجعل جلالة الإمبراطورة تسدد هذا الدين مهما كان.’
لكن رغم هذا العزم، سرعان ما لان وجهها تأثرًا برؤية ابنتها الجميلة ترقص مع زوجها.
أثناء رقص لايلا الفالس مع والدها، وما إن انتهى المقطع الأول، حتى نظرت نحو سيلينا،
“آنسة آرسين، هلّا تشاركيننا؟”
وكأنه كان ينتظر، بادر زينوس فورًا بطلب الرقص.
“أتمنحيني شرف الرقص معكِ؟”
حدّقت سيلينا لوهلة في يده، ثم رفعت طرف شفتيها بصعوبةٍ وأمسكت يده.
“هل أنتِ بخيرٍ حقًا؟”
سألها زينوس مرةً أخرى بصوتٍ لا تسمعه إلا هي.
وبينما تشعر بيده تلف يدها بخلاف ذراعه التي تسند خصرها بثبات، ابتسمت سيلينا بسطوع.
“نعم، فقط تفاجأتُ لأن بعض الذكريات عادت فجأة.”
فأشرق وجه زينوس بذلك، وهمس في أذنها من جديد،
“لا تنسي….إن أظهرتِ ولو قليلًا من الظلال على وجهكِ، سأقلق فورًا. سأبذل جهدي من الآن فصاعدًا لأرى ابتسامتكِ السعيدة فقط.”
و كانت سيلينا وهي تدور بابتسامةٍ بعد سماعها ذلك في غاية الجمال أمام الجميع.
‘أمسكتُ بواحدة، فإذا بالثانية تثير المتاعب.’
لكن إنغريد وحدها كانت تحدّق بالاثنين ببرود.
وبدأ الآخرون أيضًا يصعدون إلى المنصة واحدًا تلو الآخر لمساعدة لايلا في إصلاح الموقف عبر مشاركتها رقص الفالس.
‘لا يمكنني البقاء مكتوفة اليدين.’
“سموّك، لا ينبغي لهذا الجو أن يستمر طويلًا. ألا يجب أن نعيد هذه المنصة لتصبح منصتكَ مرة أخرى؟”
همست إنغريد بذلك، فابتسم إيريك راضيًا.
“هذه أول مرة تتصرفين فيها بهذه الجرأة من أجلي، يا إنغريد.”
“بعد ما حدث اليوم، أدركتُ أنني كنت متحفظةً أكثر من اللازم ولم أنقل لسموّك صراحتي. من الآن فصاعدًا سأعبّر عن مشاعري أكثر.”
و بدا أن جوابها أعجبه، إذ ابتسم برضا ثم ذهب نحو الفرقة الموسيقية وأصدر أمرًا ما.
و قبل أن تنتهي موسيقى الفالس، تبدّل اللحن فجأة، وبدأت موسيقى سريعة تُعزف. فتجمّدت وجوه من تعرّفوا على نوع الرقصة.
فمع أن معظم رقصات المجتمع الراقي تعتمد على زوجين فقط، إلا أن رقصةً جماعية انتشرت مؤخرًا بين العامة وبدأ بعض النبلاء من الطبقات الأدنى يقلدونها سرًا.
كانت رقصةً تصطفّ فيها المجموعة في خط واحد ويغيّر الجميع شركاءهم باستمرار.
واليوم، كان الضيوف الذين دعتهم لايلا من كبار النبلاء المناسبين لمقام بيت الماركيز، أي أنهم يعرفون الرقصة لكنهم لا يؤدونها.
ومع ذلك، لم يكن للفرقة الموسيقية خيارٌ أمام أمر ولي العهد سوى بدء عزف تلك الرقصة السريعة.
‘حقًا….إنه يفعل كل ما لا يمكن تخيله.’
تضايقت سيلينا وقطّبت حاجبيها. فلم تكن تعلم أن إنغريد امرأةٌ يمكنها التصرف بهذا التهور.
فنظرت سيلينا حولها بقلقٍ على لايلا. وبمجرد تغيّر الموسيقى، انسحب الناس من المنصة بوجوه عابسة.
وحتى الماركيز أندرسون غادر، لكن لايلا بقيت.
‘أتظنّين أنني سأنسحب بهذه الطريقة؟ لن أتراجع. سأواصل حتى النهاية.’
وقفت بضعةٌ من صديقات لايلا وبعض الفتيات اللواتي حضرن لكسب المعارف في صفٍّ واحد. و تبادلن النظرات جميعًا.
كان واضحًا أنهن مستاءات من تصرفات إنغريد.
ورغم عدم كفاية عدد الرجال، لم ينسحب أحدٌ من المنصة. فهي رقصةٌ يمكن أداؤها ولو لم يتوازن العدد، لأن الشركاء يتغيرون باستمرار.
‘بهذه الطريقة….سأتمكن على الأقل من الرقص مع ولي العهد ومع الدوق.’
‘لا يمكن أن نخسر أمام ابنة بارون فقط. إفساد رقصة ظهور لايلا الأول أمرٌ لا يغتفر.’
تألقت أعين الفتيات. ولم تهتم إنغريد بكل ذلك؛ فقد وقفت مباشرةً بجانب سيلينا، بينما وقفت لايلا في الجانب الآخر.
‘لماذا جاءت إلى جانبي؟ لا يمنك أنها تستهدف زينوس الآن؟’
كان واضحًا من نظرات إنغريد نحو زينوس. تلك الرغبة….نظرة تملك. وسيلينا التي تدير شركةً تجارية كبرى لا يمكن ألا تفهم ذلك.
_______________________
يع هع وع اع بع
الحيوانه صدق تبي زينوس تحسب نفسها محور الكون
بس الظاهر سيلينا الصدقيه وانغريد الحقيقية بس في شي ثاني مب الشريكة صوح؟ لأن زينوس ورعي طايح بقوه لسيلينا مستحيل تطلع مزيفه بعد😔
ودي انه هو بنفسه يقولها ان طلعت له قوه ثانيه بس معليه دامه مهتم فيها كذا مره عادي
وسيلينا وناسه وقعت لزينوس هي بعد كذا مابقى الا عزى الامبراطور✨ وعرس كاشي و ويل
اما لايلا مره عاجبتني متأكدين عمرها 14؟
Dana
التعليقات لهذا الفصل " 46"