بهذه الجملة بالضبط تبدأ الشائعات في اجتماعات المجتمع الراقي، ثم تنتشر كالنار في الهشيم بسرعة.
وبالطبع، كان أكثر موضوعٍ يشغل الجميع الآن هو مسابقة الياقوتة الحمراء التي ستُعاد من جديدٍ قريبًا.
“لا بد أن الآنسة هايزل ستشارك أيضًا، أليس كذلك؟”
قالت ذلك إحدى الشابات بنبرةٍ يغطيها الحسد، وكانت الابنة الثانية لإحدى الأسر الإقطاعية.
ثم أضافت أن أختها الكبرى، التي تكبرها بثلاث سنوات، ستشارك لذلك لا يمكنها هي المشاركة.
“معذرة، لكن إن كانت الآنسة في السادسة عشرة وأختها الكبرى في التاسعة عشرة، أليس إرسال الأخت الكبرى قد يقلل فرص الفوز؟”
“يقولون أن شروط المشاركة تعتمد على الشرعية العائلية والإنجازات والقدرات، لا على العمر. لذا لا اعتراض لدي. أختي لها سمعةٌ جيدة في مجال الإغاثة والنشاطات العامة. أما عني…..فقد أدركتُ فقط كم ما زال الطريق طويلاً أمامي.”
قهزّت الفتيات حول إنغريد رؤوسهن متفهمات.
“إذاً ستشارك شابات من أعمارٍ أكبر هذا العام.”
“لكن في النسخ السابقة من المسابقة، كانت الأكبر سنًا أقل حظًا في الفوز. بل إن بعضهن تعرضن للسخرية إن شاركن أكثر من مرة.”
“سمعت أن صاحبة الجلالة الإمبراطورة تعمل على تغيير ذلك النظرة هذا العام. قالت أن المشاركة ينبغي أن تكون لمن تستحق تمثيل عائلتها.”
“إنها حقًا تقوم بعملٍ رائع.”
قالت ذلك بإعجاب إحدى الشابات التي كانت تُعجب بالإمبراطورة.
“يقولون أنها ستجهز المسابقة خلال شهر واحد فقط، ثم تنهيها خلال أسبوعين. مذهلةٌ فعلًا.”
“لقد ولدت وترعرعت في أسرة تشيرني ثم أصبحت جزءًا من العائلة الإمبراطورية، فلا عجب أنها قادرةٌ على ذلك.”
“و هل صحيحٌ أن تلك الشريرة تساعد في تحضير المسابقة؟”
بمجرد أن طرح أحد الشبان هذا السؤال، عمّ الصمت فجأة بين المجموعة التي كانت تتحدث بحماسٍ عن الياقوتة الحمراء.
“لا يمكن أنها ستشارك أيضًا، صحيح؟”
سألت إحدى الشابات بقلق، فردت أخرى بسخرية مريرة،
“إنها الابنة الشرعية الوحيدة لأسرة آرسين، وقد أعلنت بنفسها عزمها على المشاركة.”
“مشاركة من تساعد في تنظيم المسابقة؟ هذا ظلمٌ صريح.”
“إنها محاولةٌ منها للتقرب إلى الإمبراطورة.”
قالت إحدى الفتيات ذلك بصوتٍ منخفض،
“أظن أنها فشلت في جذب الدوق، والآن تحاول التمسك بالعائلة الإمبراطورية.”
“في الواقع، ما كان بيني وبين صاحب السمو الدوق كان أنجح بكثيرٍ مما تتخيلون.”
توقف الجميع.
‘أهذاً….صوتها؟’
التفتت المجموعة نحو مصدر الصوت، لتجد أمامهم الشريرة سيلينا.
وتحدّثت لهم بنبرةٍ باردة،
“صاحبة الجلالة أمرتني بالمساعدة في الجزء الورقي فقط، أما التحضير الفعلي للمسابقة فهو من مسؤولية سيدات البلاط القريبات منها وموظفي الاحتفالات في القصر.”
وبعينين لا تخفيان ازدراءها للثرثرة، تابعت،
“إن كنتم غير راضين عن مشاركتي، فلم لا تذهبون بأنفسكم وتطلبون من صاحبة الجلالة تغيير نظام المسابقة؟ أتساءل إن كان في هذا المكان من يجرؤ على ذلك.”
فتقدم أنصار إنغريد بخطوةٍ إلى الأمام، رافضين التراجع.
‘يجب أن نُبعد الآنسة هايزل إلى الخلف ونحميها أولًا.’
“ومنذ متى وأنتِ تتنصتين على حديثنا؟ هذا مزعجٌ للغاية.”
فأجابتهم سيلينا بهدوءٍ وثقة،
“هذا مكانٌ مفتوح، وليس غرفةً مغلقة. وأنتم تتحدثون عني بصوتٍ عالٍ وسط هذا الجمع. تجاهل ذلك كان سيُعد وقاحة.”
ثم اتجهت نحو المكان الذي كانت تجلس فيه إنغريد هايزل. و حاولت المجموعة منعها، لكن نظرة سيلينا الباردة كانت كافية ليُسحبوا أيديهم خوفًا.
ثم وقفت أمام إنغريد،
“يا له من طقمٍ رائعٍ من الحُليّ المرصّع بأحجار زرقاء، لامع لدرجة تُنسي حر الصيف. إن لم يكن سؤالًا وقحًا، هلّا تخبرينني من أين حصلتِ على هذا الطقم الذي يشبه لون عينيكِ تمامًا؟”
والحقيقة أنها لم تكن بحاجةٍ للسؤال أصلًا. فمن جودة الصياغة الرفيعة، ولمعان الأحجار، كان من الواضح أنها منتجات معرض آرسين الفاخر.
كانت منتجات آرسين تعدّ من أفخر السلع في القارة، تتخطى حدود الإمبراطورية نفسها، ولها عشاقٌ يشترون كل إصدارٍ جديد فور صدوره.
“هذا.…”
لم تستطع إنغريد أن تعترف أمام تابعاتها بأن الطقم كان في الأصل هديةً من سيلينا نفسها.
هؤلاء الفتيات اللواتي يحاولن حمايتها الآن لا يعرفن شيئًا عن الرسائل التي كانت سيلينا ترسلها سابقًا — رسائل اعتذارٍ وهدايا ثمينة.
وكانت إنغريد تعرف جيدًا أن تابعاتها كنّ يفعلن ذلك بدافع “البطولة” والمباهاة بالتدخل نيابةً عنها، خاصةً أنها كانت في العادة الطرف الضعيف في أي مواجهةٍ معها.
ولذلك لم تستطع سيلينا أن تقول في هذا المجلس أنّها أهدت إنغريد طقماً من الحُلي يساوي ثمن بيتٍ يملكه عامة الناس كهدية اعتذار، وأنّ إنغريد أعجبها ذلك الطقم فارتدته مراتٍ كثيرة.
“حقًا، طقم الحُلي هذا يليق بالسيدة هايزل تمامًا. يبدو مناسبًا مع أي ثوب، حتى أنني كنت أنوي أن أسأل عنه عندما تسنح لي الفرصة.”
“والآن بعد أن نظرتُ إليه، أرى أن النقش فيه فخمٌ جدًا. هل هو ربما هدية من ’الشمس الصغيرة‘ الذي يعتزّ بها؟”
كان نبلاء سيفايا يقدّمون أحيانًا هدايا مشابهة للون عيني الشخص الذي يحبّونه.
وانطلقت أصوات الإعجاب بين الفتيات. ثم حدّقت إحداهن بنظرة حادة نحو سيلينا،
“هل كنتِ تسألين فقط لكي تعرفي ما إذا كان من بضائع آرْسين وتغاري؟ تتعمدين ذكر أنه هديةٌ تلقتها من ’الشمس الصغيرة‘، أليس كذلك؟”
فأجابتها سيلينا بهدوء،
“مستحيل. البضائع التي يقدمها متجر آرْسين للعائلة الإمبراطورية تُصنع وعليها الشعار الرسمي للعائلة. وما دامت تحمل الشعار الإمبراطوري فلا يمكن إهداؤها لأي شخص. هذا ليس من هداياه، ولهذا سألت.”
ثم نظرت سيلينا إلى إنغريد العاجزة عن الكلام.
‘لا بدّ أنها التهمت كل الهدايا التي أعطيتها لها ثم تظاهرت كأن شيئًا لم يكن. تمامًا مثل ما حدث في غرفة الاستراحة والنافورة في المرة السابقة. بما أنني بدأت السعي لاستعادة سمعتي، فلن أبقى صامتةً بعد الآن.’
و عندما بقيت إنغريد بلا كلمة، أضافت سيلينا،
“وفوق ذلك، هذا الحُلي غير موجودٍ أصلًا في قائمة بضائع متجرنا. ورغم ذلك فالبريق والنقش يشبهان صناعتنا كثيرًا.”
وما إن هزّت سيلينا رأسها وقالت ذلك حتى فهم أبناء النبلاء الحاضرون التلميح فورًا.
‘غير موجودٍ في قائمة مبيعات آرْسين، لكنه يشبه تمامًا أسلوب نقش متجر آرْسين. هل يمكن أن يكون مقلّدًا؟’
تجهّم وجه إحدى الفتيات فورًا حين خطر ببالها هذا الاحتمال.
فهذه المرأة وإن كانت محبوبة وليّ العهد، إلا أنّ ارتداء حُلي مقلّد بكل جرأةٍ أمرٌ لا يليق.
‘عائلة الآنسة هايزل تعاني ضائقةً مالية منذ زمن…..وبمستوى هذا الحُلي فلا بد أنه غالٍ جدًا. بما أنه ليس هدية من وليّ العهد، فكيف حصلت عليه؟’
واتجهت النظرات الفضولية نحو إنغريد.
“هذا….اشتريته من متجر آخر. فهناك متاجر كثيرة تبيع بضائع جيدة غير متجر آرْسين.”
لكن وجوه النبلاء الشبان القريبين منها لم تبدُ مقتنعة.
ومع ذلك أومأت سيلينا،
“ربما. يبدو أنّني كنتُ مقصرةً في دراسة السوق. لو كنتُ أعلم بوجود صائغٍ يجاري خبراء النقش في متجرنا لجلبته فورًا. هل يمكن أن تخبرينا إلى أي متجرٍ ذهبتِ؟”
فردّ إحدى الفتيات،
“هذا ما أريد معرفته أنا أيضًا. فنحن أيضًا لا نحب الاعتماد على متجر آرْسين إن أمكن ذلك. وإذا كان مستوى النقش في متجرِك يضاهي هذا المستوى، فسأثق بتسليم مجوهراتي له.”
لقد حاولت مجموعة معجبات الآنسة هايزل مقاطعة متجر آرْسين، لكنهن عدن إليه بعد أيام قليلة فقط، لأن منتجاته كانت ممتازةً ومناسبةً لذوق النبلاء وأسعارها مناسبة.
‘الذنب ذنب الآنسة آرْسين نفسها، أما هذه البضائع الرائعة فماذا فعلت لتُلام؟’
‘يجب أن نشتريها. المجوهرات تنادينا: أرجوكن اشترينني!’
ومع ذلك، لو كان هناك متجرٌ آخر يملك صائغين بمهارة صائغي آرْسين، لكان من الجدير الاهتمام به.
فنظرت مجموعة المعجبات إلى إنغريد بعيونٍ مفعمة بالفضول ينتظرن الجواب.
_________________
اشوا سيلينا بدت تحس ان انغريد تستس وناااااااسه
وذولا النبلاء الخيخه يصدقون اي احد وووااااو حبيبة ولي العهد؟ خل نخليها اعلا من بنت كونت واكبر تاجر ولو انهم مخاوينها كان جتهم مصلحه بدل انغريد الي مستحيل تصير امبراطوره لأنها بنت بارون
التعليقات لهذا الفصل " 39"