رفعت سيلينا رأسها وأظهرت ابتسامةً هادئة كأنها لم تبكِ قبل لحظات، ثم تحدّثت،
“جلالتك، بما أن سمعتي قد تدهورت إلى هذا الحد، ألن يكون من المفيد لجلالتك أيضًا أن أستعيد شيئًا من اعتباري قبل أن أدخل رسميًا إلى العائلة الإمبراطورية؟”
“يبدو وكأنكِ تقولين إن لديكِ طريقةً جيدة، كفّي عن المراوغة وكسب الوقت، ووقّعي على ذلك العقد حالًا وقدّميه لي، وحينها سينتهي كل شيء.”
وعلى الرغم من كلام الإمبراطور، لم تفقد سيلينا ابتسامتها،
“جلالتك، على عكس نائب سيد الأسرة المؤقت الذي طُرد قبل قليل، أنا أعرف قدري جيدًا، فإن قبلتَ شخصًا مثلي في العائلة الإمبراطورية، سيظن كثيرون أن عتبة القصر قد انخفضت، وسيستميتون للدخول، وهذا يعني أن متاعب جلالتك ستزداد.”
“وهل لديكِ حيلةٌ ما؟”
“من بين الكتب التي قرأتها في الأكاديمية عن تاريخ الإمبراطورية وثقافتها وعاداتها الشعبية، ورد في أحدها رمزٌ من رموز المجتمع الراقي الذي اندثر اليوم.”
“وأي رمزٍ تقصدين؟”
“لا بد أن جلالتك تتذكر الـ”الياقوتة الحمراء”.”
وعند كلمات سيلينا، وكأنه تذكّر ذكرياتٍ سعيدة من زمن بعيد، ضرب الإمبراطور على ركبته،
“في جيلنا، ما من أحدٍ يجهل ذلك الحدث.”
“وهل تتذكر أيضًا لماذا لم يعد ذلك التقليد قائمًا اليوم؟”
“أتذكر، أليس ذلك بسبب أختي الراحلة؟”
ثم نقر الإمبراطور بلسانه مرةً أخرى وأظهر تعبيرًا غير راضٍ.
كانت الـ”الياقوتة الحمراء” مسابقةً لاختيار زهرة المجتمع الراقي التي تمثّل صالونات عاصمة إمبراطورية سيفايا.
وكما يرمز الياقوت إلى إمبراطورية سيقايا، كان الفائز بلقب الـ” الياقوتة الحمراء” رمزًا للمجتمع الراقي.
لم يكن الجمال وحده كافيًا، بل لا بد من امتلاك موهبةٍ وإنجازاتٍ يعترف بها الجميع، مع كمالٍ في الآداب والرقي.
كانت الـ”الياقوتة الحمراء” تُقام عادةً كل عشر سنوات، ولا تُقام قبل ذلك إلا في ظروفٍ خاصة.
وبحسب توقيت الظهور الاجتماعي، كان يمكن المشاركة فيها حتى مرتين، لكن لم يُسجَّل قط أن فازت مشاركةٌ في المرة الثانية.
وكانت إقامة الـ”الياقوتة الحمراء” تعني تعاقب جيل جديد، وغالبًا ما تفوز بها زهرة المجتمع التي تمثّل ذلك الجيل.
كما كانت تعقد للفائزة وحدها لقاءاتٍ خاصة لتبادل المعلومات الرفيعة المستوى، لذا كانت كل نبيلةٍ غير متزوجة تطمع في هذا اللقب.
لكن ذلك التقليد انقطع في جيل كريستا.
ورغم أن كريستا لم تكن قد نالت بعد قوة التنين آنذاك، إلا أنها كانت فارسةً متميّزة ومحل إعجاب الجميع.
أظهرت شجاعةً في ساحات الحرب، وأبرزت سحرًا متوقدًا في المجتمع الراقي، فنالت دعمًا كاسحًا وفازت بلقب الـ”الياقوتة الحمراء”.
لكن بعد انتهاء المسابقة، وقعت حادثةٌ صادمة، إذ انتحرت نبيلةٌ بسبب صدمتها من عدم نيل اللقب.
“هل يمكن حقًا أن نسمّي مسابقةً تُزهق روح إنسان تقليدًا من تقاليد سيفايا؟”
وفي حفل تتويج الفائزة، حطّمت كريستا بروش الياقوت المشحون بالسحر، والذي كان يُستخدم رمزًا للـ”الياقوتة الحمراة”.
وهكذا أصبحت الـ”الياقوتة الحمواء” تقليدًا لا يمكن أن يُستكمل بعد آخر فائزةٍ بها، كريستا.
“وأنا أرى أن الوقت الحاضر هو أنسب وقت لإحياء الـ”الياقوتة الحمراء” من جديد، فما رأي جلالتك؟”
نظر الإمبراطور إلى سيلينا الواثقة وقال في نفسه،
‘حين فازت أختي بلقب الـ”الياقوتة الحمراء”، ابتسمت والدتنا الإمبراطورة برضا وقالت أنها تهنئها على كونها أصبحت أعظم نبيلات الإمبراطورية، ولا شك أن الـ”الياقوتة الحمراء” كانت حدثًا يعترف به جميع أبناء الإمبراطورية.”
وعندما تذكّر اليوم الذي ألقت فيه كريستا بروش الياقوت على الأرض، بردت نظراته.
‘أن تُلغى تلك الفعالية العريقة دون استئذان أحد…..إن إحيائي لها بعد أن ألغتها أختي عنادًا لن يكون منظرًا سيئًا، بل سيبدو كأنني أصلحتُ ما تسببت فيه من فوضى.’
وبينما كان الإمبراطور غارقًا في أفكاره، كانت سيلينا ترضى في داخلها.
‘نجح الأمر، سيمضي كما هو مخطَّطٌ له.’
***
كانت إنغريد هايزل قد تزيّنت بأبهى حُلة، وخرجت إلى موعدها على متن عربةٍ ناعمة ومريحة أرسلها ولي العهد إيريك.
“إنغريد!”
و ما إن رأى العربة تصل حتى اندفع إيريك يركض نحوها.
“شمس الإمبراطورية الصغيرة….إيريك….”
“لماذا هذا التحية الرسمية؟ نحن وحدنا على أي حال، تفضّلي، ادخلي.”
في الآونة الأخيرة، أعدّ إيريك مكانًا قريبًا من القصر الإمبراطوري ليلتقي فيه الاثنان سرًا.
وبما أنه قريبٌ من القصر، لم يكن ثمن المبنى بسيطًا، لكنه كان ولي عهد إمبراطورية سيفايا.
فاشترى مبنًى بسعر يتردد أمامه حتى كبار الأثرياء، وزيّنه من الداخل على طراز القصر الإمبراطوري.
وكان هذا اليوم هو أول مرة يُري فيه إنغريد ذلك المكان.
نزلت إنغريد من العربة وهي تمسك بيد إيريك، وطوال الطريق لاحظت أن أسلوب الحديقة، وممرات المبنى الداخلية، والتقسيم الداخلي، والديكور، كلها تشبه إلى حدّ كبير قصر ولي العهد، فابتسمت في سرّها.
‘كأنه نقل القصر الإمبراطوري بالكامل إلى هنا، هذا الأمر ممكنٌ فقط لأنه وليّ العهد، لكن هذا وحده لا يكفي، لديه السلطة، لكنه لا يملك قوة التنين.’
ومن دون أن تُظهر انزعاجها، أخذت تنظر إلى المكان من حولها متظاهرةً بالإعجاب، لتخدع إيريك.
‘تلك العينان المتّسعتان دهشةً…..ما أجملهما، كيف يمكن أن ينبهر المرء هكذا، إنها حقًا لطيفة.’
الصبيّ الواقع في الحب لم يخطر له حتى أن يتحقّق إن كان ذلك تمثيلًا أم لا.
وبينما كانت تلمس طرف الأريكة اللامعة تحدّثت إنغريد،
“حتى الأريكة جميلةٌ بهذا الشكل.”
“يقولون أنها الموضة الرائجة هذه الأيام فيما وراء البحر، فأحضرت واحدةً من منزل أسرة الكونت آرسين، يظن الجميع أن هذه الأريكة موجودةٌ في مكان ما داخل قصر ولي العهد، لكنني وضعتها هنا، كنتُ متأكدًا أنكِ ستحبينها.”
وبعد أن أنهيا جولتهما، توجّها إلى قاعة الرقص.
المبنى الذي اشتراه إيريك لم يكن للسكن أصلًا. بل كان قاعة رقص بناها من أجل إنغريد التي قالت أن تدريبها على الرقص غير كافٍ ولا تريد الرقص في الحفلات الراقصة.
“تشبه قاعة الحفلات في القصر الإمبراطوري.”
وعند كلام إنغريد، أومأ إيريك برأسه.
“طلبتُ أن يجعلوها متشابهةً قدر الإمكان، حتى يكون التأقلم أسهل، إذا كانت بهذا القدر من الشبه، فلن ترتجفي لاحقًا في حفلات القصر لأنكِ ستتذكرين أننا تدرّبنا معًا.”
قال إيريك ذلك وهو يقود إنغريد إلى وسط القاعة.
“في هذه القاعة، سأكون أنا شريككِ في الرقص من الآن فصاعدًا.”
“يا سموّ الأمير، إنه لشرفٌ عظيمٌ لي.”
“يكفي أن تستسلمي لجسدي، هل هناك رقصةٌ كنتِ ترغبين دائمًا في تعلّمها؟”
كان إيريك فعلًا بارعًا في تعليم رقصات الصالونات وفي أدائها أيضًا.
وبينما كان يبتسم بثقة ويعلّمها الرقص بلطف، فكّرت إنغريد،
‘صحيح، إنه وليّ العهد الوحيد في هذه الإمبراطورية، الإمساك به سيكون مفيدًا يومًا ما.’
وارتسمت على وجهها ابتسامةٌ أكثر نعومة.
“فلنبدأ بالفالس إذًا.”
فأومأ إيريك بعينيه نحو الفرقة الموسيقية المختبئة في الزاوية بانتظار الإشارة. و انطلقت موسيقى الفالس، أكثر الألحان عزفًا في حفلات الرقص مؤخرًا.
“يا آنستي.”
مدّ إيريك يده لها بأدب. فابتسمت إنغريد ابتسامةً مشرقة ووضعت يدها فوق يده.
وبخطواتٍ بطيئة، بدأ الاثنان يرقصان الفالس.
وفي كل مرة كانت إنغريد تكاد تطأ قدمه من غير قصد، كان الضحك ينفجر بينهما.
وتسلّل ضوء القمر إلى قاعة الرقص، فنظر إيريك إلى إنغريد نظرةً عميقة. وأمام بريق عينيها الزرقاوين الساحرتين، أحسّ أنه سيغرق فيهما، فمال بوجهه دون أن يشعر.
كانت تلك أول قبلة في حياة الصبيّ.
“إنغريد، أنا أحبكِ.”
أعلن الصبيّ حبّه.
“وأنا أيضًا، يا سموّ الأمير.”
قالت إنغريد بخجل وهي تسند رأسها على صدره. فرفع إيريك ذقنها مرة أخرى وقبّلها، وحين واجهت إنغريد شفتيه الجريئتين، فتحت عينيها للحظة بارتباك ثم أغلقت جفنيها وكأن شيئًا لم يكن.
وحين طال التقبيل ولم تبتعد عنه، ظنّ إيريك مخطئًا أن مشاعرهما واحدة.
“سموّ الأمير، هذا سريعٌ جدًا.”
وعند هذه العبارة، تراجع إيريك خطوةً واحدة وكأنه يؤكد أنه رجلٌ نبيل.
“إنغريد، عندما أكون إلى جواركِ أفقد قدرتي على ضبط نفسي، كل هذا لأنكِ جميلةٌ أكثر من اللازم.”
“سموّ الأمير.”
خفضت إنغريد رأسها بتظاهر الخجل، ولم يكن إيريك ليعرف أبدًا ما الذي كانت تفكّر فيه في أعماقها.
________________
يضحك شكلها تقرفت الصدق ما الومس
احسها جايه تنتقم؟ او انها عندها قوه غريبه لازم تستخدم معها قوة التنين حقت زينوس؟ لأن مستحيل قوتها قوة تنين يقولون كاتجي الا في شخص من كل جيل
المهم سيلينا خلصت الطبخه
المسابقه مره واو واضح سيلينا بتفوز لأن اذا مافازت من بتفوز يعني؟ تـء
التعليقات لهذا الفصل " 35"