“أتشرف بلقاء شمس الإمبراطورية، الوجود الأوحد، جلالة إمبراطور سيفايا.”
أدت سيلينا تحيةً كاملة بكل آدابها أمام الإمبراطور.
‘اليوم سأقوم بتقويمكِ وتأديبكِ حقًا، ثم أجعلكِ تدخلين العائلة الإمبراطورية بقدميكِ.’
كان الإمبراطور يرى سيلينا في غاية الدناءة، لكنه لم يُظهر ذلك لا في تعابير وجهه ولا في تصرفاته.
فيما كان براندون، الذي يقف في أسفل قاعة المثول رافعًا بصره نحو جلالة الإمبراطور، ينظر إلى سيلينا وهي تدخل بخُطا هادئة، فاتحًا فمه من شدة الصدمة.
‘كـ، كيف جاءت إلى هنا؟ كان يفترض أن تكون محبوسةً في الجناح الشرقي.’
كان براندون يظن أنه قد تخلّص من سيلينا بالفعل. فقد مرّ أكثر من عشرة أيام منذ عادت إلى العائلة، وهو يحمل لقب نائب سيد العائلة، بل إن جلالة الإمبراطور نفسه كان يستدعيه إلى القصر ويخاطبه دائمًا بلقب نائب عائلة آرسين.
و لم يخطر ببال براندون قط أن الإمبراطور قد استدعى سيلينا.
“جـ، جلالة الإمبراطور، لا وجه لي لرفع رأسي. لقد جُلبت فضيحة بيتنا و هذا القبح أمامكم. سآخذها بسرعة وأعيدها إلى القصر وأحبسها من جديد…..آه!”
وبينما كان براندون يتكلم بسرعة ويحاول الإمساك بمعصم سيلينا، استخدمت سيلينا فن الدفاع عن النفس الذي تعلمته في الأكاديمية.
‘أتجرأ مرةً أخرى على لمس جسدي؟’
لو كان غيره لتفادت الأمر باعتدال، لكن حين فكرت بأنه هو من حبسها أكثر من عشرة أيام، شدّت يدها بلا وعي بقوة.
“آه! آآه! هذا يؤلم! مؤلم! اتركيني، أيتها الوقحة!”
لكن الإمبراطور لم يفكر في منعه. بل نظر إلى براندون، الذي كان يُسحب وذراعه ملتويةٌ تحت سيطرة سيلينا، بنظرة ازدراء.
‘يا للعجب، حتى قوته البدنية أضعف منها؟ يُسحب هكذا بلا حول من فتاة. وبهذا الحال يطمع في أن يكون نائب سيد العائلة؟ حقًا لا يُجيد شيئًا واحدًا على الأقل. من ناحيةٍ ما، هو مثيرٌ للشفقة.’
وحين عبس الإمبراطور من انزعاجه من صراخ براندوو، تقدم لوس وانتزع براندون من يد سيلينا.
“تصرّفوا بتعقّل، أنتم أمام جلالة الإمبراطور.”
“نعم، أيها الأوغاد! هل إلى هذا الحد لا ترونني؟!”
صرخ الإمبراطور متظاهرًا بالغضب، لكن لم يكن في صوته أي غضبٍ حقيقي، وكان ذلك واضحًا للجميع.
“لقد أسأنا التصرّف أمام جلالتك. نرجو أن تعفوا عنا بسعة صدركَ.”
وهو ينظر إلى سيلينا وهي تنحني وفق الأصول، لم يسع الإمبراطور إلا أن ينقر لسانه في داخله من جديد.
‘كان يكفي أن تتزوج إيريك بطاعة. لماذا فتاةٌ بهذه الرزانة والذكاء والقوة تُصرّ على الزواج من زينوس؟ لا الكونت ولا سيلينا يبدو أنهما يعلمان من هي شريكته الحقيقية.’
تأمل الإمبراطور سيلينا من رأسها حتى أخمص قدميها.
قيل له أنها حُبست أيامًا في الجناح الشرقي بلا خدم، لكن ملابسها كانت أنيقةً وبشرتها مشرقة.
‘هل افتتن شعب الإمبراطورية بزينوس بلا وعي حين يرددون اسمه هكذا؟ حتى أنها قررت أن ترمي بنفسها في نار الهلاك غير آبهة بأبيها أو عائلتها؟ ينبغي أن أُريها أن زينوس لا يساوي شيئًا أمام العائلة الإمبراطورية، لعلها تركع خاضعة.’
ورغم أن ذلك لم يَظهر على وجهه، كانت سيلينا تدرك أن الإمبراطور قد بدأ يحسب الأمور في ذهنه، فشعرت بقليلٍ من الارتياح لأن كل شيء يسير حسب الخطة.
‘من هنا فصاعدًا عليّ أن أكون في غاية الإتقان. فلنستخرج حتى ما ليس لديّكِ من موهبة تمثيل، يا سيلينا.’
***
“إذًا، ذهبَت إلى القصر الإمبراطوري؟”
“نعم، سيدي المستشار.”
“حسنًا، أحسنتِ. واصل المراقبة.”
ذهب ويل ليبلغ الخبر الذي وصله لتوّه إلى غرفة الاستقبال حيث كانت كاشي، وزينوس، وفيليب، ثم طرق الباب.
“ادخل.”
كانت غرفة الاستقبال يسودها الصمت. و لم يكن هذا المشهد غريبًا على ويل.
‘قائدنا حقًا لا يعرف الاستسلام.’
كان فيليب قائد فرسان هيلوا، الذين يُعدّون من أقوى فرسان سيفايا. وكانت شهرة فرسان هيلوا معروفةٌ حتى لأطفال الإمبراطورية.
اختيروا اعتمادًا على الكفاءة وحدها، لذا كان الفرسان العامّيون يضعونهم دائمًا خيارهم الأول للتقدّم.
وكان فرسان هيلوا لا يتحركون إلا بأوامر فيليب وزينوس.
وكان التوأمان فيجل أيضًا من أفراد هذه الكتيبة، وكذلك ويل تشيس، أحد المستشارين الشباب فيها.
لكن من كان يتخيل؟ أن قائد فرسان هيلوا، فيليب، كان يحاول منذ أيام أن يفتح فم كاشي، وصيفة سيلينا، التي تجلس أمامه بهدوءٍ تحتسي الشاي.
“إنه شأن كنّتنا الجديدة، فكيف يكون شأنًا يخصّ غيرنا؟ يا كاشي، قولي لي. مجرد إخباري عن طعامها المفضل لا بأس به، أليس كذلك؟”
“سيّد فيليب، أعتذر، لكنني بصفتي وصيفة الآنسة، لا أستطيع التفوّه بكلامٍ عنها كيفما كان.”
“هذا حين تكون غريبة، أليس كذلك؟ أما الآن فأنا من العائلة، من العائلة. فكيف يُعقل أن أُدعى حموًا وأنا لا أعلم ماذا يجب أن أقدّم لكنّتي حين تأتي إلى القصر؟”
ابتسم فيليب محاولًا أن يبدو ودودًا، لكن كاشي ظلّت تنظر فقط إلى فنجان الشاي دون أن ترفع عينيها.
“كاشي، لا تفعلي ذلك، دعينا ننجز اتفاقنا بشكلٍ صحيح. سأعطيكِ ما تريدين. لا أظن أنكِ تريدين المال، فهل نرتب لكِ بدل ذلك معاملةً أفضل من أي وصيفةٍ أو خادمة أخرى عندما تعملين في قصر الدوق؟”
“لقد اعتنيتم بالفعل بكل ما يخص راحتي، وأنا راضيةٌ تمامًا عن المعاملة الحالية. وعلاوةً على ذلك، حسب ما سمعت قبل يومين، لا توجد أي وصيفةٍ تخدم الأسرة في قصر الدوق مثلي.”
“بالطبع، كلنا رجالٌ هناك. ولا يمكننا أخذ وصيفاتٍ أو خدمٍ معنا إلى ساحة المعركة، فالأمر أسهل إذا تعاملتَ بمفردكَ.”
فرفعت كاشي عينيها عن فنجان الشاي ونظرت إلى فيليب،
“هناك الخدم والنساء والرجال الذين يتولون أعمال التنظيف، لكن معاملتهم لا تقل عن المعاملة التي تحظى بها الوصائف والخدم، أليس كذلك؟ فهل من الممكن تفضيلي بمعاملةٍ خاصة أكثر؟”
‘كنّتنا المستقبلية علمت وصيفتها جيدًا.’
كان فيليب معجبًا بكاشي التي لم تظهر أي تهاونٍ أمامه أبدًا.
و لقد كان رضا فيليب واضحًا لمعرفتها وضع قصر الدوق في أيام قليلة فقط.
“نعم، الآن الأمور كذلك. عندما تدخل كنّتنا إلى قصرنا، سيتوجب وجود المزيد من الخدم لتخفيف العبء عن كاشي قليلًا. وبالإضافة إلى ذلك، بما أن أمنها وسلامتها مهمان، سنختار وصيفاتٍ يجِدن فنون الدفاع ليكنّ بجانبها.”
“أظن أن هذه فكرةً جيدة جدًا، لكن حتى الآن، كان من الممكن أن تتولى أنا وحدي خدمة الآنسة دون مشاكل كبيرة.…”
“‘سمو الدوقة.’ من الآن فصاعدًا، يجب على كاشي أن تحذر فيما تقول.”
قال فيليب ذلك وكأنّه وجد فرصةً للحديث، لكن كاشي أجابت دون أي تغيير في تعابير وجهها،
“نعم، لقد أخطأت في الكلام. ليس هناك حاجةٌ فعلية لزيادة عدد الوصيفات المقربات لسمو الدوقة.”
“أحيانًا، من المهم أن يظهر للآخرين الأمر. إذا كانت هناك وصيفةٌ واحدة فقط، قد يظن الناس أننا نتعامل بخشونةٍ مع الدوقة في قصر الدوق، لذا سنضع اثنتين أو ثلاث وصيفاتٍ إضافيات.”
“يكفي أن يكون ذلك فقط أثناء نشاطاتكم الرسمية.”
“أرى أنكِ لا تحبين وجود عددٍ كبير من الناس.”
عندما سأل فيليب ذلك، صمتت كاشي مرة أخرى. و رأى ويل ذلك، فانفجر ضاحكًا بلا وعي.
“المستشار تشيس، ما الأخبار التي أحضرتها؟”
ثم سأل فيليب، وهو يشعر ببعض الإحراج، فأجاب ويل بحزم،
“الخبر هو أن سمو الدوقة أُخذت إلى القصر الإمبراطوري.”
“لو كان هذا الخبر، كان يجب إبلاغي أسرع!”
“أعتذر، لم أرغب في مقاطعة حديث القائد.”
“همم، على أي حال، الأمور تسير وفق خطة كنّتنا المستقبلية.”
“نعم، قالت سمو الدوقة أنها ستبدأ باستعادة سمعتها منذ وصولها إلى القصر الإمبراطوري.”
كان من الطبيعي أن تقول كاشي هذا، لأن سيلينا أوصتها بنقل هذه المعلومات فقط. أما أي معلوماتٍ أخرى عن سيلينا، فلم تُفصح عنها بسهولة.
و لم يُظهر فيليب أي عبوسٍ تجاه كاشي التي لم تفصح عن تفاصيل سيلينا، بل ابتسم ابتسامة رضا، معتبراً أنها وصيفةٌ جيدة تعرف واجبها وتقوم بعملها بإخلاص.
_____________________
ياناس فيليب يبي يعرف سيلينا قبل تجيهم🫂 قولي له باباااااااااااااا
وزينوس شقومه ساكت ولا مب معهم؟ او انه مايبي يتكلم كثير عشان قوته؟ او انه طار من الدريشه يوم درا انها راحت؟
المهم اول واحد يخون ولا ىٍقتل الامبراطور له وسام شرف
التعليقات لهذا الفصل " 33"