عندها نزعت سيلينا فستانها ومزّقته طولياً وصنعت منه ربطةً طويلة وعقدت عقدةً محكمة لتصبح حبلاً متيناً.
ثم لفته حول جسم إيريك وقالت له أن ينتظر خارج البحيرة كأنه مرساة.
“سأدخل الآن!”
قفزت سيلينا وهي بثيابها الداخلية إلى البحيرة. وعندما رأت زينوس في الماء، أسرعت بربط الحبل حول جسده.
ولأن زينوس حينها كان نحيفاً وضعيف البنية بسبب قلّة الأكل، استطاعت أن تفعل ذلك بسهولة.
وبعد أن شدّت الرباط جيداً، دفعت جسده نحو سطح الماء. طفا جسد زينوس على الماء، وصعدت سيلينا أولاً إلى ضفة البحيرة تلهث.
“هاه….هاه….لقد نجا. لقد نجا فعلاً.”
“أرأيتِ؟ قلت لكِ أنك ستموتين لو دخلتِ!”
فصفعت سيلينا رأس إيريك صفعةً مؤلمة.
“أحمق! لقد خرجتُ حية! اسحب الحبل جيداً بسرعة!”
“كيف تجرئين؟ كيف تضربين ولي العهد؟”
“ماذا تفعل؟ اسحب بسرعة!”
تمكّن الاثنان من جرّ زينوس وإخراجه إلى اليابسة، لكنه لم يستعد وعيه بعد.
“إنه…..إنه لا يتنفس.”
“لا بد من إخبار الكبار بسرعة.”
عندما قالت ذلك ووقفت، اعترضها إيريك،
“لا! لا يمكنك الذهاب.”
“لماذا؟”
“سيظنون أني السبب في مظهركِ هذا! لن أسمح بأن أعاقَب على شيءٍ لم أفعله.”
“عمّ تتحدث؟ وإن مات هذا الطفل؟”
“فليمت! أنا الفائز على كل حال. وماذا هو بالنسبة لي؟”
“هل يهم الآن من يفوز؟!”
وبهذه الكلمة صفعت سيلينا ظهره صفعةً قوية ثم وضعت يدها مجدداً تحت أنف زينوس.
“ماذا نفعل…..إنه لا يتنفس فعلاً.”
وبينما كانت سيلينا قلقة، كان إيريك يفكر،
‘قالوا أنه يملك قوةً ما؟ هه. لا شيء مميز. فليمُت أفضل.’
كان كل ما يفكر فيه هو أنه إن مات زينوس فسيحصل هو على مزيدٍ من الاهتمام.
“لا بد من استخدام الطريقة التي قرأتها لي أمي من الكتاب.”
“ما هي؟”
“أنتَ لا يجب أن تري، ابتعد.”
“ما هي؟”
“اذهب وأحضر الناس!”
“كيف أذهب وأنا في هذا الوضع؟ لن أذهب! سأُعاقَب بالتأكيد!”
“أوف…..لا يهم، شاهد إن أردتَ.”
أخذت سيلينا نفساً عميقاً وصلّت في سرّها.
‘أرجوك…..أرجوكَ أيها الجني الحارس، اجعلْه ينجو.’
***
“إذاً من أنقذني قبل 12 سنة كانت….”
“نعم، أنا.”
“ها….ها…..هذا غير معقول.…”
أطلق زينوس ضحكةً خافتة أشبه بالأنين، عاجزاً عن الضحك أو البكاء، ثم أضاف وهو ينظر إلى سيلينا الحائرة،
“لم أكن أعلم شيئاً. وعشت طوال حياتي مثل كلبٍ مربَّط بقصر الإمبراطور. إن قالوا اذهب إلى الحرب، ذهبت، وإن قالوا عد، عدتُ. كم هو مثيرٌ للشفقة.”
“يا سمو الدوق..…”
“لو أنني….لو أنني علمتُ بهذا فقط أبكر قليلاً.”
كان وجهه الممتلئ بالغضب يشقّ قلب سيلينا بمرارة.
“لو علمتُ أنكِ رفيقتي….فقط قليلاً أبكر…..لماذا لم تبقي هناك حتى النهاية في ذلك اليوم؟”
“كانت أوامر جلالته. عندما أنقذتكَ، أصبح شكلي في فوضى، وقال الإمبراطور أنه حتى وإن كنت صغيرة، فأنا فتاة ويجب حفظ كرامتي. وأمرني بألا أخبر أحداً بما حدث ذلك اليوم.”
وقد أخفى الإمبراطور الحادثة تماماً.
“وقد اختفت البحيرة بعد أسبوع. لم يكن الإمبراطور ليترك مكاناً يحمل وصمة أن ولي العهد كاد يقتل الدوق.”
“هكذا إذاً…..و أنا….نسيتُ ذلك تماماً. نسيتُ أمراً بهذه الأهمية.”
‘إذاً لهذا قالت لي أنها مرت 12 سنة حين رأتني….’
وبينما كان زينوس يحدق في المياه الهادئة، سألته سيلينا،
“ألا تخاف من الماء؟”
“تعلمتُ السباحة بعدها.”
“يا للراحة، إذاً لن نقلق إن سقطت فيه مجدداً.”
“آنسة.…”
“نعم؟”
“كيف…..أنقذتِني في ذلك الوقت؟”
“ماذا؟”
“كيف أنقذتِني بينما لم أكن أتنفس؟”
“في ذلك اليوم….كنتُ….ما زلتُ صغيرةً جداً…..”
“صغيرة؟”
“ذاك….في القصص…..عندما يوقظ الأمير الأميرة النائمة….”
“يوقظها؟ كيف؟”
للحظة توقفت نظرات سيلينا على شفتي زينوس. وكان يستحيل على زينوس، الذي كان يراها عن قرب، ألا يلاحظ ذلك.
وفي تلك اللحظة شعر الاثنان بحرارةٍ ترتفع إلى وجنتيهما دون أن يسبق أحدهما الآخر.
ومع اقتراب وجه زينوس أكثر فأكثر، أغمضت سيلينا عينيها من دون وعي.
‘يا قلبي…..أرجوكَ اهدأ.’
وعند أذنها، وهي لا تكاد تتنفس من التوتر، همس زينوس،
“أرجو أن تخبريني بالتفصيل في المرة القادمة…..كيف أنقذتِ حياتي.”
“آ…..نـ-نعم.”
و ابتعدت سيلينا قليلاً عنه لتبرد وجنتيها ثم تحدّثت،
“هل سنعود الآن؟”
“سأرافقكِ.”
وعندما مدّ زينوس يده مجدداً ووضعت سيلينا يدها فوق يده، فقبض عليها بإحكام،
“لن أترك يدكِ بعد الآن.”
***
“لقد مرّ أسبوعٌ بالفعل! لقد أغلقتم المعبد كله، فكيف لم تجدوهم؟ هل أرسلتم الجنود فعلاً إلى قصر الدوق وقصر الكونت؟”
“نعم يا جلالة الإمبراطور، كيف نتهاون بأمركَ؟ لقد بحثوا في قصر الدوق وفي قصر الكونت، لكن لم يجدوا حتى ظلّيهما.”
غضب الإمبراطور وراح يضرب مسندي الكرسي بقوة.
وتابع لوس تقريره،
“الكونت آرسين صُدم من تمرد ابنته فسقط طريح الفراش، وقد أوكل أعمال السوق إلى الوكيل المؤقت براندون. ولا يوجد في القصر سوى الخدم المكلّفين بنقل الوثائق…..”
“أيعني هذا أن الكونت آرسين توقّع كل هذا واستعد له مسبقاً؟”
عندما قال الإمبراطور ذلك بنبرة ممتلئة بالغضب، صمت لوس قليلاً قبل أن يجيب،
“يا جلالتك، ذلك ليس مؤكداً…..”
“منذ متى بدأ الكونت آرسين يعاديَني؟”
“بِهِذا السلوك….لا أظن إطلاقاً أنه…..”
“ربما لم يكن في صفي منذ البداية، لكنه ادّعى ذلك فحسب.”
“أتقصد منذ أن أنقذ حياتكَ في ساحة المعركة؟”
لم يجب الإمبراطور على سؤال لوس.
“كان ذلك في موقفٍ كاد يفقد فيه حياته. الكونت آرسين الذي أعرفه لم يكن من ذلك النوع أبداً.”
ورغم كلمات الإقناع، لم يتغير وجه الإمبراطور.
“منذ ذلك اليوم، ذلك الفارس الذي كان مستقبل الإمبراطورية قد ترك السيف. تخلى عن الفروسية وأصبح تاجراً يبيع البضائع. رجلٌ كان يمسك بالسيف، صار يبيعه الآن. ألا تعرف ماذا يعني ذلك؟”
ارتجفت شفتا الإمبراطور قليلاً، لكن لوس واصل كلامه،
“أتفق…..لكن الكونت آرسين لم يلمكَ يوماً على ذلك. ما زال حتى الآن مخلصاً لكَ، بنفس القلب الذي كان يحميكَ به في ساحات القتال.”
“نعم، بهذه الكلمات التي تغطي بها عيني وأذني…..كم سنةً مرت؟”
“ربما خبرته الطويلة في السوق جعلته أكثر قدرةً على التعامل مع المواقف الطارئة. بعد أن وجد شيئاً لم يستطع تحقيقه رغم أنه راهن عليه بحياته.”
“وهل ما زلتَ تثق بالكونت آرسين؟”
لقد خدم لوس الإمبراطور ثلاثين عاماً. وكان يعرف أن الاستمرار في الضغط لم يكن صواباً في هذا الوقت.
“بصراحة…..الآن لم أعد متأكداً. لكني أعرف صديقي ذاك….لقد كان مخلصاً لجلالتكَ دائماً. وشهدتُ ذلك طوال وجودنا معاً في ساحات القتال.”
“يا لوس، تذكّر أن ما يُبقي الكونت آرسين حيّاً الآن…..هو كلماتكَ هذه فقط. إن كنتَ تقدّر صديقكَ، فاذهب وأبلغه. أخبره أن صبري بدأ ينفد. وقل له أن يظهر ويُبيّن نواياه فوراً.”
فشعر لوس بالارتياح، لأنه أدرك أن كلامه قد بدأ يؤثر في جلالته.
“إن استمر الوضع هكذا، فلن أجد خياراً سوى اتخاذ قرار. إن نجح ذو قوة التنين في الزواج من رفيقته، فسأعلن أنهم خونة، وسأقطع رؤوسهم حفاظاً على العرش. وأعتقد أنكَ تعرف جيداً ما سيحلّ بعائلة الخائن.”
لقد فقد لوس الكثير من رفاقه بسبب جشع الإمبراطور. وكان الكونت آرسين أحد القلائل الذين بقوا له.
“……سأحاول بكل جهدي إقناع الكونت برؤيته.”
“جيد. إن كنت لا تريد خسارة صديقكَ…..فاذهب وآتِ به إليّ.”
________________________
يع يااااااااع سكبوا حكيه بلا كلام بزر
لا معليش حتى البزران اعقل منه
ولوس وش مصبرك ياخي؟ بكل ذا العقل قاعد عنده ليه؟
والصدق مايهمني وش يصير للكونت🌝
المهم سيلينا وزينوس ماقالوها صريح بس العنوان وضّح كل شي😂
زينوس استحى حتى اشوى طلع من طور الكآبه يومه يقول لو اني شفتس قبل وكذا
التعليقات لهذا الفصل " 20"