ما إن وضع زينوس يده فوق يد سيلينا المستندة إلى الأرض والتقت نظراتهما حتى بدأ قلبها ينبض من جديد بسرعة.
‘يقول أنه عاش في ساحة المعركة فقط…..إنه شيطان الحرب حقًا…..فكيف يتصرف ويتكلم وكأنه محترفٌ في الغزل؟’
“أريد الزواج منكِ بأسرع ما يمكن…..فمجرد النظر إليك يجعلني أطمع بكِ.”
وبينما لا تدري كيف، أصبحت يد زينوس فوق خصرها، ورأسها مستندًا إلى صدره القاسي كالصخر.
“هل…..تعرفين حقيقة ما حدث ذلك اليوم؟ إن رغبتِ، أخبريني الآن بكل شيء.”
ومن بين ذراعيه أومأت سيلينا ثم تحدّثت،
“ذلك اليوم كان أول مرةٍ أذهب فيها إلى القصر الإمبراطوري مع أمي.”
تعالت أصوات الحشرات في العشب وكأنها تصدح بإيقاعٍ يناسب الحديث.
“لم يكن من السهل أن أصبح قريبةً من إيريك مهما التقينا. لم أحب الذهاب للقصر بانتظام، لكن كان علي الذهاب دائمًا. فوالدي كان يعتبر العلاقة مع العائلة الإمبراطورية أمرًا بالغ الأهمية. وفي ذلك اليوم، ولأنني لم أرغب بالذهاب، رافقتني أمي لأول مرة.”
***
قبل 12 عامًا. كان ذلك قبل وقتٍ طويل من أن يصبح زينوس دوق يوستيا.
حققت كريستا بطولاتٍ لا تُعد في الحرب، لكن الإمبراطور لم يمنح أخته الوحيدة المتبقية أي لقب.
وبما أنها لم تُمنح لقبًا، فقد بقي لقبها “الأميرة كريستا” رغم تغيّر العهود ورغم أنها ضحت بروحها ودمها من أجل البلاد.
الأميرة كريستا. والفارس المدني الذي تزوجها.
وحين وُلد الطفل بينهما وحمل قوة كريستا كاملة، بدأ الإمبراطور يفرض قبضته عليهما.
فقال أنه سيحمي الوريث الصغير لأنه لا يزال طفلًا، وأحضر زينوس إلى القصر الإمبراطوري.
ثم استعان بالسحرة ليكتشفوا مدى قوة زينوس.
“مهما حاولتُ فحصه بقوة السحر، لا أستطيع تحديد نوع القوة. أشعر بأنها موجودةٌ داخل جسده، لكنها بلا شكل.”
“القوة السحرية لا تستطيع كشف قوة التنين. فهي قوةٌ مختلفة في أصلها. لو سمحتَ لنا بأخذ الوريث إلى برج السحر لدراسته.…”
“من الواضح أن جراحه تلتئم أسرع من الآخرين. ضربناه لثلاثة أيام وثلاث ليال، ولم يترك ذلك أي أثر.”
“ومهما اشتدت الضربات، لم يُصدر حتى أنينًا واحدًا.”
حاول فيليب جاهدًا استعادة زينوس من الخارج، لكن خصمه كان الإمبراطور نفسه.
مهما كان فيليب زوج الأميرة كريستا وقائد فرسان هيلوا، فهذا أقصى حدٍ يمكن أن يبلغه تأثيره.
كونه فارسًا بارعًا وقائدًا عظيمًا كان مفيدًا فقط داخل الطبقة العسكرية التي تناضل في الحرب. أما في العاصمة، بين عائلات النبلاء التي تتحكم في سياسة الإمبراطورية، فلم يكن لقوته أي وزن.
وهكذا عاش زينوس في القصر الإمبراطوري أربعة أعوام—إلى أن بلغ السابعة وأُخذ لأول مرة إلى ساحة الحرب.
في البداية لم يكن هناك من يهتم بطعامه، ولا من يوفر له ملابس مناسبة. لكن كان لدى زينوس قوةٌ غريبة تجذب الناس نحوه.
“إنه ابن الأميرة كريستا…..أليس من الواجب أن نهتم به قليلًا؟”
وبهذه الكلمات كان العاملون في القصر يقدّمون له المساعدة في الخفاء.
كانت الملابس لا تناسبه، لكنها وصلت إليه من شخصٍ ما، ثم قام آخر بخياطتها.
وكان هناك من يعطيه خبزًا أو حساءً رغم أنه من طعام الخدم.
“عندما ينحني بصمت وهو يشكر….يكون لطيفًا للغاية.”
وهكذا ازداد عدد من يساعدونه خفيةً عن الإمبراطور.
لكن مهما فعلوا، كان من المستحيل أن يرقى لمكانة إيريك المصنوعة بدقة وبأفضل ما في الإمبراطورية.
وكان أكبر فرقٍ بينهما…..شعرهما.
كان شعر زينوس قد طال بشدة حتى غطى عينيه الجميلتين وجبهته الواضحة. وبعد عامين على تلك الحال كاد ذلك يصبح روتينًا بالنسبة له…..إلى أن حدثت الواقعة.
“لم أكن أعلم أن مكانًا كهذا موجود.”
“أتحبينه؟”
“قالوا لي إن الأصدقاء لا يستخدمون هذه الكلمات.”
“ومن قال هذا؟”
“مربيتنا.”
كان العاملون في القصر يقارنون بين ولي العهد وزينوس خلف ظهرهما، ولذا عرف زينوس إيريك مباشرة.
“مربيتكِ غبيةٌ إذاً. يجب أن تتحدثي إليّ باحترام.”
“سأتكلم باحترامٍ إذاً…..ولن أكون صديقتكَ بعد الآن.”
‘ولكن…..من هي تلك الصغيرة؟’
كانت بجوار إيريك طفلةٌ صغيرة لم يرها من قبل.
وجهٌ صغير، وشعر بنيّ داكن، وعيونٌ بنية لامعة.
كانت ترتدي فستانًا أصفر، تبدو معه مثل فرخٍ صغير ناعم الريش. وفي يدها قبعةٌ صفراء واسعة الحواف تطابق فستانها.
“لا، أنتِ صديقتي منذ قبل ولادتكِ، ولهذا أُذن لكِ بدخول القصر. يجب أن تكوني صديقتي.”
“الأصدقاء لا يتكلمون باحترام. سأتعهد بألا نكون صديقين إلى الأبد…..وسأستخدم الاحترام كما تشاء.”
قالت سيلينا ذلك بلهجة وكأنها لا تنوي التراجع، فتنهد إريك،
“أبّي قال لي أن أكون صديقكِ حتماً. لا حيلة لي. سأكون صديقكِ وأتخلى عن الحديث الرسمي.”
“نعم، يجب أن تطيع كلام جلالته. إذاً لنعد أصدقاء.”
وعندما رأى زينوس سيلينا وهي تبتسم بخجل لإيريك، لم يستطع الحفاظ على مسافة وتقدم نحوهما مدفوعاً بالفضول.
“لكن هل يعيش أحدٌ في هذه البحيرة؟”
“لا أحد يعيش فيها.”
“إذاً ما ذاك؟ هل هو جنية؟”
“ماذا؟ جنية؟ أي جنية….آه…..”
حتى إيريك كان يعرف بوجود زينوس. ابن عمنه الذي في عمره نفسه.
الابن الذي يقال أنه يحمل قوةً ليست لدى إريك نفسه.
لطالما كان فضولياً بشأنه، لكن الخدم كانوا يقولون له دائماً ألا يقترب منه.
“لو اقتربتَ فستحدث كارثة.”
“حتماً ستتأذى، لا تفعل.”
“إن علم جلالتا الإمبراطور والإمبراطورة ستُعاقَب بشدة.”
الشخص الذي لم يكن مسموحاً حتى برؤيته من بعيد ظهر فجأةً أمامه.
‘وقعتَ بيدي اليوم…..لن أدعكَ وشأنكَ.’
“سيلينا، عودي اليوم فقط.”
“لا، أمي قالت لي أن أبقى هنا حتى تعود.”
“حسناً، اذهبي ولفّي حول البحيرة مرة. أريد التحدث إلى ذلك الشخص.”
“من يكون؟”
“أوه…..شخصٌ لا تحتاجين لمعرفته.”
لم يعجبها أسلوب إيريك لكنه لم يكن أمامها خيار، فوضعت القبعة ذات الحافة الواسعة بقوة على رأسها وذهبت لتدور حول البحيرة.
“أنتَ، تعال هنا.”
عندما ناداه إيريك، تردد زينوس قليلاً ثم اقترب.
“أنتَ تعرفني، صحيح؟”
أومأ زينوس دون أن يتكلم.
“طالما أنكَ تعرف من أكون، لماذا لا تلقي التحية كما يجب؟ أنا ولي العهد، ولي العهد! عليكَ أن تحييّني بأدب كامل.”
حدّق زينوس بإيريك بصمت ثم تمتم بخجل،
“لا أعرف.”
“ماذا؟ قلها بصوتٍ عالٍ.”
“لا أعرف التحية المؤدبة.”
“صوتكَ ضعيفٌ جداً…..على كل حال، لأنكَ لم تحيّني، يجب أن تُعاقَب. تعال.”
لأن زينوس كان في فترة لم يكن يأكل فيها جيداً ولا يتدرب، فقد شعر بنفسه يُسحب عندما أمسك إيريك بتلابيبه.
‘هاه؟ هذا الولد ضعيفٌ جداً. إذاً أين تكمن الخطورة فيه؟’
وعندما رأى إيريك أن زينوس يُسحب بسهولة، امتلأ حماساً وصار يجره معه بلا توقف، لكنه في لحظة تعثر وسقط الاثنان معاً في البحيرة.
عندما دوّى صوت بلووووش، ركضت سيلينا نحو الصوت مذعورة.
ولحسن الحظ، تمكن إيريك من الصعود إلى الأرض وهو يلهث بعد أن سبح بطريقةٍ عرجاء.
“إيريك! هل أنتَ بخير؟”
“أنا…..أنا ولي العهد! قلت لكِ قولي سمو ولي العهد….هاه….ولي….ولي العهد لا يموت من شيءٍ كهذا.…”
وبينما كان يرتجف وهو يتحدث، تذكر فجأةً فنظر خلفه إلى البحيرة.
‘ما الأمر؟ لماذا لا يخرج؟ هل غرق إلى قاع البحيرة؟’
لم يرَ حتى أثراً لزينوس وهو يحاول النجاة، فبدأ الذعر يظهر عليه.
“أين ذلك الولد؟”
“لا أعرف. لن أعود إلى هناك! إنه عميقٌ ومخيف!”
وبما أن إيريك تراجع عن المسؤولية، خلعت سيلينا قبعتها الجميلة ورمتها جانباً وهي تتحدّث،
“وكيف نترك إنساناً يموت؟! أنتَ تعرف السباحة، لكنه لا يعرف، لذلك هو يغرق! يجب أن تنقذه!”
وعندما حاولت سيلينا أن تقفز إلى الماء، منعها إيريك بيأس.
“لا! إن متِ أنتِ فسأقع في ورطةٍ أكبر! لا!”
“إنه يموت! سيموت حقاً!”
في تلك اللحظة، تمزّق طرف فستان سيلينا الذي كان إيريك يمسكه بشدة، ورأت شريطاً طويلاً يتدلى مثل حبل.
فصرخت،
“هذا هو!”
وتألقت عيناها بلمعانٍ حاد.
______________________
شفتوا ذي اخرتها رخمه يربي ولده يصير رخمه
يع الصدق يارب حتى انغريد تفتح عيونها وتخليه
المهم يعني سيلينا الي انقذته😔 وقامت قوته عشانها😔 بس كله من الامبراطور الزفت ماقابلوا بعض وهم صغار
بس ليه الامبراطور قال لإيريك يصادق سيلينا؟ يعني يدري انها رفيقت اول ماولدت؟ لأن حسبت مادرى الا بعد ما انقذت زينوس بس شوي ركزت ايريك قال امت صديقتي اول ماولدتي🤨
التعليقات لهذا الفصل " 19"