بعد خروج إيريك، خفّف الإمبراطور ملامحه المتصلبة كأن شيئًا لم يكن، وتحدّث إلى سيلينا،
“يبدو أنكِ سمعتِ القصة مختصرةً من الكونت آرسين؟”
“نعم، جلالتك. وبفضله لم أظهر بشكلٍ مخجل وأنا أتفاجأ أمامكَ.”
“كنت أظن أنكِ ستتصرفين بذكاءٍ أكبر منه. لقد كان مضطربًا لدرجة أنه لم يستطع تناول الطعام كما يجب.”
وبينما كان الإمبراطور يضحك بصوتٍ واضح وكأنه يجد الأمر مضحكًا، حافظت سيلينا على رباطة جأشها وسألته،
“ما الذي أردتَ قوله لي على انفراد بعد صرف سمو ولي العهد؟ يبدو لي أن سموه غير مستعدٍ لقبول هذا الزواج على الإطلاق.”
“رأي ولي العهد لا يهم في هذه الزيجة. أطلعته مسبقًا فقط من باب المجاملة.”
‘رأي الطرفين لا يهم إطلاقًا؟ ويقول هذا بكل جرأة أمامي؟ إذًا رأيي أنا أيضًا غير مهم.’
حاولت سيلينا جاهدةً ألا تُظهر ما يجول في خاطرها. ويبدو أن ثبات ملامحها راق للإمبراطور فابتسم بسخاء،
“ما دمتِ لا تحلمين بأوهامِ بعد زواجكِ من إيريك، فسأساعدكِ في تثبيت مكانتكِ داخل العائلة الإمبراطورية. حياتكِ في القصر لن تكون سهلة، لكن طالما تلتزمين بما اتفقنا عليه، فسأدعمكِ بنفسي.”
“هذا يشرفني. ولكن، جلالتك، ليس حلمي أن أصل إلى مكانةٍ عالية. فأنا أعرف قدري جيدًا.”
“كل ما أريده هو أن أصبح سيدة تجارة أسرتنا. أكثر من ذلك سيثقل كاهلي.”
“ومن الذي سيمنعكِ من ذلك؟”
تغيرت ملامح سيلينا للحظة بدهشة.
‘حقًا…..طمعه لا نهاية له.’
انحنت برأسها لتخفي تعبيرها.
“كل ما في هذه الإمبراطورية يعود للعائلة الإمبراطورية. متجر أسرتكم ليس استثناءً. إن أردتِه، فسأجعله ضمن مهركِ الزوجي. سآمر الكونت آرسين أن يقدمه لكِ مع مهر العروس.”
ارتجف قلبها وهي تتخيل حال والدها وهو يتلقى أمرًا كهذا.
‘كنت محقة…..خياري كان صحيحًا.’
“لا حاجة لذلك، جلالتك. إنشاء متجرٍ جديد باسم العائلة الإمبراطورية قد يبدو أكثر لباقة.”
“فكرةٌ جيدة أيضًا. هكذا يجب أن تأخذي ما تريدينه، بأي شكلٍ كان. سيلينا، أرى أنكِ بدأتِ تظهِرين ملامح كنّة جديرة بي. وقد علمتُ ذلك منذ تفوقكِ في الأكاديمية.”
‘مهما قلت، لن يمنحني منصب الإمبراطورة أبدًا. كم يجيد الكلام.’
سخرت سيلينا في سرّها.
“لأن لوس خرج لوداع ولي العهد، فليقم خادمكِ بتسليم ما أعددته للآنسة آرسين.”
وعندما أمر الإمبراطور بذلك، تقدم الخادم – الذي تتعامل معه سيلينا كما تتعامل مع والد – وقدم لها لفافة.
“هذه وثيقةُ ما قبل الزواج التي أعدّها جلالته بنفسه للآنسة آرسين.”
[تتعهد المتعاقدة سيلينا آرسين بالدخول إلى أسرة سيفايا الإمبراطورية وتلتزم بما يلي:
أولًا، سيلينا آرسين تتزوج من وريث العرش الشرعي ولي العهد إيريك قسطنطينوس غابل.
ثانياً، تحافظ على هذا الزواج مهما حدث لمدة لا تقل عن عشر سنوات.
ثالثاً، تتبرع بـ80% من دخلها خلال فترة الزواج للعائلة الإمبراطورية.
رابعاً، إن اعتلى ولي العهد العرش وأنجبت سيلينا آرسين وليًّا للعهد، تُسلَّم حضانته للإمبراطورة ليربّى كابن شرعي للعرش.
خامساً، بصفتها أول امرأة تتزوج ولي العهد إيريك قسطنطينوس غابل، فعندما ترتقي لاحقًا إلى مرتبة…]
‘حتى لو أنجبتُ طفلًا سينتزعونه مني، وأموالي يأخذونها، وزوجي هو إيريك؟ هذا جحيم، أليس كذلك؟ وفوق هذا، الإمبراطورة ستكون امرأةً أخرى أصلًا! ويريد مني التوقيع؟’
أشار الإمبراطور إلى الخادم ليستعجلها بالتوقيع.
“جلالتك، هل تعلم ما هو أهم درسٍ علّمني إياه أبي؟”
“وما هو؟”
“عدم التوقيع على أي عقدٍ باستهتار.”
فردّ الإمبراطور وقد اختفى من صوته أي أثر للضحك،
“وإن قلتُ لكِ أنكِ لن تخرجي من هنا قبل التوقيع؟”
و ضحكت سيلينا بخفة،
“…..أخبرني شيئًا واحدًا فقط يا جلالة الإمبراطور.”
“وما الذي تريدين معرفته؟”
“لماذا أنا؟ توجد الكثيرات يصلحن زوجةً لإيريك. لماذا اخترتني أنا، صاحبة أسوأ سمعةٍ في المجتمع؟”
“إذًا أنتِ على علم بسوء سمعتكِ؟ كل ما فعلته كان مراعاةً لوالدكِ المسكين. والآن كُفي عن الثرثرة ووقّعي.”
وفي تلك اللحظة…..ارتفعت الأصوات في الخارج كأن اضطرابًا وقع، ثم سُمعت خطوات شخصٍ يدخل الغرفة التي يجلس فيها الإمبراطور وسيلينا.
“يا صاحب السيادة، لا يجوز لك أن..…”
“الآنسة آرسين!”
كان لوس قد غادر قليلًا ليعيد ولي العهد إيريك إلى جناحه، وبعض الخدم ذهبوا لاستدعاء الحرس، لذلك لم يكن هناك الكثير ممن يمكنهم إيقاف زينوس.
كان الخدم الذين لا يتدرّبون عادةً مثل دمى ورقيةٍ أمام القائد العظيم الذي اعتاد حصد الانتصارات في ساحة الحرب، فدفعهم بسهولة وتناثروا بلا مقاومة تُذكر.
وتقدم بخطواتٍ واسعة نحو سيلينا، وكأنه لا يرى أي شيء آخر في المكان، ثم مدّ يده وغطّى أذنيها.
بعدها صرخ بصوتٍ مدوٍّ،
“ناموا!”
***
“عندما تجعلهم ينامون بهذه الطريقة…..متى يستيقظون؟”
“بعد ساعتين أو ثلاث على الأغلب.”
سألت سيلينا وهي تنخز خد الإمبراطور النائم بإعجابٍ طفولي،
“وماذا عن بعد أن يستيقظ؟ هل ينسى ما حدث قبل أن ينام؟”
تردد زينوس قليلًا قبل أن يجيب.
‘لقد اتفقنا أن أقول لها كل شيء من الآن فصاعدًا بلا إخفاء.’
لقد وعد سيلينا بذلك البارحة عندما زارته ليلًا في قصر الدوق.
“لم أستخدم هذه القوة إلا في ساحة المعركة. هناك…..كنت أنوّم العدو أولًا، ثم أتأكد من أنهم لا يستطيعون الرد…..ثم أقتلهم.”
قال ذلك وملامحه متصلبة.
‘إذًا هكذا كان ينتصر في الحرب…..يا إلهي، كم كان الوضع قاسيًا عليه وهو لا يزال صغير السن.’
نظرت إليه سيلينا بشفقةٍ للحظة، لكنها سرعان ما عادت لتتأكد من أن لا أحد آخر ما زال مستيقظًا.
و بما أنها تتعامل لأول مرة مع قوة التنّين، فقد كانت لديها أسئلةٌ كثيرة. وزينوس، دون أي انزعاج، أجابها عن كل سؤال.
“هل كل كلمةٍ تقولها تكون محملةً بهذه القوة؟”
“يمكنني التحدث دون استخدام القوة. لكن أحيانًا تنفلت مني دون قصد.”
“لهذا كنت تُقلّل كلامكَ دائمًا.”
أومأ زينوس، فسألته سيلينا بعدها،
“وقوتكَ هذه…..لا تؤثر عليّ، صحيح؟”
“صحيح. قلت لكِ السبب أمس..…”
“لأنني رفيقتكَ.”
قالت ذلك ثم ابتسمت له بابتسامةً جميلة.
“لكن…..لماذا غطيت أذنيّ تحديدًا؟”
بينما كانت تبحث بعينيها عن أي شخص ما يزال مستيقظًا، وجدت زينوس يقف بجانبها.
“لقد صرختُ بطريقةٍ مزعجة، ولو تأذت أذناكِ فسيكون ذلك أمرًا فظيعًا بالنسبة لي.”
ومع كلامه، مدّ يده بلطف وأزاح خصلة شعرٍ عن أذنها.
‘حقًا…..لا يمكن الوثوق بالشائعات. لم أكن أعلم أن الدوق الأكبر لطيفٌ إلى هذا الحد.’
ومع اقتراب صوت الحرس الإمبراطوري، استعادت سيلينا تركيزها.
“يا آنسة، علينا أن نغادر الآن.”
“لحظة واحدة…..يجب أن آخذ هذا.”
التقطت عقد الزواج الذي أمرها الإمبراطور بتوقيعه و تحدّثت بهدوءٍ وراحة،
“من المؤسف أن نترك شيئًا حضّره جلالته بنفسه. بالتأكيد سيصبح مفيدًا في مكانٍ ما.”
وبينما كانت تخفي العقد في صدرها وتستعد للخروج مع زينوس، تحدّث هو فجأة،
“يا آنسة، تذكرتُ شيئًا يجب علي فعله.”
اقترب قليلًا من الإمبراطور، وانحنى وهمس في أذنه بكلماتِ قصيرة.
“هل يمكن أن يؤثر أمرُكَ حتى على من هو نائم؟”
“سنرى.”
ثم عاد للإمساك بيد سيلينا بإحكام. فابتسمت له،
“إذًا…..أرجو أن تُخرجني من هنا بسلام. أنا أثق بكَ يا سمو الدوق.”
“لا تقلقي، من هنا يا آنسة.”
وانطلق الاثنان، متشابكي الأيدي، يجريان في ممرات القصر الإمبراطوري.
كانت أصوات الجنود تقترب، وصوت لوس يصرخ من بعيد، ومع ذلك لم يتوقفا.
و كان قلب سيلينا ينبض بقوة.
طريقٌ تعرفه جيدًا…..لكنها لم تركض فيه يومًا. وللمرة الأولى، لم تكن خائفةً من الهروب….
لأن هناك شخصًا قويًا، يقف بجانبها ويحميها.
وعندما عبرا بوابة القصر، التقت عيناهما وتفجّرت ضحكةٌ صافية من كليهما في اللحظة نفسها.
_____________________
شذاه كأنها النهايه انفدا ذا الضحكه ياناس🤏🏻
ببكي شقومهم يجننون كذا مره ليه الروابه مب 190 فصل وش يصبرني لا خلصتها اااااااااااا
قوته ذكرتني بذاك الي يتكلم في جوجوتسو😂
المهم وكذا سيلينا انخطفت✨ واحلا طريقة خطف ✨ والخاطف قاعد يغازلها✨ وابو الخاطف يستناهم وهو مستانس✨
التعليقات لهذا الفصل " 16"