“عليكِ أن تخطبي خلال هذا الشهر مهما كان. وإن تزوجتِ فهو أفضل!”
“نعم؟”
وبينما كانت سيلينا تحاول فهم الموقف، سألت فلورا وهي تحاول كبت فرحتها،
“إذًا…..لن تتولين منصب نائبة سيد العائلة بعد الزواج، صحيح؟”
فردّت سيلينا بحدة،
“أنتم تستبقون الأمور كثيراً. لم أقرر حتى أنني سأوافق على الزواج.”
“لا، لسنا نستبق الأمور. سيلينا، اسمعيني جيداً.”
نظر الكونت آرسين مباشرةً إلى عينيها،
“إن أمكن، تزوجي فوراً وابحثي عن سندٍ آمن. لم يعد هناك وقت. لا يوجد حلٌ آخر غير الزواج بسرعة.”
كان الكونت يقول ذلك خشية أن العائلة الإمبراطورية بدأت تطمع في سيلينا، لكن سيلينا التي تجهل خلفيات الأمر أساءت فهم نيته تماماً.
فدفعت يد أبيها التي كانت تمسك كتفيها بخفة و ردّت بحزن،
“كنت أعلم أنكَ لا تنوي منحي العائلة. هل جعلتني نائبة سيد العائلة فقط لأستمتع قليلاً ثم أتزوج بهدوء وأغادر إلى عائلةٍ أخرى؟”
فتفاجأ الكونت آرسين وأسرع يوضّح،
“سيلينا، الأمر ليس كذلك. أنا-”
“إن لم يكن كذلك، فاشرح لي يا أبي.”
و أكملت سيلينا ببرود،
“رجاءً لا تجبرني على الزواج. سأتزوج عندما أريد ومع الشخص الذي أريده أنا.”
عندها دوى صوت طرقٍ على الباب.
“ادخل.”
و دخل كبير الخدم بن وهو يحمل ظرفاً مزخرفاً.
“إنها رسالة من القصر الإمبراطوري إلى الآنسة سيلينا.”
تصلّب وجه الكونت آرسين، لكن سيلينا لم تلحظ ذلك، وفتحت الرسالة أمام العائلة.
“يطلبون مني دخول القصر صباح الغد.”
“هل افتعلتِ مشكلةً ما؟ لماذا يستدعونكِ؟”
“لا أعلم ما الأمر.”
ثم خطر ببالها شيء فسألت الكونت آرسين،
“أبي، هل تعرف شيئاً؟ هل هذا سبب طلبكَ لي أن أتزوج بسرعة؟”
“لنتحدث في مكتبي.”
مكتب سيد العائلة كان مكاناً لا يُسمح بدخوله إلا لسيد العائلة والمقربين منه، ونائبة سيد العائلة فقط.
وما إن سمعوا ذلك حتى صاحت فلورا بغضبٍ حاد،
“يا للخيبة يا كونت! سيباستيان بلغ الثامنة من عمره، ومع ذلك ما زلتَ تعاملنا كغرباء. متى سنصبح عائلةً حقيقية ونتناقش في شؤون البيت مثل الآخرين؟”
“سأخبركِ كل ما تحتاجين إلى معرفته على حدة. لا وقت الآن. سيلينا، هيا بنا.”
وقال ذلك وهو يأخذ سيلينا إلى مكتب سيد العائلة.
***
“إذًا جلالته يريد أن يجعلني زوجةً لولي العهد؟”
“نعم. لقد استدعاني اليوم وقال ذلك صراحة، وانظري…..ها هو يستعجلكِ غداً. لا بد أن هناك أمراً. وإلا فلا سبب لهذا التسرع المفاجئ. لا شيء يفسر الأمر، ولا شيء يمكنني بناءً عليه أن أمنع ذلك.”
دارت الأرض في عينَي سيلينا وهي تتخيل النتائج إن تم ما يخطط له الإمبراطور.
‘بسببه هو أصبحتُ شريرة.’
إن صدر غداً أمرٌ إمبراطوري يجبرها على الزواج من إيريك، فسوف تُدفن اجتماعياً إلى الأبد.
‘سيقولون أنني، التي كانت تعيق علاقة الآنسة هايزل وولي العهد طوال الوقت، قد لجأت أخيراً إلى الطرق القذرة لأصبح زوجة ولي العهد. وحتى لو كُشفت الحقيقة لاحقاً، فلن يصدقني أحد. سأفقد حتى حلم وراثة العائلة.’
تخيلت سيلينا براندون وهو يضحك بخبث قائلاً أنه استولى على عائلة آرسين أخيراً، فهزّت رأسها بعنف.
“أبي…..أنتَ تعارض أن أصبح زوجة ولي العهد، صحيح؟”
“بالطبع أعترض. أتمنى أن تظلي على علاقةٍ بمستوى ما أنتِ عليه الآن فقط مع العائلة الإمبراطورية. ماذا ستفعلين إذاً؟ إن كانت أموركِ مع الخاطب الذي وجدته قد سارت جيداً، فسأذهب غداً إلى جلالته وأطلب-”
“لا يمكن.”
“ماذا تعنين؟”
ترددت سيلينا لحظة ثم أجابت،
“الخاطب الذي اخترته…..هو الدوق الأكبر يوستيا.”
“ماذا؟ لماذا….من بين الجميع.…؟”
“كنتُ أنوي الخطوبة فقط. ثم إذا تحسنت سمعتي قليلاً، كنت سأفسخ الخطوبة.”
“أتظنين أن فسخ الخطوبة أمرٌ يسيرٌ هكذا؟ ثم حتى وإن كنتِ في ضيق، كيف يمكنكِ اختيار ذلك المكان.….”
كانت العداوة التي يكنّها الإمبراطور للدوق الأكبر يوستيا شعوراً لا يمكن ذكره علناً.
إمبراطورٌ يغار من قوة ابن أخته—مجرد التلفظ بذلك كان كفيلاً بانتزاع الرأس.
ومع ذلك لم يكن أحدٌ يجهل حقيقة ذلك الشعور.
وسيلينا أيضاً كانت تعرف أن الإمبراطور لا ينظر بعين الرضا إلى بيت الدوق الأكبر.
‘كنت فقط أريد خطوبةً مؤقتة…..لكن الآن سيبدو الأمر وكأن الدوق خطف الشخص الذي أرادت العائلة الإمبراطورية أخذه.’
نظر الكونت إلى سيلينا ذات الوجه الحائر وسأل،
“هل وافق الدوق أيضاً على ذلك؟”
“الدوق نفسه هو من مدّ يده أولاً. بل قالها صراحة…..لقد تقدم لخطبتي.”
“خطبكِ؟ ذلك الرجل المشغول بين جبهات الحرب؟ متى حصل ذلك؟”
“قبل أن تُفسَخ خطبتي مباشرة.”
أحضر الكونت آرسين شراباً من ركن المكتب، وسكب لنفسه كأساً، وشرب جرعةً ثم جلس يفكر.
‘لماذا الدوق يوستيا بالذات؟ إن ذهبت سيلينا إليه الآن…..سيظن جلالته أنني انحزتُ إلى جانب الدوق. هل يمكن أنه قد سمع عن هذا الأمر من مكان آخر؟ هل يفعل كل هذا ليمنعني من الاقتراب من الدوق؟’
مسح الكونت وجهه بيده الهزيلة وسأل،
“هل كنتِ قريبةً من الدوق إلى درجة أنه يتقدم لكِ؟”
“كلا، لو كان الأمر كذلك لعلمتَ أنتَ أولاً. لم ألتقِ به أبداً تقريباً. كنتُ في الأكاديمية وهو كان في ساحات الحرب.”
“ومع ذلك يتقدم لخطبتكِ؟ هل لديه سبب؟”
وحين سمعت سيلينا سؤال أبيها، انتبهت فجأة.
‘صحيح…..أياً كان السبب يجب أن أعرفه. لا بد أن هناك سبباً حقيقياً يدفع كلاً من الدوق والإمبراطور إلى محاولة أخذي فجأة. يجب أن أعرف لماذا.’
وبينما لم تستطع الإجابة، تحدّث الكونت،
“لم أتدخل في فسخ خطوبتكِ مع وريث باتيل لأنني كنتُ أعلم أنكِ لم تكوني تحبينه حقاً. لا أعرف ما الذي تفكرين فيه، لكنني تزوجت بمن أحببت وعشتُ سعيداً. ربما لذلك لا أريد رؤيتكِ تعيشين مع شخص لا تريدينه.”
“أبي.…”
“حتى لو كان الدوق قد بادر، إن لم تكوني ترغبين به أنتِ فلا يمكنني الموافقة. لا أحب فكرة زواجكِ من العائلة الإمبراطورية، لكن هذا النوع من الزواج…..غير مقبول.”
أطلق الكونت تنهيدةً طويلة وتابع،
“حين قلتُ لكِ قبل قليل أن تتزوجي، كنتُ أجهل أن الأمر يتعلق بالدوق. هذا مستحيل.”
“إذاً…..هل يعني هذا أنني سأُجبَر على الزواج بإيريك؟”
لم يستطع الكونت آرسين الإجابة. وكانت سيلينا تعرف جيداً أن لا أحد يمكنه تغيير إرادة الإمبراطور بسهولة.
“سأجد حلاً بنفسي.”
“ماذا تنوين أن تفعلي؟ سيلينا…..سيلينا!”
فتحت سيلينا باب المكتب بقوة، تاركةً والدها الذي يناديها بقلقٍ خلفها.
وكانت فلورا تُصغي من خلف الباب، فانكشف أمرها فظهر على وجهها الارتباك. لكن سيلينا لم يكن لديها وقتٌ لها.
“تنحّي جانباً.”
دفعت كتف فلورا وتوجهت مسرعةً نحو الجناح الشرقي.
‘سبب رغبة الإمبراطور والدوق بي….سأعرف هذه الحقيقة مهما كان.’
وضعت سيلينا قبعةً عريضة تخفي وجهها، ووضعت في صدرها ورقة العقد التي أعادها إليها فيليب، ثم غادرت القصر مسرعة.
______________________
تكفين اختاري زينوس ولا بيروح فيها ولدييييييو فيليب مب مسوي الا انه يدمع عليه😔
والامبراطور الزفت ذاه ياكل تبن امداه على طول ينادي سيلينا؟ ياحمار انقلع
التعليقات لهذا الفصل " 14"