أليشيا ضمّت كاثرين المرتجفة، والعرق البارد يتصبب منها.
شعرت أنّ أي كلمة خاطئة قد تودي بها بسبب النيران التي تطوف حوله.
“لن تقولي الحقيقة طواعية، أليس كذلك؟“
نظر إليهما بنظرة باردة كأنّه يرى حشرات.
ثم مدّ يده.
ظهرت من راحة يده زجاجة صغيرة خضراء،
فيها سائل شفاف يشبه الماء.
أمسك بالزجاجة، ورفع ذقن أليشيا بقوة.
“من تكون؟ من تكون حتى تفعل هذا؟!”
“أغلقي فمك.”
“أغغ!”
سكب الدواء مباشرة في فمها.
ورغم أنها حاولت أن تبتعد، إلا أن جزءًا من السائل دخل فمها.
“هاه، هاه… ماذا… ماذا أعطيتني…؟“
“غلاديولوس.”
“ماذا؟…”
“جرعة الحقيقة.”
الجرعة الذي تجعل الكذب مستحيلًا.
الآن، لن تستطيع أن تقول سوى الحقيقة.
“اخبريني كل ما حدث حتى الآن.”
لمعت عينا رويري.
حاولت أليشيا أن تُطبِق شفتيها وتمنع نفسها من الكلام،
لكن تأثير الدواء جعل فمها يفيض بالحقيقة دون توقف.
“أنا… كنت على علاقة حب مع كاليبسو، وخططنا لقتل ديانا.
استخدمنا كاثرين لنسرق بصرها،
ثم قام فرسان القصر بحبسها في الكوخ.”
هل كان كل من في القصر قد اتحد لقتل ديانا؟
أغمض رويري عينيه بإحكام.
شعر بالشفقة والحزن على ديانا التي عاشت في مكان كهذا.
لماذا لم يخطر له أن يزور هذا المكان من قبل؟
كان الندم ينهش قلبه بجنون.
ومع أنها كانت تلاحظ نظرات رويري الباردة،
واصلت أليشيا الحديث حتى النهاية بتأثير الدواء.
“وأخيراً، اليوم قتلناها باستخدام السم.
اليوم الذي حصلت فيه كاثرين على منجم ماركيز بريتشي.”
يبدو أن أليشيا وكاثرين كانتا في صف واحد تماماً.
خدعتا ديانا ببراءة وسرقتا بصرها،
ولم تكتفيا بذلك بل قتلتاها في النهاية.
كانت ديانا فقط تريد أن تعيش بسعادة كأي شخص عادي.
لكنها خُدعت من صديقتها، ومن ابنتها، ومن زوجها،
وانتهى بها الأمر تموت وحيدة وهي عمياء.
شخصي الثمين والنادر، تجرأتم أنتم على إيذائها…!
كتم رويري غضبه الشديد وهو يعض على أسنانه.
ثم سأل ببطء:
“كيف يمكن لتلك الفتاة أن تكون ابنة ديانا؟“
عضّت أليشيا على شفتيها محاولة إغلاق فمها،
لكن الماضي بدأ يتدفق من فمها رغماً عنها.
“عندما أنجبت ديانا طفلتها، قمت بتبديلها بطفلتي.
قمت بأخذ ابنة ديانا، وابنتي أصبحت ابنة ديانا.”
تدلى فك رويري تلقائياً.
لم يستطع أن يخفي صدمته.
كيف يمكن لإنسان أن يفعل مثل هذا الفعل الشنيع؟
هذا يعني أن ديانا ربّت ابنة امرأة كانت عشيقة لزوجها،
على أنها ابنتها الحقيقية.
بينما لم تكن تعلم شيئاً عن حياة ابنتها الحقيقية.
“…وأين هي ابنة ديانا الحقيقية؟“
“قتلتها وأعطيت جثتها لديانا.
وأخبرتها بكل شيء في النهاية كنوع من الرحمة.
بما في ذلك أن كاثرين ليست ابنتها.”
في تلك اللحظة،
عاد إلى ذاكرته جثة الطفلة الصغيرة الذي رآها في الكوخ.
شعر بقشعريرة تسري في جسده، ولم يستطع تحملها.
نظر رويري إلى أليشيا بنظرات باردة كالسيف وهي تروي الأحداث بكل برود.
كانت عيناه الزرقاوان تشعان بجليد قاتل.
“رحمة…؟“
“نعم، رحمة! تعرضت للغدر من صديقتها، ومن زوجها،
وحتى من كاثرين التي ظنتها ابنتها.
كانت غبية للغاية! لهذا أخبرتها بالحقيقة، كنوع من الرحمة.”
“أمي!”
سحبت كاثرين ذراع أليشيا بقلق وهي تبوح بكل شيء.
هي أيضاً أسرعت في تغطية فمها الذي خرج عن السيطرة.
لكن رويري كان قد غاص بالفعل في بحار من الغضب العارم.
“…الرحمة لا تُستخدم في مثل هذه المواضع.”
كانت قبضته ترتجف من شدة التوتر.
“حسناً، سأُريك أنا أيضاً نوعاً من الرحمة. يجب إحراق القمامة.”
“مـ،ماذا…!”
لوّح رويري بذراعه بقوة.
عندها التف تنين ناري حول عنقي كاثرين وأليشيا مثل أفعى.
“آاااه!”
“آآآه!”
صرختا بأعلى صوت من شدة الألم الناتج عن احتراق جلدهما.
ثم رفعهما التنين الناري وقذفهما من النافذة إلى الخارج.
تحطم زجاج النافذة بصوت مدوٍ،
وتناثرت الشظايا في أنحاء أجسادهما.
لكن الألم الحقيقي لم يكن من الزجاج،
بل من الحروق حول عنقيهما.
تمسكت كاثرين وأليشيا بعنقيهما المحترقين،
وهما تسعلان بصعوبة.
خرج رويري بهدوء إلى الحديقة حيث سقطتا.
خلفه كانت ألسنة اللهب تتصاعد بقوة،
وقد بدأت النيران تلتهم القصر بأكمله.
“أنـ،أنقذني… أرجوك!”
زحفت كاثرين على ركبتيها وتعلّقت بساق رويري.
كان وجهها مبللاً بالدموع.
أمسكت بطرف سرواله بعيون متوسلة.
“أرجوك، دعني أعيش!”
لكن نظرات رويري لم تحمل أي بصيص من الرحمة.
لم تكن سوى ظلام بارد يغمر عينيه.
“مجرد مزيفة… وتتجرئين على السخرية من ديانا؟“
“كاثرين!”
في تلك اللحظة، ركض كاليبسو من مدخل القصر.
يبدو أنه سارع بعدما رأى النيران تلتهم المكان.
“من تكون بحق الجحيم؟!”
“…المنتقم لديانا.”
“ماذا…؟“
عند سماع اسم ديانا، اهتزت نظرات كاليبسو بوضوح.
نظر سريعاً إلى القصر المشتعل، وإلى المانا المتوهجة حول وويري.
الوضع أصبح خارج السيطرة.
بدأ عقل كاليبسو يعمل بسرعة.
حتى لو استدعى فرسان القصر كلهم،
فلن يستطيعوا التغلب على هذا الرجل وحده.
أما أليشيا فلتذهب للجحيم، لكن كاثرين وهو يجب أن ينجوا.
ابتلع كاليبسو ريقه وقال وكأنه اتخذ قراره:
“هي! هي من قتلت ديانا! نحن لا ذنب لنا!”
“هاه،“
ابتسم رويري بسخرية وهو يتأمل كاثرين وأليشيا المحتميتين بذراعي كاليبسو.
“…هل تقول إن ملاكاً كديانا مات بسبب حثالة مثلكم…؟“
ارتجف وجهه.
وفي تلك اللحظة، دوى انفجار كبير خلفه.
بدأ القصر ينهار تماماً.
سقطت دمعة من عين رويري.
سأنتقم لك، ديانا.
“أنتم أيضاً… موتوا بعذاب.”
“سـ، ساعدني!”
لمعت عيناه.
وانطلقت النيران من جسده لتلتهمهم في لحظة واحدة.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 68"