استمتعوا
بعد ذلك، بدأت أليشيا تحضر كل لقاء يجمع بين ديانا وكاليبسو.
وكانت تُغويه خفية وباستمرار، تاركة أثرها في ذاكرته.
تحركت أليشيا بحذر شديد، كوحش مفترس يقترب من فريسته.
فقد يكون لدى كاليبسو مشاعر حقيقية تجاه ديانا،
وإذا تصرفت بتهور فقد تفسد كل شيء.
لم يكن عليها أن تندفع نحوه بتهور.
كان عليها أن تنتظر الفرصة المناسبة وتنقضّ عليه في اللحظة الحاسمة.
وذات يوم، قبل زفاف ديانا وكاليبسو بوقت قصير،
شعرت أليشيا أن اللحظة قد حانت أخيراً.
“همم، ماذا أفعل؟”
أمالت ديانا رأسها بنظرة حائرة.
فتقدمت أليشيا وسألتها بفضول.
“ما الأمر، آنسة ديانا؟”
“آه، صاحب السمو نسي هذا. ولديّ مواعيد متبقية اليوم…”
كان كاليبسو قد أحضر خاتم ختمه إلى قصر الماركيزة من أجل بعض الأوراق التي يجب توقيعها قبل الزفاف.
لكن الخاتم تُرك وحده فوق الطاولة.
وكان من الخطر ترك ختم العائلة في أيدي الخدم،
فقد يضيع أو يُساء استخدامه.
وكان الأفضل أن تُعيده ديانا بنفسها،
لكنها كانت مشغولة جداً بالتحضيرات للزفاف.
“لا خيار، سأضطر لإلغاء بعض المواعيد.”
أخذت تحدق في دفتر مواعيدها المزدحم وهي تبحث عن شيء يمكن إلغاؤه.
وفي تلك اللحظة،
ارتسمت على شفتي أليشيا ابتسامة بطيئة ومرتبة.
كانت هذه فرصة مثالية للذهاب إلى قصر الدوق دون إثارة أي شك من ديانا.
وكأن الحاكم نفسه أعطاها هذه الفرصة وقال لها:
“الآن هو الوقت المناسب.”
“إذاً، سأقوم بتوصيله له في طريقي.”
“ها؟ لا يمكن ذلك، ألي. أنتِ ضيفتي.”
لوّحت ديانا بيديها رافضة عرضها.
لكن أليشيا تابعت بابتسامة رقيقة.
“لا بأس. اشتقت إلى ركوب العربة ورؤية المناظر،
وبوجود نفق المانا، لن تكون الرحلة طويلة.”
“مع ذلك…”
ترددت ديانا، وبدت غير مرتاحة للفكرة.
فقامت أليشيا بحمل الخاتم من على الطاولة.
“لا تقلقي. لقد تلقيت الكثير من المعروف من الآنسة ديانا، وأشعر بالذنب لأني لم أقدم شيئاً في المقابل… أريد أن أكون ذات فائدة لكِ.”
“إذاً، هل يمكنكِ فعل ذلك؟ شكراً جزيلاً، ألي. أنتِ دائماً بجانبي.”
بدلاً من الرد، ابتسمت أليشيا ابتسامة صغيرة وغادرت وهي تحمل الخاتم.
وما إن خرجت إلى الردهة، حتى تخلت عن ابتسامتها الزائفة الطيبة، وظهرت على وجهها ملامح ساخرة تسخر من غباء ديانا.
بعد قليل، تبعتها ديانا.
وقد أمرت بأن تُجهز لأليشيا أفضل عربة في قصرها لتوصيلها براحة.
“أعتمد عليكِ، ألي.”
“نعم. سأعود قريباً.”
لوّحت لها ديانا،
فبادلتها أليشيا التحية بشكل عابر وصعدت إلى العربة.
جلست على المقعد الناعم المختلف تماماً عن عربتها المعتادة، ووضعت ساقاً فوق الأخرى.
“غبية.”
ضحكت بسخرية.
من كان يظن أن السماء ستساعدها إلى هذا الحد.
انطلقت العربة ومرّت بنفق المانا.
وسرعان ما بدأ قصر دوق إيرنست يلوح في الأفق.
كلما اقتربت من القصر، خفقت مشاعر أليشيا أكثر فأكثر.
كانت هذه أول مرة تلتقي فيها بكاليبسو من دون وجود ديانا.
هل ستفهم ما في قلبه اليوم؟
نزلت أليشيا من العربة بخطى خفيفة وأنيقة.
وكان خادم مسن، يبدو وكأنه كبير الخدم، ينتظرها عند الباب.
وعندما تأكد من هويتها،
بدا على وجهه بعض الاستغراب، ثم سألها بلطف:
“ما الذي أتى بكِ، انستي؟”
“آه، أنا أليشيا من منزل البارون بلير. جئت بتكليف من الآنسة ديانا ابنة الماركيز، لأُعيد هذا الخاتم الذي نُسي.”
“سلميه لي، سأوصله له.”
مدّ كبير الخدم يده،
لكن أليشيا لم تكن لتسلمه الخاتم.
كان عليها أن تسلمه بنفسها.
“قالت لي الآنسة ديانا أن أُسلمه له بنفسي لأنه شيء ثمين… ليس لأني لا أثق بك، سيدي، لكن لا يمكنني عصيان أوامر الآنسة.”
تفحصها كبير الخدم بنظرة مرتابة.
فأخرجت أليشيا الخاتم وأرته إياه.
وقد كان ختم كاليبسو بالفعل.
فلم يجد بُداً من أن يومئ برأسه موافقاً.
“حسناً، تفضلي معي.”
تبعت أليشيا كبير الخدم باتجاه مكتب الدوق.
وعندما همّ بطرق الباب، انبعث صوت كاليبسو من الداخل،
يبدو أنه كان يتحدث مع أحدهم.
“أحتاج إلى دعم الماركيز. لا خيار آخر.”
“وماذا عن خطيبتك؟”
“ما بها؟ الزواج المدبَّر هو زواج مثل أي زواج آخر.
لا وجود للحب فيه.”
ارتبك كبير الخدم ونظر نحو أليشيا ليرى إن كانت سمعت.
لحسن حظه، لم تُظهر أي ردة فعل.
تنهد بارتياح وطرق الباب.
كان عليه أن يُنهي المهمة سريعاً ويُخرجها من هنا،
لئلا تسبب مشاكل في زواج سيده.
لكن في الحقيقة، كانت كلمات كاليبسو قد ترسخت في أذن أليشيا.
زواج كاليبسو من ديانا لم يكن إلا زواج مصلحة،
خالياً من أي حب.
كل تلك الكلمات الحلوة التي قالها لها… كانت فقط من أجل دعم والدها الماركيز.
كاليبسو كان مثلها تماماً. يريد الزواج من ديانا فقط ليستغلها.
وهذا ما جعل مهمتها أسهل.
فهي تملك سحرًا خفيًا مختلفًا عن فتاة غنية ساذجة مثل ديانا.
وعلاوة على ذلك، كانت قادرة على قراءة نظراته.
كاليبسو كان يميل إليها.
تلك النظرات الرطبة التي تصدر عن رجل… لم تكن إلا نظرات رغبة.
سواء كانت رغبة روحية أم جسدية، لم يكن يهمّها.
المهم فقط أنه يرغب بها. وهذا ما يعني كل شيء.
خفق قلب أليشيا بقوة.
امتلأ عقلها بالثقة.
كانت واثقة تماماً أنها ستجعل ذلك الرجل ملكاً لها.
“صاحب السمو، الآنسة أليشيا من منزل بلير حضرت.”
“…آنسة بلير؟”
لم يستطع كاليبسو إخفاء دهشته في صوته.
فالكلام الذي قاله للتو كان كفيلاً بأن يُساء فهمه.
“أحضرت الخاتم الذي نسيه سموك في قصر الماركيز.”
“…دعوها تدخل.”
دخلت أليشيا إلى مكتب الدوق.
والرجل الذي كان يتحدث معه كاليبسو قبل قليل نهض من مقعده بخجل.
“سأترككما. يبدو أنها ضيفة مهمة.”
“…حسناً. نلتقي لاحقاً. كبير الخدم، أحضر الشاي للآنسة بلير.”
“نعم،سموك.”
غادر كبير الخدم والرجل الآخر الغرفة معاً.
وأصبحت الغرفة خالية إلا من الاثنين.
أمسكت أليشيا بطرف فستانها وانحنت بانسيابية وأناقة.
“يشرفني لقاؤك صاحب السمو.”
“…ما الذي أتى بكِ إلى هنا، آنسة بلير؟”
“الآنسة ديانا مشغولة جداً بتحضيرات الزفاف… لذا أحضرت لك هذا. الخاتم.”
مدّت أليشيا الخاتم نحوه.
فتناوله كاليبسو ببطء من راحة يدها.
لكن في تلك اللحظة، أمسكت أليشيا بيده فجأة.
“……آنستي!”
“سمعت كل شيء.”
“ماذا……؟”
“ما قاله سمو الدوق للتو، لقد سمعت كل شيء.”
بدأت عينا كاليبسو بالارتجاف.
إن أخبرت تلك المرأة ديانا بمخططاته، فكل شيء سينتهي.
“لكنني لن أخبر أحدًا.”
وقفت أليشيا من مقعدها، ثم جلست بلطف على ركبتي كاليبسو.
“ما الذي تفعلينه……!”
“لقد وقعت في حبك من النظرة الأولى، صاحب السمو.”
“……هاه.”
ضحك كاليبسو بسخرية من هذا الإغراء الصريح.
كانت دائمًا ما ترمي إليه بنظرات الإغواء، ولم يكن ذلك يخفى عليه.
“وأنت أيضًا تنجذب إليّ، أليس كذلك؟”
وضعت أليشيا ذراعيها حول عنقه بشكل أكثر جرأة،
واقتربت بشفتيها منه حتى كادت تلامسهما.
“أليس كذلك؟”
زفر كاليبسو أنفاسًا حارة وسأل بصوت مرتجف:
“ما الذي تريدينه مني؟”
“……الحب. حبك. هذا كل ما أريده.”
وبمجرد أن أنهت كلامها، التقت عينا كاليبسو وأليشيا.
وبعد لحظات من الصمت، لم يستطع كبح جماح رغبته،
فقبّل شفتيها بشغف.
تشابكت شفاههما بشدة.
بدت صورتهما كوحوش اجتاحها طوفان الرغبة.
***
وهكذا، استطاعت أليشيا أن تسرق قلب كاليبسو.
رغم أن العلاقة بدأت جسديًا،
فإن كاليبسو وجد في أليشيا امرأة ذات فائدة كبيرة.
فقد وضعت له خطة لقتل ديانا وسرقة ثروة الماركيز.
وكانت خطتها غير سيئة إطلاقًا.
إذا استطاعت هذه المرأة السخيفة أن تزيل ديانا المزعجة من طريقه، فكل تلك الثروة ستصبح في قبضته.
بعد ذلك، عملت أليشيا طبيبة في قصر الدوق،
واستمرت علاقتها الغرامية معه حتى بعد الزواج.
لكن عندما أنجبت كاثرين وتظاهرت بموت آيسيل،
مرّت علاقتهما بأزمة مؤقتة.
رغم أن كاليبسو لم يكن يحب ديانا،
فإن الجنين الذي في رحمها كان بلا شك طفله.
وفي حزنه لفقدان الطفل،
أوقف خطته لقتل ديانا وتجنب رؤية أليشيا لفترة.
لكن بقي لديها كاثرين، التي كلما كبرت، ازدادت شبهًا بكاليبسو.
وبسبب كاثرين التي كانت تنمو بجمال،
استطاعا استعادة علاقتهما بسلاسة.
ولم يتبقَ سوى التخلص من ديانا، لتكتمل الخطة بشكل مثالي.
كانت الخطة تسير بسلاسة،
حتى بدأ الأمر يبدو وكأن الحاكم يباركها.
لكن لم يكن أحد يتوقع أن تستعيد ديانا بصرها، وأن تعود آيسيل — التي ظن الجميع أنها هربت — على هيئة ابنة بالتبني.
استفاقت أليشيا من شرودها، وحدّقت في كاثرين وقالت:
“يجب أن تستعيدي رباطة جأشك، كاثرين.”
“التي يجب أن تستعيد رباطة جأشها هي أمي، لا أنا.
لم تفعلي شيئًا منذ أن استعادت ديانا بصرها.”
أطبقت أليشيا شفتيها على كلام كاثرين الحاد.
كانت كلماتها صحيحة.
فقد خرج كل شيء عن السيطرة، وانهارت برودة أعصابها.
أصبح ذهنها فوضى.
نعم، كاثرين محقة.
من يجب أن تستعيد هدوءها هي أليشيا نفسها،
لتحمي نفسها وكاثرين داخل هذا القصر.
“بهذه الطريقة، سيكون الأمر خطرًا.”
قالت أليشيا بوجه جدي أكثر من أي وقت مضى.
لكن كاثرين بقيت عابسة، تبرز شفتيها.
“ماذا تقصدين؟”
“غدًا تنتهي فترة الحبس المنزلي،
وسيأتي معلم السحر لاختبارك. هل نسيتي؟”
كانت خائفة. إذا تصرفت كاثرين برعونة، فقد يُفضَح كل شيء.
بل في الحقيقة، لم تكن تخشى ذلك بقدر ما كانت تخشى رؤية كاثرين تُهان أمام آيسيل.
عندما ارتجف صوت أليشيا، نظرت كاثرين خلسة إلى الكتب المحظورة التي أخفتها تحت المكتب.
لو علمت والدتها بخطتها، لكانت عارضتها بالتأكيد.
لذلك قررت كاثرين عدم إخبارها.
“لديّ خطتي الخاصة.”
“أي خطة؟”
أثار إلحاح والدتها غضبها.
بالطبع لم تكن لتذهب إلى درس السحر دون استعداد.
فأجابت كاثرين بصوت ممتلئ بالضيق:
“ستعرفين حين تري. لا تسألي كثيرًا.”
“……حقًا…….”
“ألا تثقين بي؟”
ردّت كاثرين بحدة ونظرت إلى والدتها.
كانت أليشيا خائفة.
وكانت تلك الهيئة سخيفة للغاية.
رغم كل ما فعلته تلك الوقحه بها،
إلا أن آيسل لم تكن سوى خادمة نشأت بين الكتب.
أما كاثرين، التي نشأت كنبيلة، فكانت في مرتبة مختلفة تمامًا.
لكن يبدو أن أفكار أليشيا كانت مختلفة.
فقد أمسكت بوجه كاثرين — التي كانت تنظر بعيدًا بتجهم —
وأجبرتها على النظر في عينيها.
“آه…… يجب أن نكون أكثر هدوءًا وحكمة. كاثرين.”
“……من أجل تلك الآيسيل؟”
“لا.”
قاطعت أليشيا كلام كاثرين بحزم،
وحدقت في عينيها البنفسجيتين اللتين ورثتهما عن كاليبسو.
“لا تستهيني بها أبدًا.”
“……أمي.”
“إن استهنتِ بآيسيل، فسنكون نحن من يُطرد من هنا، لا هي.”
احتضنت أليشيا كتفي كاثرين المرتجفة.
كان عليها أن تحمي أغلى ما تملك — كاثرين.
“علينا أن نكون نحن الحقيقيين. أفهمتِ؟ أجيبي، كاثرين!”
صرخت أليشيا متوسلة وهي تنظر في عيني ابنتها.
وكانت عيناها ترتجفان من القلق.
“أنتِ، أنتِ الحقيقية…….”
وكأنها تلقن نفسها، همست في أذن كاثرين.
وفي النهاية، أجابت كاثرين على مضض:
“……حسنًا، سأتذكر ذلك.”
عند سماعها الإجابة، زفرت أليشيا تنهيدة ارتياح.
ثم ضمّت كاثرين مجددًا بقوة،
وحدّقت بعينيها وكأنها اتخذت قرارًا جادًا.
***
خرجت أليشيا إلى الممر واستدعت إحدى الخادمات.
“أنتِ هناك.”
توقفت خادمة كانت تمر على عجل، ونظرت إليها.
“نعم؟”
“لقد نفدت الأعشاب. يجب أن أخرج لشرائها، أحضري لي عربة.”
“نعم، سيدتي الطبيبة.”
كذبت أليشيا دون أن يرف لها جفن.
ولم تشكّ الخادمة بشيء، واتجهت نحو الإسطبل.
وسرعان ما وصلت العربة التي أُعدت لها.
نظرت أليشيا حولها بتوتر،
ثم صعدت إلى العربة كأن أحدًا يلاحقها.
وصلت العربة إلى منطقة السوق.
أومأت أليشيا للسائق بخفة،
وسارت نحو محل الأعشاب وكأنها ستدخله.
وفي اللحظة التي انشغل فيها السائق،
غيرت وجهتها نحو زقاق مظلم خلف المباني.
كان الزقاق مظلمًا تمامًا، رطبًا، وتفوح منه رائحة كريهة.
ارتدت أليشيا عباءتها بسرعة وشدّت ملابسها حول جسدها المرتجف.
حتى صوت قطرات الماء المتساقطة كان يثير القشعريرة.
سرعان ما وصلت إلى محل قديم ومتهالك.
وعندما فتحت الباب، نظر إليها جميع من في الداخل.
كلهم كانوا يملكون مظهرًا غير عادي.
منهم من بدا شريرًا، ومنهم من غطت الندوب وجهه،
وآخرون بجسد ضخم كأنهم وحوش.
ابتلعت أليشيا ريقها وبدأت تمشي بحذر.
ثم اقتربت من النادل الذي كان ينظف كأسًا.
“جئت لأقدّم طلبًا.”
توقفت يد النادل للحظة.
نظر إلى مظهرها ثم أشار برأسه إلى غرفة في زاوية الحانة.
“شكرًا لك.”
انحنت أليشيا ودخلت الغرفة التي أشار إليها.
في الداخل، جلست امرأة تشبه قارئة طالع أمام كرة بلورية ضخمة.
“جئت لأقدّم…….”
“اجلسي.”
قاطعتها المرأة بحدة.
جلست أليشيا أمامها وهي ترتجف من التوتر.
“ما هو طلبك؟”
“أريد معرفة معلومات عن شخص.”
“تحدثي.”
“……هل هناك طريقة لمعرفة صلة الدم لذلك الطفل؟”
استغرقت المرأة لحظة في التفكير، ثم مدت كفها.
حدّقت أليشيا بكفها دون أن تفهم.
“الأجر.”
“آه، نعم نعم.”
أسرعت بوضع يدها في عباءتها،
وأخذت تتفحص الجواهر وتفكر في أي واحدة تقدمها.
إن أخرجت كل الجواهر، فقد تطلب المرأة مبلغًا أعلى.
بعد تردد طويل، أخرجت عقد اللؤلؤ الذي كانت تحبه ووضعته في يد المرأة.
“هل هذا كافٍ؟”
رفعت المرأة العقد ومررته تحت الضوء.
كان لونه ورديًا خفيفًا وذا جودة عالية.
ارتسمت ابتسامة رضا على وجهها، ثم خبأت العقد وبدأت تتحدث.
“لكل عائلة ختم، أليس كذلك؟”
“الختم تقصدين…….”
“الختم المستخدم في شؤون العائلة.”
أومأت أليشيا برأسها علامة على الفهم، فتابعت المرأة:
“من خلال الجوهرة الموجودة في الختم،
يمكن معرفة ما إذا كان هناك دم من العائلة.”
فغرت أليشيا فاها وبدأت يداها بالارتجاف.
هذا يعني أن آيسيل لم تدخل بتزوير أو كذب.
“وهل يمكن معرفة هوية الوالد؟”
حدقت فيها المرأة، فصرخت أليشيا مجددًا:
“باستخدام ذلك الختم!”
لمعت عينا المرأة بجشع، ومدت كفها مجددًا.
ضحكت أليشيا بسخرية خفيفة.
لكن لم يكن أمامها خيار.
فلو أرادت زرع شخص داخل عائلة بريتشي،
فستحتاج إلى أموال أكثر بكثير.
والأهم من ذلك، لم تكن المشكلة في المال.
فقد كان خدم عائلة بريتشي مترابطين للغاية،
وولاؤهم للماركيز كبيرًا.
وإن كُشف أنها زرعت جاسوسًا، فستقع كارثة.
“إن لم يكن معكِ مال، فلا بأس.”
“مـ، معي!”
تجعد جبين أليشيا قليلًا وهي تبحث في عباءتها مجددًا.
لم تكن تتوقع أن تدفع جوهرتين مقابل المعلومات.
وفي النهاية، أخرجت خاتمًا كبيرًا مرصعًا بحجر غارنيت.
“ها هو.”
ابتسمت المرأة وارتدت الخاتم في يدها.
“لا يوجد سوى طريقة واحدة لفحص صلة الدم.
إن أردتِ معرفة الأب بالتحديد.”
“هاه…….”
تنهدت أليشيا براحة.
لكن لم يكن الوقت مناسبًا للاطمئنان.
فرغم أن كاثرين طلبت منها أن تثق بها، فإن وجود معلّم سحر سيكشف بالتأكيد أنها بلا طاقة سحرية.
وإذا أثار ذلك شكوك ديانا، وقررت إجراء فحص صلة الدم؟
حينها، سيتعقد كل شيء.
رفعت أليشيا عينيها بعزم، ثم أخرجت جميع الجواهر من عباءتها.
تفاجأت المرأة من تنوع الألوان والبريق، وحدّقت بها بدهشة.
“لديّ طلب آخر.”
“تفضلي.”
ردّت المرأة وكأنها مستعدة لقبول أي شيء.
“اختطفي لي طفلة واحدة، ثم……”
قالت أليشيا بجديّة وهي تشدّ على شفتيها:
“اقتليها.”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 39"
يارب تكون نهايتهم وحشة اليشيا وبنتها دي