“الآنسة ديانا مشغولة جداً بتحضيرات الزفاف… لذا أحضرت لك هذا. الخاتم.”
مدّت أليشيا الخاتم نحوه.
فتناوله كاليبسو ببطء من راحة يدها.
لكن في تلك اللحظة، أمسكت أليشيا بيده فجأة.
“……آنستي!”
“سمعت كل شيء.”
“ماذا……؟”
“ما قاله سمو الدوق للتو، لقد سمعت كل شيء.”
بدأت عينا كاليبسو بالارتجاف.
إن أخبرت تلك المرأة ديانا بمخططاته، فكل شيء سينتهي.
“لكنني لن أخبر أحدًا.”
وقفت أليشيا من مقعدها، ثم جلست بلطف على ركبتي كاليبسو.
“ما الذي تفعلينه……!”
“لقد وقعت في حبك من النظرة الأولى، صاحب السمو.”
“……هاه.”
ضحك كاليبسو بسخرية من هذا الإغراء الصريح.
كانت دائمًا ما ترمي إليه بنظرات الإغواء، ولم يكن ذلك يخفى عليه.
“وأنت أيضًا تنجذب إليّ، أليس كذلك؟”
وضعت أليشيا ذراعيها حول عنقه بشكل أكثر جرأة،
واقتربت بشفتيها منه حتى كادت تلامسهما.
“أليس كذلك؟”
زفر كاليبسو أنفاسًا حارة وسأل بصوت مرتجف:
“ما الذي تريدينه مني؟”
“……الحب. حبك. هذا كل ما أريده.”
وبمجرد أن أنهت كلامها، التقت عينا كاليبسو وأليشيا.
وبعد لحظات من الصمت، لم يستطع كبح جماح رغبته،
فقبّل شفتيها بشغف.
تشابكت شفاههما بشدة.
بدت صورتهما كوحوش اجتاحها طوفان الرغبة.
***
وهكذا، استطاعت أليشيا أن تسرق قلب كاليبسو.
رغم أن العلاقة بدأت جسديًا،
فإن كاليبسو وجد في أليشيا امرأة ذات فائدة كبيرة.
فقد وضعت له خطة لقتل ديانا وسرقة ثروة الماركيز.
وكانت خطتها غير سيئة إطلاقًا.
إذا استطاعت هذه المرأة السخيفة أن تزيل ديانا المزعجة من طريقه، فكل تلك الثروة ستصبح في قبضته.
بعد ذلك، عملت أليشيا طبيبة في قصر الدوق،
واستمرت علاقتها الغرامية معه حتى بعد الزواج.
لكن عندما أنجبت كاثرين وتظاهرت بموت آيسيل،
مرّت علاقتهما بأزمة مؤقتة.
رغم أن كاليبسو لم يكن يحب ديانا،
فإن الجنين الذي في رحمها كان بلا شك طفله.
وفي حزنه لفقدان الطفل،
أوقف خطته لقتل ديانا وتجنب رؤية أليشيا لفترة.
لكن بقي لديها كاثرين، التي كلما كبرت، ازدادت شبهًا بكاليبسو.
وبسبب كاثرين التي كانت تنمو بجمال،
استطاعا استعادة علاقتهما بسلاسة.
ولم يتبقَ سوى التخلص من ديانا، لتكتمل الخطة بشكل مثالي.
كانت الخطة تسير بسلاسة،
حتى بدأ الأمر يبدو وكأن الحاكم يباركها.
لكن لم يكن أحد يتوقع أن تستعيد ديانا بصرها، وأن تعود آيسيل — التي ظن الجميع أنها هربت — على هيئة ابنة بالتبني.
استفاقت أليشيا من شرودها، وحدّقت في كاثرين وقالت:
“يجب أن تستعيدي رباطة جأشك، كاثرين.”
“التي يجب أن تستعيد رباطة جأشها هي أمي، لا أنا.
لم تفعلي شيئًا منذ أن استعادت ديانا بصرها.”
أطبقت أليشيا شفتيها على كلام كاثرين الحاد.
كانت كلماتها صحيحة.
فقد خرج كل شيء عن السيطرة، وانهارت برودة أعصابها.
أصبح ذهنها فوضى.
نعم، كاثرين محقة.
من يجب أن تستعيد هدوءها هي أليشيا نفسها،
لتحمي نفسها وكاثرين داخل هذا القصر.
“بهذه الطريقة، سيكون الأمر خطرًا.”
قالت أليشيا بوجه جدي أكثر من أي وقت مضى.
لكن كاثرين بقيت عابسة، تبرز شفتيها.
“ماذا تقصدين؟”
“غدًا تنتهي فترة الحبس المنزلي،
وسيأتي معلم السحر لاختبارك. هل نسيتي؟”
كانت خائفة. إذا تصرفت كاثرين برعونة، فقد يُفضَح كل شيء.
بل في الحقيقة، لم تكن تخشى ذلك بقدر ما كانت تخشى رؤية كاثرين تُهان أمام آيسيل.
عندما ارتجف صوت أليشيا، نظرت كاثرين خلسة إلى الكتب المحظورة التي أخفتها تحت المكتب.
لو علمت والدتها بخطتها، لكانت عارضتها بالتأكيد.
لذلك قررت كاثرين عدم إخبارها.
“لديّ خطتي الخاصة.”
“أي خطة؟”
أثار إلحاح والدتها غضبها.
بالطبع لم تكن لتذهب إلى درس السحر دون استعداد.
فأجابت كاثرين بصوت ممتلئ بالضيق:
“ستعرفين حين تري. لا تسألي كثيرًا.”
“……حقًا…….”
“ألا تثقين بي؟”
ردّت كاثرين بحدة ونظرت إلى والدتها.
كانت أليشيا خائفة.
وكانت تلك الهيئة سخيفة للغاية.
رغم كل ما فعلته تلك الوقحه بها،
إلا أن آيسل لم تكن سوى خادمة نشأت بين الكتب.
أما كاثرين، التي نشأت كنبيلة، فكانت في مرتبة مختلفة تمامًا.
لكن يبدو أن أفكار أليشيا كانت مختلفة.
فقد أمسكت بوجه كاثرين — التي كانت تنظر بعيدًا بتجهم —
وأجبرتها على النظر في عينيها.
“آه…… يجب أن نكون أكثر هدوءًا وحكمة. كاثرين.”
“……من أجل تلك الآيسيل؟”
“لا.”
قاطعت أليشيا كلام كاثرين بحزم،
وحدقت في عينيها البنفسجيتين اللتين ورثتهما عن كاليبسو.
“لا تستهيني بها أبدًا.”
“……أمي.”
“إن استهنتِ بآيسيل، فسنكون نحن من يُطرد من هنا، لا هي.”
احتضنت أليشيا كتفي كاثرين المرتجفة.
كان عليها أن تحمي أغلى ما تملك — كاثرين.
“علينا أن نكون نحن الحقيقيين. أفهمتِ؟ أجيبي، كاثرين!”
صرخت أليشيا متوسلة وهي تنظر في عيني ابنتها.
وكانت عيناها ترتجفان من القلق.
“أنتِ، أنتِ الحقيقية…….”
وكأنها تلقن نفسها، همست في أذن كاثرين.
وفي النهاية، أجابت كاثرين على مضض:
“……حسنًا، سأتذكر ذلك.”
عند سماعها الإجابة، زفرت أليشيا تنهيدة ارتياح.
ثم ضمّت كاثرين مجددًا بقوة،
وحدّقت بعينيها وكأنها اتخذت قرارًا جادًا.
***
خرجت أليشيا إلى الممر واستدعت إحدى الخادمات.
“أنتِ هناك.”
توقفت خادمة كانت تمر على عجل، ونظرت إليها.
“نعم؟”
“لقد نفدت الأعشاب. يجب أن أخرج لشرائها، أحضري لي عربة.”
“نعم، سيدتي الطبيبة.”
كذبت أليشيا دون أن يرف لها جفن.
ولم تشكّ الخادمة بشيء، واتجهت نحو الإسطبل.
وسرعان ما وصلت العربة التي أُعدت لها.
نظرت أليشيا حولها بتوتر،
ثم صعدت إلى العربة كأن أحدًا يلاحقها.
وصلت العربة إلى منطقة السوق.
أومأت أليشيا للسائق بخفة،
وسارت نحو محل الأعشاب وكأنها ستدخله.
وفي اللحظة التي انشغل فيها السائق،
غيرت وجهتها نحو زقاق مظلم خلف المباني.
كان الزقاق مظلمًا تمامًا، رطبًا، وتفوح منه رائحة كريهة.
ارتدت أليشيا عباءتها بسرعة وشدّت ملابسها حول جسدها المرتجف.
حتى صوت قطرات الماء المتساقطة كان يثير القشعريرة.
سرعان ما وصلت إلى محل قديم ومتهالك.
وعندما فتحت الباب، نظر إليها جميع من في الداخل.
كلهم كانوا يملكون مظهرًا غير عادي.
منهم من بدا شريرًا، ومنهم من غطت الندوب وجهه،
وآخرون بجسد ضخم كأنهم وحوش.
ابتلعت أليشيا ريقها وبدأت تمشي بحذر.
ثم اقتربت من النادل الذي كان ينظف كأسًا.
“جئت لأقدّم طلبًا.”
توقفت يد النادل للحظة.
نظر إلى مظهرها ثم أشار برأسه إلى غرفة في زاوية الحانة.
“شكرًا لك.”
انحنت أليشيا ودخلت الغرفة التي أشار إليها.
في الداخل، جلست امرأة تشبه قارئة طالع أمام كرة بلورية ضخمة.
“جئت لأقدّم…….”
“اجلسي.”
قاطعتها المرأة بحدة.
جلست أليشيا أمامها وهي ترتجف من التوتر.
“ما هو طلبك؟”
“أريد معرفة معلومات عن شخص.”
“تحدثي.”
“……هل هناك طريقة لمعرفة صلة الدم لذلك الطفل؟”
استغرقت المرأة لحظة في التفكير، ثم مدت كفها.
حدّقت أليشيا بكفها دون أن تفهم.
“الأجر.”
“آه، نعم نعم.”
أسرعت بوضع يدها في عباءتها،
وأخذت تتفحص الجواهر وتفكر في أي واحدة تقدمها.
إن أخرجت كل الجواهر، فقد تطلب المرأة مبلغًا أعلى.
بعد تردد طويل، أخرجت عقد اللؤلؤ الذي كانت تحبه ووضعته في يد المرأة.
“هل هذا كافٍ؟”
رفعت المرأة العقد ومررته تحت الضوء.
كان لونه ورديًا خفيفًا وذا جودة عالية.
ارتسمت ابتسامة رضا على وجهها، ثم خبأت العقد وبدأت تتحدث.
“لكل عائلة ختم، أليس كذلك؟”
“الختم تقصدين…….”
“الختم المستخدم في شؤون العائلة.”
أومأت أليشيا برأسها علامة على الفهم، فتابعت المرأة:
“من خلال الجوهرة الموجودة في الختم،
يمكن معرفة ما إذا كان هناك دم من العائلة.”
فغرت أليشيا فاها وبدأت يداها بالارتجاف.
هذا يعني أن آيسيل لم تدخل بتزوير أو كذب.
“وهل يمكن معرفة هوية الوالد؟”
حدقت فيها المرأة، فصرخت أليشيا مجددًا:
“باستخدام ذلك الختم!”
لمعت عينا المرأة بجشع، ومدت كفها مجددًا.
ضحكت أليشيا بسخرية خفيفة.
لكن لم يكن أمامها خيار.
فلو أرادت زرع شخص داخل عائلة بريتشي،
فستحتاج إلى أموال أكثر بكثير.
والأهم من ذلك، لم تكن المشكلة في المال.
فقد كان خدم عائلة بريتشي مترابطين للغاية،
وولاؤهم للماركيز كبيرًا.
وإن كُشف أنها زرعت جاسوسًا، فستقع كارثة.
“إن لم يكن معكِ مال، فلا بأس.”
“مـ، معي!”
تجعد جبين أليشيا قليلًا وهي تبحث في عباءتها مجددًا.
لم تكن تتوقع أن تدفع جوهرتين مقابل المعلومات.
وفي النهاية، أخرجت خاتمًا كبيرًا مرصعًا بحجر غارنيت.
“ها هو.”
ابتسمت المرأة وارتدت الخاتم في يدها.
“لا يوجد سوى طريقة واحدة لفحص صلة الدم.
إن أردتِ معرفة الأب بالتحديد.”
“هاه…….”
تنهدت أليشيا براحة.
لكن لم يكن الوقت مناسبًا للاطمئنان.
فرغم أن كاثرين طلبت منها أن تثق بها، فإن وجود معلّم سحر سيكشف بالتأكيد أنها بلا طاقة سحرية.
وإذا أثار ذلك شكوك ديانا، وقررت إجراء فحص صلة الدم؟
حينها، سيتعقد كل شيء.
رفعت أليشيا عينيها بعزم، ثم أخرجت جميع الجواهر من عباءتها.
تفاجأت المرأة من تنوع الألوان والبريق، وحدّقت بها بدهشة.
“لديّ طلب آخر.”
“تفضلي.”
ردّت المرأة وكأنها مستعدة لقبول أي شيء.
“اختطفي لي طفلة واحدة، ثم……”
قالت أليشيا بجديّة وهي تشدّ على شفتيها:
“اقتليها.”
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 39"
يارب تكون نهايتهم وحشة اليشيا وبنتها دي