ما إن عادت ديانا إلى قصر الدوق، حتى أمر ماركيز بريتشي بإعطاء آيسيل أفضل غرفة في القصر، وأوكل المهمة إلى ليزا.
رافقت ليزا آيسيل إلى باب مزين بالأحجار الكريمة في كل مكان.
دارت عينا آيسيل بدهشة عندما رأت الباب.
كان من الواضح أن بيع هذا الباب وحده سيجلب كومة من العملات الذهبية.
رغم أنه مجرد باب، إلا أن تزيينه بهذه الدقة كشف بوضوح عن مدى حرص ودقة ماركيز بريتشي.
“تفضلي بالدخول!”
قالت ليزا بنبرة مرحة وهي تفتح الباب أمام آيسيل التي كانت تحدق فيه بشرود.
“آه، نعم…”
رغم كلام ليزا اللطيف والمبهج، بدت آيسيل محرجة ومترددة.
ترددت في دخول الغرفة لبعض الوقت،
ثم بدأت تخطو خطواتها ببطء إلى الداخل.
كانت الغرفة في قصر الماركيز أوسع بكثير من غرفة كاثرين.
وعلى الرغم من أن آيسيل لم تكن تملك عينًا خبيرة، بحكم كونها خادمة لا تعرف شيئًا، فقد كانت ترى بوضوح أن الأثاث كان من أعلى جودة، والزينة مكونة من الذهب والجواهر.
كانت قد سمعت عن ثراء عائلة بريتشي، لكنه فاق كل توقعاتها.
ظلت عينا آيسيل تتحركان بدهشة في أرجاء الغرفة.
ربما لأنها عاشت طوال طفولتها حبيسة رفوف الكتب،
بدت الغرفة الواسعة غريبة تمامًا عنها.
مرت يدها على الزينة بعينين تملؤهما الفضول والدهشة.
“انستي، لقد تأخر الوقت، لذا لن نحضر طعامًا كاملاً،
سأجلب لكِ بعض الوجبات الخفيفة.”
لاحظت آيسيل أن ليزا قد بدأت تناديها بلقب ‘انستي’.
هزّت آيسيل رأسها بخجل.
ثم انحنت ليزا بلطف وخرجت من الغرفة.
تابعت آيسيل بنظرها ليزا وهي تغادر،
تطرف بعينيها بسرعة دون أن تستطيع تحويل نظرتها عنها.
لطالما كانت هي من تخدم الآخرين.
كونها يتيمة وخادمة،
لم تعتد أن تُعامل بلطف أو يُخاطبها أحد بالاحترام.
سرعان ما عادت ليزا وهي تدفع عربة مليئة بالحلويات.
وكان على العربة كعكة صغيرة مغطاة بالفراولة، ومجموعة من الماكرون والإكلير، وهي أشياء يحبها الأطفال بلا شك.
لم تكن تشعر بالجوع في البداية،
ولكن ما إن رأت تلك الحلويات المزينة بشكل جميل،
حتى بدأت تبتلع ريقها بشدة.
“في العادة، لا يُنصح بتناول الحلوى في وقت متأخر من الليل.”
قالت ليزا وهي تضع الأطباق على الطاولة مبتسمة بلطف.
“لكن سعاده الماركيز أمر بأن تأكلي شيئًا،
فقد قال إنكِ نحيلة للغاية.”
“سعادته؟”
“نعم.”
عندما قابلت الماركيز لأول مرة، شعرت آيسيل بالخوف من ملامحه الحادة، لكنها رأت دفئًا صادقًا في عينيه المليئتين بالتجاعيد.
رغم مظهرها المخيف،
استطاعت آيسيل أن تشعر بأنه إنسان دافئ.
نظرت إلى الحلويات الشهية بعينين ممتنتين من أعماق قلبها.
لطالما عاشت على الخبز الجاف،
وهذه أول مرة في حياتها ترى مثل هذا الطعام.
كانت دائمًا تتساءل عن طعم هذه الأشياء وهي تراقب كاثرين تأكل، وأحيانًا كانت تبلع ريقها وهي تتوق لتذوقها.
في الحقيقة، حتى وإن كانت مجرد خادمة، فإن فكرة عملها في قصر دوقي دون أن تتذوق حتى قطعة حلوى واحدة أمر لا يُصدق.
عادة ما يُعطى الطعام المتبقي للخدم،
لكن حتى هذا لم يكن مسموحًا به لآيسيل.
لأن كاثرين كانت تكره أن تعطيها شيئًا،
فكانت تأكل حتى آخر قطرة كريمة في الطبق رغم امتلائها.
تألقت عينا آيسيل وهي تحدق في الحلويات الممتدة على الطاولة، لكنها لم تستطع تحريك يدها لتختار أيًا منها، واكتفت بابتلاع ريقها.
حين لاحظت ترددها،
أمسكت ليزا بيدها وأعطتها شوكة صغيرة للحلوى.
“تفضلي، تذوقي. سعادة الماركيز طلب أن أتأكد من أنك تأكلينها كلها.”
“…حسناً.”
ردّت آيسيل بصوت خافت بالكاد يُسمع،
ثم اختارت حبة ماكرون بتردد ووضعتها في فمها.
على الفور، احمرّ خداها.
كان الحشو الناعم من الفانيلا بين قطع الماكرون يذوب بلطف على لسانها. لم تذق شيئًا بهذا الطعم الحلو والناعم من قبل.
لم تكن تعلم أن الخبز يمكن أن يكون طريًا.
لم تكن تعرف أن هناك شيئًا بهذه اللطافة موجود في هذا العالم.
فغرت فمها بدهشة ولم تستطع إخفاء اندهاشها.
نظرت إليها ليزا وكأنها تراها طفلة لطيفة.
كان وجهها المحمر يشبه ثمرة خوخ ناضجة.
لكن في أعماقها، شعرت بالحزن عليها.
فقد علمت من الماركيز أن آيسيل تبلغ من العمر خمسة عشر عامًا.
ولكنها بالكاد بدت في سن الثالثة عشرة، بسبب نحافتها الزائدة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 24"