وما إن أنهت كلماتها، حتى اندفع الدائنون إلى داخل المنزل.
شهقت كاثرين وصرخت بصوت عالٍ.
أخذوا كل شيء بأيديهم الجشعة: التحف، الملابس، المجوهرات، من كل الغرف دون استثناء.
“لا! أمي! افعلي شيئًا!”
بينما كان آيسيل تتقبل الأمر بهدوء، كانت كاثرين تتنقّل في المكان مذعورة، تنظر بحزن إلى فساتينها ومجوهراتها التي تُسلب منها.
“ما الذي يجري؟ هل فشل مشروع أبي؟!”
ركضت نحو ديانا وسألتها بنبرة اتهام.
“…تبيّن أن الأعشاب التي زرعها والدك تحتوي على مواد سامة تسبب التسمم.”
“ماذا؟! لا أصدق!”
اتسعت عيناها بصدمة.
“كيف يزرع شيئًا كهذا دون التأكد منه؟!”
“لأنه كان يظن أن المشروع الذي سرقه من جدّك قد تم اختباره مسبقًا.”
“تبًا! ماذا عن حفلة ظهوري للمجتمع؟!”
حتى في خضم هذه الفوضى،
كان أكثر ما يقلق كاثرين هو حفلتها القادمة.
رمقتها آيسيل بنظرة استخفاف، ثم هزّت رأسه.
قريبًا، خرج الدائنون من القصر وهم يحملون كل غرض يمكن أن يُباع بثمن.
“سوف نرسل لكِ بقية المبلغ بالبريد!”
“نعم، أعتذر منكم…”
انحنت ديانا حتى النهاية، تعبيرًا عن اعتذارها لهم.
فهم كانوا ضحايا في نهاية المطاف.
كانت تنوي تعويضهم جميعًا لاحقًا، عندما ينتهي كل شيء.
نظرت كاثرين إلى داخل القصر المبعثر بنظرة يائسة.
وضعت ديانا يدها على كتف كاثرين،
وقالت بنبرة صادقة ومليئة بالأسى:
“أنا آسفة يا كاثرين… لن أتمكن من جعله حفلًا فاخرًا كما أردتِ.”
“إذًا… على الأقل، هل يمكن أن أحصل على ذلك الكتالوج الذي عرضته عليّ سابقًا…؟“
“حتى ذلك سيكون صعبًا في الوقت الحالي… أظن أنني لن أستطيع أن أُفصّل لكِ شيئًا جديدًا.”
“يعني… عليّ أن أرتدي شيئًا من الموجود؟“
أومأت ديانا برأسها بصمت.
هرعت كاثرين إلى غرفتها وهي تكاد تبكي،
وقد علا وجهها شعور بالمرارة.
كانت خزانتها وصندوق مجوهراتها في حالة فوضى بعد أن عبث بها الدائنون.
أخذت كاثرين تتفقد خزانتها.
لم يتبقَ سوى فساتين قديمة،
تجاوزها الزمن، أو فقدت ألوانها من قِدمها.
وكان الحال ذاته مع المجوهرات.
كل ما يصلح للاستخدام أُخذ، ولم يتبقَ إلا بضع قطع من الزجاج الرخيص، يمكن أن يلعب بها أطفال النبلاء.
في تلك اللحظة،
لفت نظرها قرط كريستالي مكسور لم يتبقَ منه سوى قطعة واحدة.
تناولته بعصبية ورمته صارخة:
“مَن سيضع شيئًا كهذا؟!”
صرخت بأعلى صوتها، لكن لم يكترث لها أحد.
شعرت أنها أتعس مَن في هذا العالم.
نظرت إلى راحة يدها، إلى أثر ختم إكليبت، ثم بدأت تبكي بحرقة.
***
“همم…؟“
كان هناك بعض الضجيج في الخارج.
نهضت أليشيا من الأرض الصلبة، وتلمّست الجدار.
كان هناك صوت تفتيش وتكسير بالخارج.
هل حدث شيء في غرفة آيسيل؟
ألصقت أليشيا أذنها بالجدار وانتظرت بصمت.
فجأة، سمعت صوتًا منخفضًا لرجل لم تسمعه من قبل.
“قد نجد كتبًا ثمينة في رفوف الكتب!”
ثم تلا صوته حركة قوية، واهتزت رفوف الكتب التي كانت تسد الممر الذي وُضعت فيه أليشيا.
ونتيجة لذلك، انفتح الرف قليلًا.
وبعد لحظات، يبدو أنهم خرجوا جميعًا،
إذ عادت الأجواء إلى الهدوء.
بدأت أليشيا تتحسس بيدها،
ووجدت فراغًا ضيقًا بين الرف والحائط.
دفعت الرف بحذر، لكنه لم يتحرك أكثر بسبب القفل المثبّت.
في النهاية، لم تكن قادرة على الفرار بسبب فقدانها للبصر.
فجلست بهدوء على الأرض.
في تلك اللحظة، شعرت بشيء أسفل جسدها.
“ماهذا…؟“
تحسست أليشيا ذلك الشيء الذي كان تحتها بحذر.
“آه…”
جرحت إصبعها بسرعة من طرف حاد.
لم تستطع رؤيته، لكنّها استطاعت أن تتخيله.
كانت قطعة زجاج بحجم كفّ يدها.
على ما يبدو، حين عبث أولئك الرجال بالغرفة،
تحطم شيء وتدحرج إلى أسفل الرف.
قبضت أليشيا على إصبعها النازف،
وأخفت قطعة الزجاج داخل بطانيتها بعناية.
من الواضح أن الحاكم لم يتخلّ عنها بعد.
ومضة خافتة ظهرت في عيني أليشيا الخاويتين.
ديانا… أنا لم أمت بعد.
وحتى لو مت… لن أموت هكذا ببساطة.
وبينما كانت تتحسس قطعة الزجاج التي أخفتها،
رسمت أليشيا ابتسامة خبيثة على شفتيها.
ثم راحت تلمس بطنها برفق.
كانت مصممة أن تبقى على قيد الحياة،
من أجل أن تلد هذا الطفل.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 104"