ولم يكن مخطئًا؛ فقد بدا وجه كاثرين أكثر تعبًا من وجه الخادمات.
مررت كاثرين يدها على بشرتها التي فقدت رونقها بسبب التوتر،
وبدت محرجة.
“حسنًا، بما أننا اجتمعنا كعائلة بعد وقت طويل،
لنتناول الشاي معًا.”
“بكل سرور.”
سكبت ديانا الماء الساخن في أكواب الشاي بابتسامة مشرقة.
كانوا يبدون من الخارج وكأنهم عائلة متماسكة حقًا.
غير أن دواخلهم كانت جميعها متآكلة وفاسدة لأسباب مختلفة.
“آه، صحيح، هناك أمر لم يسعني قوله لك بعد.”
“لي أنا؟“
“نعم. إنه أمر محرج قليلًا… لكن يبدو أنه من الصعب إنزال العقاب بأليشيا.”
هل كانت تنوي الحديث عن أليشيا؟
رفعت كاثرين رأسها عن فنجان الشاي.
كانت تشعر بتوتر، لكنها كانت فضولية في ذات الوقت.
أرادت أن تعرف كيف سيكون رد فعل والدها.
ولم تكن كاثرين وحدها من ينتظر كلمات ديانا،
بل أليشيا، المختبئة خلف رف الكتب، كانت تُنصت في ظلامها باهتمام بالغ إلى هذا الحوار.
“من الصعب معاقبتها؟ لا بأس،
لكن أظن أنني لم أعد أراها مؤخرًا.”
أجاب كاليبسو بفتور.
لم يكن الحديث عن أليشيا أمرًا يروق له، خصوصًا في هذا الوقت حيث بدأ يشعر تجاه ديانا بمشاعر تختلف عما كان في الماضي.
“أرسلت أليشيا مؤقتًا إلى منزل تابع لإحدى العائلات النبيلة.”
“إلى منزل تابع…؟“
نظرت كاثرين إلى ديانا بدهشة.
كانت تظن أن أليشيا لا تزال في الكوخ،
ولم تكن قد زارتها منذ أيام، لذا لم تكن على علم بمكانها.
“نعم. لا أعلم إن كان يجب أن أخبركم، لكن بما أن أليشيا ارتكبت العديد من الأخطاء في حقنا، فسأفعل.”
توجهت أنظار الجميع إلى ديانا، التي عقدت حاجبيها وكأنها تشعر بالضيق، ثم تحدثت بصعوبة.
وما إن نطقت بكلماتها،
حتى تغيرت ملامح كاليبسو وكاثرين على الفور.
“يبدو أنها حامل.”
“……ماذا؟ أليشيا؟“
أعاد كاليبسو السؤال دون وعي منه،
ووجهه بدا كما كان وجه ديانا عندما أخبرها الطبيب بأمر الحمل.
لقد صُدم بالفعل.
وكان من الطبيعي أن يشعر بذلك.
فالجنين في بطن أليشيا، بلا شك، كان طفله.
“نعم. فتاة عزباء لم تتزوج… حاولت أن تغوي رجلاً متزوجًا،
عارٌ حقيقي…”
كانت آيسيل تحدق في الإكلير وكأنها لا تهتم بسوى حلواها،
بينما كان وجه كاليبسو وكاثرين يوحي بذهول شديد.
أما ديانا، فأخفت سخرية كانت على وشك الظهور في ملامحها وتابعت الكلام.
“لكن، مهما سألتها عن هوية والد الطفل، لم تجبني.”
“……هاه.”
ضحك كاليبسو بسخرية لا إرادية.
“رغم أنها ارتكبت خطأً كبيرًا في حقي، لكنها كانت صديقتي يومًا ما. لا أعلم كيف يمكنني نصحها. أنت كنت تُعزّ أليشيا أيضًا، أليس كذلك؟“
ارتجف حاجب كاليبسو قليلًا، ثم أخفى يده المرتجفة تحت الطاولة.
لكن نظرات ديانا الحادة كانت تراقب كل حركة بدقة.
“……فقط لأنها كانت صديقتك. لم يكن هناك سبب آخر.”
“أظن أن والد الطفل متزوج. بما أنها لم تُخبرني حتى أنا،
فلا بد أن الأمر كبير. خيانة في هذه الإمبراطورية… هذا خطير.”
كلمات ديانا بدت وكأنها صادرة عن قلب مشفق،
لكنها كانت تُغرز في صدري كاليبسو وكاثرين كسكاكين حادة.
كان يعتزم قطع علاقته بأليشيا كليًا.
لكن الآن، حمل؟! بدأ كاليبسو يشرب الشاي الساخن بنهم،
وكأن حلقه قد جف تمامًا.
ثم تمتم بصعوبة:
“ربما… يجب…”
“نعم؟“
“…أن تُجهِض الطفل.”
كانت الصدمة التي تلقتها أليشيا المختبئة وكاثرين الجالسة واضحة ومزلزلة.
“إن كان ما حدث فعلًا خيانة،
فإن هذا الطفل غير الشرعي سيكون دليلاً دامغًا على الخيانة…”
كأن كاليبسو كان يتحدث إلى نفسه.
وإن كانت كاثرين قد أصبحت أمرًا واقعًا،
فلا يمكن السماح بوجود طفل غير شرعي آخر.
“طفـ… طفل غير شرعي؟!”
صرخت كاثرين بانفعال.
لم تحتمل أن يُختصر وجودها في كلمة واحدة تافهة كهذه.
“كيف يمكنك قول شيء كهذا؟“
نظرت إلى والدها بعينين تغشاهما الجراح.
وفي تلك اللحظة، كانت ديانا وآيسيل تتابعان المشهد بأريحية،
وكأنهما تشاهدان مشهدًا دراميًا يتهاوى تلقائيًا دون الحاجة لأي تدخل منهما.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 102"