الفصل 173 : القصة الجانبية 7 : في أحد الأيام في الماضي ⁷
في وقت متأخر من الليل، كان لازلو يتجول أمام غرفة نوم أغنيس لمدة ساعةٍ كاملة. تثاءب الخادم الواقف أمام الباب ثم فوجئ بنفسه وانحنى برأسه بسرعة.
“الأميرة… لا بد أنها نائمة، أليس كذلك؟”
“هل تريدني أن أبلغ الخادمة داخل الغرفة؟”
“لا، لا حاجة لذلك.”
حتى لو رأى وجهها، لم يكن ليسهل عليه فتح شفتيه للكلام.
أخيها يكاد يكون قد فقد عقله وجيشه إلى سوتمار؟
والملك يريد حياتها؟
في النهاية، لم يستطع لازلو أن يطرق باب غرفتها، بل استدار وعاد أدراجه.
في صباح اليوم التالي، جاءه زولتان وعيناه محمرتان، وكأنه لم ينم طوال الليل.
“سأبقى هنا أيضًا.”
“افعل ما تشاء.”
“لن أهرب وأتركك وحيدًا.”
“حسنًا.”
أجاب لازلو ببرود، فأطلق زولتان تنهيدة طويلة وهز رأسه.
“ماذا ستفعل بالأميرة؟”
“…”
“ماذا قالت؟ لا تقل لي أنك لم تخبرها بعد؟”
“سأخبرها…”
تردد لازلو في الحديث على غير عادته، فضرب زولتان صدره بقبضته من شدة الغضب.
“هاه! من تظن أنه السبب في كل هذه الفوضى، ومع ذلك تتركها تجهل كل شيء وكأنها تعيش في عالم آخر؟”
“زولتان، هذه ليست غلطتها.”
“تبا، أعلم ذلك! لكن لا يمكن إنكار أنها السبب في اندلاع هذه الحرب.”
“…”
“أخي، إخفاء الأمر عنها ليس الحل. من وجهة نظرها، عدم إخبارها بأي شيء يعني معاملتها كالأحمق.”
كان لازلو يعلم أن زولتان محق، لكن كلما وقف أمامها، كان يشعر بأن لسانه ينعقد.
“سأخبرها غدًا.”
“افعل ما شئت، لكنني لم أعد أهتم.”
كان عدد النبلاء الذين هربوا مع عائلاتهم من القلعة الليلة الماضية قد تجاوز أصابع اليدين.
لم يكن لازلو يلومهم ولا ينتقدهم.
“لا تمنع من يريد المغادرة، ودعهم يأخذون معهم ما يحتاجون من الطعام.”
“هؤلاء هربوا لإنقاذ أنفسهم فقط، ومع ذلك تريد أن تعطيهم طعامنا؟”
“على أي حال، لن نتمكن من استهلاك كل المؤن التي في القلعة.”
“لا تقل مثل هذه الأشياء…”
تجمد وجه زولتان عندما فهم معنى كلامه، لكن لازلو اكتفى بالابتسام.
أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتكلم.
“سأرسل الأميرة إلى الجنوب.”
“إلى الجنوب؟”
“نعم، إلى سيكلوشي. من هناك، يمكنها ركوب السفينة إلى أرخبيل أراهن، ولن يتمكن الملك من ملاحقتها.”
“هاه… هذا حبٌ عظيم. كيف تحملت طوال هذا الوقت؟”
“حب؟”
قطب لازلو جبينه ونفى ذلك.
“إنها زوجتي. من واجبي أن أتحمل مسؤوليتها حتى النهاية.”
“آه، حسنًا، كما تشاء.”
رفع زولتان كتفيه ورد ببرود.
قضى لازلو يومًا مزدحمًا بالتحضير للحرب، لكن الشيء الوحيد المريح في الأمر أن المعركة لم تكن بحاجة إلى تجهيزات معقدة.
“أحضرت الأشياء التي طلبتها.”
“ضعها هناك.”
أحضر الخادم كيسًا قديمًا ووضعه أمام لازلو، الذي بدأ بفحص محتوياته بعناية.
“يبدو أن الأحجار الكريمة الصغيرة هي الأنسب، وربما علينا إضافة المزيد من اللحم المجفف.”
كان الكيس مُجهزًا للهروب المحتمل للأميرة، يحتوي على ملابس، طعام، مال، مجوهرات، خرائط، وكل ما قد تحتاجه في رحلتها. وبما أن الرحلة إلى الجنوب ستستغرق شهرين، كان يعتقد أن هذا القدر سيكون كافيًا.
“هل سيكون هذا كافيًا؟”
ما كان يقلقه أكثر هو إن كانت ستتمكن من تحمل مشقة الهروب.
لم تمس يدها الماء من قبل، فكيف ستنام على الأرض الترابية؟
امتلأت رأسه بالهواجس ولم يستطع النوم بشكل جيد.
عندما بدأ الاستعداد للحصار، توقع لازلو أن يتمكنوا من الصمود لمدة أسبوع على الأقل، أو ربما شهر على الأكثر.
لكن النهاية جاءت أسرع مما توقع.
في ظلام الليل، قبل أن تشرق الشمس، بدأ صدى التصادم بين الأسلحة والصيحات القتالية يتردد في الأرجاء.
نهض لازلو من مكانه فورًا.
“يا دوق!”
فتح أحد الفرسان المألوفين الباب ودخل راكضًا.
“ما الأمر؟”
“إنها غارة! العدو اقتحم القلعة!”
“كيف؟ هل استخدموا السلالم؟”
“لا… يبدو أن بوابة القلعة قد فُتحت من الداخل.”
كان وجه الفارس يغمره اليأس.
كانت القلعة تُعرف باسم القلعة الألفية لأنها لم تسقط أبدًا في وجه الغزاة طوال تاريخها الطويل.
شعر لازلو بارتباك شديد للحظة، لكن لم يكن هناك وقتٌ للذهول. عليه أن يسيطر على الموقف بسرعة.
“يبدو أن هناك خائنًا بيننا. من هم الفرسان القادرون على القتال الآن؟”
” دارين فقط.”
“إذن، انطلق فورًا وأغلق البوابة مع دارين بأسرع ما يمكن. سأكون هناك قريبًا.”
“حاضر!”
كان هذا خطأ فادحًا.
أثناء ارتدائه درعه على عجل، عض لازلو على شفتيه. كان عليه أن يتوقع احتمال وجود خائن بينهم…
قبل أن يغادر، وقعت عيناه على الكيس الذي جهزه الليلة الماضية.
أخذه في يده وسار بسرعة نحو غرفة الأميرة، لكنه التقى بزولتان في الممر.
“أخي، الآن…!”
“سمعتُ بما حدث.”
“سأجد الخائن اللعين الذي فتح البوابة!”
“قبل ذلك، زولتان…”
وضع لازلو يده بقوة على كتف أخيه، ونظر كلاهما إلى بعضهما البعض وسط ضوء الشموع الخافت.
“خذ الأميرة واذهب بها إلى الجنوب.”
“ماذا؟”
“البوابة فُتحت، ولن نصمد طويلًا. كنت أنوي تكليف دارين بمهمة حمايتها، لكن الوضع أصبح طارئًا…”
“لا.”
قبل أن يُكمل حديثه، هزَّ زولتان رأسه بحزم.
“إن كان أحدنا سيرحل، فذهب أنت، أخي. سأبقى هنا.”
“زولتان.”
“لن أذهب. إلى أين أذهب؟ سأموت هنا. اذهب أنت مع الأميرة.”
“كيف يمكن للسيّد أن يُغادر قلعته؟”
“إذا كان الأمر كذلك، فماذا عني؟!”
كان صوته مرتفعًا لدرجة أنه جعل الهواء في الممر يهتز. منذ متى بدأت عيناه تترقرقان بالدموع؟
“كيف تطلب مني أن أفرّ وأتركك خلفي؟ كيف لي أن… أن…”
“لستُ أطلب منك الهرب وتركِي.”
“……”
“خذ الأميرة إلى الجنوب. هذا آخر رجاءٍ لي منك، زولتان.”
“……”
“أيمكنك فعل ذلك؟”
“أنا… لا أستطيع… كيف يمكن…”
قطب زولتان حاجبيه بقوة وهزّ رأسه مرارًا. كان صوته واهنًا ومضطربًا.
كان يعلم أن هذا الطلب قاسٍ على أخيه، لكن هذا هو كل ما يمكنه فعله من أجلهما.
“إن لم يراني الملك، فسيرسل مطارديه خلفي أولًا بدلًا من الهجوم على القلعة. سأقوم أنا بإلهائهم.”
“أخي…”
“أرجوك.”
كانت تلك الكلمة الموجزة تحمل في طياتها معانٍ لا حصر لها.
بمجرد أن التقت عيناهما، أدرك زولتان أنه لا يستطيع الرفض.
“أخي… أنت تحب الأميرة، أليس كذلك؟”
“ماذا؟”
لأنه أدرك أن لا أحد يُخاطر بحياته لإنقاذ شخصٍ ما إلا إذا كان يُحبّه.
“لا شيء… سأفعل كما قلت.”
“شكرًا لك، زولتان.”
حينها فقط، ارتسمت على شفتي لازلو ابتسامة. رَبَّت على كتف أخيه بخفة.
“سأتحدّث مع الأميرة وأشرح لها الوضع، جهّز بعض الأغراض وتعالَ إلى غرفتها.”
“هاه… تبا. حسنًا، فهمت.”
بعد أن أرسل زولتان ليجهز نفسه، هرع لازلو إلى غرفة الأميرة. لم يكن هناك أي أثر للخدم الذين كانوا يحرسون الباب، فقد فرّوا بالفعل.
فتح الباب دون سابق إنذار، وتوجه إلى سريرها حيث كانت نائمة بعمق.
“استيقظي.”
“أه…”
لكنه لم يتمكن من لمسها، فاكتفى بمناداتها، فلم تستيقظ بسهولة.
“استيقظي!”
عندها، دوّى صوت صاخب من الخارج. توترت أعصابه. أمسك كتفيها وهزّها بقوة.
“اللعنة. استيقظي، يا أميرة! لا وقت للتباطؤ!”
“ماذا…؟”
أخيرًا، فركت عينيها ونهضت قليلًا.
“دوق، أي تصرفٍ غير لائق هذا؟ لم تشرق الشمس بعد!”
“ليس لدينا وقتٌ لمثل هذه التفاصيل الآن، يا أميرة.”
رمى أمامها الكيس الذي أحضره معه.
“ما هذا؟”
ثم دوّى هذه المرة صوت صراخٍ بشري. يبدو أن العدو قد اقتحم القلعة.
“ارتدي ملابسكِ فورًا واتبعيني.”
“ما الذي يحدث؟”
“البوابة فُتحت.”
أثّرت تلك الكلمات عليها بشدة، فحدّقت فيه بفم مفتوح، غير قادرة على استيعاب الأمر.
كان يود أن يمنحها مزيدًا من التوضيح، لكن الوقت كان أثمن من أن يُهدر.
“لا وقت لدينا.”
“ماذا تعني؟ كيف تُفتح البوابة؟ ألم تكن القلعة منيعة صمدت لألف عام؟”
“حتى القلاع التي تصمد ألف عام تنهار في النهاية.”
كان هذا كل ما استطاع قوله. ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ ساخرة دون وعي.
“أسرعي.”
مع إلحاحه المستمر، بدأت أخيرًا تتحرك في الظلام، تلمس ملابسها وتحاول ارتداءها، لكنها تلعثمت غير قادرة على ربطها بشكل صحيح.
“حتى الآن لا تستطيعين ارتداء ملابسكِ بنفسك؟”
أثار ذلك قلق لازلو.
هذه المرأة لم تلبس حذاءها بنفسها من قبل، فكيف ستهرب؟ هل ستصل إلى شيكلوشي بسلام؟
شدّ هو بنفسه الأربطة بإحكام.
“هل سنرحل؟”
“نعم، إلى شيكلوشي.”
“إلى شيكلوشي؟ إلى هذا البُعد؟”
“سيرافقك زولتان بدلًا عني.”
“لماذا؟”
سألته. بعد أن اعتادت عيناها على الظلام، أصبح وجهه أكثر وضوحًا. تهرّب من النظر إليها عمدًا وأجاب بجفاء.
“لماذا ماذا؟”
“لماذا يذهب معي السير زولتان؟ وأنت؟”
لم يتوقع أن تسأله ذلك، فتأخر في الإجابة.
“لا يمكنني ترك القلعة، فأنا سيدها.”
“لكن…!”
قبل أن تتمكن من الاعتراض، أحكم ربط عباءتها.
“انتهيت. لا تنسي أخذ الكيس، فيها طعام ونقود. هناك أيضًا ملابس للفلاحين، بدّليها بعد مغادرة القلعة.”
“ماذا؟”
“وأيضًا، وضعت بعض المجوهرات، لكن لا تبيعيها قبل مغادرة سوتمار، حتى لا يلاحظك المُطاردون.”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 173"