“ماذا؟ لا، لا يمكن لشخصٍ محدود القدرات مثلي أن يطمح إلى العرش.”
“إذا لم يكن الأمر كذلك، فلماذا تدافع عنها بهذا الإصرار؟”
على الرغم من أن لازلو لوّح بيديه لينفي الأمر بشدة، إلا أن موقف الملك ظل على حاله.
وفي تلك اللحظة، أدرك الحقيقة.
لم يكن الملك قد استدعاه لمناقشة أي شيء، بل ليؤكد عزمه على موقفه.
نظر لازلو مباشرة إلى عيني الملك الضبابيتين وتحدث.
“جلالتك، الأميرة هي زوجتي. زوجتي التي أقسمت أمام الحاكم أن أحميها.”
“هذه الأميرة… تلك الأميرة الملعونة، أحضِرها إلى هنا فورًا!”
بدأ الملك فجأة في الصراخ والغضب، محدثًا ضجة كبيرة وهو يُطيح بالأشياء من حوله.
كان واضحًا أنه لم يكن في حالته الطبيعية أبدًا.
“أمنحك يومًا واحدًا.”
هاج الملك غضبًا، فأخذ يرمي كل ما كان بالقرب منه من أثاث، ولم يهدأ إلا بعدما شعر ببعض الارتياح، وعندها صار تنفُّسه أكثر انتظامًا. ثم وجَّه إنذاره الأخير.
“أحضر المذنبة قبل غروب الشمس غدًا، وإلا سأمزِّق قلعة آرباد اربًا!”
“…….”
“إن كنت تستخف بإنذاري، فجرِّبْ ما يحلو لك. سأبيد كل ما هو حيٌّ في تلك القلعة، حتى آخر نبتة!”
تغلغل هذا التهديد المخيف في أذن لازلو.
***
“الأميرة….”
كان أحدهم يحاول التحلِّي بالشجاعة والتحدُّث، فانجذبت إليه أنظار خمسة عشر شخصًا في آنٍ واحد.
في صباح اليوم التالي لعودة لازلو من لقائه مع الملك، اجتمع جميع أتباعه. وعندما سمعوا رسالة الملك، خيَّم عليهم الصمت الثقيل.
“لماذا لا نرسلها؟”
“إلى أين؟ أتقصد أن نرسلها إلى الملك؟”
“بصراحة، هذا هو الحل الوحيد. وإلا فهل تنوي، يا سيدي، مواجهة الملك؟”
“لكنها دوقة أرباد! لا يمكننا ببساطة تسليمها لمجرد أن الملك طلب ذلك!”
“التضحية حقٌّ نبيل للنبلاء. لا شك أن الأميرة ستتفهم ذلك.”
وللأسف، كان الموافقون على هذا الرأي أكثر بكثير من المعارضين. كان عدد الرافضين قليلًا، بل إن أصواتهم أخذت تخفت مع مرور الوقت.
“دوق،”
“نرجو أن تتخذ قرارك.”
ألحَّ الأتباع عليه لاتخاذ موقف.
قضى لازلو الليل كله دون أن يغمض له جفن. ظل يتجوَّل بالقرب من غرفة الأميرة وهو غارقٌ في التفكير. وبعد طول تفكير، قرَّر أخيرًا.
“بدءًا من هذه اللحظة، ستستعد القلعة للقتال.”
“……!”
“دوق! أرجوك، أعد النظر في الأمر!”
“هل تنوي التخلي عن سوتمار؟”
“يا أخي! جيش الملك يتجاوز الثلاثين ألفًا! صحيح أن القلعة حصينة منذ ألف عام، لكن إن قطعوا الإمدادات عنها، فسينتهي أمرها!”
فور أن نطق لازلو بإعلانه الصادم، تعالت أصوات الاحتجاج من كل حدب وصوب. وكان زولتان أول من صرخ في وجهه.
“ستنتهي الحرب قبل أن تنقطع الإمدادات، فلا تقلق.”
“وهل هذا ممكن الآن؟ الجنود المتبقون في القلعة لا يتجاوزون الخمسة آلاف…. أرجوك، فكِّر بعقلانية!”
“اعتبروا أنفسكم، بدءًا من اليوم، مفصولين من أرباد. لم يعد لكم أي صلةٍ بهذه العائلة.”
“ماذا؟”
“هذا كل ما لدي.”
ساد الفوضى في قاعة الاجتماعات، وتعالت الصيحات الغاضبة من كل جانب. أما لازلو، فاكتفى بمراقبة المشهد بهدوء قبل أن يغادر الغرفة.
“انتظر، أخي!”
لم يكد يبتعد عن القاعة حتى لحق به زولتان، وهو يهتف من خلفه.
“ما الذي تعنيه بقولك إنك فصلتهم جميعًا؟ بأي جيش ستقاتل الملك؟”
“بهذا يمكنني على الأقل أن أتجنب موتًا بلا معنى.”
“لكن لماذا؟!”
كان صوت زولتان عاليًا لدرجة أن أصداءه ترددت في أرجاء الممر. لقد كان أشبه بصرخة يائسة.
“لماذا تختار أنت بنفسك هذا الموت العبثي؟ أرجوك، أعد التفكير في الأمر! لا يمكن أن تنتهي أرباد، التي صمدت ثلاثمئة عام، بهذه الطريقة! ليس من أجل امرأةٍ واحدة!”
“زولتان.”
ربَّت لازلو على كتف أخيه وتحدث بهدوء.
“هذا القرار لم أتخذه من أجل امرأة وحسب. على أي حال، سوتمار ستختفي خلال ثلاث سنوات.”
“ماذا؟”
“كل شيء بدأ ينضب… المؤن، الجنود، وحتى السكان. لقد حسبت أنا ونايل الأمر عشرات المرات، لكن النتيجة كانت واحدة. هذه الأرض لم يعد بإمكانها الصمود.”
“ماذا… ماذا تعني بذلك؟ وضِّح لي الأمر!”
أمسك زولتان برداء أخيه وهو يهزه بعنف، غير قادر على استيعاب ما سمعه. لكن لازلو لم يفعل سوى أن يرسم على وجهه ابتسامة باهتة.
“أنا آسف… كان يجب أن أخبرك من قبل.”
“أخي، هذا…. هذا غير معقول….”
مرَّت الكثير من الأمور في رأس زولتان خلال لحظات قصيرة، حتى أصبح غير قادر على استيعاب مشاعره المتضاربة.
“لقد أعددت لك وللأتباع أراضي أخرى.”
“أخي….”
“إن كان لا بد من الزوال، فالأفضل أن نسقط بشرف في ساحة المعركة بدلًا من أن نهلك ببطء.”
“ولكن… ماذا لو حدثت معجزة؟ ماذا لو تغيَّر كل شيء؟”
في تلك اللحظة، كانت عينا زولتان قد امتلأتا بالدموع. عندها فقط، كشف لازلو عن ألمه الذي أخفاه طويلًا.
“ندمت على إرسالك إلى ساحة المعركة بأمر من الملك. لو لم أرسل السيد بيلر، ولو لم ارسل بكل هؤلاء الفرسان والجنود، لما قُتِلوا جميعًا بهذه الطريقة البائسة، وبدون أي معنى….”
“أخي، هذا….”
“وإن سلَّمنا الأميرة هذه المرة، فماذا بعد؟”
“ماذا تقصد؟”
“ماذا لو طلبوا حياتك أنت في المرة القادمة؟ أو أرادوا المزيد من الجنود، وفرضوا التجنيد على سكان الأرض؟ هل علينا حينها أن نواصل الانحناء والخضوع، متوسلين النجاة؟”
“أخي….”
“إن بعتُ زوجتي، وإن بعتُ أخي، وإن بعتُ شعبي…. فما الذي سيتبقى لي؟”
“…….”
عندها، لم يستطع زولتان أن ينطق بكلمة. عضَّ على شفتيه بقوة، لكنه لم يتمكن من الرد.
لم يعد هناك معنى للحوار أو الجدال بعد الآن.
غادر لازلو الممر، بينما بقي زولتان في مكانه، يحدق بصمت في ظهر أخيه وهو يبتعد.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿ 《 قناة التيلجرام مثبتة في التعليقات 》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 172"