الفصل 170 : القصة الجانبية 4 : في أحد الأيام في الماضي ⁴
في أحد الأيام، حينما كان الشتاء يشارف على نهايته.
“يا سيّدي الدوق!”
كان أحد الفرسان يطرق الباب بقوة تكاد تحطمه وهو يصرخ.
“ظهرت الوحوش!”
لم يسأل لازلو عن نوعها أو عددها. بل حمل سيفه الموضوع بجانبه وركض برفقة الفارس على الفور.
“آااه!”
كانت جموع الوحوش الجائعة تتدفق بلا نهاية بعد أن اخترقت الدفاعات الهشة.
وبسبب قلة الجنود، نظرًا لتجنيد معظمهم في الحرب، انهارت خطوط الدفاع كما لو كانت قلعة من الرمال.
في ذلك اليوم، لقي خمسة فرسان مصرعهم، بالإضافة إلى واحد وعشرين جنديًا.
تعالت أصوات النحيب بين التابعين، معبّرين عن عجزهم عن الصمود أكثر.
“علينا إرسال رسالة إلى القصر على الفور.”
“متى ستنتهي هذه الحرب؟”
“ألا يظن الملك أن الوضع خطير إلى هذا الحد؟ ألا ينبغي له التدخل؟”
“هذا صحيح. إذا انهارت الجبهة الغربية، فلن يكون أمام الوحوش سوى وقت قليل قبل أن تصل إلى العاصمة.”
وافق لازلو على آرائهم، وكتب رسالة إلى الملك بكل ما أوتي من إخلاص.
“الوضع في ستومار يزداد سوءًا، ولم يعد هناك ما يكفي من الجنود لصدّ الوحوش، حتى أننا اضطررنا إلى تجنيد الأطفال الذين لم يتجاوزوا الرابعة عشرة. أرجوكم، تحلّوا بالرأفة…”
بلغت الرسالة خمسة عشر ورقة. حملها رسول بتعبيرٍ جاد وانطلق بها نحو العاصمة.
غادر الرسول في نهاية الشتاء، ولم يعد إلى ستومار إلا مع حلول الربيع التالي، حاملًا رسالة واحدة فقط.
“أرسلوا الأميرة أغنيس إلى العاصمة، فقد ارتكبت جريمة جسيمة لا تُغتفر، وعقابها أمر لا مفر منه. إذا لزم الأمر، يمكن للدوق طلب أي عدد من الجنود لمرافقة المجرمة إلى العاصمة.”
كان هذا كل ما كُتب في الرسالة. حدّق لازلو في الكلمات القصيرة غير مصدق.
“هل جُنّ بعد وفاة الأمير الثاني؟”
تمتم وهو يتذكر النبأ الحزين الذي وصل قبل فترة، مرفقًا بشريط أسود.
أما نايل، الجالس قبالته، فأخذ يقرأ الرسالة مرارًا وتكرارًا.
“ألم يقل الرسول شيئًا آخر؟”
“يبدو أن الوضع في العاصمة في غاية السوء.”
“إلى أي مدى؟”
“بحسب ما قاله، فإن الجثث تتكدس في الشوارع كما لو كانت حزم القش بعد الحصاد، حتى إنه لم يعد يميز إن كان في العاصمة أم في مقبرة جماعية.”
“إذن كان التجار محقين. ظننت في البداية أنهم يبالغون…”
“لحسن الحظ، ستومار معزولة نسبيًا، فلم ندرك مدى خطورة الوباء. أما العاصمة والجنوب، فقد تحول الوضع فيهما إلى كارثة.”
أطلق لازلو تنهيدة وهو يهز رأسه، بينما ازدادت تعابير نايل كآبة.
“إذن، قد تكون الشائعات صحيحة.”
“أي شائعات؟”
“يقال إن ولي العهد أيضًا أصيب بالوباء، ولم يتبقَّ له سوى أيام معدودة.”
“مستحيل.”
“لم أصدق ذلك في البداية. لكن بعد رؤية هذه الرسالة، لم يعد بإمكاني إنكار الأمر.”
طرق لازلو الطاولة بقبضته بخفة.
“إذا كان هذا صحيحًا، فمن الطبيعي أن يكون الملك في عجلة من أمره.”
“نعم. إن فقد الملك كلا الأميرين، فسيصبح العرش في وضع خطير للغاية.”
“أما الأمير شابولتي، فهو عاجزٌ عن الإنجاب، لذا فهو مستبعد. والوحيدة المتبقية من ورثة العرش هي الأميرة أغنيس.”
رغم زواجها من لازلو، لم يكن ذلك يعني أن حقها في وراثة العرش قد انتُزع منها.
أخذ لازلو الرسالة مجددًا من يد نايل.
رغم أن الملك عرض إرسال قوات للقضاء على الوحوش، فإن الرسالة كانت تحمل مغزى آخر واضحًا: إذا سلّم الأميرة، فسوف يحصل على الجنود الذين يريدهم.
“ما الذي تنوي فعله؟”
“ما الذي سأفعله؟”
أمسك لازلو الورقة ومزقها دون تردد.
ارتاع نايل وصاح في ذهول.
“يا سيّدي الدوق!”
“لا داعي للرد على هراءٍ كهذا.”
“لكنها رسالة من الملك…”
“سأتكفل بشرح الأمر للتابعين، فلا تفتح فمك بشأنها.”
“حاضر…”
بدا أن نايل يريد قول شيء آخر، لكنه ابتلعه في النهاية.
بقي لازلو وحيدًا، يفكر في كيفية تقوية الدفاعات بما تبقى من الجنود في القلعة.
لطالما كان يتوقع أن الملك لن يرسل جيشًا لمساعدته.
لم يكن قد تلقى دعمًا من العاصمة في أي مرة اضطر فيها لمواجهة الوحوش.
خرج لاستنشاق الهواء، عله يصفّي ذهنه من الأفكار المتشابكة.
لامس نسيم الربيع البارد وجنتيه، فشعر بتحسن طفيف.
ظل يسير بلا هدف إلى أن التقى صدفةً بالأميرة أغنيس في الرواق.
“أميرة.”
ألقى عليها التحية القصيرة المعتادة وهمّ بمتابعة طريقه، لكن الأمر كان مختلفًا هذه المرة.
أوقفت أغنيس خطاه.
“يا دوق أرباد.”
“هم؟”
“هل يمكننا التحدث قليلًا؟”
“بالطبع.”
انتقلا إلى الحديقة القريبة، وجلسا ينتظران الشاي بصمت مشوبٍ بالتوتر.
لم يكن لازلو يعلم حتى الآن كيف يفترض أن يتعامل معها.
وضعت أغنيس كوب الشاي جانبًا وتحدثت.
“سمعت أن رسولًا جاء من العاصمة.”
“رسول؟ آه، صحيح.”
“ما الذي قاله الملك؟”
أطبق لازلو شفتيه. لم يكن يعرف كيف ينبغي أن يجيب.
أخاك يعاملك كخائنة، وأمر بترحيلك إلى العاصمة، مقابل أن يرسل لي القوات التي أحتاجها…
“في هذه الأيام، بسبب الوباء، أصبحت الأوضاع داخل البلاد وخارجها مضطربة، لذا من الصعب تقديم المساعدة.”
“وباء؟”
“نعم، يبدو أن الوباء قد انتشر بشكلٍ كبير، بدءًا من الجنوب.”
“ماذا عن سوتمار؟ هل هذا المكان بخير؟”
أمالت جسدها إلى الأمام، وظهر على وجهها تعبيرٌ قلِق.
“ليس على الأميرة أن تقلق بشأن ذلك.”
“آه، فهمت.”
في نهاية حديثه، خرج صوته بنبرةٍ جافة دون قصد. عندها، انكمشت أكتاف أغنيس للحظة، ثم خفضت رأسها متجنبةً النظر إليه.
شعر لازلو بالندم لرؤيتها هكذا، لكنه لم يجد فرصة لإصلاح ذلك.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 170"