Chapters
Comments
- 3 - قرار سيليا 2025-08-19
- 2 - عشائي مع أينو 2025-08-05
- 1 - الغروب الأخير 2025-08-04
. 3
الفصل الثالث
قرار سيليا
[أراضي النسيان القاحلة _غروب المساء]
(أينو)
…إنها مشاعر ثقيلة، أعرف…لكنها حقيقية. ليست قناعًا براقًا مثل الفرح المصطنع الذي فرضه أوريل على مملكة شارو.
الألم، الحزن، الغضب، الشك، والخوف ،مشاعر لا بدى من وجودها و إسمي لم يأتي من فراغ ،بل من قدرتي على التكيف معها ، حتى أصبحت سيدها ، أحركها بطريقتي و قريبا سوف أمحو عهد أوريل الزائف عن بكرة أبيه …فأخي لم يكن شجاعا كفاية لتحملها …ففرض المستحيل على شعبه و الآن المتمردون و العاصون و الغير قادورون …مصيرهم كان الخضوع لحكمي و أمري…
كان أينو ممتطيا خيله على سفح جبلي يطل على ممكلة شارو المضيئة من بعيد ، حتى أقبل أحد حراسه ببطء وإنحنى قبالة أينو قائلا بنبرة يشوبها الريب:
_” سيدي لقد أحضرت مرسولا خاص من مجلس ممكلة شارو المضيئة …المرسول يستدعيك للقدوم إلى حفلة خطوبة الملك أوريل… أظنه ملعوب آخر من مجلس الخالدين للمملكة”
فإبتسم أينو بهدوء ثم قال بنبرة طفح الكيل منها:
_” متى سيواجه أخي الحقيقة…، لا تقلق بشأن هذا يا إينار …فأنا على علم بما يخطط له مجلس ممكلة شارو، على كل… فهي بمأمن معي و لن أسمح لأحد بأن يقترب منها “
ثم غادروا عائدين إلى القلعة السوداء .
[في القلعة السوداء _ الجناح الشرقي _مكتبة المخطوطات]
حل الليل و إستوى القمر المشع في ساحته السوداء ، يلقي بضوئه على نوافذ القلعة، في الجناح الشرقي تحديدا في مكتبة المخطوطات القديمة و الكتب للمملكة و حدودها ، أين جلست سيليا في قاعة المكتبة الفسيحة تقرأ لساعات الكتب و المخطوطات القديمة للممكلة شارو المضيئة و عن حاكمها المحبوب أوريل الذي إتضح لسيليا أنه الأخ الأكبر لأينو و أنه كان لديه مخطوبة ماتت إثر مرض غامض أودى بحياتها ، لكن لا يوجد دليل وراء التعويذة السحرية التي ألقاها على شعبه كما إدعى أينو …
فجأة و على مهل شديد غير ملاحظ، إكتست المكتبة تدريجيا بضباب دخاني كثيف تتراقص بداخله شرارة تتماهى مع الدخان ، فأحست سيليا به وهو يلتف حولها ،تتبعه بعينيها بذهول شديد ،حتى تشكل بشكل قطة سوداء غريبة ، مستلقية على أحد رفوف المكتبة ،تنظر إليها بعينين ثعلبية صفراء فشهقت سيليا صارخة بذهول
_” أنتِ…القطة …القطة التي رأيتها في حلمي ؟!”
فظلت القطة تحدق فيها ثم إختفت و ظهرت بجانبها على الطاولة تنظر إليها بنظرة حادة ثم قالت بصوت واهن حنون:
_” هل تظنينه حلما …كل هذا ؟”
فإتسعت عينا سيليا و فركت عيناها لوهلة ثم قالت :
_”ماذا …قطة تتكلم؟! …هل أنا أهذي؟!”
فإقتربت منها القطة ثم قالت :
_” نعم …هل يفاجأك هذا ؟”
فأجابتها بصوت مضطرب:
_” نعم !!…فآخر مرة أتذكر ، كنتُ في المشفى ، حتى وجدتك عند سريري … ماذا تكونين؟ “
فظلت القطة صامتة ثم قالت بصوت هادئ:
_” أنا أسمي ريبونين …و أنا تجسد لسحر أوريل المزيف “
فقالت سيليا في نفسها :
_” إذا كلام أينو صحيح … أوريل سحر شعبه بفعل !
…ولكن لماذا ؟ ” قالتها بصوت عال متسائلة:
” لانه لم يحتمل فقدان شخص عزيز عليه …و لهذا قام بإلقاء تعويذة سحرية على شعبه و لكنها في المقابل …سأتنهكُ كيانه “
فقالت سيليا بنبرة ريب:
_” ماذا تقصدين؟”
فوضعت القطة مخلبها بناحية قلب سيليا قائلة :
” قدرتك في رؤية ما لا يستطيع آخرون فعله”
في تلك اللحظة تذكرت سيليا قدرتها على رؤية قلب أينو بشكل بتلة سوداء تعشعش داخل صدره فقالت مشيرة إلى قلبها :
_” و أنا هل أحمل شيئا كهذا ، بتلة بداخلي أو كومة رماد؟”
فأومأت القطة نافية قائلة:
_ ” لا تملكين أياً من هما ؟”
فشهقت سيليا تشد على صدرها ثم أكملت ريبونين قائلة :
_” بل تملتكين قلبا تنبض عروقه و تشعرين بخفقانه… و هذا القلب يا سيليا أقوى من أي تعويذة سحرية هنا “
فنظرت إليها سيليا بتعجب قائلة بصوت واهن:
” كيف هذا ؟”
فأجابها بهدوء:
_”لأنك بشرية تتحملين كل المشاعر ،حلوها و مرها ، عكسهم هم ، فالذي غرق في الظلام و إكتسى به ، نسي أن للفرح و السرور دورا كبيرا ، و الذي تزين بقناع السعادة المزيفة ، لن يقوى على الإبتسام طويلا”
فظلت سيليا صامتة ثم قالت بصوت مرتعش يخفي قلقا:
_” و ما العمل الآن …فأينو يرغب في إنهاء عهد أوريل لينقلنا من سيء إلى أسوء! “
فقالت ريبونين بنبرة واضحة :
_” هنا يأتي دورك …يا سيليا فأنتِ ستكونين الميزان بينهم ، ساعديهم على رؤية الحقيقة و كفاهم عنادا …من أجلي”. ثم إندثرت ريبونين مثلما جاءت
تاركة سيليا مشدوهة و شيء فشيئا أحست بثقل جفنيها فإستلقت دون وعي منها نائمة على طاولة المكتبة…
في تلك الأثناء وصل أينو إلى القلعة في جنح الليل على إستقبال ميرا في المرر الرئيسي للقلعة فإقتربت منه قائلة:
_” مرحبا بعودتك …سيدي “
فأجابها قائلا بنبرة هادئة:
” كيف حال تجهيزات الزفاف ؟”
فأجابته بإيمائة خفيفة:
_” سيتم تجهيز كل شيء في موعده سيدي “
فهمس في نفسه قائلا :
_” جيد جدا… هكذا أطمأن و هي بجانبي”
و قبل أن يهم بالصعود إلى غرفته نبهت عليه ميرا قائلة بصوت عال:
_” سيدي ألن تطمئن على سيدة سيليا ؟”
فإستدار يلتفت إلى ميرا بنظرة قلقة :
_” لماذا ؟ ماذا هنالك ، هل أصابها شيء أثناء غيابي”
فردت عليه تهدأ قلقه قائلة :
_” لا ، إطلاقا سيدتي بخير و على أفضل حال فقط منذ رحليلك ، أخبرتني ما إن كان يوجد مكتبة في القلعة فأخذتها إلى مكتبة الجناح الشرقي و هكذا ظلت بداخلها حتى الآن و لم تخرج منها “
فإرتفع حاجب أينو لهنينة ثم هم بالصعود الدرج قاصدا المكتبة قائلا بصوت عال لميرا :
_” سأذهب بمفردي…”
تمشى أينو في مرر الجناح الشرقي وصولا إلى باب المكتبة ، ففتح الباب تدريجيا ، فكانت قاعة المكتبة مظلمة كليا ، فقط ضوء خافت يصدر من شباك المكتبة من الخارج، حيث وجدها مستغرقة في النوم على الطاولة و بجانبها كتاب تاريخ المملكة ، فإتسعت عينه هامسا قائلا ببطء :
_” منذ متى هي نائمة هنا ؟ “.
فأراد الإقتراب منها لحملها إلى غرفتها و لكنه تردد لوهلة خوفا من أن تسيء فهمه ، فقام بإزالة رداءه ووضعه عليها حتى
لا تصاب بنزلة برد و لمس خصلات شعرها المتناثرة على وجهها و أرجعها للخلف فبدت كمذنب نائم في مهد السماء
ففك حزام غمد نصله و وضعه على الطاولة ثم أخذ كرسيا جانبيا و جلس بجانبها يحدق فيها طويلا و أغمض عينيه حينها .
في تلك الأثناء ظهرت ريبونين مجددا تنظر من بعيد إليهما ثم قالت بصوت هادئ :
_” لقد تمكنت أيضا من التأثير حتى على سيد اليأس نفسه “
و تكورت على نفسها و نائمة هي الأخرى.
[في الصباح ]
مضت ساعات طوال ، حتى أقبل يوم جديد على أراضي النسيان ، كانت السماء تكتسي بالسحب المظلمة يتخللها ، إصفرار نور الشمس و كأنه يحشر نفسه فيه لإضفاء وهج يسهل الرؤية في ظل الظلام.
إستفاقت سيليا أولا من على الطاولة تفرك عينيها برفق حتى تفاجأت بالرداء الأسود الذي إنزلق من عليها عندما نهضت و برؤية أينو يغط في النوم بجانبها على الطاولة و الذي بدى مستغرقا في نوم عميق رغم جلسته الغير مريحة على الكرسي ، ثم حاولت إستعاب كيف غطت في النوم هي أيضا في المكتبة قائلة :
_” يا إلهي …نمت دون أن أشعر بشيء حولي ، حتى أينو المسكين…نام هنا ؟ و لكن ماذا الذي أحضره هنا …أتراه كان يريد التحدث معي فوجدني نائمة ؟”
فحاولت النهوض بهدوء حتى لا تصدر ضجة فإستفاق بسرعة يفتح عينيه قائلا بنبرة هادئة:
_” إستيقظت أخيرا …”
فتجمدت في مكانها ثم إستدارت تنظر إليه بخجل قلقة فقالت بصوت مرتعش :
_” أسفة جدا…لم أقصد أن أزعجك أبدا “
فنهض ببطء يتلمس رأسه ثم مرر يده على شعره يحاول تسريحه قائلا :
_” لا داعي للقلق …هل نمت جيدا …على الكرسي ؟”
فإبتسمت بإبتسامة خفيفة ثم قالت :
_” نعم …فلم أشعر بشيء حولي “
فهز رأسه بخفة ثم أمسك بغمد سيفه قائلا :
_” سوف أطلب من ميرا تجهيزك لحضور حفلة خطوبة برفقتي حسنا ؟”
فأجابته متعجبة قائلة :
_” حفلة خطوبة ؟! أين ؟”
فأجابها قائلا وهو يربط الحزام حول خصره قائلا بنبرة منفعلة قائلا:
_” مملكة شارو المضيئة “
ثم هم بالخروج من المكتبة لتكليف ميرا بتجهيز سيليا ، حتى أوقفته سيليا واضعة يدها على كتفه قائلة بصوت واهن حنون:
_” إنتظر لحظة…لقد نسيت رداءك “
ثم إقتربت منه بهدوء و ألبسته إياه تنظر إلى الأسفل بخجل فتمتمت قائلة :
_” شكرا لك …لتغطيتكَ لي به “
ثم رفعت بصرها إليه تنظر بعمق ثم إلى صدره الذي كان يتوهج بداخل بتلته و كأنها حجر سبج كريم
فهمست قائلة :
” لا أفهم ماذا يحدث لي حاليا و لكنني بطريقة ما أشعر بدفء و قرب لا مثيل له و أنا بجانبه … و لكن لما هو
بتحديد… و إذا كان كلام ريبونين صحيحا حول مقدرتي على إنقاذ كل من أينو و أوريل ، فسأفعله لا محالة …
يتبع
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات