في مكان مظلم لا وجود فيه لأي أثر للضوء، مكان يوحي بأنه لا شيء يقطنه، بدأ أحدهم يظهر ببطء. رجل ذو شعر أبيض ناصع لا تشوبه شائبة وعينين حمراوين تضفيان عليه جوًا غامضًا، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ناعمة.

“من الآن فصاعدًا، سأخبرك بالقواعد التي يجب أن يتبعها حاصد الأرواح.”

“…ما هذا الهراء المفاجئ؟” وبجانبه كان هناك رجل آخر ذو تعابير وجه فاترة. نظر إلى الرجل الذي بدأ يتفوه بكلام لا معنى له، وعقد حاجبيه قليلًا. “أولًا! الأرواح الميتة يجب أن تُقاد بشكل طبيعي قدر الإمكان.”

ولكن عندما رأى الرجل يواصل كلامه دون أن يجيب على سؤاله، تنهد قصيرًا وهز رأسه. “ليس وكأن هذا يحدث ليوم أو يومين.”

“الأرواح التي تُنقل بالقوة تسبب دائمًا المشاكل.”

“ثانيًا! إذا كان هناك من يعيق عملك في قيادة الأرواح، فإن القتل مسموح به. تعطيل العمل هذا، أسمح بموتهم باسمي، أنا إله الموت.”

“هل لي أن أسأل لمن تقول هذا كله؟”

“ثالثًا!”

“حاصد الأرواح الذي ينهي مهمة قيادة الروح العاشرة آلاف مرة، تُلبى له أمنية واحدة. إنه نوع من المكافأة.”

“…ألم يكن هذا هو الطلب الذي قدمته سابقًا؟ متى أصبح أمرًا رسميًا؟”

“رابعًا.”

“هل تسمعني؟!”

“رابعًا!”

“عندما تختار الروح الميتة الفناء بنفسها وترفض القيادة، فإن حاصد الأرواح ملزم بالبقاء بجانبها حتى تفنى تلك الروح.”

“إذن استمر في الثرثرة بمفردك. سأذهب.”

“وأخيرًا! هذا هو الأهم!”

“حاصد الأرواح يجب أن يطيع كلامي أنا، حاكم الموت، دون قيد أو شرط!”

“…لماذا تقول هذا لي وحدي؟”

“كاي، هذا ما ينقصك! أنت لا تسمع كلامي حتى كقذارة كلب تتجول في عالم البشر!”

“وماذا في ذلك؟”

“ماذا؟”

“بما أنني ولدت هكذا، فماذا عساي أن أفعل؟”

“…أليس لديك عمل؟”

“بل لدي.”

“هاه… اذهب، اذهب.”

“حسنًا. سأعود. أيها الحاكم العظيم للموت، شاينوس!”

في ذلك اليوم، انحنى حاصد الأرواح كاي باحترام مفرط ونطق كل كلمة بوضوح وهو يغادر، مما جعل شاينوس يتنهد طويلًا ويخفض رأسه.