Seeking a Secret Sponsor for the Tyrant - 104
تصويت قبل القراءة~
الفصل 104
“ألم تقل إنهم كانوا نائمون حتى عندما كانوا في القبو؟”
هذا غريب.
“لم يستيقظوا منذ ذلك الحين؟”
“نعم، حتى لو ملأتهم بالطاقة السحريّة، لا يحدث شيء.”
بل إنه أمرٌ مشؤومٌ أيضًا.
“الرضّع ينامون كثيرًا بطبيعتهم… أليس الأمر كذلك بالنسبة للوحوش المقدّسة أيضًا؟”
“لا، لم أكن هكذا. في الواقع، كنتُ في أقصى درجات النشاط عندما كنتُ صغيرًا.”
“… إذن، ما الخطأ الذي حدث؟”
“هذا ما يثير غضبي، فأنا لا أعرف أيضًا.”
عضّ ميون على شفتيه.
“لا بُدّ أنه اتخذ احتياطاته مسبقًا لمنع هؤلاء الصغار من امتلاك إرادةٍ خاصّةٍ بهم والهرب مثلي… ذلك الساحر الحقير.”
بلا شكٍّ أنه كان يشير إلى دومينيك بينيلوب.
‘قيل إن دومينيك بارعٌ في السحر الملعون.’
شعرتُ بغضبٍ عارمٍ يتصاعد بداخلي.
غضبٌ جعلني أرغب في تمزيقه إربًا حتى لا يبقى منه سوى عجينةٍ من اللحم.
‘ما هذا الشعور؟’
شعرتُ بعاطفةٍ غريبةٍ تجاه هذا المخلوق المقدّس الصغير، وكأنني… مُتأثّرةٌ به.
مددتُ يدي نحوه دون وعي، ثم توقّفت فجأة.
تحت أنظار ميون المتسائلة، فتحتُ فمي وسألتُ.
“هل يمكنني لمسه؟”
“ولِـمَ لا؟”
“لـ- لستُ متأكّدة… ماذا لو أفسدتُ شيئًا؟ إنه صغيرٌ جدًا.”
كان حجمهم جميعًا لا يتجاوز شبرين تقريبًا.
“لا بأس، الوحوش المقدّسة أقوى بكثيرٍ من الحيوانات العاديّة. لكن الغريب أنك كنتِ قاسيةً جدًا معي عندما كنتُ صغيرًا…”
تركتُ ميون يتمتم خلفي بينما اقتربتُ من الطائر الأحمر.
‘لا بد أنه العنقاء.’
كان صغيرًا للغاية، وريشه يتوهّج بلونٍ أحمرٍ نابض.
خفتُ أن يتحطّم بين يدي، فلامستُه برفق.
كان ملمسه ناعمًا كخيوط القطن، ولسببٍ ما، شعرتُ برغبةٍ في لمسه أكثر.
لكن فجأة…
“مـ- مهلًا لحظة.”
شعرتُ بشيءٍ غريب، فسحبتُ يدي على الفور.
كان جسد العنقاء يشعُّ الآن بضوءٍ أقوى بكثيرٍ مما كان عليه عند رؤيته لأوّل مرّة.
فاجأتني هذه التغيّرات المفاجئة، فصرختُ.
“ميون! قلتَ إنه لا بأس بلمسه!”
عندما التفتُ إليه، وجدتُه متجمّدًا في مكانه، ينظر إليه بذهول، ثم تلعثم.
“مـ-ماذا؟ ماذا يحدث هنا؟”
“إن لم يكن حتى الوحش المقدّس يعلم، فمن سيفعل؟!”
وفجأةً—
“بيييييييك!”
تعالى صوت طائرٍ حادٍّ من مكانٍ ما.
“مستحيل! لقد استيقظ! أيتها الساحرة!”
قفز ميون بحماسٍ وأمسك ذراعي، يهزّها بفرحٍ شديد.
كان متحمّسًا لدرجة أنه ناداني بلقبي القديم.
امتلأ وجهه بابتسامةٍ مشرقة.
“ماذا؟”
وفي تلك اللحظة، انطلق صوت الطائر مرّةً أخرى، متزامنًا مع اندلاع شراراتٍ ناريّةٍ صاعدة نحو السقف.
“بييييييك!”
تسمّرتُ في مكاني، أحدّق في الطائر الصغير الذي كان يرفرف بجناحيه، ناشرًا ألسنة اللّهب الحمراء.
“…؟”
كان يطير حول الغرفة، مُغرّدًا بسعادة وكأنه يستمتع بحريته.
“ما الذي يحدث…؟”
“أنتِ من أيقظته!”
“حقًا؟”
هل كنتُ أمتلك قوّةً خفيّةً لم أكن أعلم بها؟
‘ما الذي يحدث هنا بحقّ خالق السماء؟’
دون أن أفكّر، مددتُ يدي إلى بقية الوحوش المقدّسة ولمستهم جميعًا.
لكن لم يحدث شيء.
“يبدو أن اللعنة كانت أضعف على العنقاء فقط.”
عاد القلق ليكسو وجه ميون.
“أو ربما… لأن التنين الأزرق والسلحفاة السوداء حاولا حمايته.”
كان التنين الأزرق، والسلحفاة السوداء، والعنقاء جميعهم في العمر نفسه.
لكن بخلاف العنقاء، الذي كان طفوليًا وساذجًا، بدا الاثنان الآخران أكثر نضجًا.
لعلّهما حاولا جاهدين حماية العنقاء من دومينيك.
“كُلُّ هذا بسببي…”
ارتسم الحزن العميق على وجه ميون.
“تشه، تشه، إذا استمرّ هكذا، سينفجر بالبكاء.”
إذا كان سيبكي لأجل التأمّل، فهذا شيء، لكن لم أستطع تحّمل رؤيته يبكي بسبب شيءٍ غبي مثل هذا.
“أنتَ غبي، أليس كذلك؟”
“نعم، أنا غبي، أحمق… أنا كالغبي تمامًا…”
هممم، يبدو أن هذا الشخص جادٌ حقًا.
“بييييي-!”
الوحش المقدّس العنقاء بجانبي كان يطير حول الغرفة، مغردًا وكأنه يستمتع بنفسه.
“هل يمكن لهذا أن يتحوّل إلى شكلٍ بشري؟”
“…أمم، هو وحشٌ مقدّسٌ صغيرٌ جدًا لذلك لا يستطيع.”
“لكن أنتَ فعلت ذلك حتى عندما كنت صغيرًا.”
“أنا كنت مميزًا بين الوحوش المقدّسة.”
همم. تجاهلتُ كلام ميون المتفاخر وأعدت النظر في الوحش المقدّس العنقاء.
شكله وصوته مثل…
“إنه مثل العصفور، ما الذي يجعله سعيدًا هكذا؟”
نعم، كان يبدو مثل العصفور.
“عصفور…؟”
نظر ميون إليّ بدهشة بعدما سَمِعَ كلامي.
“أنتِ حقًا سخيفة.”
“بييييييك! بييييك!”
[أُحبُّ! أُحبُّ!]
“يقول العصفور إنه يُحبُّ.”
عند سماع كلامي، تجمّدت ملامح وجه ميون قليلاً.
“…هل تسمعين تلك الأصوات؟”
“أمم… نعم، أسمعها.”
في الواقع، لم أكن قد أدركت أن هذا غريب. نظر إليّ ميون بنظرةٍ مشكّكة.
“ماذا يعني هذا؟ أنتِ… هل أنتِ حقًا ساحرة؟”
“حتى أنا لا أعرف…”
كنتُ أنا أيضًا في حالةٍ من الحيرة.
“لكن لماذا يتغيّر لون العصفور من الأحمر إلى الأصفر ثم إلى البنفسجي؟”
منذ قليل كان أحمرًا، والآن أصفر، ثم أصبح بنفسجيًا…
“الوحوش المقدّسة العنقاء تُغيّر ألوانها حسب مشاعر الأشخاص الذين يلمسونها.”
“ماذا تعني الألوان؟”
“الأحمر هو الحالة الأساسيّة، الأصفر يعني السعادة، البنفسجي يعني… لم أعرف بعد لأنه شيءٌ جديدٌ بالنسبة لي.”
عبس ميون قليلاً، ثم تذكّرتُ أن العصفور كان بنفسجيًّا عندما لامسه لين.
تزايد فضولي أكثر الآن.
* * *
في طريق العودة إلى القصر.
تولّى لينوكس دور الحماية وجلس بجانبي. ولكن قبل أن نصل إلى هنا، كانت هناك مشكلةٌ واحدة.
“بيييييك!”
[أنا أيضًا! أنا أيضًا!]
بدأ العصفور يتبعني بشكلٍ طبيعي.
بالطبع، أُصِبتُ بالفزع.
كان الفرسان الملكيّون يأتون بشكلٍ دوري للتأكّد من أن الوحوش المقدّسة بخير، لذا لم يكن يجب أن يتبعني العصفور.
أمسك ميون بالعنقاء بيده بسرعة.
“بيييييك!”
[لا! لا!]
إذا رآك أحدهم، سيظن أنك تحاول القبض على العصفور…
لكنني شعرتُ بحزنٍ ثقيلٍ وأنا أتذكّر العصفور والوحوش المقدّسة الأخرى التي كانت تلاحقني. كان الأمر محزنًا، وأغضبني في نفس الوقت.
كنتُ غاضبةً من دومينيك الذي كان قد جلب هذه الحالة للوحوش المقدّسة، لكن أكثر من أي شيءٍ آخر، كنتُ غاضبةً من نفسي.
‘لماذا أتصرّف هكذا مع هؤلاء الأطفال الذين أراهم لأوّل مرّة؟’
لم أتمكّن من فهم رد فعلي المفرط.
كان لينوكس لا يزال جالسًا بجانبي، عينيه مغلقتين وهو يستند إلى الجدار.
وجهه دائمًا هادئًا، باردًا.
عندما رأيتُ ذلك، شعرتُ بشيءٍ من الرّاحة، وكأنني بدأتُ أهدأ ببطء وأنا أراقب تصرفاته.
‘لينوكس، الذي يُحافظ دائمًا على هدوئه، يبدو غريبًا كأنه يصبح أكثر حِدّةً فقط عندما يكون أمامي.’
في الواقع، كان الأمر ينطبق على معظم الرجال من حولي. حسنًا، إذا أردنا تحديد الجنس، يمكن اعتبار ميون ذكرًا أيضًا.
تذكّرتُ ما حدث مع ميون للتو، ففتحت فمي بشكلٍ غير مدرك.
“لين، أنا مُمتنةٌ دائمًا لاهتمامكَ بي، لكن-“
خجلتُ وحككتُ خدّي.
“أتمنّى ألا تهتم كثيرًا. هذا أمرٌ مُرهِقٌ لكَ أيضًا.”
“هل يمكنني فعل ذلك إذا لم يكن مُرهِقًا؟”
في عينيه الخضراء التي بدأت تتغيّر، بدا بعض الغموض.
أجبتُهُ بحزم.
“لا. في الواقع، هذا يُسبّب لي الإزعاج.”
“……”
ظلّ لينوكس صامتًا ووجّه نظره نحو النافذة.
كان وجهه يظهر عليه الكآبة بشكلٍ غريب.
لماذا يبالغ في التدخّل في أموري؟
‘آه، هو قال إنه يُحبّني.’
تذكّرتُ اعترافه فجأة، وأصبح وجهي دافئًا من الخجل.
عندما أدركتُ مصدر اهتمامه، شعرتُ بقلبي ينبض بسرعة.
‘متى بدأ يُحبّني؟’
كنتُ أرغب في سؤاله. إذا سألته، فسيجيبني بالتأكيد. لكن لم أكن أملك الشجاعة لتحمّل الحرج الذي سيأتي مع الإجابة.
بينما كنتُ أفكّر في ذلك، فتح فمه وقال بصوتٍ منخفض.
“قريبًا سيكون هناك مهرجان الصيد.”
تكلّم بكلماتٍ كسر بها الصمت الغريب، فأجبتُ على الفور بحماسة.
“همم، أصبح قريبًا هكذا؟ الوقت يمرُّ بسرعة.”
يبدأ مهرجان الصيد في أواخر فصل الخريف.
في الماضي، كان الصّيادون يخرجون للصّيد في هذا الوقت من العام لتخزين الطعام استعدادًا للشتاء الطويل للإمبراطوريّة.
استمر هذا التقليد حتى اليوم، ليصبح مهرجان الصيد نوعًا من الاحتفالات.
ربما كان يقصد مهرجان الصّيد الذي تُنظّمه العائلة الملكيّة، وهو مهرجانٌ كبيرٌ عادةً ما يحضره النبلاء من العائلات ذات الأصل العسكري والإمبراطور.
إذا حضر الإمبراطور مهرجان الصيد، عادة ما يُشجع النبلاء المحيطون به على اصطياد أكبر فريسةٍ له ويمدحونه.
بما أن لينوكس هو من الحرس الملكي، فإنه من الضروري أن يُشارك.
‘الأنشطة الاجتماعيّة دائمًا ما تكون مُزعجة…’
بالإضافة إلى ذلك، كان ذلك المهرجان يمثل موقفًا عكسيًا لي نظرًا لأنني كنتُ قد تشاجرت مع الإمبراطور.
“هل يُمكن أن تأتي معي كمُرافِقة؟”
اقترح عليّ الذهاب معه إلى المهرجان.
كان المُرافِق في مهرجان الصّيد بمثابة مُراقِب، وعادةً ما كان حبيبة الصياد أو شريكته.
“هل يمكنني تأجيل الإجابة على ذلك لبضعة لحظات؟”
لم يكن لدي أيُّ ردٍّ إيجابيٍّ سريعٍ على كلامه.
كانت هناك العديد من الأمور المعقّدة، لكن كانت هناك مشكلةٌ كبيرة.
أنا ابنة جاكلين، الهدف الرئيسي لانتقامه، وأعرف أحداث القِصّة الأصليّة.
“نعم، لكن…”
ابتسم وقال بابتسامةٍ لطيفة.
“سأكون سعيدًا للغاية إذا حضرتِ.”
كانت ابتسامتهُ حقًا جميلةً جدًا.
وكانت تلك الابتسامة موجّهة إليّ فقط، ولم أُدرك ذلك حتّى الآن.
شعرتُ بقلبي ينبض بشدّةٍ مرّةً أخرى.
‘حقًّا، إذا…’
إذا، حقًّا إذا.
إذا لم تعد ذكرياته أبدًا.
‘رُبّما سيكون من الجيّد أن أفتح قلبِي قليلاً؟’
فكّرتُ في ذلك وأنا ألمس خدّي بنعومة.