كان الهدوء يملأ الغرفة كما لو أن الزمن قد تجمد هناك، متوقفًا عند لحظة واحدة لا تتقدم ولا تتراجع.
إيثان جلس بهدوء على طرف السرير حيث تستلقي إيلينا، جسدها النحيل مغطى ببطانية رقيقة، وجهها الشاحب لا ينبض سوى بصمت الألم الذي يكاد يختنق به الهواء.
لم تكن ترد، لم تفتح عينيها، لكنها لم تكن بعيدة أيضًا.
كانت هناك، هناك في مكان ما بين الواقع والخيال، بين الحياة والموت، حيث كل شيء صامت إلا صوت قلب إيثان الذي كان يكاد ينفجر من مشاعر مختلطة بين الأمل والخوف والحنين.
رفع يده برفق، مسح خصلات شعرها الناعمة التي تساقطت على وسادتها.
لم تكن مثل ذاك الشعر الذي عرفه، كان أكثر هشاشة، لكن كان هو نفس اللون الفاتح الذي رآه لأول مرة، نفس اللمعان الذي أحبّه، وإن خفت بقوة الأيام.
ابتسم بحزن وهو يمشط شعرها بلطف، كأنه يراقص شريط ذكرياته معها، كل لحظة ضحك، كل همسة، كل ألم مرّ بهما معًا.

إيثان: إيلينا…
همس بصوت خافت، كأنه يخشى أن يوقظها فجأة أو يزعجها في عزلتها.
أيثان: أنا هنا، لن أتركك وحدك. أتذكرين؟ كنتِ تقولين دائمًا إني سأخرج من هذا المكان، سأعيش كما أريد…
قبض على يدها الرقيقة، كان يشعر بحرارة جسمها المنخفضة، لكن يدها لم تكن باردة كما تخيل، بل تحمل دفء خافتًا كخيوط نور ضعيفة لا تذبل.
أمسك يدها بشدة.
بدأ يحدثها عن كل يوم مرّ به، عن كل لحظة اشتاقته فيها، عن كل دمعة ذرفها حين لم يكن بجانبها.
روى لها كيف كان يسير في الغابة، ينظر إلى السماء ويتخيل وجهها في كل نجم يلمع، كيف كان يتمنى أن تسمع صوته، أن تفتح عينيها وترى فيه الحياة التي لا تزال بانتظارها.
إيثان: كل يوم، أعود هنا وأتحدث إليك… ربما لا تسمعينني، وربما لن تسمعينني أبدًا… لكني سأظل أتحدث، حتى لو كنتِ بعيدة.
صوته كاد ينكسر وهو يهمس بذلك، لكنّه استجمع قوته واستمر، كأنه يرسم لها طريق الأمل بخيوط الكلام التي خرجت من قلبه المثقل.
وضع وردة نفس لون شعرها فاتحة اللون على طاولة بجانب السرير، الوردة التي كان يحملها معه كلما زارها، رمزًا للحياة التي لم تموت في قلبه، رغم كل شيء.
مسح دموعه بصمت، ونظر إلى إيلينا التي كانت لا تزال ساكنة، لكن كان في صدره يقين بأن تلك اللحظة ليست النهاية.
إنها ليست نهاية قصتهما، ليست نهاية.
إيثان: أنا هنا، إيلينا، وسأظل هنا… حتى تستيقظي.
جلس بجانبها، مسح جبينها بلطف، يرسل لها كل ما في قلبه من صبر، منتظرًا تلك اللحظة التي ستعيد الحياة إلى عينيها، وتمنحه فرصة جديدة ليقول لها كم كان يحبها ويشتاق إليها.
الليل استمر يلف الغرفة بصمته، في هدوء، في انتظار معجزة.
يتبع….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 92"
قلبه انفجر ولا لسى