مرت أيامٌ ثقيلة منذ أن حمل إيثان جسد إيلينا الغائب بين ذراعيه إلى قصره.
الألم لم يهدأ، ولا الحيرة خفَّت.
الأطباء دخلوا وخرجوا، تعابيرهم كانت تقول كل شيء قبل أن تنطق أفواههم بالحقيقة.
“غيبوبة عميقة”
قال أحدهم وهو ينظر إلى إيثان بوجه متجهم
الطبيب: حال جسدها سيئة للغاية، ضعيفة، هزيلة، كما لو أن قلبها قرر أن يتوقف عن الرغبة في الحياة.
كان إيثان واقفًا حينها، كتفاه متصلبتان، عيناه المظللتان بشيء ثقيل لا يمكن لأحد أن يحمله سواه.
إيثان: و… التغذية؟
نظر إليه الطبيب الآخر:وضعنا لها أنبوب تغذية. هذا كل ما يمكن فعله. لا يمكننا التنبؤ بموعد استيقاظها، وربما… لن تستيقظ أبدًا.
الجملة الأخيرة ارتطمت بقلبه كما لو أنها سكين صدئة غُرست في صدره ببطء.
وحين رحل الأطباء، بقي إيثان.
كل يوم، كل لحظة، لم يفارقها.
كان يجلس على الكرسي الخشبي بجوار سريرها، يمد يده بهدوء ليمشط شعرها الذي فقد لمعانه، لكنها لا تتحرك.
يهمس لها
إيثان: استيقظي… أنا هنا. لم أذهب بعيدًا أبدًا.
وفي الليالي التي تمضي ببطء لا يُحتمل، يقرأ لها بصوتٍ هادئ.
كتب، كتب الشعر، وحتى الرسائل التي كتبها لها ولم يُرسلها من قبل.
كان يفتح إحدى الصفحات
إيثان: أتعلمين؟ كنت سأعطيك هذه الوردة يومها… حين لم تأتي. انتظرتك حتى أتى الليل. جلست تحت تلك الشجرة والورد بيدي، لونها كان يشبه شعرك. ظننت أنك ستظهرين من بين الأشجار فجأة، تبتسمين لي كما كنتِ تفعلين حين كنتِ تعلمينني كيف أكتب اسمي.
كان يمسك يدها الباردة بين يديه، يضع جبهته عليها ويغلق عينيه، وكأنه يستجدي شيئًا من الحياة ليعود إليها من خلاله.
لم يكن يتوقع أن يتغير حاله بهذه الطريقة.
هو الآن ليس الأرشدوق فقط، ليس وريث الضائع، ليس ذلك الفتي الذي خرج من القبو.
هو الآن مجرد شاب يجلس إلى جانب فتاة خافتة الملامح، مكسورة الجسد، وغائبة عن عالم.
كان يسهر الليل يراقب وجهها، يبحث عن ارتعاشة جفن، تنهيدة، أي علامة تدل على أنها لا تزال هنا، باقية.
إيثان: أنا لا أعرف إن كنتِ تسمعينني، لكنني… أشتاق لك.
صمت، ثم ابتسم بخفوت حزين
إيثان: أحيانًا أضحك وحدي عندما أتذكركِ كيف كنتِ تصرخين عندما أتهجى اسمك بطريقة خاطئة. كنتِ تضعين يدك على جبينك وتقولين: (أوه لا، سأضطر لتعليمك من جديد).
مرت دقيقة، دقيقتان، ثم أضاف
إيثان: كنتِ الحياة بالنسبة لي، وما زلتِ… حتى وأنتِ نائمة. سأبقى هنا، مهما طال الوقت. لا يهم إن مر يوم، أو شهر، أو سنوات. أنا سأبقى.
أعاد البطانية على جسدها، قبّل رأسها، ثم جلس مجددًا، عاقدًا يديه على صدره، وعيناه لا تفارق وجهها.
الأنبوب الصغير الواصل، الورود التي يغيّرها كل ثلاثة أيام، الضوء الهادئ الذي يُبقيه مضاءً كي لا تشعر بالوحدة، حتى وهي غائبة.
وحتى جدران الغرفة باتت تعرف قصتهما.
وبين حينٍ وآخر، حين يكون التعب قد أثقله، يميل برأسه على طرف السرير وينام، يده لا تزال تمسك بيدها.
لم يكن ينتظر معجزة.
كان فقط يأمل.
فالأمل…
كان الشيء الوحيد الذي لم يفقده بعد.
__________________________________________
يتبع في تاريخ ١٣ سبتمبر أو قبل ١٣ اذا خلصت الفصول من بدري شكراااا علي قرأتكم روايتي بخلصها ان شاء الله لا تنسو تماممم🥹💞💞
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 91"