كانت عربته تسير ببطء في الممرات الضيقة قرب قصر آل غورين، متخفيًا بملابس بسيطة، قميص ، وشال داكن غطّى به وجهه جزئيًا.
في جيبه، كانت القلادة التي أعطته إياها إيلينا، متشبثة بجانب قلبه، تذكّره بكل لحظة.
وقف بعيدًا، ينظر إلى البوابة الحديدية الشاهقة، حيث كانت إيلينا تعيش.
كانت النوافذ مُغلقة، والحديقة الأمامية ساكنة.
بدا القصر كقلبٍ ميت، صامتٌ، خالٍ من الحياة.
ظل واقفًا هناك لساعات، يأمل أن يراها، أن تظهر بالصدفة، أن تخرج ولو للحظة.
لكن لا أحد ظهر.
لا ضوء يُشعل نافذة غرفتها، لا ظلّ يتحرك خلف الستائر.
وفي قلبه…
كانت العاصفة تكبر.
لقد وعدها.
وعدها أن لا يبحث عنها، أن يحيا، أن يكون حرًا.
وكان أمينًا للوعد عامًا كاملًا.
بنى حياته من الصفر، وتعلّم كيف يكون رجلًا، كيف يكون دوقًا، كيف يعيش.
لكنه لم يكن قادرًا على نسيانها.
وفي هذه الليلة…
تخلّى عن وعده، ليس لأنه أراد، بل لأنه لم يعد قادرًا على التحمّل.
خطواته حملته إلى الجهة الخلفية من القصر، حيث تدخل الخادمات والخدم.
كان الظلام هناك أعمق، والروائح أقل فخامة.
رأى فتاة شابة تجرّ عربة صغيرة من القماش، يبدو أنها خادمة جديدة.
اقترب منها بهدوء، ثم قال بصوت منخفض
إيثان: أنتِ تعملين هنا؟ في قصر آل غورين؟
توقفت الفتاة، التفتت بقلق، حدّقت.
؟؟؟؟: من أنت؟ وماذا تريد؟
مدّ يده وأخرج من جيبه ثلاث عملات ذهبية.
إيثان: أبحث عن… عن فتاة. اسمها إيلينا. كانت تسكن هنا. ابنة الماركيز.
شهقت الخادمة، وكادت تسقط العربة من يدها.
؟؟؟؟:سيدي، لماذا تسأل عنها؟ هذا اسم لا يُذكر هنا… إنه يجلب المصائب.
اقترب أكثر، صوته هادئ لكن حادّ
إيثان: لا أريد أذيتك. فقط أريد أن أعرف الحقيقة. أنا صديق قديم لها. أرجوكِ. فقط الحقيقة، وستكون هذه العملات لك.
نظرت إليه بعينين متردّدتين، ثم إلى الذهب الذي في يده.
كانت خائفة، لكنها أيضًا منهكة، كأن قلبها يحتاج أن يُفرغ ما يحمله.
نظرت حولها، ثم همست
؟؟؟؟: لقد مرت سنة تقريبًا، منذ… منذ تلك الليلة. ليلة الحفلة التي كانت فيها مبتسمة.
إيثان شعر بشيء يعتصر داخله.
تابعت الفتاة
؟؟؟؟: بعد الحفلة، اختفى أحد السجناء من القبو. قالوا إنه هرب. وفي اليوم التالي، تم حبس الآنسة إيلينا. عوقبت بشدة. حُبست في غرفتها لأيام دون طعام أو ماء. لقد تغير كل شيء منذ تلك الليلة.
ابتلع ريقه بصعوبة.
إيثان: ثم ماذا؟ هل ما زالت هناك؟
هزّت رأسها ببطء
؟؟؟؟: بعدها بأيام، اختفت. قالوا إن خطيبها، الماركيز ديمتري، نقلها إلى قصره، وقال إن حالتها الصحية تحتاج إلى راحة. لكن… لا أحد رآها منذ ذلك اليوم. بعض الخدم يقولون إنها ماتت، وآخرون يقولون إنها أصبحت مجنونة. لا أحد يعرف الحقيقة.
سألها وهو يرتجف
إيثان: خطيبها؟ ديمتري؟
؟؟؟؟: نعم، قالوا إن زواجها سيكون مكافأة له لأنه أنقذ سمعة العائلة.
غطّى وجهه بيده، صوت قلبه يكاد يُسمع.
إيلينا… كانت سجينة.
ربما حتى الآن.
بسببي…
قال بصوت متقطّع
إيثان: هل تعرفين أين يقع قصر ديمتري؟
همست
؟؟؟؟: نعم، في الجنوب الغربي. لكن لا أحد يذهب هناك. يقال إن من يقترب… لا يعود.
سقطت الكلمات على صدره كالصخور.
أخذ العملات من جيبه، ووضعها في يدها.
إيثان: شكرًا…
ثم استدار، ومشى بعيدًا، يشعر أن الهواء حوله أصبح أكثر ثقلًا، والليل أكثر عتمة.
كانت عروقه تغلي.
ليس لأنه خرق وعده…
بل لأنه الآن عرف الحقيقة.
إيلينا…
لم تكن حرة.
ولم يكن بإمكانه أن يقف مكتوف اليدين بعد الآن.
يتبع….
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 86"