كان الصمت يخيِّم على الغرفة الصغيرة، لا يُسمع سوى صوت الحطب المحترق في المدفأة، وهو يُصدر طقطقاتٍ متقطّعة تُشبه همساتٍ من ماضٍ بعيد.
جلس إيثان على الكرسي الخشبي، مائلًا قليلًا إلى الخلف، نظراته تائهة بين النار وأرضية الغرفة.
قلبه كان ينبض على إيقاع لا يفهمه، عقلُه مثقل بالكلمات التي قيلت قبل لحظات فقط.
الرجل الغريب الذي زاره في الليل، لم يكن غريبًا بعد الآن.
لقد كشف عن اسمه، عن هويته، عن ماضيهم المشترك.
تشارلز.
كان ذلك الاسم يرنُّ في أذنه كصدى ضائع من حياة لم يعرفها.
وقف الرجل أمامه الآن، ملامحه أكثر هدوءًا، لكن عينيه البنفسجيتين كانتا مليئتين بالحزن والتصميم.
تشارلز: إيثان… لقد كنت أبحث عنك منذ سنوات. أنت لست مجرد شاب ضائع يعمل في الحقول… أنت ابن أخي. أنت الوريث الحقيقي لأرشدوقية إريدن.
شعر إيثان وكأن الهواء اختفى من الغرفة.
إيثان: أرشدوقية…؟
تشارلز تقدم خطوتين، جلس أمامه، وضع يده على الطاولة الخشبية بينهما وقال بهدوء
تشارلز: اسم والدك كان فينيست. كان شجاعًا، كريمًا، محبوبًا من الشعب. ووالدتك… كانت أنقى مثل النور. اسمها روزالين، ابنة أحد الدوقات الكبار. لقد أحبّها، وتزوجها.
تشارلز: اختُطفت. اختفَيت. كنت اظن أنك ميت. لكنني لم أصدق… قلبي كان يخبرني أنك حي.
إيثان شعر أن الأرض تدور.
نبضه كان سريعًا، وعيناه امتلأتا بارتباكٍ مؤلم.
إيثان: أنا… لا أتذكر شيئًا… لا والد، لا أم، لا قصر…. فقط ظلام..
صوته اختنق.
تشارلز اقترب أكثر، ونظر إليه بعينٍ دامعة
تشارلز: ذلك الظلام الذي عشته… لم يكن اختيارك. لقد حُرمت من كل شيء، من عائلتك، من اسمك، من طفولتك. لكن الآن، حان الوقت لتستعيد ما سُلِب منك.
أخرج من معطفه صندوقًا صغيرًا، فتحه بصمت، بداخله ختمٌ ذهبي يحمل شعار العائلة: شجرتان متقابلان، وسيفٌ بينهما.
تشارلز: هذا ختم عائلتك، ختم الأرشدوق. وهو لك.
إيثان لم يمدّ يده.
كان جسده مشدودًا، لكن روحه ترتجف.
إيثان: ولِمَ الآن؟
تشارلز: إيثان… تعال معي. لا أطلب منك أن تنسى ما حدث، لكن أرجوك… خذ حقك. ابنُ الأرشدوق يجب أن يعود. القصر، الأرض، الناس… كلها بانتظارك.
رفع إيثان عينيه.
كانت تلك اللحظة بينه وبين ذاته.
بين القبو والقصر.
بين الضعف والقوة.
بين الماضي والمستقبل.
همس:
“وأين كانوا… حين كنت أموت كل يوم؟”
لم يكن هناك إجابة.
تشارلز اكتفى بالسكوت.
ثم، بهدوء، قال
تشارلز: لست مجبرًا على شيء. لكن دمك… دم عائلة المالكه… لا يمكن إنكاره. وإن لم يكن لأجلك، فليكن لأجلهم. لأجل والدك ووالدتك… اللذين ماتا ليحموك.
أغمض إيثان عينيه.
ثم نهض.
اقترب من النافذة، نظر إلى الخارج.
الثلج كان يتساقط.
وكان داخله…
يتكسّر.
هل يمكنه أن يكون شخصًا جديدًا؟ هل يستطيع حمل إرث عائلة لا يتذكر منها شيئًا؟
لكنه لم يعد فتي القبو.
كان شيئًا آخر الآن…
نظر لتشارلز.
ثم همس
إيثان: أحتاج وقتًا…
تشارلز ابتسم لأول مرة، وقال
تشارلز: ستحصل عليه. لكن حين تكون مستعدًا… سأكون بانتظارك.
نهض، ووضع الختم على الطاولة، ثم خرج، تاركًا إيثان وحده…
مع صراعٍ أكبر من أي شيء عرفه.
في الخارج، اشتد تساقط الثلج…
وكأن السماء تمحو كل ما مضى…
استعدادًا لبداية جديدة.
يتبع..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 81"