مرَّ شهرٌ كاملٌ منذ أن سُجِنت إيلينا خلف تلك الجدران الباردة.
كانوا يقولون إن ماضيه مؤلم…
إن قلبه لم يعرف الرحمة لأنه لم يتذوقها.
ماتت والدته في يوم ميلاده الرابع، خنقها والده حتى لفظت أنفاسها الأخيرة…
فقط لأنها أرادت أن ترى السماء و الخارج.
قالوا إن والده كان مهووسًا بها، حبسها في القصر أربع سنوات، حتى خنقها ودفنها بيده…
ثم ظلّ يجلس عند قبرها ككلبٍ يحرس جريمته.
لكن ديمتري؟ لم يكن ضحية.
هو يشبهه.
في نظرته الباردة…
في عنفه الصامت…
في صوته الخافت حين يغضب…
في كل لحظة أشعر وكأن والده يعيش من خلاله.
لا، لم أعد أراه كطفل فقد أمه…
أراه كظلٍ قاتم لتلك الجريمة.
أخافه… وأكرهه.
وكلما حاولت أن أصدّق أن الجروح تصنع الرحمة، جاء ديمتري ليكذبني.
حتى لو بكى على والدته ألف مرة، حتى لو مزّق صور الماضي…
الدم لا يُمحى.
……
الزمن فيها لا يُقاس بالأيام، بل بنبض القلب، بتقلبات الألم، بانطفاء الأحلام.
ضوء الصباح يدخل بالكاد من نافذة صغيرة عالية، بالكاد تسمح بمرور النور، لكنها كانت كل ما يربطها بالعالم الخارجي.
في كل صباح، كانت تصحو على نفس الروتين: تنهض بصعوبة من فراشها، تمد جسدها النحيل نحو الباب وتستمع…
إلى الصمت.
لم تكن وحدها، لكنها كانت أشد وحدة من أي وقت مضى.
لقد بدأت في تقليص طعامها بشكل مقصود.
ترمي نصف الطبق إلى فتحة الصغيرة، تحت ذريعة أنها لا ترغب بالأكل، أو أن الطعام لا يعجبها.
جسدها بدأ يضعف، يتقلص، لكنها كانت تبتسم بخفوت كلما رأت أن كتفيها أصبحا أضيق قليلًا، أن خصرها بدأ ينحل.
لم يكن ذلك من أجل الجمال، بل من أجل الهرب.
كانت تخطط.
وكل لحظة تمر، كانت ترسم في ذهنها خريطةً غير مرئية.
لكن هذا الصباح…
كان مختلفًا.
فتحت عيناها على صوت خطوات.
خطوات لم تسمعها منذ أيام.
توقف الصوت عند باب غرفتها.
ثم، فُتح الباب.
دخل النور فجأة، وتبعه ظلٌ طويل لرجلٍ يحمل على وجهه ابتسامة غريبة، مزيجٌ من الابتهاج والجنون.
كان ديمتري.
نفس الصديق الذي عرفته يومًا…
لكن شيئًا فيه لم يعد كما كان.
عيناه اللامعتان، طريقته في النظر إليها كما لو أنها كنز ثمين امتلكه أخيرًا.
قال بصوتٍ مُتحمس
ديمتري: إيلينا… اليوم، جئتُ لأخبرك بشيءٍ رائع.
لم تجب.
اكتفت بأن رفعت نظرها إليه، وعينيها نصف مفتوحتين، وكأنها لا تريد منحه أكثر من اهتمامٍ بارد.
اقترب منها، وجلس على ركبتيه أمام كرسيها الخشبي الذي تجلس عليه، وأخرج من جيبه صندوقًا صغيرًا.
فتحه.
كان فيه خاتم.
ذهبي، في وسطه حجرٌ اخضر، بنفس لون عيني إيلينا.
همس
ديمتري : لقد خطبنا. رسميًا. والدك وافق، وأنا سعيدٌ جدًا.
رفّت جفناها.
للحظة لم تستوعب.
ثم قالت بصوتٍ بارد، مشقوق
إيلينا: أنت… تكذب.
ضحك.
ضحكة خافتة، لكن فيها قسوة غريبة.
ديمتري: بل أنا صادق. تحدَّثت مع والدك قبل يومين، وأخبرته بنيّتي. وافق فورًا، بل قال لي… أنها كانت دائمًا بلا فائدة، لعلها تُصبح شيئًا مفيدًا بكونها زوجتك.
لم تهتز عضلة واحدة في وجهها، لكنها شعرت بداخلها وكأن شيئًا تحطّم.
زواج؟
من ديمتري؟
ومن وافق؟ والدها؟
أي عالَم هذا الذي أصبحت تعيش فيه؟
قال وهو يقف ويدور حولها كما لو كان يراقب منحوتة:
ديمتري: كنت أحبك منذ صغري، إيلينا. أنتِ لا تتذكرين، لكني كنت دومًا أراكِ… مختلفة. كان فيكِ شيءٌ… يسرق الهواء.
اقترب منها مجددًا، ومد يده نحو شعرها، لكنها أدارت وجهها بسرعة.
نظر إليها بهدوء، ثم قال
ديمتري: لا بأس. أعلم أن الأمر مفاجئ. لكنك ستتعودين. نحن الآن معًا، تمامًا كما كنتِ في صغرك تقولين أنك لا تريدين أن نفترق.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 72"
سبحان الله الهوس مرض وراثي عندهم حسبته مكتسب