الجدران ذات اللون الباهت المتآكل، تشبه القلب الذي بدأ يذبل تحت وطأة القيود، وتهوياته محصورة بين حيطان لا تنفذ منها سوى أنفاس محبوسة، وبقايا صمت ثقيل.
جلست إيلينا على حافة السرير الخشبي المهترئ، تغالب موجات التعب التي دنت من إعيائها بعد أيام من الجوع والحرمان، لكنها لم تستسلم لليأس.
عينها الخضراء جميلة، رغم ذبولها، كانت تلمع بحذر ذكاءٍ يرفض الانكسار.
في الزاوية المقابلة، وعلى بعد خطوات قليلة، وقف ديمتري، يتحدث بصوت منخفض، لكنه لم يكن صوت تهدئة، بل صوت يملؤه هوسٌ صامت وخطر كامن.
كان يراقبها، كأنه يحاول قراءتها من وراء قناع الصمت المطبق، ينتظر أي لحظة ضعف تُنزلها إلى مستواه.
كانت إيلينا تدرك جيدًا أن هذه الغرفة ليست سوى قفصٍ زجاجي، كل حركة وكل كلمة تُراقب، وكل لحظة من ضعف قد تُفسر بأنها فتحة للسيطرة.
لكنها لم تكن مجرد فتاة مستسلمة، بل نبتة بريّة تقاوم الجفاف، تحاول استنشاق رياح الحرية من خلال ثقب صغير لا يُرى.
وهذا الثقب، كانت فتحة التهوية الصغيرة، التي بالكاد تلتقط من خلالها بعض هواء الليل، حيث كان وجودها حيويًا، ونقطة أمل لم تكن مستسلمة بعد.
كانت وجبة اليوم بسيطة للغاية، قطعة خبز جافة، وقليل من الماء في إناء صدئ.
حملت إيلينا الطبق بيدين مرتجفتين، وكأنها تحمل على كفيها زمناً ضائعاً، وأملاً غائباً.
نظرت إلى الخبز، ثم رمت الجزء الأكبر منه في الزاوية، وحافظت على قضمة صغيرة فقط، لتبقي على قوتها، لكنها لا تريد أن تُظهر للحراس أو لديمتري أنها محتاجة لهم.
سمعت خطوات تقترب، وفتحت الباب الخفيف قليلاً، وظهر ديمتري بوجهه المعتاد المتصلب، لكنه كان يخبئ خلف عينيه نظرة غريبة، مزيج من الانتظار والاهتمام المزعج.
قال بصوت هادئ، لكنه مليء بالتوتر
ديمتري: أعرف أنك لا تأكلين جيداً، لكن هذه قوانين كلي.
لم ترد إيلينا، ولكن نظراتها كانت كالسكاكين، تخترق صمت الغرفة وتفضح كل كذبه.
اقترب منها خطوة، وقال
ديمتري: سأحاول أن اجعل هذا المكان أكثر تحملاً لك، لكن يجب أن تكوني صبورة.
لم تكن تصبر على شيء، لكنها فهمت أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.
مرّت الأيام، وتكررت تلك المشاهد بين إيلينا وديمتري، كل لقاء يحمل أعباءً جديدة من التوتر والكبرياء المدفون، حيث لم تُخفِ إيلينا رغبتها في الهروب، ورغبة ديمتري في السيطرة.
وفي أحد الليالي، حين كان القمر يتسلل عبر فتحة التهوية، لمحت إيلينا فرصة لم تكن تتوقعها.
كان الهواء يهب بخفة، يحرك الغبار الخفيف على الأرض، وفتحة التهوية تكاد تكون نافذتها الوحيدة إلى عالمٍ أكبر من هذا السجن الصغير.
حاولت أن تلمسها، تشعر ببرودة الحديد، وبقايا الأصوات من الخارج، تدفعها للأمل.
فكرت كيف يمكنها أن تستخدم هذا المخرج الصغير.
خطتها كانت بسيطة لكنها محفوفة بالمخاطر: تستخدم لحظات الطعام المحدودة، عندما يكون الحراس أقل يقظة، لتحاول توسيع الفتحة قليلاً، حتى يمكنها الخروج منها.
كانت تعلم أن الأمر سيأخذ وقتًا طويلاً، وأن جسمها الضعيف لن يساعدها كثيراً، لكن قلبها كان نابضًا بجرأة لا تهزم.
في صباح أحد الأيام، استيقظت إيلينا على صوت خفيف خلف الباب.
لم تكن تتوقع أي بشر، لكنها سمعت همسات خادمتين تتحدثان عن حالتها، وكانتا تقلقان.
قالت إحداهما: الآن وقد فاقت، هل تعتقدين أنها ستصمد؟
ردّت الأخرى بحذر: لا أدري، لكن الوضع خطير لم تاكل طعام كافٍ منذ لأيام.
داخلها، شعرت إيلينا بخيط من الرحمة المفقودة في هذا القصر القاسي.
مرت ساعات وأخذت تتعافى ببطء، لكنها لم تنسَ فتحة التهوية، ولا فرصتها الوحيدة.
في تلك الليلة، حين غاب الجميع، بدأت تحاول مجدداً.
بأصابع ترتجف، بدأت تحك وتخدش حواف الفتحة المعدنية.
كان الألم يتسلل إلى يديها، لكن عزيمتها كانت أكبر.
كانت تخطو نحو حرية ضائعة، خطوة بخطوة.
توقفت قليلا من الألم
وفي نفس الوقت، كان ديمتري يقف خارج الغرفة، يتحدث إلى نفسه بصوت منخفض، تعلوه همسات الهوس والجنون.
ديمتري: هي لي… هي ملكي… لن أتركها تذهب أبداً.
لكن داخلها، كانت إيلينا تخطط للهروب، تخبئ كل قوتها في تلك اللحظات الصامتة، تصنع من الألم سلمًا نحو المستقبل.
هكذا، تظل الغرفة مشدودة بخيوط الصراع بين الحصار والحرية، بين الهوس والتمرد، وبين سجن الواقع وأحلام الهروب.
وفي كل لحظة، كان صوت قلب إيلينا يعلو، ينبض، ويصرخ: أنا هنا… لا تنسوني.
يتبع..
__________________________________________
سأخرج عن صمتي مستحيل بطلتها تنزل لمستواه الكلب😭 بما اني مؤلفة و خططت الروايه كذا و احس دراما و نفسيه فانتاستيك😻 يلا نكملل
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 71"
شيفت انك ناوية تفجعيني انا وايلينا والجمهور معانا