جلست إيلينا على حافة سريرها الفخم، محاطة بهدوء غرفة نومها التي اعتادت أن تكون ملاذها الآمن، لكن الآن لم تعد سوى جدران تذكّرها بفراغ غائر في قلبها.
نظرتها معلقة على النافذة الكبيرة التي تصدت لشمس الصباح الخجولة، لكن أشعة الضوء لم تستطع أن تدفئ البرودة التي استوطنت داخل صدرها.
كانت الغرفة تفيض بصمت ثقيل، يكاد يسمع وقع أنفاسها المتقطعة، كل نفسٍ يعبق بشوق مكبوت، بحزن لم تُعبّر عنه بالكلمات.
القلادة ذات الجوهرة البنفسجية، تلك التي وضعها إيثان في حقيبته، كان ذلك اللون يحمل شيئًا من عمقه، شيئًا من روحه التي تركها وراءه.
تنهدت ببطء، وأغمضت عينيها، محاولة أن تستجمع شتات مشاعرها المتضاربة، تلك التي ترفض أن تصنف إلى شوق، لكنها بكل يقين تعلم أنها أكثر مما يُقال أو يُفهم بسهولة.
كانت تتذكر اللقاءات الأخيرة، نظرات إيثان الصامتة، ضحكاته الخافتة التي كانت تلمس زوايا قلبها، حتى لو لم تسمح لنفسها بالاعتراف بذلك.
شعرت بوخز غريب، ألم خفيف في منتصف صدرها، كأنه يُخبرها أن شيئًا ما قد تغير إلى الأبد.
ولم تكن قادرة على تمالك دموعها التي حاولت كبحها، فكانت تسقط خجلى على وجهها، تسيل ببطء كأنها تُهدي حزناً دفينًا لا يستطيع التعبير عنه إلا عبر قطرات ماء.
هي لا تعرف ماذا ينتظرها الآن، لكنها تأمل في سرها أن تكون حياة إيثان الجديدة مليئة بالأمان، بالحرية التي طالما حلم بها، دون أن تُشارك همومها أو ألمها.
تمنت لو أنها تستطيع أن تمسح كل همومه، أن تمنحه دفء الأمان الذي حرمه منه والدها، ولكنها تعرف أن الطريق صعب، مليء بالأشواك والخطر، وأن عليه أن يواجه كل ذلك وحده.
في هدوء الغرفة، حيث يختلط صمت الليل بذكريات الأيام الماضية، رفعت يدها تنظر اليه بيدها، تبعث له رسالة صامتة: «كن بخير… عش حراً كما تستحق».
مرت ساعات وهي في هذا السكون، بين خفقان القلب ودموع العين، تشعر بوحشة غريبة، كأن جزءًا منها قد فُقد مع رحيله، لكنها ترفض أن تبكي على ضعفها.
فكرت في المستقبل، في الأيام القادمة، في أحلامها التي يجب أن تتابعها رغم الألم.
لكنها لم تستطع أن تخفي حقيقة واحدة: أن الفقد ليس نهاية، بل بداية لشعور جديد، ربما أكثر عمقاً، وأكثر تعقيداً.
وقبل أن تستسلم للنوم، همست لنفسها بصوت خافت: «أرجوك… كن سعيداً، لا تدع الماضي يُثقل خطواتك».
ثم أغلقت عينيها، لكنها لم تغمض قلبها عن ذكرى ذلك الوعد، عن وجوه الأيام التي ربما ستجمع بينهما من جديد، أو تبقى كلوحة تزين ذاكرة الألم الخفي.
يتبع…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 62"