كانت القلادة تتلألأ بلون جوهرة بنفسجية عميقة، تشبه لون عينيه تمامًا، وتحمل حرف “إ” محفورًا بخط رفيع على المعدن اللامع.
أمسكها برفق، رفعها إلى نظر إليها يشعر بدفء خافت ينبعث منها، وكأنها قطعة من روحها تسكن قلبه، تمنحه القوة وسط برودة العالم الخارجي.
أغمض عينيه، واستنشق عبقها كما لو كان يستنشق الذكريات، ذكريات اللقاء الأول مع إيلينا، دفء حضورها، همساتها التي لا تزال تدور في أذنه كأنها أغنية لم تكتمل.
تذكر ذلك اليوم في القبو، حين رأى تلك العيون الخضراء، الرقيقة والقوية في آن، التي كانت تنظر إليه بعطف وشفقة وصمت، وصوتها الناعم حين قالت: “عش كما لم تعش من قبل”.
كانت كلماتها تتردد في عقله وقلبه، تُحرك أشياء عميقة لم يعرفها من قبل.
لم يكن وحده في هذه الرحلة، كانت جزءًا منه، قطعة لا تنفصل.
لكن رغم ذلك، كان يعلم أن الطريق الذي ينتظره وحيدٌ، طويل، وموحش.
أشعة الشمس الخافتة
قادها سائقها ، دون أن ينظر إلى الخلف، كأنها هروب من ماضٍ لا يريد أن يعود إليه.
بدأت العربة تتجه نحو الشمال، حيث القرية البعيدة التي رسمت على خريطة إيلينا، ذلك المكان البعيد عن أصوات القصر، عن الظلال التي لطالما حاصرته.
خلال الرحلة، كان الهواء يملأ رئتيه بنكهة البرد الخفيف، مع نفحات العشب والأشجار التي تلامس السماء، يلف المكان هدوءٌ عميق لا يكسره سوى صوت العجلات على الأرض.
جلس إيثان بجانب النافذة، يراقب المشهد الخارجي، والحنين يتسلل إلى أعماقه، يشعر بثقل الفقد الذي لم يعرف كيف يفرغه، وبصمت لا يحاول تكسيره.
تذكر كلمات إيلينا حين ودعته، وعد الحرية، وعد اللقاء عند الشجرة الكبيرة في العاصمة بعد عام، كلمات كانت كالنور وسط عتمة حياته.
تخيل تلك الشجرة، مليئة بالأوراق، تظلل بحنان من يجلس تحتها، وأحس برغبة غريبة في أن يصل إليها يومًا ما.
لكن الآن، عليه أن يعيش اللحظة، أن يواجه الحياة كما هي، دون سند إلا نفسه وذكرى إيلينا.
بعد ١٠ أيام
مع مرور الأيام، بدأت ملامح القرية تظهر بين الأشجار، بيوت صغيرة من الحجر والخشب، دخان مدافئ يتصاعد إلى السماء، أصوات حياة هادئة بعيدًا عن ضجيج القصر.
نزل إيثان من العربة، تنفس بعمق، شعر بالبرودة تخترق جلده، لكن في داخله حرارة غير مألوفة، مزيج من الخوف، الأمل، والقوة.
كانت القرية هادئة، كأنها تنتظره، كأنها تعترف بأنه قد أصبح جزءًا منها الآن.
حمل حقيبته وسار نحو كوخ صغير مهجور على أطراف القرية.
فتح الباب بصمت، دخل، جلس على الأرض الخشبية الباردة، وضع حقيبته جانبًا، وفتح القلادة مجددًا بين يديه.
كانت العزلة هنا مختلفة، ليست وحشة، بل كانت فرصة لإعادة بناء نفسه، لإعادة التعرف على ذاته بعيدًا عن قيود الماضي.
لكن قلبه لم ينسَها، لم ينسَ العيون التي لمعت بحنان حين وعدته أن يكون حرًا.
ظل يتأمل القلادة، تلمس أنامله كل تفاصيلها، وكلما نظر إليها، كان يشعر بأن جزءًا من إيلينا يعيش بداخله، يرعاه، يرافقه.
وبينما الشمس تغرب خلف التلال، تنهد إيثان بعمق، وسمع صدى في قلبه يقول: “الرحلة بدأت، والقصة لم تنتهِ.”
تلك الليلة، استلقى على الأرض الباردة، لكن روحه كانت تدفئها الأمل.
كان يعلم أن الطريق أمامه طويل وشاق، لكن بهمة جديدة ينبع من وعد لم يكسره وعد خالص، وعد أن لا ينسى…
أن يعيش، ويحب، ويحرر نفسه.
وفي قلب ذلك الهدوء، كان يعلم أن فصلاً جديدًا بدأ في حياته.
يتبع…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 61"