كانت أشعة الشمس تتسلل بخجلٍ من خلف الستائر الثقيلة المطرزة بخيوط ذهبية، ترسم خيوطها على أرضية الغرفة اللامعة كأنها تدق باب بداية جديدة، بداية تلمع بصفاءٍ زائف، تخفي خلفها مشاعر لا يُحتمل ثقلها.
في ذلك الصباح الربيعي، كانت الطيور تزقزق خارج النافذة، تغني للفرح، بينما في الداخل، ساد صمتٌ كثيف، كأن الجدران تنصت لما يجري داخل روح إيلينا.
فتحت عينيها ببطء، عيناها الخضراوان كانتا غارقتين في غشاوة من الذكريات والتفكير.
ظلّت تحدّق بالسقف لثوانٍ طويلة، دون أن تتحرك.
شعرت بثقل في صدرها، كأن قلبها قد أُحكم عليه بقفلٍ من قلقٍ لا يرحم.
كان يومها الكبير قد أتى… اليوم الذي تنتظره كل فتاة نبيلة.
بلوغ الثامنة عشرة لم يكن مجرد رقم، بل انتقال إلى مرحلة جديدة من الحياة، مليئة بالحفلات، المجاملات، والزواج المحتوم.
لكن بالنسبة لها…
لم يكن هذا اليوم سوى مأدبه عاديه لها.
كانت تعرف الحقيقة.
هذا اليوم لن يُخلَّد في ذاكرتها كعيد ميلادها، بل كيوم قررت فيه أن تكسر سلسلة العبودية التي طوقت قلب شخصٍ لم يعرف الحياة.
جلست ببطء على حافة السرير، ووضعت قدميها العاريتين على الأرض الباردة، كأنها تطلب من برودتها أن توقظها من كابوسٍ لا ينتهي.
مسحت ببطء على شعرها، تستحضر كل لحظة قضتها في الأيام الماضية وهي تخطط، ترتب، تتردد، ثم تحسم.
فتحت النافذة، ولفحها هواء ربيع ناعم، معطّر برائحة الزهور التي زرعتها.
كانت تلك الزهور تنمو كل يوم، تُمثل الأمل، الاستمرارية، الحياة…
لكنها، رغم ذلك، كانت تعرف أن بعضها لن يرى الصباح التالي.
دخلت آنا بخطواتٍ خفيفة، عيناها تتأملان سيدتها الصغيرة التي أصبحت اليوم سيدة القصر.
آنا: آنستي… لقد وصلت مصففة الشعر والخياطة وكل من سيُساعدك اليوم. علينا أن نبدأ.
قالتها آنا بابتسامة ناعمة.
هزّت إيلينا رأسها بهدوء، ثم قالت بصوتٍ خافت
إيلينا: حسنًا.
بدأت طقوس الزينة كما تُجرى كل عام، لكن اليوم، كانت مختلفة.
جلست إيلينا أمام مرآتها الكبيرة، والضوء الذهبي ينساب على بشرتها البيضاء ليزيدها إشراقًا.
بدأ الشعر يُجدل بخيوط لؤلؤية، وانسدل شلالٌ ورديٌ ناعمٌ على كتفيها، كشعاعٍ من زهرٍ نادر.
كل لمسة كانت تنغرز في أعماقها، لأنها جميلة…
فتحت الخياطة صندوقًا كبيرًا.
من داخله، أخرجت فستانًا من حريرٍ سكري فاتح لون، خُيط بالحب والدقة.
كان الفستان أشبه بقصيدة، تناثرت على ذيله الطويل زخارف من ورودٍ مطرزة بخيوط فضيّة، وصدره مرصّع بكريستالاتٍ دقيقة كأنها ندى الصباح.
ألبسوها الفستان، ووقفت أمام المرآة…
لكنها لم ترَ فتاة جميلة.
رأت سيدة تتخفى خلف طبقات، تخفي في داخلها قلبًا يخفق بالخوف والأمل.
قالت آنا بإعجابٍ حقيقي: لم أركِ بهذا الجمال من قبل… آنستي، أنتِ تشعين اليوم.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات